Thursday, November 8, 2007

الشياطين نجاح زائف و ابطال من ورق


الشياطين نجاح زائف و أبطال من ورق
08/11/2007
المصدر: جريدة الوفد - محمد شكر
عندما توقفت مؤلفة سلسلة كتب »هاري بوتر« عن الكتابة وقررت قتل هذه الشخصية التي تعلقت بها أذهان الكبار والصغار في العالم قاد شباب العالم ثورة ليردوا لهاري بوتر الحياة ولا شك أن هذا الاهتمام بشخصية خيالية قفزت من صفحات الكتب إلي شاشة السينما مؤشر هام يدل علي الارتباط بالأدب بغض النظر عن جودة ما يعرضه واختلاف النقاد عليه، وقد شهدت مصر ظهور مجموعة من سلاسل كتب المغامرات وكان من أشهرها سلسلة كتب »الشياطين الـ 3« التي كانت موجهة للمراهقين ولم تكن ذات قيمة فعلية
والتي خرجت من المنافسة أمام سلاسل أخري من كتب الجيب التي لا تحمل ملامح أدبية حقيقية، والغريب أن كل هذه السلاسل قد انقرضت دون أن يشعر بها أحد ولم تقم ثورة من أجل شخوصها الهزيلة، ولكن الأغرب أن يعيدنا المخرج أحمد أبوزيد إلي سلسلة »الشياطين الـ 3« بكتابته للفيلم الذي أخرجه وكتب له السيناريو وحمل اسم »الشياطين ـ العودة« وقد يكون لجوؤه إلي هذه السلسلة لاستلهام شخوصها ومغامراتها في فيلمه الجديد مجرد إتكاء علي نجاح زائف حققته هذه السلسلة قبل أن ينصرف عنها كل من جذبته لبعض الوقت في مرحلة الطفولة والمراهقة وقد تكون السينما المصرية تحولت إلي تقديم نوعية »الأكشن« من خلال أفلامها الأخيرة، وهذا ما دفع أبوزيد لاختيار سلعة رائجة يفضلها الشباب الذين يفرغون شحنات العنف الحبيس بداخلهم من خلالها ولكن الأحداث اعتمدت علي فكرة عودة الشياطين للعمل مرة أخري، وتكليف قائدهم رقم 1 أحمد الذي يجسد شخصيته شريف منير بجمع شمل الشياطين للقيام بمهمة جديدة تتمثل في ضبط عصابة لتهريب الآثار وذلك من خلال قيام أحمد بالعمل في التهريب وعرض قطع أثرية للبيع ثم يقنع هؤلاء التجار بقدرته علي سرقة المتحف المصري وينجح في النهاية في ذلك قبل أن يكتشف أحمد أنه خدع وأن الإدارة لم تستدعه لإعادة تكوين فريق الشياطين وأن أحد الأعضاء الذي يحمل رقم 8 واسمه كامل هو من قام بهذه اللعبة لينتقم من الشياطين الذين تركوه يصارع الموت طويلاً ويأتي مشهد النهاية ليتحدث كامل أو خالد زكي عن جهة تموله وتمنحه الملايين ليفجر قنبلة في المتحف المصري بعد سرقته وتأتي النهاية بانتصار الشياطين علي هذا الخائن وقيام الأخيار بإبطال مفعول القنبلة التي أعلن في جزء من الحوار أنها تستهدف المتحف المصري ولكن القنبلة التي تم إبطالها كانت علي يخت داخل البحر في شرم الشيخ، ولا أعتقد أن هذا الاختلاف يهم ما دام الأبطال قاموا بإبطال القنبلة وما دامت هناك قنبلة بالفعل، ورغم أن الفيلم يحمل جماليات في الصورة ومقدرة إخراجية كبيرة ظهرت في كثير من المشاهد التي تناثرت هنا وهناك خلال الأحداث، ورغم الإنتاج القوي الذي توفر له وحقق شيئاً من الإبهار في مشهد أو مشهدين فإن السيناريو غير المحكم قضي علي الفيلم تماماً وجعله كمسخ شائه يقدم أبطالاً من ورق يفتقدون المصداقية حتي في أبسط ما يفعلونه، وشخصية أحمد رسمها السيناريو كشخص صدم بعد أن قتل رفيقه في الفريق وكعادة الأفلام العربية يلجأ للخمر ويدمنها كذلك هوالشخص الذي تعشقه كل النساء وتتصارع عليه دون مبرر واضح ورغم هذا فقد كان أداء شريف منير في الكثير من مشاهد الفيلم يجعله أشبه بعملاق لا يسعه هذا البناء الضئيل المتهدم من الأحداث الملفقة فخبرته الطويلة منحته تعويذة سحرية ما إن يلقي بها علي وجهه حتي تفصله تماماً عن كل ما هو قبيح وتمنح المشاهد كثيراً من الطمأنينة والصدق، بينما كانت مساحة خالد زكي غير مناسبة وأدي أداء حرفياً لا يمكن اعتباره متميزاً مقارنة بالكثير من أدواره السابقة، أما جومانا مراد ودوللي شاهين فقد بديتا عاديتين إلي حد كبير واستطاعت لانا سعيد أن تخطف الأنظار إليها رغم أن دورها أصغر ولكنها قدمت كراكتر مختلفاً ميزها عنهن وقد تكون لانا سعيد ومحمد علاء هما الحسنة الوحيدة التي نتجت عن هذا الفيلم لأن كلاً منهما قدم دوراً مختلفاً إلي حد ما بينما جاءت الشخصيات الأخري متقاربة من حيث البناء سواء باسل خياط ، أو هاني حسن أو عمرو مهدي ، بالإضافة لدور طلعت زين الذي جاء تقليدياً ومفتعلاً.
المصدر : جريدة الوفد - محمد شكر

No comments: