اسف على الازعاج.. حكاية شاب عبقرى يعانى من عقدة اضطهاد
23/7/2008
ماجدة خير الله - مجلة اخر ساعة
أحيانا ماتجد لاعبا محترفا عليه تعلق الجماهير الآمال ،يتحرك في بداية واحدة من المباريات المهمة بدون هدف وكأنه لايبالي بمايحدث ،مما يثير حفيظة الجماهير وقلقهم علي نتيجة المباراة وفجأة تجد هذا اللاعب يحرز هدفا وراء الآخر ،ويتأكد جمهوره أنه لم يكن يضيع الوقت سدي وأن حالته الأولي التي بدا عليها في الملعب هي جزء من خطة اللعب التي تنتهي بنصر ساحق ونجاح مدو!هذا بالضبط ماكان عليه شعوري وأنا أتابع آسف علي الإزعاج أحدث أفلام النجم أحمد حلمي ،فقد بدت الدقائق الأولي من الفيلم مربكة ،ومحيرة وإذا بالأحداث تأخذك إلي منحي لم تكن تتوقعه،وتجبرك علي أن تعيد التفكير في الدقائق الأولي للفيلم لتتأكد أنها كانت مقدمة منطقية لما يليها من أحداث!قبل نزول فيلم آسف علي الإزعاج كان الجمهور في حالة شوق عارمة لمعرفة أية تفاصيل عن طبيعة الدور الذي يقدمه أحمد حلمي ،ولكن نجم الفيلم كان من الذكاء بحيث حجب عن الجمهور أية معلومات يمكن أن يتبين من خلالها تركيبة الشخصية التي يقدمها، وكان إعلان الفيلم التريلر الذي لم يتعد طوله أربعين ثانية ،مثيرا لفضول الجماهير مانحا إياهم حالة من البهجة المتوقعه، وفي ليلة العرض الأول تدافع الجمهور إلي قاعات السينما في لقاء مع نجم استطاع أن ينال ثقته واحترامه، فيلم لأحمد حلمي لابد أن يكون حالة فنية شديدة الخصوصية ولم يخذل النجم جمهوره بل قدم له عملا فنيا يؤكد من خلاله أنه أهم ممثل ظهرعلي شاشة السينما المصرية في السنوات العشر الأخيرة
***احتفي النقاد بأبطال فيلم سهر الليالي وأثنوا علي أداء معظم من ظهر في هذا الفيلم، ولم يلتفت إلا القليل منهم إلي أن أحمد حلمي قدم دورا بعيدا عن الكوميديا يؤكد أنه يمكن أن يلعب وحده في منطقة لاينافسه فيها أحد، وكنت أتوقع أن يستغل أحمد حلمي نجاحه في فيلم سهر الليالي ليقوم بحركة جريئة ويقدم أدوارا مفعمة بالتغيرات النفسية والإنسانية، ولكنه كان مشغولا بتدعيم اسمه ومكانته في مجال الكوميديا حتي تمكن بفضل موهبته وذكائه في أن يتخطي كل حواجز السباق، ويقف في أول الصف،متخطيا بعض من سبقوه في مجال الكوميديا، الذين تهاووا وتساقطوا الواحد تلو الآخر !اسمه حسن صلاح الدين زيدان، شاب بسيط ينتمي لأسرة تنعم بقدر واضح من الاستقرار المادي، يعمل في مجال ميكانيكا الطائرات، يعاني من عقدة الاضطهاد، وقد اعتاد من وقت لآخر أن يراسل رئيس الجمهورية شاكيا له حاله، وعدم اعتراف الناس بذكائه وعبقريته، وخاصة بعد أن توصل الي مشروع أو اختراع من شأنه أن يوفر استخدام الطاقة في مجال الطيران، ولكن أحدا لم يأخذ مشروعه علي محمل الجد! بل يصل الحال الي رفده من عمله ،لسبب شديد الغرابة، يؤكده رئيسه في العمل وهورفضه الحصول علي إجازة يريح فيها نفسه من عناء العمل!يلتقي حسن صلاح الدين زيدان بفتاة تثير إعجابه منة شلبي اعتاد أن يلقاها في كافيه يتردد عليه كثيرا، يحاول أن يلفت اهتمام الفتاة بشتي الطرق، حتي أنه يلجأ الي حيلة غريبة وهي أن يدفع لها مبلغا من المال، خسرته في تعاملها مع شاب كلفته بعمل ونصب عليها، ويدعي حسن صداقته بهذا الشاب ويعدها أن يرجع لها نقودها بالتقسيط حتي يضمن لقاءها أكثر من مرة، يعاني حسن من تسلط والدته دلال عبد العزيز التي تعامله كطفل لم ينضج بعد، أما والده محمود حميدة فهو مثله الأعلي وصديقه الوحيد الذي يمكن أن يصارحه بكل مايجول في نفسه، والأب من ناحيته يغمر ابنه بالحب والحنان ليعوضه عن غيابه وسفره المستمر، فهو يعمل في مجال الطيران الذي يحتم عليه كثرة الأسفار، وينتظر حسن عودة والده بفارغ صبر فعلاقته به تغنيه عن الأصدقاء، ولايجد حسن غضاضة في مصارحته بأنه يلقي معاملة جافة وسخرية من كل من يلقاهم لدرجة أنه يشعر أن الجرسون الذي يعمل في الكافيه الذي اعتاد التردد عليه كاد يصفعه علي قفاه، وأن السايس الذي يركن له سيارته ،يسخر منه ويسمعه بعض الشتائم !وينصحه والده بالتعامل مع هؤلاء بالحسني حتي لو أفرطوا في سوء معاملته، وبين الحين والآخر يتلقي حسن مكالمات تليفونية من مجهول يقوم بسبه والسخرية منه دون أن يفصح عن سبب هذا السلوك العدائي تجاهه! وتتطور العلاقة بين حسن والفتاة التي تعجبه ويهيم بها حبا فريدة أو منة شلبي ،ومن أجلها يغير من طريقة هندامه ويصبح أكثر جرأة وإقبالا علي الحياة ،إلي أن تحدث المفاجأة الكبري في حياة حسن صلاح الدين زيدان ،وهي مفاجأة يتلقاها معه الجمهور حيث يكتشف ونكتشف معه أن والده قد توفي من زمن ،وأنه يعيش في وهم كبير من صنع خياله ،أما والدته التي كانت تبدو امرأة متسلطة وتعامله كطفل صغير فهي ،تعيش مأساة في محاولة لإنقاذ ابنها الذي لم يتمكن من احتمال صدمة فقده لوالده وصديقه الوحيد ،وتسعي لإدخاله مصحه للعلاج نفسي ،ليقتنع أن والده قد رحل عن الدنيا وعليه أن يتقبل هذه الحقيقة ويتعايش معها ،حتي تستقيم حياته !
***إذا كنت قد شاهدت فيلم العقل الجميل للممثل الاسترالي راسل كرو الذي رشح عنه علي جائزة أوسكار ،فسوف تتبين أن هناك تشابها بين حالة البطلين في الفيلم الامريكي والمصري ،والتشابه هنا ناتج عن تأثر كاتب السيناريو أيمن بهجت قمر ،بحالة بطل الفيلم الامريكي الذي كان يعاني من هلاوس وعقدة اضطهاد تجعله يري شخوصا لاوجود لها إلا في مخيلته فقط ،ولكن هذا التشابه لايصل الي حد التطابق ،ولكنه مجرد تأثر بفيلم لايمكن أن يسقط من ذاكرة من شاهده ،وهذا لاينفي عن سيناريو فيلم آسف للإزعاج التفرد والتميز في مناطق كثيرة ،وخاصة مايتعلق بعلاقة حسن زيدان بوالده الراحل ،وحبيبته التي كانت وهما فأصبحت حقيقة!تجربة أيمن بهجت قمر مع كتابة السيناريو في فيلمه الأول بحبك وأنا كمان لم تكن تنبيء بهذا النضج الواضح الذي لمسناه في تجربته الثانية آسف علي الإزعاج الذي يعتمد علي تفاصيل شديدة الذكاء ترويها الصورة دون اللجوء لثرثرة الحوار ،مع قدرة واضحة علي رسم الشخصيات حتي الثانوية منها، ونسج الأحداث في تصاعد يؤدي الي تفاقم حالة حسن زيدان ووصوله لحالة من الشفاء المؤقت من أوهامه وهواجسه، غير أن تلك الهواجس التي تتلخص في استدعائه لبعض الشخصيات القريبة من نفسه والتي فقدها بسبب الوفاة هي أهم نقاط الفيلم عذوبة وخاصة أنها تلمس منطقة المشاعر لدي كل البشر علي اختلاف نوعياتهم وثقافتهم ،فمن منا لاتداهمه ذكريات من أحبهم وافتقدهم وتمني وجودهم في لحظات الهم والحزن !حتي تتشابك خيوط الوهم والحقيقة التي تصل أحيانا لإقامة حوار مع الغائب وكأنه لم يغب !
***المخرج خالد مرعي يتألق في آسف للإزعاج رغم أن تجربته الأولي جاءت مخيبة للآمال تيمور وشفيقة الذي عاني من ارتباك السيناريو وضعف قيمته الفكرية ،وهو هنا يستغل حرفته الاولي كمونتير ويقدم إيقاعا متوازنا ويرسم بالصورة أحداثا شديدة التعقيد، تسانده كاميرا أحمد يوسف وموسيقي عمرو إسماعيل ،أما عنصر التمثيل فيحسب له تقديم مجموعة من أصحاب المواهب الطازجة وخاصة جرسون الكافيه الذي لاأعرف اسمه للأسف وهو الذي شاهدناه في إعلانات قناة ميلودي وصاحب نكتة مطار الانفاق !وهذا الممثل الذي أدي دور صاحب معرض الموتوسيكلات ،ورغم قلة عدد المشاهد التي قدمها محمد شرف في الفيلم إلاأنه فجر من خلالها الضحكات التي تغلفها بعض مشاعر الشجن الجميل،منة شلبي في مكانها لاتتقدم ولاتتأخر ،أما دلال عبد العزيز فأصبحت مهيأة لأداء أدوار الأم بعد زيادة وزنها بشكل واضح ،محمود حميدة كان بمثابة دعامة الفيلم ،وأداؤه العفوي من اهم مناطق الجذب ولا أتصور ممثلا غيره يمكن أن يلعب دور الأب والمثل الأعلي والصديق لابنه الشاب !أحمد حلمي ليس مفاجأة الفيلم وحسب ولكنه مفاجأة للسينما المصرية ،وليس رميا للغيب إن قلت أن دوره في آسف للإزعاج هو أفضل مايمكن للممثل شاب أن يقدمه في موسم 2008 فهو الممثل الأوركسترا الذي يقدم عدة حالات إنسانية في شخصية واحدة ،بنفس قدر الإجادة وكأنه يعزف علي أكثر من آلة موسيقية في آن واحد ،من يبحثون عن الضحك النابع من القلب مغلفا بحالة إنسانية فريدة ،سوف يجدون في آسف علي الإزعاج أكثر من مجرد فيلم كوميدي ينسون تفاصيله قبل مغادرة قاعة السينما ،وكان صوت شيرين عبدالوهاب وأداؤها للأغنية المصاحبة للفيلم عوضا واعتذارا منها لجمهور طال انتظاره للجديد الذي لم تنجح في تقديمه مع ألبومها الذي طرح من شهر تقريبا دون أن يكون له أي صدي أو تأثير !
***احتفي النقاد بأبطال فيلم سهر الليالي وأثنوا علي أداء معظم من ظهر في هذا الفيلم، ولم يلتفت إلا القليل منهم إلي أن أحمد حلمي قدم دورا بعيدا عن الكوميديا يؤكد أنه يمكن أن يلعب وحده في منطقة لاينافسه فيها أحد، وكنت أتوقع أن يستغل أحمد حلمي نجاحه في فيلم سهر الليالي ليقوم بحركة جريئة ويقدم أدوارا مفعمة بالتغيرات النفسية والإنسانية، ولكنه كان مشغولا بتدعيم اسمه ومكانته في مجال الكوميديا حتي تمكن بفضل موهبته وذكائه في أن يتخطي كل حواجز السباق، ويقف في أول الصف،متخطيا بعض من سبقوه في مجال الكوميديا، الذين تهاووا وتساقطوا الواحد تلو الآخر !اسمه حسن صلاح الدين زيدان، شاب بسيط ينتمي لأسرة تنعم بقدر واضح من الاستقرار المادي، يعمل في مجال ميكانيكا الطائرات، يعاني من عقدة الاضطهاد، وقد اعتاد من وقت لآخر أن يراسل رئيس الجمهورية شاكيا له حاله، وعدم اعتراف الناس بذكائه وعبقريته، وخاصة بعد أن توصل الي مشروع أو اختراع من شأنه أن يوفر استخدام الطاقة في مجال الطيران، ولكن أحدا لم يأخذ مشروعه علي محمل الجد! بل يصل الحال الي رفده من عمله ،لسبب شديد الغرابة، يؤكده رئيسه في العمل وهورفضه الحصول علي إجازة يريح فيها نفسه من عناء العمل!يلتقي حسن صلاح الدين زيدان بفتاة تثير إعجابه منة شلبي اعتاد أن يلقاها في كافيه يتردد عليه كثيرا، يحاول أن يلفت اهتمام الفتاة بشتي الطرق، حتي أنه يلجأ الي حيلة غريبة وهي أن يدفع لها مبلغا من المال، خسرته في تعاملها مع شاب كلفته بعمل ونصب عليها، ويدعي حسن صداقته بهذا الشاب ويعدها أن يرجع لها نقودها بالتقسيط حتي يضمن لقاءها أكثر من مرة، يعاني حسن من تسلط والدته دلال عبد العزيز التي تعامله كطفل لم ينضج بعد، أما والده محمود حميدة فهو مثله الأعلي وصديقه الوحيد الذي يمكن أن يصارحه بكل مايجول في نفسه، والأب من ناحيته يغمر ابنه بالحب والحنان ليعوضه عن غيابه وسفره المستمر، فهو يعمل في مجال الطيران الذي يحتم عليه كثرة الأسفار، وينتظر حسن عودة والده بفارغ صبر فعلاقته به تغنيه عن الأصدقاء، ولايجد حسن غضاضة في مصارحته بأنه يلقي معاملة جافة وسخرية من كل من يلقاهم لدرجة أنه يشعر أن الجرسون الذي يعمل في الكافيه الذي اعتاد التردد عليه كاد يصفعه علي قفاه، وأن السايس الذي يركن له سيارته ،يسخر منه ويسمعه بعض الشتائم !وينصحه والده بالتعامل مع هؤلاء بالحسني حتي لو أفرطوا في سوء معاملته، وبين الحين والآخر يتلقي حسن مكالمات تليفونية من مجهول يقوم بسبه والسخرية منه دون أن يفصح عن سبب هذا السلوك العدائي تجاهه! وتتطور العلاقة بين حسن والفتاة التي تعجبه ويهيم بها حبا فريدة أو منة شلبي ،ومن أجلها يغير من طريقة هندامه ويصبح أكثر جرأة وإقبالا علي الحياة ،إلي أن تحدث المفاجأة الكبري في حياة حسن صلاح الدين زيدان ،وهي مفاجأة يتلقاها معه الجمهور حيث يكتشف ونكتشف معه أن والده قد توفي من زمن ،وأنه يعيش في وهم كبير من صنع خياله ،أما والدته التي كانت تبدو امرأة متسلطة وتعامله كطفل صغير فهي ،تعيش مأساة في محاولة لإنقاذ ابنها الذي لم يتمكن من احتمال صدمة فقده لوالده وصديقه الوحيد ،وتسعي لإدخاله مصحه للعلاج نفسي ،ليقتنع أن والده قد رحل عن الدنيا وعليه أن يتقبل هذه الحقيقة ويتعايش معها ،حتي تستقيم حياته !
***إذا كنت قد شاهدت فيلم العقل الجميل للممثل الاسترالي راسل كرو الذي رشح عنه علي جائزة أوسكار ،فسوف تتبين أن هناك تشابها بين حالة البطلين في الفيلم الامريكي والمصري ،والتشابه هنا ناتج عن تأثر كاتب السيناريو أيمن بهجت قمر ،بحالة بطل الفيلم الامريكي الذي كان يعاني من هلاوس وعقدة اضطهاد تجعله يري شخوصا لاوجود لها إلا في مخيلته فقط ،ولكن هذا التشابه لايصل الي حد التطابق ،ولكنه مجرد تأثر بفيلم لايمكن أن يسقط من ذاكرة من شاهده ،وهذا لاينفي عن سيناريو فيلم آسف للإزعاج التفرد والتميز في مناطق كثيرة ،وخاصة مايتعلق بعلاقة حسن زيدان بوالده الراحل ،وحبيبته التي كانت وهما فأصبحت حقيقة!تجربة أيمن بهجت قمر مع كتابة السيناريو في فيلمه الأول بحبك وأنا كمان لم تكن تنبيء بهذا النضج الواضح الذي لمسناه في تجربته الثانية آسف علي الإزعاج الذي يعتمد علي تفاصيل شديدة الذكاء ترويها الصورة دون اللجوء لثرثرة الحوار ،مع قدرة واضحة علي رسم الشخصيات حتي الثانوية منها، ونسج الأحداث في تصاعد يؤدي الي تفاقم حالة حسن زيدان ووصوله لحالة من الشفاء المؤقت من أوهامه وهواجسه، غير أن تلك الهواجس التي تتلخص في استدعائه لبعض الشخصيات القريبة من نفسه والتي فقدها بسبب الوفاة هي أهم نقاط الفيلم عذوبة وخاصة أنها تلمس منطقة المشاعر لدي كل البشر علي اختلاف نوعياتهم وثقافتهم ،فمن منا لاتداهمه ذكريات من أحبهم وافتقدهم وتمني وجودهم في لحظات الهم والحزن !حتي تتشابك خيوط الوهم والحقيقة التي تصل أحيانا لإقامة حوار مع الغائب وكأنه لم يغب !
***المخرج خالد مرعي يتألق في آسف للإزعاج رغم أن تجربته الأولي جاءت مخيبة للآمال تيمور وشفيقة الذي عاني من ارتباك السيناريو وضعف قيمته الفكرية ،وهو هنا يستغل حرفته الاولي كمونتير ويقدم إيقاعا متوازنا ويرسم بالصورة أحداثا شديدة التعقيد، تسانده كاميرا أحمد يوسف وموسيقي عمرو إسماعيل ،أما عنصر التمثيل فيحسب له تقديم مجموعة من أصحاب المواهب الطازجة وخاصة جرسون الكافيه الذي لاأعرف اسمه للأسف وهو الذي شاهدناه في إعلانات قناة ميلودي وصاحب نكتة مطار الانفاق !وهذا الممثل الذي أدي دور صاحب معرض الموتوسيكلات ،ورغم قلة عدد المشاهد التي قدمها محمد شرف في الفيلم إلاأنه فجر من خلالها الضحكات التي تغلفها بعض مشاعر الشجن الجميل،منة شلبي في مكانها لاتتقدم ولاتتأخر ،أما دلال عبد العزيز فأصبحت مهيأة لأداء أدوار الأم بعد زيادة وزنها بشكل واضح ،محمود حميدة كان بمثابة دعامة الفيلم ،وأداؤه العفوي من اهم مناطق الجذب ولا أتصور ممثلا غيره يمكن أن يلعب دور الأب والمثل الأعلي والصديق لابنه الشاب !أحمد حلمي ليس مفاجأة الفيلم وحسب ولكنه مفاجأة للسينما المصرية ،وليس رميا للغيب إن قلت أن دوره في آسف للإزعاج هو أفضل مايمكن للممثل شاب أن يقدمه في موسم 2008 فهو الممثل الأوركسترا الذي يقدم عدة حالات إنسانية في شخصية واحدة ،بنفس قدر الإجادة وكأنه يعزف علي أكثر من آلة موسيقية في آن واحد ،من يبحثون عن الضحك النابع من القلب مغلفا بحالة إنسانية فريدة ،سوف يجدون في آسف علي الإزعاج أكثر من مجرد فيلم كوميدي ينسون تفاصيله قبل مغادرة قاعة السينما ،وكان صوت شيرين عبدالوهاب وأداؤها للأغنية المصاحبة للفيلم عوضا واعتذارا منها لجمهور طال انتظاره للجديد الذي لم تنجح في تقديمه مع ألبومها الذي طرح من شهر تقريبا دون أن يكون له أي صدي أو تأثير !
No comments:
Post a Comment