Wednesday, July 23, 2008

يا نادين لبكي..هؤلاء هم البنات فأين السكر؟
7/23/2008
المصدر: مصراوى.كوم
كتب - محمد رفعت - لم يعجبني فيلم "سكر بنات" أول أعمال المخرجة "نادين لبكى" في السينما، ولم أفهم سر الضجة والحفاوة المبالغ فيها بالفيلم الذي أراه لا يصمد للمقارنة أمام أفلام مصرية وعربية أكثر جرأة وصدقا واحترافا في الحديث عن أحلام وإحباطات المرأة العربية من "يا دنيا يا غرامي" إلى "أحلى الأوقات" ومن "قص ولزق" إلى "سهر الليالي" الذي يمكن اعتباره أيضا فيلما عن نماذج مختلفة عن النساء.
ويبدو أن "نادين" التي اشتهرت كمخرجة أغاني مصورة قد اختارت أن تقدم نفسها من خلال صورة براقة جميلة وبدلا من أن تخدم موضوعها وترسم نماذجها الإنسانية بدقة باستثناءات قليلة، وكان يمكن أن يكون "سكر نبات" أفضل كثيرا لو اهتمت أكثر بالسيناريو مثلما اهتمت بالكادرات الجميلة التي لا تكفى وحدها لصناعة فيلم جيد.
هناك خيط رفيع يجمع شخصيات "سكر بنات" هو فكرة الانتظار، بل أن أحد لقطات الفيلم الجميلة التي تظهر فيها "ليالي" (نادين لبكى) وهى خلف ستارة محل الكوافير الذي تعمل به تذكرنا بقوة بإحدى لوحات "سلفادور دالي" المعرفة عن فتاة تنتظر شخصًا أو شيئاً ما أمام نافذة مفتوحة .
وهناك خيط رفيع آخر هو بحث معظم الشخصيات عن الحب حتى لو كان الثمن هو الألم. وهو معنى جميل لا تسانده - مع الأسف - دراما قوية بحيث تكون كل حكاية تنويعة على نفس الفكرة.
وفى نوعية الأفلام التي تقدم ببطولتها شخصيات متعددة إما أن تأخذ كل حكاية خطها المعقدي بما يحقق التوازن العام فى الصورة بكل ظلالها وألوانها .. وإما يتم الاقتصار على عدد محدود من الشخصيات المتجانسة.
وليس ذلك هو الحال في "سكر نبات" الذي يتوقف عند شخصية ثم يمر مرورا سريعا على معظم الشخصيات، هناك مثلاً تفصيلات إنسانية قوية في حكايتين الأولى تخص "ليالي" التي تعيش قصة حب مع رجل متزوج لا نرى وجهه في لقطة واحدة باعتباره الحاضر الغائب في حين يحبها في صمت رجل مرور خجول.
أما الحكاية الثانية فهي الأجمل والأكثر تأثيرا رغم أنها خارج إطار حكايات البنات لأنها ترتبط بعلاقة سيدتين مسُنتين إحداهما ترعى الأخرى، ولكنها تتعلق في نفس الوقت برجل فرنسي عجوز، والحدوتة رومانسية ومنفذة بحساسية واضحة ولكنها تبدو كجملة اعتراضية في حكاية فتيات محل "الكوافير" الأكثر اقتراباً في أعمارهن وفى مشكلاتهن.
وفى لمسات سريعة يستعرض الفيلم حكايتهن مثل "نسرين" (ياسمين المصري) الفتاة التي تنتظر الزواج، وتلجأ إلى طبيب بعد أن فقدت عذريتها، وهى نسخة باهتة من الشخصية التي قدمتها "إلهام شاهين" بصورة أقوى وأعمق في فيلم مجدي أحمد على الهام "يا دنيا يا غرامي".
ولدينا كذلك حكاية "جمال" التي تعانى من هاجس الاقتراب من سن الشيخوخة فتبالغ في إظهار جمالها إلى درجة محاولة العمل في الإعلانات، والشخصية شبه هامشية لدرجة أنك تنساها قبل الخروج من الفيلم كما إنها لا علاقة لها بفكرة البحث عن الحب حتى لو كان الثمن هو الألم.
وتبقى الشخصية الأخيرة وهى "ريما" التي تكتشف في نفسها الميل إلى النساء، ويعبر عن ذلك نظراتها ولمساتها مع واحدة من الزبائن، ولا تفسير على الإطلاق لهذه الميول الشاذة ولا دراسة جيدة للشخصية كما شاهدنا في أفلام معروفة مثل "جنون الشباب" للمخرج خليل شوقي، وإنما لقطات هامشية محدودة لا تقول شيئاً.
الفيلم - مع ذلك - على مستوى جيد من الناحية الفنية خاصة التصوير والإخراج ولكنه لا يستحق أن تفوز كل ممثلاته مرتين بجائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجانين مختلفين هما أبو ظبي ودمشق، فأفضل ممثلتين في الفيلم هما "نادين لبكى" والممثلة التي أدت دور العجوزة "روز".
وفيما عدا ذلك فإنه من التهريج والتشجيع المجاني منح الجوائز بالجملة للممثلات الأخريات.
أما التصوير فقد قدم مشاهد رائعة وجميلة، خاصة مع نجاح المخرجة في رسم تكوينات جيدة داخل مكان محدود هو صالون التجميل، كما أنها أظهرت قدرة واضحة على قيادة ممثليها ومعظمهم يمثل لأول مرة ولا نعرف منهم سوى الممثل عادل كرم الذي قدم دور رجل المرور العاشق والخجول.
واستغلت نادين أيضا براعتها في مجال الأغنية المصورة فقدمت أغنيتين تعلقان على الأحداث، كما أنها قدمت مشاهد كوميدية جيدة مثل مشهد مرافقة البنات لصديقتهن التي فقدت عذريتها لإجراء عملية عند أحد الأطباء
.

No comments: