«يحيا الهلال مع الصليب».. ولتسقط السينما
كتبت ريهام جودة
المصرى اليوم
٢٠/٧/٢٠٠٨
«المعلم برسوم يبحث عن وظيفة» اسم لفيلم روائي قصير ربما يجهله كثيرون، لكنه شكل أول بطولة مطلقة للشخصية المسيحية علي شاشة
«المعلم برسوم يبحث عن وظيفة» اسم لفيلم روائي قصير ربما يجهله كثيرون، لكنه شكل أول بطولة مطلقة للشخصية المسيحية علي شاشة
السينما المصرية عام ١٩٢٣، وتوالت بعده أفلام تختصر تقديم الشخصية المسيحية في شخصيات النساء الأجنبيات، وكانت هناك بعض الأفلام التي تناولت الصدام الاجتماعي والثقافي الناتج عن قصص حب أو زواج الشباب المصري المسلم بالأجنبيات المسيحيات وتحديداً في عام ١٩٢٨ «قبلة في الصحراء» بطولة فاطمة رشدي وبدر لاما الذي تناول علاقة حب تتعقد بين شاب بدوي وفتاة أمريكية مع اضطراره للهروب إلي الصحراء بعد اتهامه بقتل عمه وتنتهي أحداث الفيلم بالنهاية السعيدة،
و«وخز الضمير» ١٩٣١ بطولة ماري كويني وأحمد جلال وعبدالسلام النابلسي، و«أولاد الذوات» ١٩٣٢، وغابت الشخصية المسيحية عن البطولة أو الدور السنيد لتعود للظهور عام ١٩٤٥ في فيلم «حسن ومرقص وكوهين» المقتبس عن المسرحية الشهيرة بالاسم نفسه التي قدمها نجيب الريحاني، وركز الفيلم علي الدعوة للوحدة الوطنية والتعايش بين فئات المجتمع المصري بغض النظر عن دياناتهم آنذاك الإسلام والمسيحية واليهودية، التي كان معتنقوها وقتها شريحة أساسية في مصر، وبعد ذلك بأربع سنوات قدمت النسخة النسائية من الفيلم التي حملت اسم «فاطمة وماريكا وراشيل».
«قنبلة» حقيقية أنتجتها السينما المصرية وكانت علي موعد معها عام ١٩٥٢ وكان بطلها حسين صدقي الذي قدم فيلم «القدر»، لكنه لم يعرض بضغط من الكنيسة لما قدمه الفيلم من أن الفتاة المسيحية تعاني من الانحلال واتجاهها للهداية مع ارتباطها بالشاب المسلم، وكان مناخ الثورة في بدايته متسامحاً ليعرض الفيلم بعد عامين وتحديداً عام ١٩٥٤، وكانت الكنيسة قد اعترضت علي الفيلم واتهمت صناعه بإساءتهم إلي المسيحيين، ويتناول الفيلم ما يمكن أن يحدث من صدامات وجدل حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من خلال قصة لفتاة مسيحية تشهر إسلامها للتزوج من شاب مسلم وسط معارضة أسرتها.
«عيسي العوام» بطل آخر مسيحي علي شاشة السينما جسده صلاح ذو الفقار في فيلم «الناصر صلاح الدين» الذي قدم من خلاله المخرج يوسف شاهين نموذجاً للعلاقة الطيبة التي تجمع المسيحيين والمسلمين وتكشف عن سماحة الإسلام في التعامل مع الأقباط وعن تفهم المسيحية وتقبلها لدين آخر، حيث «عيسي» الشاب المسيحي الذي يخدم في الجيش الإسلامي تحت قيادة صلاح الدين الذي يغير من وجهة نظر الأوروبية المسيحية «لويزا» - نادية لطفي - التي قدمت إلي الشرق نافرة من أهله وظنت أنهم يسيئون معاملة المسيحيين ومن هم علي غير دين الإسلام، فتبدلت رؤيتها تماماً لتنقلب علي قادتها متذمرة من همجيتهم في التعامل مع أصحاب الديانات الأخري.
وقد كان للشخصية المسيحية أن تستأثر بدور البطولة في أحيان نادرة في فيلمي «شفيقة القبطية» ١٩٦٣ و«الراهبة» ١٩٦٥ اللذين لعبت بطولتهما هند رستم وأخرجهما حسن الإمام، بينما كانت لها أدوار مميزة تكشف العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، وأيضاً نظرة المسلمين المتطرفين للمسيحيين وتكفيرهم، مثل دور «هاني» - مصطفي متولي - الجار المسيحي للكاتب الصحفي الشهير المعروف بمواقفه المهاجمة للإرهاب والتطرف «محمد الدفراوي» في فيلم «الإرهابي» ١٩٩٤، الذي يستضيف في منزله إرهابياً «عادل إمام» دون علمه متنكراً في شخصية أستاذ جامعي مستنير،
ويفشل الإرهابي في تقمص تلك الاستنارة حين يلتقي بالجار المسيحي لمستضيفه الذي يعتقد في بادئ الأمر أنه مسلم، لكن مع اقترابه منه ومعرفة اسم ابنته ورؤية الصليب الذي تحمله تنقلب تماماً الأمور، في مفارقات كوميدية صاغتها تعبيرات عادل إمام خاصة حين يلقي بالصغيرة التي كان قد أجلسها إلي جواره.
بخلاف ذلك خفت تناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مع اختزال ظهور الشخصية المسيحية في أدوار هامشية كان التركيز من خلال مشاهدها المحدودة علي التأكيد علي معني الانصهار بين قطبي الوطن في بوتقة واحدة، فكان ظهور المسيحي في شخصية الصديق الوفي الذي ينقذ صديقه المسلم من أزمة مالية وهو الدور الذي جسده عباس فارس في فيلم «أم العروسة» بطولة تحية كاريوكا وعماد حمدي الذي قدم دور الصراف الذي يعاني من ضائقة مالية لظروف زواج ابنته، وربما الصدفة كانت وراء تقديم المسيحي في المهنة نفسها كصراف وفي مشاهد محدودة جداً أيضاً في فيلم «الحرام».
وربما تعتبر مقولة «يحيا الهلال مع الصليب» خير نموذج لشكل العلاقة الذي صاغته أفلام كثيرة للتعبير عن الوحدة الوطنية والتي تناولت غالباً ثورة ١٩١٩، وتم إنتاجها في عهد ثورة يوليو كنوع من تدعيم التفاف الجمهور حول قادة الثورة بالاحالة إلي ثورة ١٩١٩ وتكاتف الشعب حول قادتها لإنجاحها، وأيضاً تدعيم مبادئها وعدم تفرقتها بين المواطنين وفقاً لأي اختلافات خاصة الدينية منها، حيث كثرت المشاهد التي يجلس خلالها قساوسة إلي جوار شيوخ ليهتفوا الشعار الخالد «يحيا الهلال مع الصليب»،
ولم تتجاوز الصورة السينمائية في تلك الأفلام هذا الشعار للحديث عن العلاقة بين الطرفين، ولعل أقرب هذه الأفلام ثلاثية نجيب محفوظ ١٩٦٤ وحتي ١٩٧٤. وخلال العقود الأخيرة عادت اشلخصية المسيحية لتنافس نظيرتها المسلمة علي دور البطولة كما في أفلام «مرسيدس» ليسري نصر الله الذي كان بطله «نوبي» مسيحياً، و«أرض أرض» الذي جسدت خلاله جيهان فاضل شخصية فتاة مسيحية يقع في غرامها شاب مسلم «فاروق الفيشاوي» يردد طوال الأحداث «لو ماكانتش مسيحية.. كانت اتجوزتها».
ولكن مع فيلم «بحب السيما» ٢٠٠٤ للمخرج أسامة فوزي وبطولة محمود حميدة وليلي علوي، تنقلب الأمور تماماً، فالأحداث أغلقت بالكامل علي المسيحيين سواء داخل الكنيسة أو خارجها، وغاب العنصر المسلم أو الحديث عن علاقة الطرفين، حيث تعمق الفيلم في تفاصيل الحياة المسيحية بشكل لافت وبعيد عما اعتادته الشخصية المسيحية من ظهور في أدوار صديق أو صديقة البطل، أو ظهور باسم الشخصية فقط الدال علي ديانتها دون تقديم أو رسم ملامح لتلك الشخصية ومفرداتها، وربما حظي الفيلم بأكبر موجة اعتراضات واحتجاجات عرفتها السينما المصرية طوال تاريخها من قبل الكنيسة والمسيحيين خاصة لما تناوله الفيلم من شخصية المسيحي المتزمت وهي جديدة تماماً علي السينما المصرية.
ورغم الضجة التي أحدثها «بحب السيما» فإن الجمهور تقبله بشكل كبير لما حمله أيضاً من لمحة كوميدية غلفت أحداثه، لكن الكوميديا لم يكن لها محل من الإعراب وباتت مبالغة كبيرة في حالة فيلم مثل «فيلم هندي» لأحمد آدم وصلاح عبدالله، الذي حاول تقديم صورة جيدة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولكنها تتجاوز حدود التقبل والمنطق عندما يتنازل كل من الصديقين المسيحي والمسلم عن الشقة التي بالمصادفة وبالكاد عثرت عليها خطيبة كل منهما للآخر حفاظاً علي صداقتهما ووحدتهما الوطنية، رغم الصراع المشتعل بين الخطيبتين،
أيضاً، «الكلام في الممنوع» إخراج عمر عبدالعزيز وبطولة نور الشريف وماجد المصري حاول رسم علاقة مثالية بين الطرفين، فماجد المصري يجسد شخصية «رياض» الطبيب المسيحي الذي يتخفي في زي الشيخ «بخيت» بعد هروبه لاتهامه بقتل خفير فيلته واغتصاب زوجته، ويتعاطف معه ضابط الشرطة - نور الشريف - الذي يحاول إثبات براءته. وبفيلم «عمارة يعقوبيان» ٢٠٠٦ لمروان حامد تبدو شخصية المسيحي أكثر قتامة في علاقته بالمسلمين، فـ«فانوس» خادم زكي الدسوقي سليل الباشوات يستغل «عرجه» في ابتزاز مشاعر المحيطين وتسهيله له لإقامة علاقات محظورة مع نساء مشبوهات في مكتبه، وشقيقه «ملاك» الترزي الحريمي الذي لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كانت حرمته.
وفي دراسة قدمتها الباحثة انتصار بدر عام ٢٠٠٣ حملت اسم «الشخصية المسيحية في رحلتها علي الشاشة الفضية» ونشرتها مجلة «أدب ونقد» جاء أن الشخصية المسيحية لم تحصل علي دور البطولة إلا ٢٣ مرة خلال إنتاج السينما المصرية الذي تجاوز ٣٠٠٠ فيلم، وبررت الباحثة ذلك بمحاولة صناع السينما تفادي الجهاز الرقابي الديني والتهميش المتعمد للأقليات إلي جانب دوافع تسويقية متعلقة بعملية توزيع الأفلام في دول الخليج.
و«وخز الضمير» ١٩٣١ بطولة ماري كويني وأحمد جلال وعبدالسلام النابلسي، و«أولاد الذوات» ١٩٣٢، وغابت الشخصية المسيحية عن البطولة أو الدور السنيد لتعود للظهور عام ١٩٤٥ في فيلم «حسن ومرقص وكوهين» المقتبس عن المسرحية الشهيرة بالاسم نفسه التي قدمها نجيب الريحاني، وركز الفيلم علي الدعوة للوحدة الوطنية والتعايش بين فئات المجتمع المصري بغض النظر عن دياناتهم آنذاك الإسلام والمسيحية واليهودية، التي كان معتنقوها وقتها شريحة أساسية في مصر، وبعد ذلك بأربع سنوات قدمت النسخة النسائية من الفيلم التي حملت اسم «فاطمة وماريكا وراشيل».
«قنبلة» حقيقية أنتجتها السينما المصرية وكانت علي موعد معها عام ١٩٥٢ وكان بطلها حسين صدقي الذي قدم فيلم «القدر»، لكنه لم يعرض بضغط من الكنيسة لما قدمه الفيلم من أن الفتاة المسيحية تعاني من الانحلال واتجاهها للهداية مع ارتباطها بالشاب المسلم، وكان مناخ الثورة في بدايته متسامحاً ليعرض الفيلم بعد عامين وتحديداً عام ١٩٥٤، وكانت الكنيسة قد اعترضت علي الفيلم واتهمت صناعه بإساءتهم إلي المسيحيين، ويتناول الفيلم ما يمكن أن يحدث من صدامات وجدل حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من خلال قصة لفتاة مسيحية تشهر إسلامها للتزوج من شاب مسلم وسط معارضة أسرتها.
«عيسي العوام» بطل آخر مسيحي علي شاشة السينما جسده صلاح ذو الفقار في فيلم «الناصر صلاح الدين» الذي قدم من خلاله المخرج يوسف شاهين نموذجاً للعلاقة الطيبة التي تجمع المسيحيين والمسلمين وتكشف عن سماحة الإسلام في التعامل مع الأقباط وعن تفهم المسيحية وتقبلها لدين آخر، حيث «عيسي» الشاب المسيحي الذي يخدم في الجيش الإسلامي تحت قيادة صلاح الدين الذي يغير من وجهة نظر الأوروبية المسيحية «لويزا» - نادية لطفي - التي قدمت إلي الشرق نافرة من أهله وظنت أنهم يسيئون معاملة المسيحيين ومن هم علي غير دين الإسلام، فتبدلت رؤيتها تماماً لتنقلب علي قادتها متذمرة من همجيتهم في التعامل مع أصحاب الديانات الأخري.
وقد كان للشخصية المسيحية أن تستأثر بدور البطولة في أحيان نادرة في فيلمي «شفيقة القبطية» ١٩٦٣ و«الراهبة» ١٩٦٥ اللذين لعبت بطولتهما هند رستم وأخرجهما حسن الإمام، بينما كانت لها أدوار مميزة تكشف العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين، وأيضاً نظرة المسلمين المتطرفين للمسيحيين وتكفيرهم، مثل دور «هاني» - مصطفي متولي - الجار المسيحي للكاتب الصحفي الشهير المعروف بمواقفه المهاجمة للإرهاب والتطرف «محمد الدفراوي» في فيلم «الإرهابي» ١٩٩٤، الذي يستضيف في منزله إرهابياً «عادل إمام» دون علمه متنكراً في شخصية أستاذ جامعي مستنير،
ويفشل الإرهابي في تقمص تلك الاستنارة حين يلتقي بالجار المسيحي لمستضيفه الذي يعتقد في بادئ الأمر أنه مسلم، لكن مع اقترابه منه ومعرفة اسم ابنته ورؤية الصليب الذي تحمله تنقلب تماماً الأمور، في مفارقات كوميدية صاغتها تعبيرات عادل إمام خاصة حين يلقي بالصغيرة التي كان قد أجلسها إلي جواره.
بخلاف ذلك خفت تناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مع اختزال ظهور الشخصية المسيحية في أدوار هامشية كان التركيز من خلال مشاهدها المحدودة علي التأكيد علي معني الانصهار بين قطبي الوطن في بوتقة واحدة، فكان ظهور المسيحي في شخصية الصديق الوفي الذي ينقذ صديقه المسلم من أزمة مالية وهو الدور الذي جسده عباس فارس في فيلم «أم العروسة» بطولة تحية كاريوكا وعماد حمدي الذي قدم دور الصراف الذي يعاني من ضائقة مالية لظروف زواج ابنته، وربما الصدفة كانت وراء تقديم المسيحي في المهنة نفسها كصراف وفي مشاهد محدودة جداً أيضاً في فيلم «الحرام».
وربما تعتبر مقولة «يحيا الهلال مع الصليب» خير نموذج لشكل العلاقة الذي صاغته أفلام كثيرة للتعبير عن الوحدة الوطنية والتي تناولت غالباً ثورة ١٩١٩، وتم إنتاجها في عهد ثورة يوليو كنوع من تدعيم التفاف الجمهور حول قادة الثورة بالاحالة إلي ثورة ١٩١٩ وتكاتف الشعب حول قادتها لإنجاحها، وأيضاً تدعيم مبادئها وعدم تفرقتها بين المواطنين وفقاً لأي اختلافات خاصة الدينية منها، حيث كثرت المشاهد التي يجلس خلالها قساوسة إلي جوار شيوخ ليهتفوا الشعار الخالد «يحيا الهلال مع الصليب»،
ولم تتجاوز الصورة السينمائية في تلك الأفلام هذا الشعار للحديث عن العلاقة بين الطرفين، ولعل أقرب هذه الأفلام ثلاثية نجيب محفوظ ١٩٦٤ وحتي ١٩٧٤. وخلال العقود الأخيرة عادت اشلخصية المسيحية لتنافس نظيرتها المسلمة علي دور البطولة كما في أفلام «مرسيدس» ليسري نصر الله الذي كان بطله «نوبي» مسيحياً، و«أرض أرض» الذي جسدت خلاله جيهان فاضل شخصية فتاة مسيحية يقع في غرامها شاب مسلم «فاروق الفيشاوي» يردد طوال الأحداث «لو ماكانتش مسيحية.. كانت اتجوزتها».
ولكن مع فيلم «بحب السيما» ٢٠٠٤ للمخرج أسامة فوزي وبطولة محمود حميدة وليلي علوي، تنقلب الأمور تماماً، فالأحداث أغلقت بالكامل علي المسيحيين سواء داخل الكنيسة أو خارجها، وغاب العنصر المسلم أو الحديث عن علاقة الطرفين، حيث تعمق الفيلم في تفاصيل الحياة المسيحية بشكل لافت وبعيد عما اعتادته الشخصية المسيحية من ظهور في أدوار صديق أو صديقة البطل، أو ظهور باسم الشخصية فقط الدال علي ديانتها دون تقديم أو رسم ملامح لتلك الشخصية ومفرداتها، وربما حظي الفيلم بأكبر موجة اعتراضات واحتجاجات عرفتها السينما المصرية طوال تاريخها من قبل الكنيسة والمسيحيين خاصة لما تناوله الفيلم من شخصية المسيحي المتزمت وهي جديدة تماماً علي السينما المصرية.
ورغم الضجة التي أحدثها «بحب السيما» فإن الجمهور تقبله بشكل كبير لما حمله أيضاً من لمحة كوميدية غلفت أحداثه، لكن الكوميديا لم يكن لها محل من الإعراب وباتت مبالغة كبيرة في حالة فيلم مثل «فيلم هندي» لأحمد آدم وصلاح عبدالله، الذي حاول تقديم صورة جيدة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولكنها تتجاوز حدود التقبل والمنطق عندما يتنازل كل من الصديقين المسيحي والمسلم عن الشقة التي بالمصادفة وبالكاد عثرت عليها خطيبة كل منهما للآخر حفاظاً علي صداقتهما ووحدتهما الوطنية، رغم الصراع المشتعل بين الخطيبتين،
أيضاً، «الكلام في الممنوع» إخراج عمر عبدالعزيز وبطولة نور الشريف وماجد المصري حاول رسم علاقة مثالية بين الطرفين، فماجد المصري يجسد شخصية «رياض» الطبيب المسيحي الذي يتخفي في زي الشيخ «بخيت» بعد هروبه لاتهامه بقتل خفير فيلته واغتصاب زوجته، ويتعاطف معه ضابط الشرطة - نور الشريف - الذي يحاول إثبات براءته. وبفيلم «عمارة يعقوبيان» ٢٠٠٦ لمروان حامد تبدو شخصية المسيحي أكثر قتامة في علاقته بالمسلمين، فـ«فانوس» خادم زكي الدسوقي سليل الباشوات يستغل «عرجه» في ابتزاز مشاعر المحيطين وتسهيله له لإقامة علاقات محظورة مع نساء مشبوهات في مكتبه، وشقيقه «ملاك» الترزي الحريمي الذي لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كانت حرمته.
وفي دراسة قدمتها الباحثة انتصار بدر عام ٢٠٠٣ حملت اسم «الشخصية المسيحية في رحلتها علي الشاشة الفضية» ونشرتها مجلة «أدب ونقد» جاء أن الشخصية المسيحية لم تحصل علي دور البطولة إلا ٢٣ مرة خلال إنتاج السينما المصرية الذي تجاوز ٣٠٠٠ فيلم، وبررت الباحثة ذلك بمحاولة صناع السينما تفادي الجهاز الرقابي الديني والتهميش المتعمد للأقليات إلي جانب دوافع تسويقية متعلقة بعملية توزيع الأفلام في دول الخليج.
No comments:
Post a Comment