Thursday, July 24, 2008


"أسف على الازعاج" .. فيلم بدون إزعاج
24 /07/2008
الصعود الهادئ.. والبناء ببطء.. والثقة فى كل خطوة.. مفردات شكلت ملامح مشوار النجم الشاب أحمد حلمى الذى بدأ حياته أقل نجومية وحظاً من أبناء جيله ووصل خلال فترة قصيرة إلى واحد من أكثر هؤلاء النجوم نجاحا و تحقيقا للايرادات، وإذا كان حلمى قد أجبر الجميع على الاعتراف بوصوله الى مرحلة النضج الفنى فى فيلمه السابق والرائع »كده رضا« فانه بالفيلم الجديد »آسف للإزعاج« قد أضاف ورقة جديدة فى ملف نجاحه الهادىء.. فيلم حلمى الجديد الذى كتبه أيمن بهجت قمر فى أول تجربة له فى الكتابة السينمائية أضاف الى النجم الشاب وقدمه فى صورة جديدة يقدم فيها حلمى كوميديا راقية بعيدة عن الإسفاف.
السيناريو جاء منسجماً فى سلاسة بفكرة قد لا تكون جديدة فى مضمونها وتدور حول صدمة يتعرض لها الشاب حسن زيدان بسبب وفاة والده فيتخيله دائماً معه يحدثه ويناجيه، ولم يقف أمر الشاب المصدوم عند تخيل الأب وكأنه لا يزال يعيش معه وان تعداه الى تخيلات أخري لعلاقة مع محبوبة، وأوضاع عكسية يتصور من خلالها الناس من حوله تشتمه، وهى فى الحقيقة تمدحه وتتعامل معه بشكل عادى .. الجديد فى الفكرة هو صبها فى سيناريو بارع نجح من خلاله أيمن بهجت قمر فى اخفاء الفكرة حتى نهاية النصف الأول من الفيلم ليفاجىء المشاهد فى بداية النصف الثانى من الفيلم بأن »حسن« مريض نفسيا ووالدته تعرف ذلك، وترفض مواجهته ولأنها تعرف سبب أزمته وهى غياب الأب. الفيلم يعبر عن الفكرة ـ فكرة فقد من نحب ـ بشكل ناعم ويجعل المشاهد يتعايش مع البطل وكأنه يعبر عنه شخصياً فمن منا لم يفقد عزيزاً، وتداخله دائماً خيالات بأن هذا العزيز يعيش بجواره، ويتحدث اليه.
لم ينس كاتب الفيلم أن يغلف فكرته بانسانيات طاغية، وخلفيات سياسية يعيشها البطل، فالأم منعت ابنها من العمل كطيار أو شراء موتوسيكل لأنها تخاف عليه، ولا تريد له أن يكون طياراً مثل والده، فيكتفى حسن من الطيران بأن يعمل مهندسا للطيران على الأرض، ولكنه ليس مهندساً عادياً وانما أراد أن يكون عبقرىاً كما كان والده يحب أن يراه فيفكر فى مشروع لتقليل الاستهلاك الطيران من الوقود، ويحاول أن يقابل رئيس الدولة لعرض المشروع عليه فيذهب الى منزله الرئيسى حاملاً »تورتة« تحمل صورته وصورة الرئيس مبارك فى مشهد جديد على السينما المصرية تتعامل فيه السينما مع الرئيس بالتصريح وليس بالتلميح، ورغم أن إقحام الرئيس قد يكون غير مبرر فإن براعة السينما والرسم المتقن للشخصية جعل وجود مشهد زيارة الرئيس مبررا فالشخصية مضطربة نفسياً، ويتخيل أن رئاسة الجمهورية تطلبه لتحديد موعد لمقابلة الرئيس، ولو كانت الشخصية سوية تماماً لكان لنا حول هذا المشهد كلام آخر.. الإخراج كان متقنا لخالد مرعى تعامل من خلاله مع شخصيات الفيلم بشكل أعطاها حميمية مع المشاهد وجاء أداء محمود حميدة »الأب«، ودلال عبدالعزيز »الأم« رائعاً، ويضيف لرصيد النجوم الكبار الذين يأخذون أماكنهم فى أفلام الجيل الجديد..يضيفون اليها بريقا من خبرتهم الطويلة.. أداء منة شلبى لم يختلف كثيراً عن أدائها أمام أحمد حلمى أيضا فى فيلمه السابق »كده رضا« أما مشاهد أحمد حلمى مع محمد شرف على المقهى فكانت من أجمل المشاهد، وتجعلنا نسأل لماذا لم يلتفت المخرجون لتلك الموهبة »محمد شرف« الذى تنبأ له البعض بالصعود بعد دوره »سامبو« فى مسلسل أرابيسك.
أحمد حلمى تفوق على نفسه فى هذا الفيلم الرائع ونجح أيمن بهجت قمر وخالد مرعى، فى تقديمه بشكل جديد وفى مشاهد كوميدية مبتكرة، وغير متكررة تعتمد على »الافيه« وكوميديا الموقف.. أما الديكور فجاء مناسبا وأحسن صناع الفيلم فى تصوير مشاهد حسن وهو يعمل مهندساً للطيران داخل المطار، وفى ورش وهناجر إصلاح الطائرات الحقيقية.
الموسيقى التصويرية جاءت معبرة، وأغنية شيرين عبدالوهاب فى نهاية الفيلم فى محلها تماما ولخصت أحداث الفيلم، وأزمة البطل بشكل ملىء بالشجن خاصة مع صوت شيرين، وأدائها المعروف.
الخلاصة أن فيلم أحمد حلمى الجديد يثبت أن البعد عن الصراخ، والمشاهد الجنسية، والكوميديا الفجة من الممكن أن يصنع فيلماً جميلاً يستحق المشاهدة.. آسف على الازعاج بالفعل فيلم بلا إزعاج.
المصدر : الوفد - ياسر شورى
أسف على الازعاج
24-7-2008
المصدر: جريدة الجمهورية
السينما دي غريبة جداً.. مثل كل شيء في حياتنا.. تعطيها تعطيك.. ويكتمل نجاحها بفهم ووعي حقيقي لما يطلبه الناس دون افتعال.. ثم عدم
العناد بأن الأشياء الصادمة أو الجارحة للمشاعر هي العبقرية بعينها. أو انهم وحدهم يملكون طبخة أو توليفة النجاح.. ثم تجيء الضربة بالفشل الذريع فيصرخون.. ويتهمون النقاد بأبشع التهم. وكأننا نحن من يصنع الأفلام!! أسوق هذا الكلام بمناسبة فيلم "آسف علي الازعاج" للكوميديان أحمد حلمي. والذي يفاجئك في أكثر من فيلم بوجود ما يسمي "باتقان العمل الفني" حتي ولو كان كوميديا أو صيفيا أو تجاريا!! ولكن عدم وجود معني "الاتقان" هذا هو أُس فساد السينما عندنا.. لاعتقاد البعض بأن عبقريته وحدها تكفي.. فيتدخل في عمل المخرج والمؤلف والمصور والناقد وحتي الجمهور كمان.. أو بفرض الشطط الجنسي علي الناس! الدراما هنا بسيطة ولكنها بليغة.. خطها شاعر الأغاني أيمن بهجت قمر في سيناريو متماسك رغم مفاجأته الدرامية الخاضعة لتفاصيل وجزئيات مهمة تكتشف مدي الحرص عليها منذ بداية العمل وقد يكون هناك اقتباس من فيلم بروس ويلز الشهير "الحاسة السادسة" ولكنه اقتباس محمود لا يستنسخ سوي ما يطلبه الموضوع ويكون في خدمة الغرض بلا زيادة أو نقصان. وهذه براعة تحسب للمؤلف كما تحسب للمخرج خالد مرعي في ثاني تجربة له أيضا مع السينما بالتأكيد هي الأفضل لكليهما معاً!! اننا نعيش مع مهندس الطيران الشاب حسن "أحمد حلمي" وهو وحيد والديه "محمود حميدة ودلال عبدالعزيز" ولديه طاقة عطاء غير محدودة ولكن أحلامه دائما محبطة مما أوقعه في مرض نفسي بسبب عدم فهم من حوله لطبيعة مشاعره.. ارتبط ارتباطاً وثيقا بأبيه الذي يعامله كصديق.. وعندما يموت هذا الأب لا يجد الشاب ما يؤنس وحدته غير استعادة وجود هذا الأب في حياته.. أو في خياله!! يدخل الفيلم في منطقة تداعيات شيقة. خاصة وهو يتعامل مع الأم التي لا تري غير ابنها. ومع الأب الذي لا يراه سواه.. ثم مع حبيبة "منة شلبي" تصادف أن تعرف بها ثم استحضرها في كل تفاصيل حياته! أتذكر بعدما انتهي الفيلم كيف كان الحرص علي ألا يلتقي الأب والأم في تعامل حسي. أو كيف كانا يلعبان الاسكواش والشاب وحده يصد ويرد الكرة دون مشاركة حقيقية من الوالد.. أو كيف كان يحميه الأب في عثراته وكأنها حماية ذاتية أو روحانية منفصلة عن الحياة الطبيعية.. كلها تفاصيل مهمة وموحية وتضع البناء في سياق جمالي يتسق مع الموضوع ويدعم قوة التشكيل العام.. له حق محمود حميدة يشارك في دور الأب في موضة عودة الكبار لمشاركة الشبان.. فالدور به مغامرة ومفاجأة برغم بساطة تناوله الخادعة لخضوعه لتلاعب ابداعي من حيل التشويق.. وأحمد حلمي يصنع لنفسه مكانة خاصة به بين أبناء جيله عرف كيف يصنعها.. ويحقق بها الايرادات أيضا دون فزلكة أو عناد.. ودلال عبدالعزيز ومنة شلبي رغم صغر دوريهما إلا أن حضورهما الملموس أضفي علي الأحداث أهمية بالغة بعفوية المحاكاة التي تمزح بالكوميديا وهي تخبيء التراجيديا في جوفها!!
حلم العمر
24-7-2008
جريدة الجمهورية - كتبت ماجدة خير الله
قصة صعود الشاب الفقير وكفاحه عن طريق ذراعه غالباً "أو قوته الجسمانية" هي حدوتة قديمة متداولة في السينما منذ البداية وحتي
اليوم.. وغداً.. فالسينما في جانب منها تلعب علي أحلام مشاهديها الذين يمثلون الأغلبية. وليسوا الأغنياء بالطبع لأن هؤلاء لديهم متع كثيرة السينما جزء ضئيل منها. بينما يذهب حزب الأغلبية إليها باحثاً عن تحقيق أحلام يعجز عنها في الحياة.. لضيق ذات اليد.. و"حلم العمر" هو نموذج لهذا النوع من الأفلام فبطله "حمادة هلال" شاب فقير. تركته ثقيلة بعد رحيل الأب مبكراً وهي أمه "هالة فاخر" وأخته الطفلة "منة عرفة". وحلمه منذ الطفولة أن يواصل لعبة أحبها لأنها أنقذته من براثن الأطفال الأشقياء الذين يفتكون بزملائهم.. ولكن الحلم يتحول إلي دافع ملح وقاهر لشاب في ظروفه. لا يملك إلا فقره ورغبته في أن يكون ملاكماً.. وقد تكون قصة الكفاح هذه كافية لصنع فيلم جيد أو دراما مهمة. لكنها هنا لا تكفي بالنسبة لمؤلف الفيلم نادر صلاح الدين. الذي يبتكر شخصية موازية للبطل. ملاكم مثله. شرير وقادر وبالتالي يتحول الصراع من صراع البطل مع نفسه وظروفه إلي صراع مع الآخر المنافس. يمتلك فيه الأول إرادته ومدربه الذي اكتشفه ودعوات أمه وأخته والفتاة الي أحبته. بينما يمتلك الثاني القوة الثلاثية للقهر وهي المحسوبية والثراء واستغلال نفوذه مستغلاً منصبه كضابط شرطة. ويقوم بهذا الدور الممثل الشاب "رامي وحيد" والذي يكشف عن قدرات مؤهلة لتحمل المزيد من الأدوار المهمة. واختياره هنا. مع اختيار آخر لممثل قدير هو توفيق عبدالحميد في دور مدرب الملاكمة المحترف والذي يحتوي بطله ويتابعه ويفني في أداء مهمته برغم ظروفه الصعبة. هذه الاختيارات تحتسب لمخرج الفيلم "وائل إحسان" الذي قدم لنا اسكتش سريع في بداية الفيلم. بالأبيض والأسود لمدرب ملاكمة آخر علم الطفل "بطل الفيلم" الدفاع عن نفسه. وهذا المدرب هو نفسه محمد رضا بطل مصر وأولمبياد أثينا عام 2004 الحاصل علي فضية العالم. والذي يتمتع بوجه سمح وكاريزما ربما تلفت الأنظار إليه مستقبلاً. وظهوره في لقطات تدريب البطل وهو طفل لم يكن إلا تحية له. فهو من درب حمادة هلال ورامي وحيد علي إجادة لعبة الملاكمة ليصل بهما إلي هذه الدرجة من اتقان الدور. في بادرة طيبة لاحترام عقل المشاهد وشروط المهنة. وهذه ليست المرة الأولي لتقديم دور ملاكم علي الشاشة فقبلها جاءت أفلام "النمر الأسود" و"البطل" لكنها هنا في أفضل صورة للدرجة التي أصبحت فيها الشخصية طاغية علي الملامح الأصلية للبطل مساهمة في اقناعنا به. فنحن أمام معادلة سينمائية شائعة الآن وهو ان الفيلم المصري غالباً ما يكتب من أجل البطل. أياً كان اسمه. وسواء كان حمادة هلال أم ممثل آخر غيره. ولكن لأن ملامح هلال الجمسانية ووجهه الطفولي يخاصمان الشكل الغالب لملامح الملاكمين عادة. فإن المخرج هنا استطاع التغلب علي هذا بتهيئة هلال ليقوم بالدور ويجعلنا نصدقه وهو يفوز علي "الوحش" الآخر بقدراته الجسمانية المميزة أولاً. والروائية. ثم يفوز في النهاية علي الملاكم الثاني. الأخطر. الأمريكي.. وحيث نري حمادة هلال هنا يخضع لمصداقية الشخصية "ومعاناتها الشديدة" وليس لشروط النجومية.. فيبدو مشوهاً بفعل عنف ما تلقاه من ضربات الأمريكي.. وتبدو براعة المخرج واضحة في مشاهد كثيرة مثل مشاهد حلبة الملاكمة بكل ما فيها. وفي حفاظه علي إيقاع لاهث لحركة اللاعبين والمتفرجين. وقدرته علي تقديم لغة بصرية مميزة هي واحدة من مميزات وائل إحسان الذي يجتهد دائماً لتقديم جزء مميز في كل فيلم يخرجه. وهو ما يعني أنه في طريقه لتقديم فيلم مميز بالكامل.. يوماً ما.. وان كان قد جانبه التوفيق في اختيار بطلة الفيلم دينا فؤاد فقد فقدت هنا حضوراً جيداً حققته في ظهورها الأول في مسلسل "الدالي" في رمضان الماضي هنا تقف وحدها بلا حضور أو ملامح خاصة للدور أو مساحة للتمثيل.. للأسف كذلك يبدو دور هالة فاخر كأم للبطل محدود وهامشي بينما المفترض العكس تماماً وفقاً للدراما نفسها. وفي "حلم العمر" يجتمع الفقر والغني الإنتاجي معاً. كل له مشاهده. وأسبابه. فإذا كانت أسماء ممثلي الفيلم تضعه في قائمة أفلام التكلفة الأقل وبالتالي تبدو أغلب مشاهد البطل وأهله فقيرة متجاوبة مع فقر السيناريو فيما يخص البناء الدرامي للأبطال. فإن السخاء الإنتاجي لا غني عنه في مشاهد حلبة الملاكمة لأنه قمة الفيلم وبدونها يفقفد مشاهديه.. وهذه هي مهارة البعض التي تفوق كل المهارات الأخري في السينما المصرية الآن.

Wednesday, July 23, 2008

اسف على الازعاج.. حكاية شاب عبقرى يعانى من عقدة اضطهاد
23/7/2008
ماجدة خير الله - مجلة اخر ساعة
أحيانا ماتجد لاعبا محترفا عليه تعلق الجماهير الآمال ،يتحرك في بداية واحدة من المباريات المهمة بدون هدف وكأنه لايبالي بمايحدث ،مما يثير حفيظة الجماهير وقلقهم علي نتيجة المباراة وفجأة تجد هذا اللاعب يحرز هدفا وراء الآخر ،ويتأكد جمهوره أنه لم يكن يضيع الوقت سدي وأن حالته الأولي التي بدا عليها في الملعب هي جزء من خطة اللعب التي تنتهي بنصر ساحق ونجاح مدو!هذا بالضبط ماكان عليه شعوري وأنا أتابع آسف علي الإزعاج أحدث أفلام النجم أحمد حلمي ،فقد بدت الدقائق الأولي من الفيلم مربكة ،ومحيرة وإذا بالأحداث تأخذك إلي منحي لم تكن تتوقعه،وتجبرك علي أن تعيد التفكير في الدقائق الأولي للفيلم لتتأكد أنها كانت مقدمة منطقية لما يليها من أحداث!قبل نزول فيلم آسف علي الإزعاج كان الجمهور في حالة شوق عارمة لمعرفة أية تفاصيل عن طبيعة الدور الذي يقدمه أحمد حلمي ،ولكن نجم الفيلم كان من الذكاء بحيث حجب عن الجمهور أية معلومات يمكن أن يتبين من خلالها تركيبة الشخصية التي يقدمها، وكان إعلان الفيلم التريلر الذي لم يتعد طوله أربعين ثانية ،مثيرا لفضول الجماهير مانحا إياهم حالة من البهجة المتوقعه، وفي ليلة العرض الأول تدافع الجمهور إلي قاعات السينما في لقاء مع نجم استطاع أن ينال ثقته واحترامه، فيلم لأحمد حلمي لابد أن يكون حالة فنية شديدة الخصوصية ولم يخذل النجم جمهوره بل قدم له عملا فنيا يؤكد من خلاله أنه أهم ممثل ظهرعلي شاشة السينما المصرية في السنوات العشر الأخيرة
***احتفي النقاد بأبطال فيلم سهر الليالي وأثنوا علي أداء معظم من ظهر في هذا الفيلم، ولم يلتفت إلا القليل منهم إلي أن أحمد حلمي قدم دورا بعيدا عن الكوميديا يؤكد أنه يمكن أن يلعب وحده في منطقة لاينافسه فيها أحد، وكنت أتوقع أن يستغل أحمد حلمي نجاحه في فيلم سهر الليالي ليقوم بحركة جريئة ويقدم أدوارا مفعمة بالتغيرات النفسية والإنسانية، ولكنه كان مشغولا بتدعيم اسمه ومكانته في مجال الكوميديا حتي تمكن بفضل موهبته وذكائه في أن يتخطي كل حواجز السباق، ويقف في أول الصف،متخطيا بعض من سبقوه في مجال الكوميديا، الذين تهاووا وتساقطوا الواحد تلو الآخر !اسمه حسن صلاح الدين زيدان، شاب بسيط ينتمي لأسرة تنعم بقدر واضح من الاستقرار المادي، يعمل في مجال ميكانيكا الطائرات، يعاني من عقدة الاضطهاد، وقد اعتاد من وقت لآخر أن يراسل رئيس الجمهورية شاكيا له حاله، وعدم اعتراف الناس بذكائه وعبقريته، وخاصة بعد أن توصل الي مشروع أو اختراع من شأنه أن يوفر استخدام الطاقة في مجال الطيران، ولكن أحدا لم يأخذ مشروعه علي محمل الجد! بل يصل الحال الي رفده من عمله ،لسبب شديد الغرابة، يؤكده رئيسه في العمل وهورفضه الحصول علي إجازة يريح فيها نفسه من عناء العمل!يلتقي حسن صلاح الدين زيدان بفتاة تثير إعجابه منة شلبي اعتاد أن يلقاها في كافيه يتردد عليه كثيرا، يحاول أن يلفت اهتمام الفتاة بشتي الطرق، حتي أنه يلجأ الي حيلة غريبة وهي أن يدفع لها مبلغا من المال، خسرته في تعاملها مع شاب كلفته بعمل ونصب عليها، ويدعي حسن صداقته بهذا الشاب ويعدها أن يرجع لها نقودها بالتقسيط حتي يضمن لقاءها أكثر من مرة، يعاني حسن من تسلط والدته دلال عبد العزيز التي تعامله كطفل لم ينضج بعد، أما والده محمود حميدة فهو مثله الأعلي وصديقه الوحيد الذي يمكن أن يصارحه بكل مايجول في نفسه، والأب من ناحيته يغمر ابنه بالحب والحنان ليعوضه عن غيابه وسفره المستمر، فهو يعمل في مجال الطيران الذي يحتم عليه كثرة الأسفار، وينتظر حسن عودة والده بفارغ صبر فعلاقته به تغنيه عن الأصدقاء، ولايجد حسن غضاضة في مصارحته بأنه يلقي معاملة جافة وسخرية من كل من يلقاهم لدرجة أنه يشعر أن الجرسون الذي يعمل في الكافيه الذي اعتاد التردد عليه كاد يصفعه علي قفاه، وأن السايس الذي يركن له سيارته ،يسخر منه ويسمعه بعض الشتائم !وينصحه والده بالتعامل مع هؤلاء بالحسني حتي لو أفرطوا في سوء معاملته، وبين الحين والآخر يتلقي حسن مكالمات تليفونية من مجهول يقوم بسبه والسخرية منه دون أن يفصح عن سبب هذا السلوك العدائي تجاهه! وتتطور العلاقة بين حسن والفتاة التي تعجبه ويهيم بها حبا فريدة أو منة شلبي ،ومن أجلها يغير من طريقة هندامه ويصبح أكثر جرأة وإقبالا علي الحياة ،إلي أن تحدث المفاجأة الكبري في حياة حسن صلاح الدين زيدان ،وهي مفاجأة يتلقاها معه الجمهور حيث يكتشف ونكتشف معه أن والده قد توفي من زمن ،وأنه يعيش في وهم كبير من صنع خياله ،أما والدته التي كانت تبدو امرأة متسلطة وتعامله كطفل صغير فهي ،تعيش مأساة في محاولة لإنقاذ ابنها الذي لم يتمكن من احتمال صدمة فقده لوالده وصديقه الوحيد ،وتسعي لإدخاله مصحه للعلاج نفسي ،ليقتنع أن والده قد رحل عن الدنيا وعليه أن يتقبل هذه الحقيقة ويتعايش معها ،حتي تستقيم حياته !
***إذا كنت قد شاهدت فيلم العقل الجميل للممثل الاسترالي راسل كرو الذي رشح عنه علي جائزة أوسكار ،فسوف تتبين أن هناك تشابها بين حالة البطلين في الفيلم الامريكي والمصري ،والتشابه هنا ناتج عن تأثر كاتب السيناريو أيمن بهجت قمر ،بحالة بطل الفيلم الامريكي الذي كان يعاني من هلاوس وعقدة اضطهاد تجعله يري شخوصا لاوجود لها إلا في مخيلته فقط ،ولكن هذا التشابه لايصل الي حد التطابق ،ولكنه مجرد تأثر بفيلم لايمكن أن يسقط من ذاكرة من شاهده ،وهذا لاينفي عن سيناريو فيلم آسف للإزعاج التفرد والتميز في مناطق كثيرة ،وخاصة مايتعلق بعلاقة حسن زيدان بوالده الراحل ،وحبيبته التي كانت وهما فأصبحت حقيقة!تجربة أيمن بهجت قمر مع كتابة السيناريو في فيلمه الأول بحبك وأنا كمان لم تكن تنبيء بهذا النضج الواضح الذي لمسناه في تجربته الثانية آسف علي الإزعاج الذي يعتمد علي تفاصيل شديدة الذكاء ترويها الصورة دون اللجوء لثرثرة الحوار ،مع قدرة واضحة علي رسم الشخصيات حتي الثانوية منها، ونسج الأحداث في تصاعد يؤدي الي تفاقم حالة حسن زيدان ووصوله لحالة من الشفاء المؤقت من أوهامه وهواجسه، غير أن تلك الهواجس التي تتلخص في استدعائه لبعض الشخصيات القريبة من نفسه والتي فقدها بسبب الوفاة هي أهم نقاط الفيلم عذوبة وخاصة أنها تلمس منطقة المشاعر لدي كل البشر علي اختلاف نوعياتهم وثقافتهم ،فمن منا لاتداهمه ذكريات من أحبهم وافتقدهم وتمني وجودهم في لحظات الهم والحزن !حتي تتشابك خيوط الوهم والحقيقة التي تصل أحيانا لإقامة حوار مع الغائب وكأنه لم يغب !
***المخرج خالد مرعي يتألق في آسف للإزعاج رغم أن تجربته الأولي جاءت مخيبة للآمال تيمور وشفيقة الذي عاني من ارتباك السيناريو وضعف قيمته الفكرية ،وهو هنا يستغل حرفته الاولي كمونتير ويقدم إيقاعا متوازنا ويرسم بالصورة أحداثا شديدة التعقيد، تسانده كاميرا أحمد يوسف وموسيقي عمرو إسماعيل ،أما عنصر التمثيل فيحسب له تقديم مجموعة من أصحاب المواهب الطازجة وخاصة جرسون الكافيه الذي لاأعرف اسمه للأسف وهو الذي شاهدناه في إعلانات قناة ميلودي وصاحب نكتة مطار الانفاق !وهذا الممثل الذي أدي دور صاحب معرض الموتوسيكلات ،ورغم قلة عدد المشاهد التي قدمها محمد شرف في الفيلم إلاأنه فجر من خلالها الضحكات التي تغلفها بعض مشاعر الشجن الجميل،منة شلبي في مكانها لاتتقدم ولاتتأخر ،أما دلال عبد العزيز فأصبحت مهيأة لأداء أدوار الأم بعد زيادة وزنها بشكل واضح ،محمود حميدة كان بمثابة دعامة الفيلم ،وأداؤه العفوي من اهم مناطق الجذب ولا أتصور ممثلا غيره يمكن أن يلعب دور الأب والمثل الأعلي والصديق لابنه الشاب !أحمد حلمي ليس مفاجأة الفيلم وحسب ولكنه مفاجأة للسينما المصرية ،وليس رميا للغيب إن قلت أن دوره في آسف للإزعاج هو أفضل مايمكن للممثل شاب أن يقدمه في موسم 2008 فهو الممثل الأوركسترا الذي يقدم عدة حالات إنسانية في شخصية واحدة ،بنفس قدر الإجادة وكأنه يعزف علي أكثر من آلة موسيقية في آن واحد ،من يبحثون عن الضحك النابع من القلب مغلفا بحالة إنسانية فريدة ،سوف يجدون في آسف علي الإزعاج أكثر من مجرد فيلم كوميدي ينسون تفاصيله قبل مغادرة قاعة السينما ،وكان صوت شيرين عبدالوهاب وأداؤها للأغنية المصاحبة للفيلم عوضا واعتذارا منها لجمهور طال انتظاره للجديد الذي لم تنجح في تقديمه مع ألبومها الذي طرح من شهر تقريبا دون أن يكون له أي صدي أو تأثير !

"مسجون ترانزيت" فيلم مثير و لكن هناك خطأ
23/07/2008

تمثل أفلام الحركة البوليسية متعة خاصة للمتفرج‏,‏ وهي من أمتع وأنجح الاعمال السينمائية وأكثرها ايرادا في العالم كله‏,‏ لانها تقوم علي
المغامرة والإثارة والتشويق‏,‏ وبالتالي تحمل قدرا كبيرا من الجاذبية وتحقق الاستمتاع‏..‏ والمتفرج يصدق أو يتجاوب مع هذه الافلام رغم ماتتضمنه من مبالغات سواء في قدرات البطل أو مايسودها من مطاردات خيالية‏,‏ ولكن بشرط ان يكون للعمل منطقه الخاص‏,‏ وحبكته الذكية‏,‏ ومفاجأته التي تأتي مع تطور الاحداث وتتفق مع البناء الدرامي للفيلم نفسه‏..‏ فهل حقق مسجون ترانزيت هذه المعادلة؟ألعاب بوليسية ساذجة بين نصاب و حرامي‏
توافرت لفيلم مسجون ترانزيت كل مقومات تقديم عمل بوليسي ناجح‏:‏ ظروف انتاجية جيدة‏(‏ وائل عبدالله‏),‏ نجم سينمائي يتمتع بقبول وينتظره المشاهد‏(‏ احمد عز‏),‏ وممثل قدير يصدق الناس تشخيصه‏(‏ نور الشريف‏),‏ ومخرجة لديها القدرة علي الخيال وتملك حرفة وادوات تحقيق ذلك سينمائيا بداية من اختيار اماكن التصوير وزوايا الكاميرا والتلاعب بالمونتاج‏,‏ والاستفادة من قدرات ممثليها وتوظيف الموسيقي التصويرية‏(‏ ساندرا نشأت‏),‏ ولها تجارب فنية جيدة كان امتعها ملاكي اسكندرية‏..‏ وبقي ان يتحقق الشرط الاساسي للنجاح ان تكون الحبكة أو البناء الدرامي ذكيا في سرده ومفاجأته ومنطقه حتي يتعايش المتفرج معه‏.‏تقوم فكرة الفيلم علي نصاب‏(‏ نور الشريف‏)‏ يقنع حرامي خزائن‏(‏ احمد عز‏)‏ بانه مطلوب في مهمة وطنية بتحب مصر ياعلي‏!..‏ ولان علي هذا‏(‏ احمد عز‏)‏ مسجون بتهمة القتل بالاشغال الشاقة المؤبدة ويعاني من مرارة السجن وقضاء عمره كله فيه‏,‏ ليس امامه بالطبع سوي حب مصر‏!...‏ ولمزيد من الاثارة تصبح العملية ضد رجل اعمال اسرائيلي تريد المخابرات اوراقا مهمة في حوزته‏...‏ وطبعا الحرامي لايعرف انه يتعامل مع نصاب ولانحن ايضا‏!..‏ وتتم العملية علي خير‏!...‏ ولكن الحرامي يصبح له اسم وهوية أخري فقد تم تهريبه من السجن علي اساس انه ميت‏(!!)..‏ وتمر السنوات ويعود الحرامي من الكويت كأحد رجال الاعمال‏,‏ ومرة أخري‏,‏ يذهب إليه النصاب في مهمة داخلية خطيرة تتعلق بالارهاب وعضو مجلس شعب فاسد‏!...‏ وينفذها الحرامي‏..‏ وفجأة يصارحنا الفيلم بانه ضحك علينا وان رجل المخابرات ماهو إلا نصاب مزيف‏,‏ وان الحرامي والجمهور بلعا الطعم بالهنا والشفا‏.‏يبدو الفيلم في مجمله مثيرا‏,‏ ولكن الخطأ الاكبر الذي وقع فيه أن صناع الفيلم تصوروا أنهم اذكي من المتفرج بداية من اختيار عنوان جذاب خاو من المعني مسجون ترانزيت حتي وصل الي النهاية الدموية التي طالت النصاب والحرامي ورجل الاعمال الاسرائيلي وعضو مجلس الشعب الفاسد‏..‏ والجمهور‏.‏
المصدر : الاهرام - نادر عدلى
يا نادين لبكي..هؤلاء هم البنات فأين السكر؟
7/23/2008
المصدر: مصراوى.كوم
كتب - محمد رفعت - لم يعجبني فيلم "سكر بنات" أول أعمال المخرجة "نادين لبكى" في السينما، ولم أفهم سر الضجة والحفاوة المبالغ فيها بالفيلم الذي أراه لا يصمد للمقارنة أمام أفلام مصرية وعربية أكثر جرأة وصدقا واحترافا في الحديث عن أحلام وإحباطات المرأة العربية من "يا دنيا يا غرامي" إلى "أحلى الأوقات" ومن "قص ولزق" إلى "سهر الليالي" الذي يمكن اعتباره أيضا فيلما عن نماذج مختلفة عن النساء.
ويبدو أن "نادين" التي اشتهرت كمخرجة أغاني مصورة قد اختارت أن تقدم نفسها من خلال صورة براقة جميلة وبدلا من أن تخدم موضوعها وترسم نماذجها الإنسانية بدقة باستثناءات قليلة، وكان يمكن أن يكون "سكر نبات" أفضل كثيرا لو اهتمت أكثر بالسيناريو مثلما اهتمت بالكادرات الجميلة التي لا تكفى وحدها لصناعة فيلم جيد.
هناك خيط رفيع يجمع شخصيات "سكر بنات" هو فكرة الانتظار، بل أن أحد لقطات الفيلم الجميلة التي تظهر فيها "ليالي" (نادين لبكى) وهى خلف ستارة محل الكوافير الذي تعمل به تذكرنا بقوة بإحدى لوحات "سلفادور دالي" المعرفة عن فتاة تنتظر شخصًا أو شيئاً ما أمام نافذة مفتوحة .
وهناك خيط رفيع آخر هو بحث معظم الشخصيات عن الحب حتى لو كان الثمن هو الألم. وهو معنى جميل لا تسانده - مع الأسف - دراما قوية بحيث تكون كل حكاية تنويعة على نفس الفكرة.
وفى نوعية الأفلام التي تقدم ببطولتها شخصيات متعددة إما أن تأخذ كل حكاية خطها المعقدي بما يحقق التوازن العام فى الصورة بكل ظلالها وألوانها .. وإما يتم الاقتصار على عدد محدود من الشخصيات المتجانسة.
وليس ذلك هو الحال في "سكر نبات" الذي يتوقف عند شخصية ثم يمر مرورا سريعا على معظم الشخصيات، هناك مثلاً تفصيلات إنسانية قوية في حكايتين الأولى تخص "ليالي" التي تعيش قصة حب مع رجل متزوج لا نرى وجهه في لقطة واحدة باعتباره الحاضر الغائب في حين يحبها في صمت رجل مرور خجول.
أما الحكاية الثانية فهي الأجمل والأكثر تأثيرا رغم أنها خارج إطار حكايات البنات لأنها ترتبط بعلاقة سيدتين مسُنتين إحداهما ترعى الأخرى، ولكنها تتعلق في نفس الوقت برجل فرنسي عجوز، والحدوتة رومانسية ومنفذة بحساسية واضحة ولكنها تبدو كجملة اعتراضية في حكاية فتيات محل "الكوافير" الأكثر اقتراباً في أعمارهن وفى مشكلاتهن.
وفى لمسات سريعة يستعرض الفيلم حكايتهن مثل "نسرين" (ياسمين المصري) الفتاة التي تنتظر الزواج، وتلجأ إلى طبيب بعد أن فقدت عذريتها، وهى نسخة باهتة من الشخصية التي قدمتها "إلهام شاهين" بصورة أقوى وأعمق في فيلم مجدي أحمد على الهام "يا دنيا يا غرامي".
ولدينا كذلك حكاية "جمال" التي تعانى من هاجس الاقتراب من سن الشيخوخة فتبالغ في إظهار جمالها إلى درجة محاولة العمل في الإعلانات، والشخصية شبه هامشية لدرجة أنك تنساها قبل الخروج من الفيلم كما إنها لا علاقة لها بفكرة البحث عن الحب حتى لو كان الثمن هو الألم.
وتبقى الشخصية الأخيرة وهى "ريما" التي تكتشف في نفسها الميل إلى النساء، ويعبر عن ذلك نظراتها ولمساتها مع واحدة من الزبائن، ولا تفسير على الإطلاق لهذه الميول الشاذة ولا دراسة جيدة للشخصية كما شاهدنا في أفلام معروفة مثل "جنون الشباب" للمخرج خليل شوقي، وإنما لقطات هامشية محدودة لا تقول شيئاً.
الفيلم - مع ذلك - على مستوى جيد من الناحية الفنية خاصة التصوير والإخراج ولكنه لا يستحق أن تفوز كل ممثلاته مرتين بجائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجانين مختلفين هما أبو ظبي ودمشق، فأفضل ممثلتين في الفيلم هما "نادين لبكى" والممثلة التي أدت دور العجوزة "روز".
وفيما عدا ذلك فإنه من التهريج والتشجيع المجاني منح الجوائز بالجملة للممثلات الأخريات.
أما التصوير فقد قدم مشاهد رائعة وجميلة، خاصة مع نجاح المخرجة في رسم تكوينات جيدة داخل مكان محدود هو صالون التجميل، كما أنها أظهرت قدرة واضحة على قيادة ممثليها ومعظمهم يمثل لأول مرة ولا نعرف منهم سوى الممثل عادل كرم الذي قدم دور رجل المرور العاشق والخجول.
واستغلت نادين أيضا براعتها في مجال الأغنية المصورة فقدمت أغنيتين تعلقان على الأحداث، كما أنها قدمت مشاهد كوميدية جيدة مثل مشهد مرافقة البنات لصديقتهن التي فقدت عذريتها لإجراء عملية عند أحد الأطباء
.

Tuesday, July 22, 2008

رقابة الداخلية علي الأفلام تثير الجدل بين السينمائيين
جريدة المصرى اليوم - كتب محسن حسنى
٢٢/٧/٢٠٠٨

هل تعود وزارة الداخلية لممارسة دورها الرقابي علي الأعمال الفنية المصرية كما كانت تفعل علي مدار خمسين عامًا خلال القرن الماضي منذ عام ١٩٠٧؟ سؤال نطرحه بعدما أبدت الداخلية ملاحظاتها علي أفلام «نمس بوند»، و«مسجون ترانزيت»، و«هي فوضي» وغيرها من الأفلام التي عرضت العام الحالي والعام الماضي، وكان لصناعها احتكاكات بدرجات متفاوتة مع الوزارة.
في عام ١٩٠٧، بدأت وزارة الداخلية ممارسة دورها الرقابي «الشرعي» علي الأعمال الفنية بمصر، وكانت هي الجهة الوحيدة التي توافق أو تمنع عرض فيلم أو مسرحية حتي عام ١٩٤٧، ثم انتقلت رقابة الأعمال الفنية إلي وزارة الشؤون الاجتماعية، وعادت مرة أخري لوزارة الداخلية. إلي أن آلت في النهاية لوزارة الثقافة عام ١٩٥٥ حين صدر قانون إنشاء جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، وبموجب هذا القانون أصبح لذلك الجهاز وحده الحق في رقابة الأعمال وإجازتها أو منعها مما يعني أن تدخل أي جهة أخري يعتبر مخالفة قانونية.
مسألة إبداء ملاحظات «بوليسية» علي أفلام سينمائية، أمر يرفضه السينمائيون من حيث المبدأ، لأن هناك جهازًا مستقلاً تابعًا إداريا لوزارة الثقافة وظيفته الرقابة علي المصنفات الفنية، ولأن رقابة وزارة الداخلية علي المصنفات الفنية ألغيت بموجب القانون منذ أكثر من خمسين عامًا.
خالد يوسف المشارك في إخراج فيلم «هي فوضي» أبدي أسفه الشديد من تدخل وزارة الداخلية في الفيلم بإبداء بعض الملاحظات ومطالبة الرقابة بتنفيذها، وقال يوسف: ليس من حق أي جهة حتي لو كانت سيادية أن تراقب أفلام السينما، لأن الدستور والقانون حددا جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية كجهة وحيدة منوط بها مراقبة الأعمال الفنية (رغم تحفظي علي وجود جهاز للرقابة الفنية من حيث المبدأ) وهذا القانون المعمول به منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي ينبغي احترامه وتفعيله،
لكن مع الأسف الشديد لاحظنا نحن السينمائيين خلال الفترة الأخيرة أن جهاز الرقابة ينصت لنصائح رقابية من جهات أخري كالأزهر والكنيسة ووزارة الداخلية، والقوات المسلحة، ومع احترامي الكامل لتلك الجهات فإنني أعتقد أنه ليس من حقها مراقبة الأعمال الفنية لأن ذلك يعني مخالفتها للقانون والدستور، كما يعني أن الدولة مرتعشة وأن جهاز الرقابة ليس لديه قدر كاف من الثقة يجعله يتخذ القرارات بمفرده ويتحمل المسؤولية وحده، ولذلك يلجأ إلي إشراك جهات أخري في قراراته.
وأضاف خالد: رغم تحفظاتي علي وجود جهاز للرقابة إلا أنني في النهاية أستطيع التحدث والتحاور مع علي أبوشادي رئيس الرقابة باعتباره ناقدًا فنيا كبيرًا، ولكن كيف أتحدث مع ضابط شرطة في دراما أعمالي، وكيف أقنعهم بضرورة وجود مشهد لا يروق لهم؟ والحقيقة أنني في تجربة «هي فوضي» لم أحتك بهم احتكاكًا مباشرًا وإنما كانت للداخلية ملاحظات ارسلتها للرقابة التي كانت وسيطًا بيني وبينهم، لكنني لم أستجب لتلك الملاحظات، باستثناء ملاحظة واحدة أقنعني بها علي أبوشادي وهي مراعاة حساسية الظروف الراهنة بين القضاء والشرطة من أجل الصالح العام، والتزمت بذلك لأنها ملاحظة منطقية.
وقال خالد: الرقابة عمومًا، بصرف النظر عن الجهة التي تمارسها، أعتبرها مؤسسة قمعية تكبل الإبداع وتعوق أي تقدم فني، وأذكر واقعة بيني وبين الرقابة منذ عامين حين عرضت عليهم فيلم «المشير والرئيس» فأحالوني لجهات أمنية لكنني رفضت هذا واعتبرته مخالفة صريحة للقانون، وأقمت دعوي قضائية ضد جهاز الرقابة، لأننا كسينمائيين إذا ارتضينا وجود جهاز للرقابة فهذا لا يعني أن تكون كل مؤسسات المجتمع رقيبة علينا.
أحمد البدري مخرج فيلم «نمس بوند» تحدث عن احتكاكه بالداخلية قائلاً: المشكلة أننا أثناء عمل المونتاج عرضنا الفيلم علي الرقابة وسألناهم عما إذا كانت لديهم ملاحظات فقالوا لنا «لا توجد أي ملاحظات»، وبعد أن «قصينا» النيجاتيف فوجئت بمطالبة الرقابة بتنفيذ ملاحظتين بناء علي تعليمات من الداخلية، الملاحظة الأولي هي أن وزير الداخلية لا يقبض علي أحد وبالتالي يجب حذف كلمة وزير، والملاحظة الثانية كانت جملة حوارية، وبعد تنفيذ تلك الملاحظات بالحذف من الصوت فقط، فوجئت بملاحظتين من الرقابة نفسها، الأولي حذف جملة علي لسان البطل هي: «يا بلغة يا ابن البلغة» والثانية هي جملة «حاميها حراميها» فحذفناهما من الصوت فقط أيضًا.
وقال البدري: باعتباري صانعًا للفيلم ومسؤولاً عنه لا أحب تدخل أكثر من جهة للرقابة عليه، وأعتبر ذلك مخالفًا للقانون، واعتقد أن هذا التغير الرقابي حدث في مصر بعد فيلم «هي فوضي»، وأصبحت الداخلية حريصة علي إبداء الرأي في أي عمل فني يتناولها، والحقيقة أنني لاحظت خلال احتكاكي بهم أنهم أكثر تعاونًا من جهاز الرقابة ذاته، لكن هذا ليس تبريرًا لتدخلهم في أعمالنا الفنية مع احترامي الكامل لكل الجهات السيادية بمصر.
من جانبه أكد الناقد علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية أن ملاحظات الداخلية تكون في إطار التعاون بين الجهات الرسمية بالدولة والهدف في النهاية هو حماية النظام والصالح العام، والمسألة ليست تعنتًا وإنما قد يكون صانع الفيلم له تقدير معين للصالح العام، ونحن نختلف معه علي هذا التقدير، وقد يكون لتلك الجهات السيادية وجهة نظر أفضل لذا ننصت لبعض ونتحاور ونصل في النهاية لما يفيد البلد.
وأوضح أبوشادي أن ملاحظات الداخلية أو أي جهة أخري تكون خاضعة للتحاور، مؤكدًا: لا نتلقي أوامر من أحد لكن الموضوع باختصار أننا لاحظنا خلال الفترة الأخيرة أن صناع بعض الأفلام يتناولون ضابط الشرطة باعتباره عدوًا للشعب، وأصبح بديلاً لرئيس العصابة في الأفلام القديمة، وهذه الصورة لضابط الشرطة يجب أن نرفضها جميعًا لأنه يفترض أنه حامي النظام، وحتي إن كانت هناك تجاوزات من بعضهم فهذا لا يعني انهم كلهم متجاوزون.
وأشار رئيس الرقابة إلي أن الداخلية كانت رقيبة علي الأعمال الفنية بمصر لأكثر من خمسين عامًا منذ عام ١٩٠٧ وحتي الخمسينيات، وكان كلامهم سيفًا علي رقاب الجميع وملاحظاتهم تتم تلبيتها دون نقاش، كما كانت الكواليس تشهد خلافات بينهم وبين صناع الأفلام، لكن الصحافة لم تكن تجرؤ وقتها علي إثارة كل هذا، أماالآن فنحن نتحاور ونتناقش ونختلف ورغم كل هذا يشتموننا في الصحف.
من جانبه أكد اللواء حمدي عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام أن الداخلية ليست جهة رقابة وأن القانون حدد أن جهاز الرقابة فقط منوط به رقابة الأعمال الفنية، لكن هذا الجهاز يسترشد بآرائنا في بعض الأعمال التي تتناول ضباط الشرطة، ونحن نبدي ملاحظات استرشادية نتحاور فيها ولا نعطي أوامر لأن هذا يخالف القانون، كما أن كتاب السيناريو والمخرجين أحيانًا يسترشدون بنا في بعض الأمور بحيث يصورون الصورة الصحيحة،
والأمور كلها تتم في إطار التعاون بين الداخلية صناع الأفلام، وأعتقد أن صناع الأفلام يجب أن ينظروا إلي الصالح العام بعين الاعتبار وألا يطلقوا لأنفسهم العنان في ابداعاتهم طالما أن تلك الأعمال تعرض عرضًا عامًا للجمهور وتؤثر في الشارع المصري، لكن ما أود تأكيده أن ملاحظاتنا تكون استرشادية وليست أوامر والعلاقة تكون في اطار تعاون وليست تدخلاً يخالف القانون
.

Monday, July 21, 2008


"اسف على الإزعاج" أحمد حلمي يكتسح موسم الصيف
21/07/2008
اعتبر نقاد مصريون فيلم "آسف على الإزعاج" للنجم أحمد حلمي الذي بدأ عرضه مؤخرا الفيلم الأفضل خلال موسم الصيف ، وأن عناصره الفنية المتكاملة تؤهله لاكتساح بقية أفلام الموسم الصيفي.
وتدور أحداث الفيلم - الذي كتبه الشاعر أيمن بهجت قمر في ثاني تجاربه السينمائية بعد فيلم "عندليب الدقي" وأخرجه خالد مرعي - حول مهندس طيران شاب يعاني نوعا من الفصام ويسعى لتنفيذ اختراع يساعد على تقليل استهلاك الوقود في الطائرات.
وقال الناقد والصحفي في "أخبار اليوم" محمد قناوي إن الفيلم جمع ما بين البساطة في التناول والأداء الرائع لأبطاله ، خاصة أحمد حلمي الذي يعتبر الفيلم بداية لمرحلة جديدة في حياته الفنية ، مؤكدا أنه تخطي حاجز القدرة علي الإضحاك إلى إمكانية تقديم عمل متكامل.
واعتبر الصحفي بمجلة "صباح الخير" الأسبوعية محمد عبد الرحمن الفيلم استكمالا لأسلوب بدأه أحمد حلمي في فيلمه السابق " كده رضا" يعتمد على تقديم أفلام تتميز بجهد سينمائي وفني كبيرين ، بعد سلسلة من الأفلام الكوميدية البسيطة التي أعطته مزيدا من الثقة لدى الجمهور والمنتجين.
وأضاف عبد الرحمن أن حلمي زاد من جرعة المغامرة في "آسف على الإزعاج" عندما قدم فيلما مبنيا على أساس درامي لا يعتمد الضحك في كل دقيقة ، ومع ذلك نجح في جذب الجمهور بنفس كثافة أفلامه السابقة حتى إن إحدى دور العرض خصصت للفيلم 3 شاشات دفعة واحدة من أصل 6 تضمها.
واتفق قناوي وعبد الرحمن على أن حلمي نجح في الاستفادة من نجومية الفنانة منة شلبي التي شكل معها ثنائيا ناجحا إضافة إلى الدعم الذي حصده بالاستعانة بخبرة محمود حميدة ودلال عبد العزيز واتفقا كذلك على الإشادة بأداء الممثل محمد شرف.
"الأفضل ..ولكن"
ولم يعترض الصحفي بمجلة "جود نيوز سينما" محمد عبد العزيز على كون الفيلم الأفضل في الموسم الصيفي لكنه اعتبر إيقاع الجزء الأول بطيئا وكان يفترض أن يتسارع أكثر مثل باقي الفيلم منوها إلى وجود مشاهد تجاوزت حدود المقبول مثل مشاهد ذهاب البطل إلى مقر إقامة رئيس الجمهورية التي لم يكن هناك داع بالأساس لتحويلها إلى مشاهد كوميدية على حد قوله.
وأضاف عبد العزيز أن حلمي كان يفهم جيدا أن الفيلم نوعية مختلفة عما قدمه سابقا من أفلام كانت "الإيفيهات" الكوميدية هي الأساس فيها وبالتالي كان حريصا على إضافة مشاهد خاصة لمجرد الضحك رغم أن فكرة الفيلم كانت تتحمل غياب تلك الجرعة الكبيرة من الضحك التي فرضها وجود نجم كوميدي وليس المواقف الكوميدية.
وزاد أن عددا من المشاهد "أمريكية" تماما ومنها مشاهد العلاج النفسي الجماعي ودخول المطار والخروج منه ورغم أن المخرج قدمها بشكل متقن إلا أنه كان من المفضل أن يعتمد على أسلوب شرقي بدلا من ذلك.
ولفت محمد قناوي إلى رسالة واضحة يسعى الفيلم لتقديمها للمسئولين حول ما يواجهه كثير من الشباب الموهوب الذي لا يجد فرصه لإبراز مواهبه.
واتفق معه محمد عبد الرحمن مركزا على أن الفيلم يقدم أحمد حلمي للمرة الأولى في شخصية شاب يعيش حياة مرفهة ويعمل في مهنة مميزة عكس كل أفلامه السابقة لكنه مع ذلك ليس شابا سعيدا وليست كل فرصه متاحة.
المصدر : اخبار مصر

Sunday, July 20, 2008


«يحيا الهلال مع الصليب».. ولتسقط السينما
كتبت ريهام جودة
المصرى اليوم
٢٠/٧/٢٠٠٨
«المعلم برسوم يبحث عن وظيفة» اسم لفيلم روائي قصير ربما يجهله كثيرون، لكنه شكل أول بطولة مطلقة للشخصية المسيحية علي شاشة
السينما المصرية عام ١٩٢٣، وتوالت بعده أفلام تختصر تقديم الشخصية المسيحية في شخصيات النساء الأجنبيات، وكانت هناك بعض الأفلام التي تناولت الصدام الاجتماعي والثقافي الناتج عن قصص حب أو زواج الشباب المصري المسلم بالأجنبيات المسيحيات وتحديداً في عام ١٩٢٨ «قبلة في الصحراء» بطولة فاطمة رشدي وبدر لاما الذي تناول علاقة حب تتعقد بين شاب بدوي وفتاة أمريكية مع اضطراره للهروب إلي الصحراء بعد اتهامه بقتل عمه وتنتهي أحداث الفيلم بالنهاية السعيدة،
و«وخز الضمير» ١٩٣١ بطولة ماري كويني وأحمد جلال وعبدالسلام النابلسي، و«أولاد الذوات» ١٩٣٢، وغابت الشخصية المسيحية عن البطولة أو الدور السنيد لتعود للظهور عام ١٩٤٥ في فيلم «حسن ومرقص وكوهين» المقتبس عن المسرحية الشهيرة بالاسم نفسه التي قدمها نجيب الريحاني، وركز الفيلم علي الدعوة للوحدة الوطنية والتعايش بين فئات المجتمع المصري بغض النظر عن دياناتهم آنذاك الإسلام والمسيحية واليهودية، التي كان معتنقوها وقتها شريحة أساسية في مصر، وبعد ذلك بأربع سنوات قدمت النسخة النسائية من الفيلم التي حملت اسم «فاطمة وماريكا وراشيل».
«قنبلة» حقيقية أنتجتها السينما المصرية وكانت علي موعد معها عام ١٩٥٢ وكان بطلها حسين صدقي الذي قدم فيلم «القدر»، لكنه لم يعرض بضغط من الكنيسة لما قدمه الفيلم من أن الفتاة المسيحية تعاني من الانحلال واتجاهها للهداية مع ارتباطها بالشاب المسلم، وكان مناخ الثورة في بدايته متسامحاً ليعرض الفيلم بعد عامين وتحديداً عام ١٩٥٤، وكانت الكنيسة قد اعترضت علي الفيلم واتهمت صناعه بإساءتهم إلي المسيحيين، ويتناول الفيلم ما يمكن أن يحدث من صدامات وجدل حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من خلال قصة لفتاة مسيحية تشهر إسلامها للتزوج من شاب مسلم وسط معارضة أسرتها.
«عيسي العوام» بطل آخر مسيحي علي شاشة السينما جسده صلاح ذو الفقار في فيلم «الناصر صلاح الدين» الذي قدم من خلاله المخرج يوسف شاهين نموذجاً للعلاقة الطيبة التي تجمع المسيحيين والمسلمين وتكشف عن سماحة الإسلام في التعامل مع الأقباط وعن تفهم المسيحية وتقبلها لدين آخر، حيث «عيسي» الشاب المسيحي الذي يخدم في الجيش الإسلامي تحت قيادة صلاح الدين الذي يغير من وجهة نظر الأوروبية المسيحية «لويزا» - نادية لطفي - التي قدمت إلي الشرق نافرة من أهله وظنت أنهم يسيئون معاملة المسيحيين ومن هم علي غير دين الإسلام، فتبدلت رؤيتها تماماً لتنقلب علي قادتها متذمرة من همجيتهم في التعامل مع أصحاب الديانات الأخري.
وقد كان للشخصية المسيحية أن تستأثر بدور البطولة في أحيان نادرة في فيلمي «شفيقة القبطية» ١٩٦٣ و«الراهبة» ١٩٦٥ اللذين لعبت بطولتهما هند رستم وأخرجهما حسن الإمام، بينما كانت لها أدوار مميزة تكشف العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، وأيضاً نظرة المسلمين المتطرفين للمسيحيين وتكفيرهم، مثل دور «هاني» - مصطفي متولي - الجار المسيحي للكاتب الصحفي الشهير المعروف بمواقفه المهاجمة للإرهاب والتطرف «محمد الدفراوي» في فيلم «الإرهابي» ١٩٩٤، الذي يستضيف في منزله إرهابياً «عادل إمام» دون علمه متنكراً في شخصية أستاذ جامعي مستنير،
ويفشل الإرهابي في تقمص تلك الاستنارة حين يلتقي بالجار المسيحي لمستضيفه الذي يعتقد في بادئ الأمر أنه مسلم، لكن مع اقترابه منه ومعرفة اسم ابنته ورؤية الصليب الذي تحمله تنقلب تماماً الأمور، في مفارقات كوميدية صاغتها تعبيرات عادل إمام خاصة حين يلقي بالصغيرة التي كان قد أجلسها إلي جواره.
بخلاف ذلك خفت تناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مع اختزال ظهور الشخصية المسيحية في أدوار هامشية كان التركيز من خلال مشاهدها المحدودة علي التأكيد علي معني الانصهار بين قطبي الوطن في بوتقة واحدة، فكان ظهور المسيحي في شخصية الصديق الوفي الذي ينقذ صديقه المسلم من أزمة مالية وهو الدور الذي جسده عباس فارس في فيلم «أم العروسة» بطولة تحية كاريوكا وعماد حمدي الذي قدم دور الصراف الذي يعاني من ضائقة مالية لظروف زواج ابنته، وربما الصدفة كانت وراء تقديم المسيحي في المهنة نفسها كصراف وفي مشاهد محدودة جداً أيضاً في فيلم «الحرام».
وربما تعتبر مقولة «يحيا الهلال مع الصليب» خير نموذج لشكل العلاقة الذي صاغته أفلام كثيرة للتعبير عن الوحدة الوطنية والتي تناولت غالباً ثورة ١٩١٩، وتم إنتاجها في عهد ثورة يوليو كنوع من تدعيم التفاف الجمهور حول قادة الثورة بالاحالة إلي ثورة ١٩١٩ وتكاتف الشعب حول قادتها لإنجاحها، وأيضاً تدعيم مبادئها وعدم تفرقتها بين المواطنين وفقاً لأي اختلافات خاصة الدينية منها، حيث كثرت المشاهد التي يجلس خلالها قساوسة إلي جوار شيوخ ليهتفوا الشعار الخالد «يحيا الهلال مع الصليب»،
ولم تتجاوز الصورة السينمائية في تلك الأفلام هذا الشعار للحديث عن العلاقة بين الطرفين، ولعل أقرب هذه الأفلام ثلاثية نجيب محفوظ ١٩٦٤ وحتي ١٩٧٤. وخلال العقود الأخيرة عادت اشلخصية المسيحية لتنافس نظيرتها المسلمة علي دور البطولة كما في أفلام «مرسيدس» ليسري نصر الله الذي كان بطله «نوبي» مسيحياً، و«أرض أرض» الذي جسدت خلاله جيهان فاضل شخصية فتاة مسيحية يقع في غرامها شاب مسلم «فاروق الفيشاوي» يردد طوال الأحداث «لو ماكانتش مسيحية.. كانت اتجوزتها».
ولكن مع فيلم «بحب السيما» ٢٠٠٤ للمخرج أسامة فوزي وبطولة محمود حميدة وليلي علوي، تنقلب الأمور تماماً، فالأحداث أغلقت بالكامل علي المسيحيين سواء داخل الكنيسة أو خارجها، وغاب العنصر المسلم أو الحديث عن علاقة الطرفين، حيث تعمق الفيلم في تفاصيل الحياة المسيحية بشكل لافت وبعيد عما اعتادته الشخصية المسيحية من ظهور في أدوار صديق أو صديقة البطل، أو ظهور باسم الشخصية فقط الدال علي ديانتها دون تقديم أو رسم ملامح لتلك الشخصية ومفرداتها، وربما حظي الفيلم بأكبر موجة اعتراضات واحتجاجات عرفتها السينما المصرية طوال تاريخها من قبل الكنيسة والمسيحيين خاصة لما تناوله الفيلم من شخصية المسيحي المتزمت وهي جديدة تماماً علي السينما المصرية.
ورغم الضجة التي أحدثها «بحب السيما» فإن الجمهور تقبله بشكل كبير لما حمله أيضاً من لمحة كوميدية غلفت أحداثه، لكن الكوميديا لم يكن لها محل من الإعراب وباتت مبالغة كبيرة في حالة فيلم مثل «فيلم هندي» لأحمد آدم وصلاح عبدالله، الذي حاول تقديم صورة جيدة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولكنها تتجاوز حدود التقبل والمنطق عندما يتنازل كل من الصديقين المسيحي والمسلم عن الشقة التي بالمصادفة وبالكاد عثرت عليها خطيبة كل منهما للآخر حفاظاً علي صداقتهما ووحدتهما الوطنية، رغم الصراع المشتعل بين الخطيبتين،
أيضاً، «الكلام في الممنوع» إخراج عمر عبدالعزيز وبطولة نور الشريف وماجد المصري حاول رسم علاقة مثالية بين الطرفين، فماجد المصري يجسد شخصية «رياض» الطبيب المسيحي الذي يتخفي في زي الشيخ «بخيت» بعد هروبه لاتهامه بقتل خفير فيلته واغتصاب زوجته، ويتعاطف معه ضابط الشرطة - نور الشريف - الذي يحاول إثبات براءته. وبفيلم «عمارة يعقوبيان» ٢٠٠٦ لمروان حامد تبدو شخصية المسيحي أكثر قتامة في علاقته بالمسلمين، فـ«فانوس» خادم زكي الدسوقي سليل الباشوات يستغل «عرجه» في ابتزاز مشاعر المحيطين وتسهيله له لإقامة علاقات محظورة مع نساء مشبوهات في مكتبه، وشقيقه «ملاك» الترزي الحريمي الذي لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كانت حرمته.
وفي دراسة قدمتها الباحثة انتصار بدر عام ٢٠٠٣ حملت اسم «الشخصية المسيحية في رحلتها علي الشاشة الفضية» ونشرتها مجلة «أدب ونقد» جاء أن الشخصية المسيحية لم تحصل علي دور البطولة إلا ٢٣ مرة خلال إنتاج السينما المصرية الذي تجاوز ٣٠٠٠ فيلم، وبررت الباحثة ذلك بمحاولة صناع السينما تفادي الجهاز الرقابي الديني والتهميش المتعمد للأقليات إلي جانب دوافع تسويقية متعلقة بعملية توزيع الأفلام في دول الخليج
.
أفلام «قصيرة» أطفأت نيران الفتنة وعالجت العلاقات المحرمة بين المسلمين والمسيحيين.
جريدة المصرى اليوم
كتبت هبة حسنين
20- 7- 2008

«هو النهارده إيه»، و«ليلة العيد» و«السمكة» و«الله محبة» و«فيولينا».. ٥ أفلام روائية قصيرة أظهرت بمعالجات مختلفة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال مواقف حياتية مختلفة: قصة حب محرمة بين مسيحي ومسلمة في فيلم «فيولينا» يقرران معها الابتعاد دون خسائر نفسية، وقصة أخري مشابهة جمعت بين مسيحي ومسلمة في فيلم «الله محبة» فشلا معها في الارتباط فاتخذا قرارهما بالانتحار، ومسلم متعصب لا يشعر بأي عاطفة نحو الآخر، لأنه مسيحي في فيلم «هو النهارده إيه»، ولكن تحت ضغط ظروف معينة يكتشف أنه أقرب الناس إليه، وجار مسلم يلجأ إلي جاره المسيحي لمراقبة زوجته التي يشك فيها في فيلم «ليلة العيد»، لكنه يكتشف أنه أساء إليها دون أن يشعر، وصديقان مسلم ومسيحي تشاجرا علي سمكة فاندلعت فتنة طائفية.
في فيلم «الله محبة» المأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس ارتبط شاب مسيحي بفتاة مسلمة ارتباطا نسيا معه أنهما مختلفا الديانة، وعندما اتجه تفكيرهما إلي الزواج وقف اختلاف الديانة عائقا بينهما، لكن كلاً، منهما سعي لكسب الآخر هو أشهر إسلامه حباً فيها، وهي حاولت إقناع أهلها بتقبله، ولكن وقف شقيق الفتاة حائلاً مرة أخري أمامهما، فقد رفضه بدعوي أنه يشكك في إسلامه ويشعر أنه ليس صادق النية مع الله، فشل الحبيبان في الارتباط فأوعزتهما مخرجة الفيلم عزة تيمور علي الانتحار سوياً ليتزوجا في الجنة، الفتاة سقطت جثة هامدة والشاب نجا من الموت، وهذه هي الرسالة التي تريد المخرجة توضيحها: أردت أن أفرق بينهما حتي في الموت لأقول إن من يخالف إرادة المجتمع لا ينال رضا الله، ورغم أن الفيلم هو مشروع تخرجها في أكاديمية الفنون فإنه لم يجد أي تحفظ من أساتذتها لما يناقشه من موضوع شائك.
في فيلم «فيولينا» الذي يحكي قصة حياة عازف الكمان «ميشيل المصري»، لم تتعمد مؤلفته ومخرجته سوزان عباس إقحام قصة ارتباطه بفتاة مسلمة ـ وهو مسيحي الديانة ـ علي الأحداث بل تضمنها الفيلم كأحد المواقف التي مر بها ميشيل في حياته ولن ينساها، لكن المخرجة لم تتوقع أن تكون هذه النقطة سببا في تعطيل إنتاج وظهور الفيلم للنور باعتبارها مشكلة شائكة لم تتناولها السينما القصيرة بشكل كبير.
المخرج الشاب وليد فاروق عاش في محافظته الإسكندرية أحداث الفتنة الطائفية التي اندلعت في محرم بك، فقرر أن يعبر عن موقفه منها بفيلم قصير أنتجه علي نفقته الخاصة تحت اسم «السمكة» وفيه أظهر روح الصداقة التي تجمع بين «محمد» و«مايكل» اللذين يجلسان سويا في مقهي قريب من منزليهما ويلعبان طاولة، وذات يوم خرجا للصيد وتعاهدا أن يقتسما الرزق، وبعد أن يصيدا سمكة واحدة كبيرة يندلع خلاف بينهما علي السمكة من يأخذها وإذا قسماها من يأخذ الذيل ومن يأخذ الرأس، وعندما لم يصلا إلي حل انتقل خلافهما إلي خلاف بين كل مسلم ومسيحي في هذا الحي، وفي النهاية استسلم المخرج للنهاية القدرية وعاد الصديقان إلي بعضهما، وهنا أكد «فاروق» أن علاقة الشد والجذب بين المسلم والمسيحي قائمة وستظل، والنهاية معروفة لأنهما يعيشان علي أرض واحدة.
في فيلم «هو النهارده إيه» استطاع المخرج سامح الشوادي والمؤلف والسيناريست ماهر زهدي أن يحولا في ٣٥ دقيقة مسلماً متعصباً إلي مسلم يفكر في التسامح مع الآخر مثل تسامحه مع نفسه، وقد استطاع الممثل كمال أبورية بخبرته أن يجسد دور مسلم ملتحٍ متعصب لا يحب الحديث أو مساعدة أي مسيحي، وقد قادته الصدفة إلي التعرف علي مسيحي يدعي «خليل» عن طريق التليفون،
حيث اتصل «خليل» برقم عشوائي يسأله «هو النهارده إيه» فاستاء المسلم من هذا السؤال ورد عليه بأسلوب جاف، لكنه عندما يعرف أنه مسن ومعاق ويعيش وحيدا يشعر بعاطفة نحوه، ويقرر زيارته وهناك يكتشف أنه مسيحي، ومع تطور الأحداث بينهما لم تختف مشاعر العاطفة التي تبادلاها فبدأ يغير من نفسه حتي يتواصل مع الآخرين مهما كانت دياناتهم.
في فيلم «ليلة العيد» الذي يستعد المخرج شريف المهدي للبدء في تصويره بعد أيام قليلة والمأخوذ عن قصة لتوفيق الحكيم، ركزت كاتبة السيناريو ياسمين سامي علي إظهار العلاقة بين مسلم ومسيحي بطريقة غير مباشرة، وكان ذلك ليلة العيدين اللذين تزامنا صدفة، حيث دار بين الطرفين حوار طلب خلاله المسلم من المسيحي أن يراقب له زوجته، لأنه يشك في سلوكها دون أن تشير إلي أنهما مختلف الديانة إلا من خلال اسميهما: سعيد وميلاد، وقد تعمدت المؤلفة والمخرج ذلك لإثبات أنهما كيان واحد غير منفصلين
.

روائي قصير.. «واحد + واحد = واحد».
. يعني: «حسن» شاف نفسه «مرقص» في الحلم.. صحي من النوم لقاهم إخوات
كتبت هبة حسنين
٢٠/٧/٢٠٠٨
جريدة المصرى اليوم

لأمام فكرة براقة لمعت في ذهنه، لم يتوقف عن التفكير في تجسيدها في فيلم قصير من إخراجه، رغم ما قد يثيره تنفيذها من مشاكل كثيرة، وضع المخرج الشاب أحمد خليل قدميه علي أول الطريق وبدأ في الإعداد لقصة فيلم تتعمق في جذور العلاقة الشائكة بين مسلم ومسيحي متعصبين، عن طريق الربط بينهما من خلال شخصية واحدة تمر بظروف غريبة، ورغم الفانتازيا التي تغلب علي أحداث الفيلم فإنه ينتهي نهاية واقعية تجسد بالفعل العلاقة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون علي أرض مصر.
قصة فيلم «واحد + واحد = واحد» كتبها المخرج أحمد خليل في عام ٢٠٠٣ وشرع في تنفيذها أكثر من مرة، لكن الفيلم كان يتوقف لأسباب خارجة عن إرادته، لكنه هذه المرة استطاع تحقيق حلمه وأمامه أيام قليلة وينتهي من التصوير ويصبح الفيلم جاهزاً للعرض، ورغم أنه لم ير فيلم «حسن ومرقص»، المعروض حالياً في جميع دور العرض، فإنه لمس تشابهاً بين القصتين مع اختلاف العرض، لكن «خليل» أكد أن الروائي الطويل مختلف عن القصير، فكل منهما فن خاص به وجمهور مختلف.
بطل الفيلم شاب مسلم ملتح يدعي «يوسف» من أسرة بسيطة معتدلة دينياً، لكنه معروف عنه في الحي الذي يسكنه أنه متعصب ولا يحب جيرانه المسيحيين ولا يصافحهم، ورغم محاولات والده وإمام المسجد الذي يصلي فيه إثناءه عن هذا التفكير، فإنه تمسك به وأقسم ألا يعدل عنه لاقتناعه به. وفي آخر أيام شهر رمضان نام «يوسف» عاقداً عزمه علي الاستيقاظ مبكراً لصلاة العيد، وأثناء ذلك حلم بأنه استيقظ بعد سماعه الأذان، وأثناء وضوئه نظر إلي المرآة فلم يجد لحيته، شعر بتوتر غريب، اتجه إلي غرفته فلم يجد سجادة الصلاة، وجدران المنزل مليئة بصور العذراء مريم والسيد المسيح وصليب، فقد «يوسف» توازنه..
فالمنزل كما هو وغرفته كما هي، لكن شيئاً ما غريباً يحدث لم يفهمه، بحث عن بطاقته الشخصية لأنها الشيء الوحيد الذي سيثبت شخصيته وعندما وجدها أصيب بدوار: «يوسف سامي ميخائيل - مسيحي»، ومع ذلك لم يهدأ، اتصل بكل زملائه: أحمد، محمد، مصطفي، فلم يجد لهم وجوداً، لحظات ودخلت عليه فتاة لا يعرفها قالت له: «أنت لسه مش جاهز.. عايزين نروح الكنيسة يا يوسف»، وبعد مشاداة بين يوسف وأخته «مريان» لم يقتنع بما تقوله وأمام إصراره علي أنه مسلم ولا يعرفها قالت له: «هي الحالة رجعتلك تاني»؟
حالة انهيار يتعرض لها بطل الفيلم بعد أن اطلع علي جميع الأوراق والشهادات التي أثبتت أنه مسيحي منذ مولده، فقرر أن يذهب معها إلي الكنيسة ليتبين الحقيقة بنفسه، وهناك لم يعرف أحداً: «ناجي»، «بيشوي»، «سمعان».. كلهم أشخاص يقابلهم لأول مرة ومع ذلك يعرفونه جيداً، ولكي يخرج من هذه الحالة فكر «يوسف» في دخول المسجد «لكنه رأي في عيون كل جيرانه الذين يعرفون أنه مسيحي نظرة اندهاش وتساؤلات: «هو ده بيعمل إيه هنا؟».
عاد «يوسف» إلي منزله منكسراً، مستسلماً للأمر الواقع، فوجد والده في انتظاره، ينصحه بتغيير نفسه حتي لا يبدو مجنوناً أمام الناس وأعطاه والده كتاب «الأجبية» ليقرأه ربما تهدأ نفسه، وكلما قرأ «يوسف» يجد تشابهاً كبيراً بينه وبين الإسلام من حيث السماحة واحترام الآخرين، فبدأ في تغيير نظرته للمسيحيين يويماً بعد يوم ارتبط بهذه الأسرة بل ارتبط عاطفياً بـ«مريان»، وشعر بحالة من الهدوء النفسي لم يفقد معها إيمانه بأنه مسلم، فقد كان يتعامل مع الناس علي أنه مسيحي وعندما يدخل غرفته ويغلق عليه بابها يصلي ويقرأ القرآن،
وذات يوم وأثناء خروجه مع «مريان» صارحها ببعض المخاوف التي يشعر بها، فأعطته سلسلة عليها صليب وحاولت أن تعقدها حول عنقه، لكنه رفض واكتفي بالاحتفاظ بها دون أن يرتديها، وفجأة ينطلق الأذان لصلاة العيد و«يوسف» لا يزال مستغرقاً في نومه، وعندما يستيقظ ويكتشف أنه كان مجرد حلم يلمح السلسلة علي الأرض، فيمتزج الحلم بالحقيقة.
«خليل» أكد أنه كان يخشي من تنفيذ هذه الفكرة ولايزال يخشي من عرضها، لكنه يقصد منها رسالة أوضحها في آخر مشهد وهو المشهد الذي يري فيه البطل الاسرتين المسيحية والمسلمة تعيشان في شقة واحدة لكن كل منهما لا تري الآخر، وقال: «الشقة دي هي مصر.. واحنا عايشين فيها مسلمين ومسيحيين.. لكن كل واحد مننا مش شايف التاني»، أما الرسالة التي يقصدها الفيلم فهي كيف تكون الآخر؟ وليس كيف تتقبل الآخر؟
وأكد «خليل» أن المصريين اعتادوا أن يعيشوا حياتهم تحت مظلة التقسيمات: مسلم ومسيحي، صعيدي وفلاح، أهلي وزمالك، فهم مستغرقون في ذلك دون وعي لأننا نعيش علي أرض واحدة.

Saturday, July 19, 2008


‏7‏ مشاهد مصرية هزت العالم
19/07/2008
المصدر: جريدة الاهرام
كتب : عزت السعدنى

‏ صباح الخير أيها الفن‏..
جورج سادول الناقد السينمائي الفرنسي الفذ‏:‏ هناك سبعة مشاهد في السينما المصرية لا تنسي‏..‏ وستظل محفورة في ذاكرة السينما العالمية أبد الدهر‏..‏تري ما هي هذه المشاهد السينمائية التي هزت وجدان وعقل العالم؟
المشهد الأول من فيلم غزل البنات بطله الأول نجيب الريحاني ويشاركه البطولة في هذا المشهد السينمائي الميلودرامي يوسف وهبي فنان الشعب‏,‏ ومعه كناريا السينما المصرية ليلي مراد‏..‏ الثلاثة يشاهدون محمد عبدالوهاب وهو يغني رائعته عاشق الروح‏..‏‏**‏ ما الذي جري‏..‏ لماذا تخلفنا بعد أن كنا نقود العالم فنا وعلما وأدبا ودينا ودنيا‏..‏ من المؤكد أن العيب فينا نحن‏..‏ ولكننا نداري ونبرر ونقدم كشف الحجج والمبررات واللا ايه؟‏!**‏يوسف وهبي يتكلم إلي ليلي مراد‏:‏ افرضي يا ليلي هانم أن الأستاذ حمام ـ يعني نجيب الريحاني المدرس الخصوصي لليلي هانم بنت الباشا ـ بيحبك وانت بتحبيه‏!‏تنتفض ليلي للعبارة وترد بقسوة‏:‏ هو أنا اتهبلت في عقلي أحب واحد زي ده‏!‏هنا يمتليء وجه حمام الذي هو نجيب الريحاني بالدموع في مشهد يمكن أن ينال عليه جائزة الأوسكار‏..‏ وهو يردد‏:‏ أيوه أنا اتهبلت في عقلي‏..‏وينتهي المشهد برحيل حمام عن الكادر وهو يخفي دموعه بمنديله‏..‏ ويوسف وهبي يقول لليلي‏:‏ يا ست ليلي الراجل ده بيحبك‏..‏ أيوه بيحبك‏..‏تتدارك ليلي الموقف وتجري علي عمنا الريحاني وتحاول استرضاءه وهي تبكي هي الأخري‏:‏ أنا آسفة يا أستاذ حمام‏..‏ ما كانش قصدي‏!‏ومن غرائب الأقدار أن هذا المشهد الذي يستحق جائزة الأوسكار أعظم جوائز السينما للممثل العظيم نجيب الريحاني‏..‏ لم يشاهده الريحاني أبدا‏..‏ فقد رحل عن عالمنا قبل عرض الفيلم في دور السينما بشهر واحد في عام‏1949!‏هذا المشهد السينمائي التاريخي‏..‏ كتبوه في كتاب السينما باسم نجيب الريحاني‏.‏‏
....................‏‏....................‏
الفرح والحزن في لحظة واحدة‏!‏‏*
المشهد رقم ‏2 :‏ في فيلم عائشة لفاتن حمامة وزكي رستم جراند بريمير السينما المصرية‏..‏ والمشهد مسجل باسم زكي رستم‏..‏كان زكي رستم بلطجيا كبيرا في هذا الفيلم يسرح أولاده في الشوارع لبيع اليانصيب أو السرقة والنشل‏..‏ ثم يجمع حصيلة شقاء وتعب ابنه وابنته عائشة‏..‏ ليسهر في الملهي الشعبي يرقص ويشرب البيرة والنبيذ والبوظة‏,‏ ويلعب النرد والقمار حتي الصباح مع رفقة السوء من أمثاله‏..‏وكانت عائشة تذهب للمدرسة صباحا ثم تعود إلي البيت لترتدي لباس العمل‏..‏ جلابية سوداء غبراء لتبيع اليانصيب علي المقاهي‏..‏ حتي رأف قلب أحد الوجهاء بها فأخذها عنده لتعيش وتدرس واعتبرها ابنته‏..‏ بمقابل مادي شهري لعباس الذي هو زكي رستم‏..‏المشهد الذي يستحق عليه زكي رستم جائزة الأوسكار‏..‏ عندما كان يرقص ويلهو في الخمارة ويشرب ويلعب القمار مع رفاقه‏..‏ وهو في قمة السعادة وهو يرقص مع راقصة نص كم من نوع أبوعشرة بقرش أبيض‏!..‏ جاء من يهمس في أذنه‏:‏ ابنه وحيده وذراعه اليمني داسه الترام‏!‏لحظة ميلودرامية رائعة بين الفرح والحزن صاغها وجه وملامح وحركات وصوت زكي رستم كأنها الدهر كله‏..‏ وكأن الزمن قد توقف في لحظتها‏!‏هذا المشهد سجلوه في كتاب السينما العالمية باسم‏:‏ زكي رستم‏..‏تعظيم سلام يا عمنا وتاج راسنا زكي رستم‏..‏‏
.................‏‏.................‏
سحلوه فأصبح بطلا‏!‏‏*‏
المشهد رقم ثلاثة‏:‏ من فيلم الأرض في رواية الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي‏..‏ عندما رفض الفلاح محمود المليجي ترك أرضه ينزعون منها المحصول ويدقون فيها الخوازيق تمهيدا لتحويلها إلي طريق زراعي‏..‏ فقام جنود الهاجاناة وهم من الجنود السمر من حرس الحدود الذين لا يرحمون أحدا‏..‏ بسحله خلف الحصان فوق أغصان وجذور نباتات حقله حتي امتلأ وجه محمود المليجي بالدم في مشهد لا ينسي أبدا للقهر والظلم والاستبداد والفساد في وقت واحد‏..‏هذا المشهد كتبوه في كتاب السينما‏..‏ باسم العملاق محمود المليجي‏..‏‏
................‏‏................‏
عتريس‏..‏ وفؤادة‏!
‏‏*‏ المشهد رقم أربعة‏:‏ من فيلم شيء من الخوف للأديب الكبير ثروت أباظة‏..‏ وبطلته الفنانة المبدعة شادية‏..‏ وأخرجه المبدع حسين كمال‏..‏والمشهد الذي اختاروه‏..‏ هو مشهد الأرض وقد جفت وتشققت بعد أن منع عنها الماء عتريس وقد قام بدوره محمود مرسي الذي يفرض جبروته مع عصابته علي القرية‏..‏ وظهرت أبعاد المأساة علي الأرض والزرع الذي مات ووجوه الفلاحين التي بلون الأرض‏..‏ والعيون المنكسرة والقلوب الجريحة‏..‏ ولكن فؤادة التي قامت بدورها شادية والتي يحبها عتريس كثيرا‏..‏ قامت بفتح الهويس بإدارة عجلته حتي تدفق الماء وروي الأرض‏..‏ وتمرغ الأطفال والكبار في طين الأرض والماء ينساب بين الشقوق والقنوات ليروي الزرع والضرع‏..‏وجاء عتريس ورجاله القساة ليقرروا قتل فؤادة التي أعادت الحياة للقرية كلها‏..‏ ووضعوا البندقية في يد عتريس ليسدد طلقة الموت في صدر فؤادة‏..‏ ولكنه يتراجع في آخر لحظة‏..‏ فكيف يقتل بيديه حبيبة القلب‏.‏هذا المشهد كتبوه في كتاب السينما باسم الفنانة شادية‏!‏
‏..................‏‏..................‏
الفضيحة‏..‏ في مشهد‏!
‏‏*‏ المشهد رقم خمسة في تاريخ السينما المصرية‏..‏ من فيلم القاهرة‏30..‏ عندما شاهد الأب شفيق نورالدين فضيحة ابنه حمدي أحمد‏..‏ وامرأة الباشا أحمد مظهر تضبطه وهو في أحضان سعاد حسني زوجة الابن‏..‏ لحظة رهيبة لا تتكرر في قصص الأفلام السينمائية‏..‏ وقد أدي المشهد ببراعة الممثل القدير شفيق نورالدين‏+‏ الممثل حمدي أحمد‏,‏ وقد كان أول أدواره علي الشاشة‏..‏ وبقدرة حركة وإخراج مثير للعملاق صلاح أبوسيف‏.‏هذا المشهد كتبوه في تاريخ المشاهد السينمائية المعجزة باسم اثنين‏:‏ شفيق نورالدين‏+‏ حمدي أحمد‏
...................‏....................‏
الابن يركع ليقبل قدمي أمه‏!‏‏
*‏ المشهد السادس‏:‏ من فيلم أعز الناس لمخرج الروائع حسن الإمام‏..‏ وبطل المشهد جان بريمير السينما المصرية في عصرها الذهبي‏:‏ شكري سرحان‏,‏ عندما عاد من السفر ليجد أمه قد غادرت بيت أخيه وظل يبحث عنها حتي عثر عليها وهي تمسح بلاط المستشفي‏..‏ وارتمي علي قدميها يقبلها بدموعه‏..‏ ثم حملها بين يديه ومضي‏.‏هذا المشهد سجلوه في شريط السينما العالمية تحت اسم شكري سرحان‏..‏‏
.................‏‏.................‏
عندما يتدخل الموت لينقذ الأحياء‏!‏‏‏
أما المشهد السابع في تاريخ السينما المصرية‏..‏ فقد كان في فيلم العبقري كمال سليم الذي نقل الحارة المصرية لأول مرة إلي السينما في فيلمه العزيمة الذي يعتبره النقاد ـ وأولهم الفرنسي جورج سادول ـ أعظم فيلم في تاريخ السينما المصرية‏.‏المشهد البطل فيه ثلاثة‏:‏ المحضر الذي جاء من المحكمة لكي يحجز علي منقولات دكان الحلاق أبو محمد الذي قام بدوره حسين صدقي لأنه عجز عن سداد الإيجار لمدة ستة أشهر متوالية‏+‏ الجزار محمود مختار الذي وقف شامتا في أبو حسين صدقي منافسه في حب فاطمة ابنة الحارة التي قامت بدورها الفنانة التي لا تتكرر في تاريخ السينما فاطمة رشدي‏+‏ الحصان الذي يجري في الساحة استعراضا للقوة والمال‏..‏ والجزار يشتري الكارتة التي يقودها الحصان‏..‏ ويفتح محفظة نقوده المليئة بالنقود ويدفع مائة وعشرين جنيها‏..‏ بينما الحبيبة تنظر من البلكونة لتشاهد هوان حبيبها وشماتة منافسه علي حبها‏..‏ والفرس يجري ليقول لنا إن القوة هي التي تكسب في النهاية‏.‏وينتهي المشهد بالحانوتي الذي ظل يدعو الله طوال الليل أن يرزقه بميت يأخذ مقابل دفنه بضعهةجنيهات يدفعها لمحضر المحكمة ويفك حجز الدكان ويوقف عملية البيع بالمزاد‏!‏وينتهي المشهد بجنازة الميت الغني التي تنقذ رقبة الغلابة من الهوان‏!‏مشهد لا يتكرر في تاريخ السينما وقد كتبوه باسم الفرس‏+‏ الجزار‏+‏ الحانوتي الذي قال في تحد للجزار الجبان‏:‏ يا فارسهم بحكمتك يارب‏!‏وقد كتبوا المشهد باسم المخرج كمال حسين‏!‏‏
.................‏‏................‏
كل هذه المشاهد السينمائية السبعة سجلوها في كتاب السينما العالمية من العصر الذهبي للسينما المصرية‏.‏ولكن‏..‏هل هناك أمل في أن تعود السينما المصرية مرة أخري إلي عصرها الذهبي‏..‏ أو حتي تقترب منه؟قال لي أحد الزملاء الأعزاء‏:‏ هل شاهدت خالد صالح؟قلت‏:‏ لاقال‏:‏ هو نسخة طبق الأصل من زكي رستم‏.‏يسألني‏:‏ هل شاهدت أفلام المخرجة ساندرا نشأت؟قلت‏:‏ لاقال‏:‏ هي تقدم أفلاما رائعة أرجو أن تراها‏.‏يسألني‏:‏ هل شاهدت أفلام خالد يوسف؟قلت‏:‏ لحد دلوقتي لا‏.‏قال‏:‏ هو آخر نسخة من يوسف شاهين أعظم المخرجين في تاريخ السينما‏..‏يا عزيزي تأكد أن الفن المصري بخير‏..‏ وسوف يصحو من جديد‏..‏ إن لم يكن قد صحا بالفعل‏..‏
المصدر : الاهرام - عـزت السـعدني

Friday, July 18, 2008


حمادة هلال يحترف الملاكمة من أجل عيون السينما
source: egyfilm.com
18/7/2008

«رغم جسمه النحيف وطبعه المسالم لأبعد الحدود.. فجأة أصبح حمادة بطلاً من أبطال الملاكمة وواحداً ممن يتعاملون مع من حولهم بعضلاتهم، وذلك عندما اضطر إلى تعلم الملاكمة ليدافع بها عن حقوقه».. هكذا تدور أحداث فيلم «حلم العمر»، الذي يقوم ببطولته المطرب الشاب حمادة هلال، ويؤدي دور حمادة، الطفل المسالم الذي يضطر لتعلم لعبة الملاكمة ليدافع عن سندوتشاته التي يستولي عليها زملاؤه في المدرسة بعد أن يشبعوه ضربا. كان حمادة قد شب بين أحضان والدته «هالة فاخر»، وشقيقته الطفلة الشقية «إيمان» التي تؤدي دورها «منة عرفة» بعد وفاة والده، ويصبح المسؤول عنهما، وظل يواصل لعب الملاكمة حتى بلغ مستوى رفيعا في أدائه، ويتوجه هو إلى أحد الأندية ليلعب بها، ليلتقي فور وصوله للنادي «نور» التي تؤدي دورها الممثلة الشابة دينا فؤاد ويقع في حبها منذ الوهلة الأولى. توطدت العلاقة بين حمادة ونور ليفيق من الحلم، وهو يشاهد أحد أعضاء النادي يحاول الدخول عنوة بسيارته إلى داخل النادي، ويؤدي دور ذلك العضو الممثل الشاب رامي وحيد، الذي تكشف الأحداث المتلاحقة أنه يعمل ضابط شرطة، وأنه يحب «نور» التي أصبحت ترتبط مع حمادة بقصة حب، وتبدأ حربا من نوع خاص بين الغريمين. حاول حمادة حسم الأمر بمقابلة والد «نور» رجل الأعمال الذي يؤدي دوره الفنان عزت أبو عوف الذي رفضه بحجة أنه لن يستطيع إسعاد ابنته الوحيدة لينقلب حال حمادة، ويتجه إلى شرب المخدرات، وتتزوج «نور» من الضابط الذي تنقلب أحواله بعد فصله من الخدمة عقب انكشاف أخطائه ومخالفاته أثناء خدمته. وتختلف «نور» مع زوجها لرفضه السماح لها بمشاهدة مباريات حمادة في تركيا أثناء لعبه على بطولة العالم، وتترك المنزل غاضبة، وعندما يطاردها زوجها تصطدم بسيارته وتموت ليصل الخبر إلى حمادة الذي يرفض استكمال المباراة النهائية والتي سيقابل فيها اللاعب الأميركي الذي لم يهزم قبل ذلك قط، ولكن فجأة يحضر والد «نور» الذي يخبره أن وصية ابنته التي كانت تحبه أن يلعب على النهائي، وأن ينتصر، وبالفعل يلعب حمادة أمام الملاكم الأميركي القوي، والذي ينتصر عليه حمادة في النهاية. تعبيرات باهتة وبنظرة أكثر عمقا للفيلم فقد ظهرت زوايا وكادرات إخراجية جيدة للمخرج وائل إحسان، وبالنسبة للممثلين فالوضع يعتبر أكثر اختلافا، خاصة بالنسبة لحمادة هلال التي جاءت معظم ردود أفعاله باهتة وتعبيرات وجهه غير مقنعة، خاصة في مشاهد الحزن والألم التي تعرض لها أثناء عملية القبض على والدته بتهمة السرقة التي قام بتلفيقها لها غريمه ضابط الشرطة، وجاءت أيضا ردود أفعاله باهتة في المشهد الذي يرفضه فيه والد «نور»، وكذلك لم يقنع حمادة المشاهدين في المشهد الذي يتناول فيه الخمور ويشرب المخدرات ليهرب من حب «نور» بعد زواجها من غيره. وجاءت كذلك «دينا فؤاد» لتضع عددا من علامات الاستفهام حول السر في اختيارها لذلك الدور، الذي لم يضف إليها أي شيء حيث بدت ملامح وجهها ثابتة تماما طيلة أحداث الفيلم بأن ثبتت معالم وجهها على الحزن والكآبة حتى في المشاهد الرومانسية أو مشاهد الفرح التي شهدها الفيلم إلى جانب عدم تمكنها من الإمساك بخيوط الشخصية التي تعتبر البطلة ومحور الأحداث الرئيسي في الفيلم والمحرك للبطل. الأدوار الثانية وعلى النقيض تماما جاءت الأدوار الثانية أكثر تألقا وأكثر حيوية من الأدوار الأولى فقد بدا الممثل الشاب رامي وحيد، وكأنه بطل الفيلم الرئيسي حيث جاءت تعبيراته مقنعة فقد استطاع أن يرسم ملامح الفرح والخوف معا على وجوه المشاهدين للفيلم، وكان أكثر صدقا في أدائه، خاصة المشهد الذي جمعه بحمادة داخل مديرية الأمن، عندما ذهب إليه حمادة ليطلب منه إخراج والدته من الحبس بعد تلفيق تهمة لها بأنها تبيع أجهزة موبايلات مسروقة فيساومه الضابط على عدم اللعب في النادي والابتعاد عن «نور». وكذلك جاء الدور الرائع للفنانة هالة فاخر التي أضافت كثيرا للدور وللفيلم بصفة عامة من خلال شخصية الأم التي تحاول أن تسعد ابنها وابنتها بغض النظر عن الطريقة التي تنفذ بها ذلك، وبات هذا واضحا في المشهد الذي ذهبت فيه إلى والد «نور» لتترجاه أن يقبل زواج ابنته من ابنها في هذا المشهد الرائع، الذي يقلب ببكائها عقب قيام عزت بتوجيه أحد الخدم لإعطائها صدقة وكأنها متسولة. وهناك أيضا الدور الذي قدمته «منه عرفة» التي أبكت الجمهور مرتين وأضحكته عدة مرات، أما البكاء الأول فكان لحظة القبض على والدتها من قبل ضابط الشرطة عندما ترجوه أن يتركها فيضربها برجله، وجاءت لحظة البكاء الثانية في نهائي العالم عندما وقع حمادة على الأرض، ولم يستطع القيام لتغني له إيمان «احلف بسماها وبترابها.. احلف بدروبها وأمجادها»، وهى تبكي فيتفاعل معها مشاهدو المباراة لينقلب المشهد إلى بكاء حار يدفع حمادة إلى القيام وكسب المعركة. كما أجاد الفنان توفيق عبد الحميد في تجسيد شخصية المدرب بشكل حاز إعجاب النقاد والجمهور. أما عن السيناريو فقد جاء متماسكا إلى درجة كبيرة، خاصة في توظيف الممثلين وربطهم بالأحداث إلا مشهد واحد، وهو عندما تعرف حمادة على «نور» في محل الورد الذي تمتلكه داخل النادي فقد جاء في السيناريو أن حمادة حلم بها ولكن
ما أعاب المشهد هو أن يحلم حمادة باسم نور قبل أن يعرفها، وكأنه مكشوف عنه الحجاب.
القاهرة ـ دار الإعلام العربية

Thursday, July 17, 2008


حلم العمر .. فيلم يستغل الدراما لابكاء المشاهد بالعافية ومع سبق الاصرار والترصد
17/7/2008
source: egyfilm.com
إيهاب التركى - جريدة الدستور
فى فيلم "حلم العمر" اختلف شكل "حمادة هلال" النحيل الضعيف، وبرزت بجسده بعض العضلات التى تؤهله للوقوف على حلبة الملاكمة للقيام بدور بطل ملاكمة شاب حلم عمره الحصول على بطولة العالم للملاكمة، ولكن الأمر الذى لم يختلف مع "حمادة هلال" كبطل هو قدراته المتواضعة فى التمثيل والالقاء، ومع مجموعة ممثلين لم تضف جديداً فى فيلم غلب عليه التشنج العاطفى والمبالغة، والفيلم يدور فى قالب رياضى، ورياضة الملاكمة تعلمها البطل طفلاً فى صغره ليستطيع حماية نفسه من شلة تلاميذ يخطفون دائما ساندويتشات المدرسة منه، ورغم أن الفيلم الذى اتخذ الرياضة وسيلة درامية لبث معانى الأخلاق الرياضية يتورط فى بث رسائل ملتبسة وغير تربوية حينما يذهب الطفل بعد عدة تدريبات على الملاكمة الى المدرسة وضرب الأولاد الذين اعتادوا خطف الساندويتشات منه، ويعود لامه فرحاً لانه استطاع "طحن" زملاءه، وتصفق هى سعيدة ويقول مدربه له "برافو" يابطل بدلاً من توجيهه الى الحكمة فى استخدام قوته، واللجوء الى الناظر والمدرسين بدلاً من ضرب زملاءه. وبعد انتقال البطل الشاب مع امه وشقيقته الصغيرة الى القاهرة سعياً وراء حلم البطولة يبدأ الفيلم فى تقديم دراما رومانسية نمطية وتقليدية من خلال نشأة قصة حب بين البطل وبين فتاة ثرية يقابلها فى النادى الذى يتدرب فيه، وهى قصة حب مستهلة ولكنها تسيطر على أغلب أحداث الفيلم، وتوجهه نحو صعوبات وصراعات مفتعلة لاستدرار دموع المشاهد، فليجأ الى حشو الفيلم بكم من الأحداث المأساوية والبكائيات المعوقة للبطل عن تحقيق "حلم العمر" ، فالبطل الذى يسعى للحصول على بطولة الجمهورية يقف أمامه منافس شرس، لاينافسه فقط على الحصول على البطولة، بل على قلب الفتاة التى أحبها، وهو ملاكم شاب شرس شرير "رامى وحيد" الذى يعمل أيضاً كضابط شرطة، وهو ضابط فاسد يقوم بتسهيل بعض الأمور لوالد الفتاة رجل الأعمال "عزت أبو عوف" ، وهو يلجأ الى البطش بغريمه الفقير بكل الطرق، فهو يسعى لفصل المدرب "توفيق عبد الحميد" من النادى بعد أن أصر على تدريب البطل للوصول للبطولة كما يسعى للضغط على البطل للتنازل عن حبيبته وعن الانضمام للمسابقة. الفيلم حينما يصل فى منتصفه تقريباً الى فوز البطل ببطولة الجمهورية وهزيمة غريمه ينتهى درامياً وعملياً من طرح كل مايمكن طرحه فى قصة من هذا النوع، ولكنه يظل يعيد ويزيد فى مزيد الحكايات التى تسبق وصول البطل الى بطولة العالم أمام الملاكم الأمريكى الشرس، وذلك فى النصف الثانى من الفيلم الذى جاء مترهلاً ويغلب على حواره الخطابة خاصة فى المشاهد الأخيرة حيث يحث الجميع البطل على اكمال المسابقة رغم كل المصايب التى تحيطه. الفيلم تعمد خلال كثير من مشاهده أن يكون فيلماً طابعه الحزن، وللحصول على أكبر قدر من الحزن لجا السيناريو الى استغلال الدراما لابكاء المشاهد بالعافية ومع سبق الاصرار والترصد ، وصنع عمل درامى حزين أو حتى ماساوى أمر مشروع درامياً، ولكن افتعال هذا جعل الفيلم فى حالة سعى دائم وراء الكآبة الدرامية، وربما يكون الفيلم هو الأول من نوعه الذى بكى فيه جميع الممثلين حتى الشخص الشرير، والبطل رغم انه ملاكم قوى دائم الحزن والبكاء و"الشحتفة" عمال على بطال، وصديق البطل اصيب فى التدريب ولم يعد قادراً على اللعب أو العمل، وابنة المدرب الطفلة الجميلة مشلولة وأمها ماتت فى حادثة عربية، وأم البطل البوليس قبض عليها (ايه يارب كل الغم ده؟) والفيلم حتى يقتبس بعض المشاهد المؤثرة من السينما العربية الكلاسيكية مثل مشهد ذهاب أم البطل "هالة فاخر" الى قصر "عزت أبو عوف" ترجوه أن يسمح بزواج ابنته من ابنها ، ويعاملها والد الفتاة بتعالى وغرور، وهو مشهد نرى فيه "حسين رياض" فى فيلم "رد قلبى" وهو يرجو الباشا تزويج ابنته "انجى" لابنه الضابط الفقير، وحتى المشاهد الرياضية تحمل كثير من الأخطاء رغم مجهود المخرج "وائل احسان" ومعه المصور "رؤوف عبد العزيز" والمونتير "معتز الكاتب" لتحقيق أجواء الاثارة على حلبة الملاكمة، ورغم لمساتهم فى مشاهد أخرى بالفيلم، ولكن جائت الموسيقى التصويرية للقطات الملاكمة مقتبسة من موسيقى أفلام أمريكية حديثة مثل فيلمى "قراصنة الكاريبى" و"300 " وهى موسيقى حماسية بالفعل ولكنها موسيقى أجنبية مفصولة عن الموسيقى الشرقية المؤثرة للموسيقار "راجح داوود" واضع موسيقى الفيلم، وفى الفيلم "الرياضى" لانرى أو نعرف الكثير عن تفاصيل أو قوانين اللعبة موضوع القصة، وربما يعود ذلك الى أن صناع الفيلم أنفسهم لايعرفون الكثير عن قوانين اللعبة، وهناك خلط واضح بالفيلم بين ملاكمة المحترفين وملاكمة الهواة من حيث الملابس والقوانين حيث تنتهى مبارايات الهواة اذا أصيب أحد اللاعبين، وهو أمر يتناقض تماماً مع المباريات الدموية الشرسة التى قدمها الفيلم كمباريات للهواة، وهى أشبه بمباريات المراهنات المفتوحة .

الأغنية الهابطة قبل السيناريو.. لحشو أفلام السينما
17/7/2008
جريدة الجمهورية - مصطفي البلك
أغاني الحشو في أفلام السينما المصرية أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة ولفت الانتباه الي أن بعض منتجي السينما يلجأون للبحث عن الأغنية قبل اختيار السيناريو وهذا يجعل الأغنية دخيلة علي الحدث الدرامي وسيرأحداثه.. يقول الشاعر الغنائي مجدي نجيب ما وصلنا إليه من تدن للذوق العام لهذا أصبحت هذه الأغاني موجودة علي الساحة من خلال قنوات الفيديو كليب. وظهر الحمار والخيار والعنب والبلح. اضف إلي ذلك ان تدني مستوي بعض أفلام السينما المصرية وحرص بعض المنتجين غير المتتخصصين في هذه الصناعة واظن ان ليس لهم علاقة بهذا الفن العظيم وكان وراء انتشار الأغنية الحشو الذي ليس لها وجود ضمن مضمون العمل.والأغنية أحد الوسائل التي يروجون بها لبضاعتهم الهابطة. لهذا وجدنا من يغني للعنب وللحمار وحاليا للبور الجار. ولا أنكر أن أغاني الافلام كانت وسيلة انتشار وظهور عدد كبير من كبار عمالقة الغناء المصري أمثال: فريد الأطرش وعبدالوهاب وأم كلثوم وشادية وصباح كما كان يتباري كبار الملحنين والشعراء علي وضع الكلمات والألحان لأفلام عبدالحليم وعبدالوهاب ومحمد فوزي وسعاد حسني وكانت أعمالهم السينمائية ترتقي بذوق المشاهد ولها وجود ضمن أحداث العمل السينمائي ولهذا اصبحت افلامهم واغانيها باقية وموجودة حتي الآن. ويقول الملحن حلمي بكر: ما أسمعه حاليًا شيئا مؤسفا يؤكد ما أصبحنا فيه من ترد للفن المصري عامة وللسينما واغاني الأفلام بشكل خاص فعندما يفكر منتج في البحث عن مطربة لتقوم بدور البطولة في أحد أفلامه يبحث لها عن الاغنية قبل النص. وفيتات الفيديو كليب ترقص وتغني في الفيلم بدون معني وكذلك احد المؤديين يمسك ببابور جاز ويغني له وأحب أن اؤكد بان بعض النجوم كان يحرص علي تقديم اغنية أو اثنين ضمن الفيلم. ولكن كان لهم دور مثلما كان يفعل الراحل أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز ولكن مع انتشار ظاهرة اللمبي الكل عاوز يغني وانا اري ان هذا انعكاس حقيقي لما نحن عليه من تردي في كل الجوانب وان الاغنية تسيطر علي الدراما في السينما المصرية. ويقول المنتج محمد حسن رمزي.. ان كانت هناك شركات انتاج تبحث عن اغنية الفيلم قبل النص فهذا يعني أن ما يريدونه هو تقديم شعر وليس فيلم سينما وان بعض الافلام التي تعرض هذا العام جميع اغانيها موظفة توظيفا دقيقا فمثلا فيلم "ليلة البيبي دول" رغم انه فيلم سياسي إلا ان اغنية روبي في آخر الفيلم تدور في فلك الاحداث الدرامية وفيلم "كبارية" يتضمن خمس أغاني وكلها لها تواجد ضمن الاحداث من خلال مباراة بين اثنين من المطربين الشعبيين ويؤدي دورهما خالد الصاوي وادوارد. وهذه الاغاني هي واقع بالنسبة للحياة داخل الكبارية. ولكن انا ضد ما يتردد من ان بعض المنتجين يبحث عن مطربة ويبحث لها عن الأغاني التي تغنيها في الفيلم قبل النص. ويقول الشاعر الغنائي مصطفي الضمراني: منتجو السينما في هذا الزمان يبحثون عن الربح من خلال تجارة كانت ثاني صناعة بعد القطن. ولكن تراجع السينما المصرية كان سببا في انتشار الافلام التجارية وأفلام المقاولات ولهذا فان المنتج حاليا يقوم بالبحث عن الوسائل التي يروج بها لفيلمه وليس هناك أفضل وأحسن من اغاني الفيديو كليب التي أصبحت متنشرة من خلال الفضائيات
سمية الخشاب وغادة عبدالرازق وخالد يوسف. ثالوث جديد للإغراء في السينما المصرية
1 7/7/2008

المصدر: مصراوى.نت

محمد رفعت - خاص
- لا تزال سيدة الإغراء المهذب هند رستم حتى الآن هي رائدة ما يعرف بالإغراء النظيف في السينما المصرية، فرغم الدلع الشديد في الصوت والحركة والملابس المثيرة والإمكانيات الجسدية التي كانت تتمتع بها ، وجعلتها تتربع على عرش الإغراء لسنوات، إلا أنها لم تقدم مشاهد ساخنة في غرفة نوم مثلا أو في غيرها.
وقد ظلت السينما المصرية على هذا الحال حتى جاءت هزيمة 67، وصدرت تعليمات رئاسية للرقابة على المصنفات الفنية بحسب اعتراف مديرتها في ذلك الوقت، اعتدال ممتاز، في كتابها «مذكرات 30 سنة رقيبة سينما» والذي أكدت فيه أن معلومات عليا وردت إليها بالسماح بمشاهد الجنس والمخدرات في الأفلام وعدم حذف أي مشهد منها مهما بلغت درجة جرأته، في محاولة لإلهاء الناس عن الهزيمة وإحباطاتها.
وهكذا شاهدنا عشرات الأفلام الساخنة لنجمات هذا الجيل
شمس البارودي، وهى صاحبة النصيب الأكبر منها وأشهرها «حمام الملاطيلى» و«الجبان والحب»، «شارع النجوم»، «هي والشياطين»، وميرفت أمين ومشهدها في فيلم «أعظم طفل في العالم» مع الراحل رشدي أباظة، وناهد شريف وأفلامها التي يذكر الجميع طبيعتها إلى جانب ناهد يسرى وفيلمها الأشهر مع عزت العلايلي «سيدة الأقمار السوداء» ونادية لطفي بفيلمي «قاع المدينة» و«أبى فوق الشجرة» ، ومجموعة «ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال، ونجلاء فتحي فى «العاطفة والجسد» و«سونيا والمجنون» وأفلام أخرى، وسهير رمزي و«المذنبون» و«سيقان في الوحل» وسعاد حسنى في «بئر الحرمان»، وزيزى مصطفى في «المراهقات» وحياة قنديل ولبلبة وحتى هالة فاخر، كلهن قدمن أفلاما مثيرة ومشاهد شبه صريحة قبل أن تختفي هذه الموضة في السينما المصرية وتظهر نوعية أخرى مع بداية الانفتاح الاقتصادي في السبعينات.
ومع اعتزال شمس البارودي وتراجع نجومية ميرفت وسهير ونجلاء أمام النجوم الرجال محمود ياسين
ونور الشريف وحسين فهمي، ومن بعدهم أحمد زكى ومحمود عبد العزيز، كان السوق السينمائي مهيئا لظهور نجمة إغراء من طراز مختلف، وتقدمت نادية الجندي من مقاعد الصف الثاني لتشغل هذه المكانة الشاغرة، بداية من أول أفلامها في البطولة المطلقة «بمبة كشر» والذي دشنت به مرحلة سيرة حياة الراقصات في السينما المصرية،
وظلت نادية الجندي تنفرد بعرش الإغراء حتى ظهرت منافستها التقليدية نبيلة عبيد، وقدمت هي الأخرى تنويعة من هذه الأدوار في أفلام مثل «أرجوك أعطني هذا الدواء» و«أيام في الحلال» و«أبناء وقتلة» وغيرها، وظل هذا الثنائي نادية ونبيلة تتنافسان على النجومية وشباك التذاكر حتى تقدم بهما العمر ولم يعد مقنعاً للجماهير أن تقدم الجدات أدوار الأنوثة والإغراء.
ورغم الأدوار الكثيرة الجريئة التي قدمتها إلهام شاهين وآخرها في «سوق المتعة» و«جنون الحب» و«كلام الليل» و«دانتيلا»، ورغم تجسيد يسرا لأدوار بائعات الهوى في عدة أفلام مثل، «امرأة آيلة للسقوط»، وظهورها بشكل غير لائق في النسخة الفرنسية من فيلم «المهاجر» ورغم محاولات المخرجة إيناس الدغيدي اللعب على وتر الجنس في أفلامها إلا أنها لم تقدم ممثلة أخرى للإغراء تنافس نادية الجندي ونبيلة عبيد أو تشغل المكان الذي خلا بابتعادهما عن السينما بحكم السن ومقتضيات السوق.
حتى جاء المخرج
خالد يوسف ليقدم الثنائي القنبلة سمية الخشاب وغادة عبد الرازق في فيلمي «حين ميسرة» و«الريس عمر حرب» والممثلتان تمردتا على شعار السينما النظيفة الذي ظلت تتشدق به نجمات الجيل لفترة، ثم عدلن عنه، وسمية وغادة ليس لديهما أي مانع من تجسيد حتى أدوار الشذوذ الجنسي، وطاقتهما التمثيلية كبيرة جدا، وهما على مستوى الشكل والإمكانيات الجسدية والقدرة التمثيلية أفضل وأكثر إثارة من نبيلة ونادية وأعتقد أن هذا الثلاثي «خالد يوسف وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق» سيكون ثالوث الإثارة في السينما المصرية خلال السنوات القادمة

Wednesday, July 16, 2008

حسن ومرقص فيلم ضد الفتنة
16/7/2008
ماجدة خيرالله
المصدر: اخر ساعة
يبدو أن حالة الخلط والتخبط التي أصابت فئة ليست قليلة من الجمهور المصري والعربي
بشكل خاص قد نسيت أن هناك فرقا كبيرا بين شخصية الفنان في الواقع والشخصيات التي يؤديها علي الشاشة، فيمكن للفنان أن يقدم دورقاتل أو منحرف أوفاسد دون أن يكون لتلك الشخصيات أي علاقة بتكوينه النفسي والسلوكي في الواقع، ومهارة الفنان تقاس بقدرتة بإقناع المشاهد بأن مايقدمه حقيقي وليس مجرد تمثيل! فمن بين الاتهامات الموجهة لصناع فيلم حسن ومرقص سخريته من الأديان وتعمده إظهار رجال الدين المسلم والمسيحي في صورة بغيضة لاتتناسب مع جلال مهمتهم السامية في تعليم الناس أصول الدين !وهي تهمة سخيفة وغير منصفة تؤكد أن هؤلاء لم يشاهدوا الفيلم أو شاهدوه بعيون وقلوب خاصمها الوعي والقدرة علي التمييز! ويبدو أننا فعلا قد فقدنا روح الدعابة وتقبل النكتة واستيعابها وفهم طبيعة الفنون ودورها الترويح عن الانسان وإنقاذه من همومه ومشاكله وأزماته التي تتزايد بقدر تزايد تعقيدات الحياة وارتباكها !حملت سنوات السبعينيات تغيرا كبيرا في السمات الأساسية للمجتمع المصري، وبدأ شبح التطرف الديني يطل برأسه، وبدأ ظهور الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين ستارا، وكان لابد للسينما المصرية أن ترصد تلك التغيرات التي ظهرت علي سطح المجتمع المصري، وأصبحت تهدد أمنه، واستغل الفنان عادل إمام شعبيته الكاسحة في تقديم مجموعة من الأفلام السينمائية، تناقش معضلة الإرهاب الديني الذي يعتبر طاعون هذا الزمن، وأهم كوارثه الإنسانية، الإرهابي وطيور الظلام،من أهم تلك الأفلام التي قدمت نماذج لوسائل استقطاب الشباب المصري وإعدادة ليكون نواة لمشروع كبير لتخريب المجتمع وضرب سلامته وأمنه الداخلي بالتحريض علي عداوة وكراهية أصحاب الديانة المسيحية، مما أدي الي خروج مارد التطرف المسيحي من قمقمه، وظهور العداء الكامن في النفوس علي السطح،ومحاولة أقباط المهجر تشويه صورة الإسلام وإطلاق دعاوي كاذبة عن اضطهاد الأقباط في مصر!ومن هنا تظهر أهمية فيلم حسن ومرقص الذي كتب له السيناريو يوسف معاطي وأخرجه رامي إمام ويشارك في بطولته عادل إمام بولس وعمر الشريف الحاج محمود مع لبلبة ومحمد إمام وشيرين عادل وهناء الشوربجي، والفيلم يخرج عن كونه عملا فنيا بقصد التسلية والترفيه عن جمهور الصيف ويتحول الي قضية !أو جرس إنذار يحذر من انفلات العناصر المتطرفة التي قد تسحب المجتمع المصري الي حرب أهلية تدمر كل الأشياء الجميلة الباقية !وتعيدنا قرونا للخلف !
***علي امتداد أحداث الفيلم تدرك أن يوسف معاطي كان يكتب سيناريو الفيلم وكأنه لاعب سيرك يمشي علي حبل رفيع للغاية ويخشي أن يسقط من ارتفاع شاهق، وخاصة وأن الأفلام السابقة التي تناولت شخصيات قبطية عانت من حالات هجوم عنيفة من الإخوة الأقباط مثل ماحدث في فيلم بحب السيما ولذلك كان يوسف معاطي حريصا من البداية علي أن تكون الأحداث والشخصيات متوازنة، فإذا بدأت اللقطات الاولي من الفيلم باستعراض إحدي الكنائس فلابد وأن تكون اللقطة التالية لمسجد، وإذا ظهر بين المسلمين متعصب فلابد وأن يظهر في الطرف الآخر شخص متعصب، وإذا دلت شخصية الأب بولس عادل إمام علي الاعتدال والتعقل فلابد وأن تكون شخصية الحاج محمود عمر الشريف تحمل صفات المسلم السمح المتسامح !تبدأ الاحداث من شخصية الأب بولس الذي يحضر مؤتمرا للوحدة الوطنية ويلقي كلمة تدل علي اعتداله واحترامه للآخر، وهذا مايدفع بعض المتطرفين من أبناء دينه لوضع قنبلة موقوته في سيارته، ولكنه ينجو بأعجوبة هو وابنه الوحيد جرجس محمد إمام من محاولة الاغتيال، أما الشيخ محمود عمر الشريف فهو تاجر عطارة، يقتل شقيقه الأصغر الذي كان ينتمي لإحدي الجماعات المتطرفة، علي أيدي رجال الشرطة، وتطالبه الجماعة بالانضمام إليها ليخلف شقيقه في إمارة الجماعة، ولكنه يرفض العرض ويصرف أبناء الجماعة بالمعروف، ولكنهم يعاقبونه علي ذلك بتفجير متجره!يتدخل اللواء مختار عزت أبو عوف رجل الأمن، وينصح الأب بولس بالاختفاء خوفا علي حياته، ويصدر له بطاقة جديدة تحمل اسما مسلما وهو الشيخ حسن العطار، أما ابنه جرجس فيصبح اسمه عماد، وزوجته ماتيدا تحمل اسما مسلما وتضطر لارتداء الحجاب، ويسافر الأب بولس الذي اصبح الشيخ حسن الي محافظة المنيا ويعيش هناك بعض الوقت، ويفاجأ بأن جيرانه يعتقدون أنه رجل دين مسلم، فيطالبونه بإمامتهم في الصلاة، ويقتحمون حياته طلبا لفتواه في أمور الدين، وتمضي الأحداث ويصطحب أسرته للقاهره حيث يقيم في منزل صديق مسيحي، يمتلك عمارة سكانها من الأقباط فقط !وتحتها محل مشغولات ذهبية يملكه رجل قبطي يوسف داود يستنكر وجود شيخ مسلم بين سكان عمارة ويليام، ويطالبه بإقصاء هذا المسلم من العمارة دون أن يدرك أن الشيخ حسن العطار، هو الأب بولس !ويفاجأ الشيخ حسن بأن الشقة التي تقابله يسكنها مرقص وهو نفسه الحاج محمود عمر الشريف ولكنه هو الآخريحمل هوية مزورة لرجل مسيحي، وسرعان ما تحدث صداقة بين العائلتين.
***وفي واحد من أجمل مشاهد الفيلم وأقواها تأثيرا، يستمع الأب بولس عادل إمام إلي آيات من القرآن الكريم، تؤكد معاني التسامح والاعتراف بكافة الأنبياء والأديان السماوية، فتحدث لديه حالة من الاطمئنان، ويتلو صلاته في سره، وكذلك يفعل الحاج محمود الذي يتلو صلاته في الكنيسة !وإذا كان الحب، في معظم الأعمال الأدبية والسينمائية سببا في لم الشمل وتجاوز المحن، والتغاضي عن الفروق الاجتماعية والعرقية فإنه في فيلم حسن ومرقص، يؤدي الي كشف الحقائق، وإعلان الهوية الدينية لكل من عائلتي الأب بولس عادل إمام والحاج محمود عمر الشريف ،فبعد قصة حب رومانسية تجمع بين عماد أو جرجس محمد إمام وبين فاطمة أو مريم شيرين يقرر الشاب مصارحة فتاته بالحقيقة ظنا منه أنها مسيحية مثله، ولكن الفتاة تصدمها المفاجأة، وتنزع يدها من بين أنامل الشاب التي كانت تبادله الإعجاب من ثوان، بمجرد أن تدرك أنه علي غير دينها رد فعل طبيعي جدا وسرعان مايتبدل الحال بين الأسرتين، بعد أن كانا يعيشان في شقة واحدة ويقتسمان الطعام، ويشعر كل من أفراد العائلتين بالأمان في وجود الآخر، تحدث القطيعة ويلزم كل منهما حدود غرفته لايخرج منها، ويقدمهما الفيلم في مشهد شديد الإيحاء حيث يفصلهما جدار سميك، وتصر كل من الزوجتين علي مغادرة الشقة في الحال، حتي لاتضطر لمعاشرة أسرة علي غير دينها، ويخرج الحاج محمود عمر الشريف لاستدعاء سيارة تحمل أسرته وأثاث منزله، ولأول مرة يغلق الحجرة علي زوجته وابنته خوفا عليهما من أفراد اسرة بولس ،وفي الجامع المجاور يقوم شيخ متعصب جهول بتحريض الشباب علي الجهاد ضد أعداء الدين الإسلامي المسيحيين ، وهو نفس مايفعله قس مسيحي في الكنيسة المقابلة، ويؤدي التحريض إلي حالة هائلة من الاحتقان تخرج بعدها جحافل من الشباب المسلم حاملين السنج والسيوف شاهرين إياها في وجه جحافل من الشباب المسيحي يحملون العصي والأسلحة البيضاء، ويحدث تلاحم رهيب بين الفريقين، وتعم الفوضي وعمليات التخريب، وترتفع ألسنة النار من المتاجر، وتصعد للمنازل! وتسعي أسرة الأب بولس للهرب من الشقة بعد أن حاصرتها ألسنة النار، وتجري ماتيلدا لبلبة المسيحية الي الشارع بملابس نومها، يلقاها الشيخ محمود فيخلع عنه سترته ويسترها بها، أما الاب بولس فقبل أن يهرب الي الشارع يدرك أن زوجة الحاج محمود وابنته محتجزتان في الغرفة المغلقة، فيسعي الي إنقاذهما معرضا نفسه لمخاطر الحريق !أما مشهد النهاية فهو يحمل رسالة الفيلم ويمنحه قيمة إضافية حيث يقوم أفراد الاسرتين بالاحتماء كل منهم بالآخر وتمتد الأيدي لتصنع جسرا، يمكنهما من اختراق صفوف المتقاتلين، في عزم وتصميم وكأنهما قد أدركا أن لاوسيلة لأمان هذا المجتمع وسلامه إلا بالتصدي ومواجهة الخطر الذي سوف يبتلعنا جميعا إذا أصر أي من الطرفين علي عدائه للآخر!
***موسيقي ياسر عبد الرحمن تشارك عادم إمام وعمر الشريف البطولة وتضع المشاهد في حالة من الشجن الجميل مع بداية مشاهد الفيلم وتتصاعد شحنة العاطفة حتي تبلغ ذروتها مع مشهد النهاية، عادل إمام الكوميديا الهادئة التي لاتطغي علي قيمة القضية، حالة إنسانية فريدة لايستطيع أن يقدمها سوي عادل إمام وخاصة في مشهد صلاته وهو يجسد شخصية رجل دين مسيحي في أحد المساجد وتأثره بكلمات القرآن الكريم،ومشهد اكتشافه أن صديقه مرقص هو رجل مسلم يدعي الحاج محمود، أما عمر الشريف فهو يختزل خبراته وتاريخه في أداء شخصية تبدو شديدة البساطة ولكنها تحمل أبعادا مركبة، الاداء بدون تعال، من شيم الكبار فقط، لبلبة تزداد نضجا وقيمة مع الايام، محمد إمام نموذج للشاب المصري بعيدا عن الروشنة، وجه هاديء وأداء عفوي ولايؤرقه كونه إبن عادل إمام، شيرين عادل استهلكت نفسها في مسلسلات تليفزيونية كثيرة في وقت قياسي، يمكنها أن تعيد حساباتها ولكن عليها ألا تتوقع المزيد من السينما، رامي إمام في أفضل حالاته وخاصة مع مشاهد المجاميع أكثر من ألف كومبارس في حالة تلاحم وقتال عنيف
رجل المستحيل يتحول إلى فيلم سينمائي .. قريبا
7/16/2008
المصدر: مصراوى.نت

خاص – مصراوي – أقامت شركة روتانا للصوتيات و المرئيات مؤتمرا صحفيا لتعلن عن بدأ مشروع تحويل شخصية (رجل المستحيل) ، شخصية كتاب الجيب التي لاقت نجاحا منقطع النظير بين الشباب حين نشرت من تأليف الكاتب الكبير د. نبيل فاروق، إلي فيلم سينمائي و يعمل السيناريست الكبير محمد حفظي علي تطوير السيناريو الخاص بالفيلم الذي سيبدأ تصويره بعد انتهاء السيناريو مباشرة.
أدهم صبري أو رجل المستحيل هو أول شخصية روائية عربية مبتكرة في التاريخ الحديث تحظي بكل هذا الاهتمام و الإعجاب من قبل الشباب العربي من المحيط للخليج و تفوز بكل هذا النجاح و الانتشار.
و أدهم صبري في واقعه هو تجسيد روائي للفروسية العربية المفتقدة، في قالب عصري حديث و مشوق، فعلي الرغم من مغامراته العديدة، المليئة بالإثارة و الحركة، فهو نبيل المشاعر،رومانسي النزعة، شديد الإيمان و بالرغم من عنف مغامراته فهو بعيد بطبيعته عن نزعة العنف. رجل المستحيل لا يلجأ للقتل أو إراقة الدماء إلا لصد الاعتداء أو الدفاع عن وطنه و دينه.
أما د. نبيل فاروق فهو من مواليد عام 1956 بمدينة طنطا التي درس فيها الطب ولكنه اهتم بالكتابة و الرسم و في عام 1971 حصل علي المركز الثاني في مسابقة القصة من قصر ثقافة طنطا و في عام 1974 حصل علي الجائزة الأولى في مسابقة مجلات الحائط لحرب أكتوبر.
و عمل نبيل فاروق لطبيب لمدة عام و نصف بعد التخرج من الجامعة وفي عام 1984 تقدم لمسابقة أقامتها المؤسسة العربية الحديثة ليبدأ رحلته مع أشهر سلاسله القصصية التي يأتي علي رأسها رجل المستحيل ليصبح من أكثر الكتاب المبوبين بين الشباب و الكبار أيضا و يتوج مجهوده بحصوله علي جائزة الدولة التشجيعية في أدب الخيال العلمي عام 2007.
و في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمناسبة إنتاج روتانا لفيلم عن رجل المستحيل تحدث د. نبيل فاروق و قال" منذ ربع قرن بدأت رحلتي مع أدهم صبري. منذ ربع قرن و أنا أعيش أحاسيسه و مشاعره، واحيا مغامرته و أسجلها علي أوراقي. و مع الزمن انتشر (رجل المستحيل) انتشارا لم أكن أتوقعه في جميع أرجاء الوطن العربي.
و أضاف د. نبيل فاروق " و كانت هناك العديد من المشاريع ليظهر أدهم صبري علي الشاشة و لكن كلها كتب لها الفشل بسبب المنتجين و لها شعرت بسعادة كبيرة عندما عرضت علي شركة روتانا تحوي لشخصية (رجل المستحيل) إلي فيلم سينمائي، و أنا واثق بإذن الله من نجاح الفيلم لما تتمتع به شركة روتانا من سمعة طيبة و مصدقية كبيرة"
و كذلك تحدث محمد حفظي المسئول عن تطور سيناريو الفيلم و قال أنه كان من أشد المعجبين ب (رجل المستحيل) و يشعر بسعادة كبيرة لأنه سيكون له شرف تحويل هذه القصة الرائعة إلي عمل سينمائي
.

حسن ومرقص والنجاة من الطوفان.

جريدة الاهالى - كتبت ماجدة موريس

16/7/2008



في كثير من الاعمال الفنية تصبح الفكرة هي العمل نفسه، بما لها من قوة وبريق ومقدرة علي توليد الافكار الجانبية عنها، وينطبق هذا علي فيلم (حسن ومرقص) حين يوضع بطلاه، المسلم والمسيحي، في ورطة واحدة تهدد حياة كل منهما وعائلته، فيغير كل منهما شخصيته وهويته الدينية في رحلة هروبه من المتطرفين.
وفي الرحلة ينساق الكاتب وراء «توصيف» الحالة الميدانية للمسألة. أي علاقة الناس بالدين، سواء ديانة الانسان أو الآخر.. بدءا من مظاهر النفاق الرسمية والتي تعلو فيها الهتافات بحياة الوحدة الوطنية ويتبادل الشيوخ والقساوسة القبلات والتقاط الصور معا إلي تلك التي عايشها بطلا الفيلم طوال رحلتهما ومن المهم أولا التأكيد علي أهمية الفيلم وشجاعته في تناول تلك القضية الشائكة، حتي لو بدا متأخرا، والتأكيد ايضا علي ذلك الدافع والهاجس الذي ظل يؤطر الفيلم منذ بدايته وحتي النهاية وهو إدانة أمرين معا، الأول هو اسلوب الشحن من جانب أي فريق تجاه الآخر، وذلك أمر يتعلق بالشخصية المصرية ونموها فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية علي نحو مخالف للكثير من القيم والعادات الاصيلة «السابقة»، والثاني هو إدانة الاساليب الحكومية في التعامل مع الموضوع من بدايته وهو ما نراه هنا من خلال الخط الرئيسي نفسه، حين تتعاقب مؤتمرات «الوحدة الوطنية» بينما يزداد الشارع احتقاناً، وحين يصبح الضابط في محافظة كالمنيا معزولا عن المعلومات الصحيحة فيتعامل بالشبهات مع «بولس» الذي أصبح الشيخ «حسن العطار» ويتهمه بالتعامل مع تنظيم القاعدة، والاهم من هذا حين ينسي اللواء مختار، المسئول الامني الكبير، الضحيتين اللتين أبعدهما وغير أسماءهما لأنه مشغول دائماً بأمور اكبر كقنبلة أو انفجار أو خناقة.. في اشارة إلي نوع العلاقة بين الدولة، وبين ما يحدث من احتقان طائفي.. فالدولة مشغولة، وترحيل هذا الموضوع هو غايتها حتي إشعار آخر. وهنا تأتي أهمية تلك النهاية القوية والحاسمة للفيلم حين يتصاعد الاحتقان إلي مرتبة الصراع، ويحمل كل فريق سلاحه في وجه الآخر بينما يحاول حسن ومرقص وزوجتاهما وابناؤهما التماسك والمرور من المعارك وايديهما متشابكة في رسالة واضحة من صناع الفيلم، بل إنها صرخة حقيقية مما يحدث علي مستوي الواقع ويتجدد كل فترة إلي ما يصل في درجة الفعل إلي ما رأيناه علي الشاشة في النهاية..
الدين قال إيه
ولا يمكن لواقع مثل هذا إلا أن يصبح طاغياً علي مستوي تناول الفكرة في الفيلم الذي كتبه يوسف معاطي فجاء معبرا عن براعته الحرفية وقدرته علي توليد مواقف متعددة - الفكرة الاساسية ولكن علي حساب الاستغراق في تحليل شخصياته والنفاذ إلي اعماقها، وفي مواقف عديدة تغلبت مهارته الحرفية، وميله للكوميديا علي مقتضيات الدراما مثل ذلك الموقف الذي وجد (بولس) نفسه فيه حين استضافه (الشيخ بلال) في المسجد ليرد علي أسئلة المصلين باعتباره الشيخ حسن العطار الداعية الاسلامي الكبير، فلا يجد مهربا سوي اللجوء للحيلة بسؤال الشيخ بلال بتعال وتواضع في آن واحد (هو الدين قال ايه؟) فيجيب بلال فيؤمن عليه مشيراً بيده إلي أنه ذات الرأي الذي كان سيقوله. وهنا يضعنا المؤلف أمام نوعية الاسئلة التي أصبح الناس يسألونها لخطباء المساجد، والتي تصل بهم إلي نوع من فقدان الثقة بالعقل أو النفس أو البحث عن مخرج من أزمات حياتية بحتة لا يجد لها المواطن حلا في أي مؤسسة أخري.. وهنا يحيلنا الفيلم إلي حقيقة مؤكدة وهي أن أغلب الازمات التي يقوم عليها الاحتقان والفتن في الشارع المصري دافعها تردي الواقع والفراغ السياسي والاجتماعي والمدني الكبير الذي يملؤه الأفراد بأنفسهم، وعن طريق الدين وحده، حتي لو كان السبب هو علاقة فتاة بفتي أو شراكة محل تجاري!..
وفي رحلة هروب بطلي الفيلم بولس (عادل إمام) الواعظ وأستاذ اللاهوت (والذي تحول!) إلي الشيخ حسن العطار مع زوجته ماتيلدة (لبلبة) وابنه جرجس (محمد إمام)، وكذلك في رحلة هروب الشيخ محمود (عمر الشريف) الذي تحول إلي مرقس عبدالشهيد وهرب من تعقب جماعة ارهابية كان شقيقه الراحل أميرا لها وأرادت تنصيبه اميرا لها، ومعه زوجته زينب (هناء الشوربجي) وابنته فاطمة (شيرين عادل) فكلاهما ظل ملتزما بدينه وعقيدته الاصيلة برغم تقمصه وعائلته عقيدة أخري في مفارقة واضحة أن هؤلاء الأكثر فهما لمعني الدين والذين هم الاكثر تسامحاً والاقل تعصبا ويأخذنا الفيلم هنا، بعد نمو العلاقة بين الرجلين والاسرتين في رحلة من مفارقات سوء الفهم المتتالية التي تؤدي إلي الضحك والدهشة.
لا مسلمة ومسيحي
ونحن نري تفشي حمي التدين علي الجانبين، وبحيث أصبح التعامل الديني هو الاساس، سواء مع النفس أو مع الآخر، تراجعت كل القيم الاخري، وبدا «حس القبيلة» يعلو علي ما عداه، حين يتم تفسير أي سلوك يخص «الشيخ حسن» الساكن في عمارة «وليم» أو يخص العم مرقس وابنته «مريم».. وفي حين يصبح شغل الآخر الشاغل هو مراقبة هؤلاء السكان الجدد، تتوثق العلاقة بين حسن ومرقص، وبين ماتيلده وزينب، وجرجس وفاطمة لتصل إلي لحظة الصدام الضروري (حيث لا يناقش الفيلم لماذا لا يتزوج المسيحي مسلمة مثلا أو العكس تجنبا لقضايا تعصف به وتعلم كل أسرة بحقيقة الأخري، وتتبادلان الرفض فوراً، وتشحب كل صور الانسجام والحب قبل أن يكتشف الطرفان انهما عاشا معا اجمل لحظات الحياة، وأن كليهما انقذ الاخر من حريق اشعله المتطرفون أو اللاهون في الشارع.. ليسعي كل من «بولس» و«محمود» إلي النجاة معا، كل وعائلته.. في مواجهة الطوفان
.

Wednesday, July 9, 2008


حسن و مرقص ‏..‏ لم يشعل الفتنة بل فضحها
‏09/07/2008
المصدر: الاهرام - كتب علاء السعدنى

السؤال الذي يجب أن يفرض نفسه وبقوة قبل مشاهدة فيلم حسن ومرقص‏,‏ هل كان يستطيع أحد أن يغامر بعمل فيلم مثل هذا‏,‏ ويدخل بنفسه إلي حقل ألغام الوحدة الوطنية‏,‏ ويفتح به الملف الشائك للفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين؟أكبر الظن أنه لا أحد يستطيع عمل هذا سوي عادل إمام فقد عودنا هو علي ذلك بعد أن أصبحت مهنته بل وشغله الشاغل هو البحث عن القضايا الساخنة والشائكة حتي لو ادخلته إلي اللغم نفسه‏,‏ وأظن أيضا أن تاريخه السينمائي هو الشاهد علي ذلك بدءا من اللعب مع الكبار‏,‏ وطيور الظلام‏,‏ و الإرهاب و الكباب‏,‏ ومرورا بـ الإرهابي‏,‏ والسفارة في العمار‏,‏ ويعقوبيان‏.‏ وطوال هذا الوقت وهو مازال يواصل رحلة الرصد التاريخي للتفاصيل الحياتية التي نعيشها‏.‏أقول هذه المقدمة الطويلة والضرورية أيضا لأني أعلم تماما أن عادل إمام لن ينجو بفعلته من جراء هذا الفيلم‏,‏ وأعلم أيضا أنه في الوقت الذي يجب أن نشكره فيه لمجرد كونه يفكر في عمل فني يترجم هذه الحالة المستعصية التي نعيشها في فيلم حسن و مرقص وهذا ليس بالأمر السهل علي الاطلاق‏,‏ فبدلا من الشكر ستكال له الاتهامات بالجملة إن لم تكن كيلت بالفعل قبل تصوير الفيلم وأثناءه وقبل عرضه‏,‏ حيث تعرض لحملة شعواء علي الفيس بوك جعلت المسلمين معترضين عليه وكذلك الأقباط أيضا‏,‏ أما وقد عرض الفيلم فسيتجه الاتهام إلي التحريض علي اشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط ده علي أساس انها كانت نائمة ولم يوقظها إلا فيلم عادل إمام عموما الجدل مطلوب وعادل كفيل به بل ومعتاد عليه‏.‏تبدأ أحداث الفيلم الذي كتبه المؤلف يوسف معاطي عن رجلي دين احدهما عالم لاهوت وهو بولس عادل إمام والآخر الحاج محمود عمر الشريف تاجر عطاره عارف بالدين وكلاهما رغم تدينهما الشديد متسامحين وبعيدين تماما عن أي تعصب ونتيجة لهذا يدفعان ثمن هذا التسامح ومن هنا تبدأ المشكلة في الفيلم‏,‏ حيث لا يعجب بعض الاخوة المسيحيين موقف بولس الحيادي ويطالبوه بضرورة التشدد في التعامل مع المسلمين‏,‏ ولما رفض هددوه بالقتل‏,‏ ونفس الموقف يحدث مع الحاج محمود الذي يعمل اخيه مع جهة إرهابية كأمير لهم وعندما يقتل تطالبه الجماعة بأن يحل محل اخيه في زعامتهم‏,‏ ولما رفض هددوه بالقتل هو الآخر وأمام هذا وذاك وجد اللواء مختار وهو ضابط كبير في الداخلية عزت أبو عوف أن أفضل حل للخروج من هذه الأزمة بالنسبة للاثنين أن كل منهما ينتحل صفة دينية غير ديانته‏,‏ فأصبح بولس هو الحاج حسن العطار بينما الحاج محمود أصبح مرقص المسيحي‏.‏وهكذا لعب الجزء الأول من الفيلم علي هذه المفارقة والتي تفجرت من خلالها المواقف الكوميدية فجاءت صارخة أحيانا وأحيانا أخري هادئة‏,‏ وعموما فالفيلم ليس كما كنا نتخيل قبل مشاهدته بأنه كوميدي خالصا‏,‏ حيث اتضح عكس ذلك أثناء مشاهدتنا‏,‏ حيث تحول الجزء الثاني وخاصة الأخير منه إلي الجدية التامة‏,‏ وفي الحقيقة سيطر علي هذا الجزء السرعة وتدفق الأحداث‏,‏ بل والعمق ليضع يده علي مواطن الضعف والسلبية في علاقة المسلمين بالمسيحيين‏.‏ وفي الحقيقة أيضا لم يبخل سيناريو الفيلم بفضل يوسف معاطي من الضغط علي الجرح الغائر في هذه العلاقة‏,‏ وتغلغل لأقصي حد وجرأة في رصد كل تعاملات المسيحيين مع المسلمين ونظرة كل منهما للآخر سواء المعلنة كانت أم الخفية‏,‏ والأهم أنه طرح هذه العلاقة بل فضحها وعراها علي حقيقتها وربما ومن هذا المنطلق يأتي الاتهام بالتحريض علي الفتنة آل يعني هذا لا يحدث في الحقيقة عموما هذا هو حالنا حيث نضع دائما رؤسنا في الرمال في القضايا التي لا نحب أن نتكلم فيها أو عنها ولكن الفيلم أبي أن يدفن رأسه في الرمال مثلنا وقد عبر هذا في مشهد بديع في أواخر الفيلم عندما راح يصور أشكال الصراع والفتنة التي لم تعد نائمة مهما قلنا عكسذلك بسبب الخطب المتعصبة من بعض المتعصبين سواء في الكنائس أو الجوامع والتي بسببها اشتعلت أحداث الفتنة بين مسلمي وأقباط الاسكندرية‏,‏ وهي حادثة حقيقية وقعت بالفعل وشاهدنا بأنفسنا أحداثها مؤخرا وبها أنهي الفيلم أحداثه ولكنه لم ينه العلاقة الأبدية بين الطرفين وابرز روح التآخي التي كانت وستظل إلي الأبد حيث سار أبطال الفيلم عادل إمام وأسرته المكونة من زوجته ماتيلدا لبلبة التي مازالت تجيد اللعب علي الأدوار الجديدة عليها تماما من فيلم لآخر‏.‏ وابنه جرجس محمد عادل وفي الحقيقة لم نشعر بغرابة ي علاقة جرجس بأبوه ربما لأنه كذلك في الواقع‏,‏ وقد اكتسب محمد في هذا الفيلم بعض الكوميديا من والده وكذلك عمر الشريف وزوجته هناء الشوربجي وابنته فاطمه وشيرين عادل في أول أدوارها في السينما‏,‏ وقد تفهمت شيرين أن هذا دور عمرها فلعبت بذكائها عليه بأقصي طاقتها فجاءت كالموناليزا الجميلة بوجهها الاخاذ وابتسامتها الساحرة وعفوية أدائها‏,‏ فساروا معا وسط المشاجرة الغوغاء بين المسلمين والأقباط حيث تتشابك ايديهم ومن قبله تشابكت قلوبهم‏,‏ ليعلن الفيلم في النهاية عن أن العلاقة ستظل أبدية بين الاثنين مهما تفاقمت جيوش التعصب الغشيمة فدائما سيظل الهلال بجانب الصليب‏,‏ وهكذا حثنا ديننا الحنيف علي ذلك‏,‏ وقد عبر عنه الفيلم في مشهد الجامع عندما دخل فيه بولس وابنه جرجس مضطرين أثناء صلاة الفجر ليسمعا بنفسهما إمام الجامع وهو يتلوا بعض من آيات الذكر الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصاري إذ أن فيهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون‏.‏صدق الله العظيموإن كان هناك بطل آخر في هذا الفيلم بجانب أبطال الفيلم فكانت الموسيقي التصويرية لياسر عبد الرحمن التي جاءت وكأنها سيناريو قائم بذاته خاصة بعمل هذا المزج الفريد بين الترانيم المسيحية والتواشيح الإسلامية فكانت عزفا فريدا ومتفردا‏.‏ورغم أن رامي إمام كان قد كتب لنفسه شهادة ميلاده كمخرج في أفلام أخري بعيدة عن والده عادل إمام إلا أن هذا الفيلم سيعد نقطة الانطلاق الحقيقية والمهمة في مشواره حيث نجح في قيادة فيلم كبير بحجم حسن ومرقص ومع نجوم كبار عادل إمام وعمر الشريف بجانب سيناريو متشعب ومع ذلك لم تفلت منه خيوطه‏,‏ والأهم أنه قاد كل فريق العمل ووظفهم بنجاح في أدوارهم فجاءوا جميعا في أحسن حالاتهم يوسف داود وضياء الميرغني وإداورد وحسن مصطفي وعزت أبو عوف وجميع من في الفيلم وساعده في ذلك مونتاج ماجد مجدي والديكور الجيد لعادل مغربي‏,‏ وكذلك عدسة مدير التصوير أحمد عبد العزيز‏.‏ويحسب للفيلم أنه أثبت وبجداره أن التمثيل ليس له عمر بدليل أن بطلي الفيلم مخضرمين إلا أنهما أجادا بشكل ليس له نظير‏,‏ فجاء عادل إمام اداءه هاديء وناضجا مغلفا بالكوميديا أما عمر الشريف فكان متعة في حد ذاته وفي اداؤه السهل الممتنع وفي مخارج الألفاظ خاصة في قراءة سور القرآن الكريم والأدعية‏.‏ وقد يكون هذا الفيلم بداية لفتح ابواب السينما امام ادوار اخري جديدة له‏.‏وفي النهاية يجب ألا نغفل الانتاج السخي لجود نيوز والذي لولاه ما خرج الفيلم بهذا الشكل المبهر‏!‏
المصدر : الاهرام - عـلا السعــدن
ي

Tuesday, July 8, 2008

رغم أنف عادل أديب الدعاية والجنس لم تنقذ البيبي دول
فيلم رفضه الجمهور والنقاد رغم الدعاية والإيحاءات الجنسية

8/7/2008


جريدة الوفد
كتبت : حنان أبوالضياء إذا كان لديك 7،5 مليون دولار و40 ممثلا مشهود لهم بالكفاءة الفنية وذوي أداء مميز ومتنوع ومخرج لا يملك أدوات تحريك الممثل والسيطرة علي انفعالاته وإخراج ما يريده للتعبير عن الفكرة وسيناريو ممطوط ومطول ومشاهد غير مترابطة ومملة هل تصنع فيلما مميزا يقبل عليه الجمهور رغم هذا الكم الهائل من العابرات الجنسية ذات الايحاءات المباشرة.. وهل يرضي النقاد ويقبلونه بالحفاوة مع هذا الكم الهائل من الدعاية تشبه ما فعله صدام قبل غزو العراق.

للأسف إن كل هذا لم يشفع لفيلم »البيبي دول« الذي حظي بقدر كبير من الهجوم النقدي عليه وأيضا نال الكتاب المعترضون عليه وابلا من التصريحات غير المسئولة من مخرجه عادل أديب الذي كان أحد أسباب فشله أنه مخرج لا يملك المقدرة علي فن إدارة الممثل وأعتقد أن وقوف شركة إنتاج كبيرة وراء سيناريو خطابي لا يرقي للعمل السينمائي كفيل بإنجاح فيلم.

و»البيبي دول« فيلم سياسي من نوعية من كل فيلم أغنية ممزوج بقدر من التعليقات الجنسية الفاضحة واستكملت بسلسلة من الإعلانات نشرت للأسف في جرائد قومية تحظي بإيجاءات غاية في الجرأة التي تصل الي حد الوقاحة ولأ صانعي الفيلم أرادوا التأكيد علي أنه »البيبي دول« فيلم سياسي لذلك لا مانع من الكلام عن حرب العراق والهولوكست وسجن أبوغريب وأحداث 11 سبتمبر.

ومن خلال فكرة تدور من خلال مشاكل جنسية يبحث عن حل لها ويصطحب فوجا سياحيا مسافرا الي أمريكا ويشتري »البيبي دول« ممنيا نفسه بليلة ساخنة ولكن الفوج يتعرض لعملية إرهابية فيبدأ الفيلم في استعراض المشاكل السياسية في العالم والعولمة في خلط غريب بين أحداث سياسية وأفكار ورؤي مختلفة تشابكت وتباعدت فيما بينها بسبب ضعف المعالجة السينمائية لها وشخصيات حدث لها تطور ميلودرامي لا معني له وبعيد عن المنطق ومنه شخصية »نور الشريف« المتحول الي إرهابي رغم أنه أنقذ من سجن أبوغريب علي يد جنرال أمريكي يكره العرب لعب دوره جميل راتب.

إن فيلم »البيبي دول« يؤكد أنه ليس بالإنتاج الضخم والدعاية غير العادية يجبر النقاد والجمهور علي الاقتناع بفيلم
.