Sunday, July 20, 2008


روائي قصير.. «واحد + واحد = واحد».
. يعني: «حسن» شاف نفسه «مرقص» في الحلم.. صحي من النوم لقاهم إخوات
كتبت هبة حسنين
٢٠/٧/٢٠٠٨
جريدة المصرى اليوم

لأمام فكرة براقة لمعت في ذهنه، لم يتوقف عن التفكير في تجسيدها في فيلم قصير من إخراجه، رغم ما قد يثيره تنفيذها من مشاكل كثيرة، وضع المخرج الشاب أحمد خليل قدميه علي أول الطريق وبدأ في الإعداد لقصة فيلم تتعمق في جذور العلاقة الشائكة بين مسلم ومسيحي متعصبين، عن طريق الربط بينهما من خلال شخصية واحدة تمر بظروف غريبة، ورغم الفانتازيا التي تغلب علي أحداث الفيلم فإنه ينتهي نهاية واقعية تجسد بالفعل العلاقة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون علي أرض مصر.
قصة فيلم «واحد + واحد = واحد» كتبها المخرج أحمد خليل في عام ٢٠٠٣ وشرع في تنفيذها أكثر من مرة، لكن الفيلم كان يتوقف لأسباب خارجة عن إرادته، لكنه هذه المرة استطاع تحقيق حلمه وأمامه أيام قليلة وينتهي من التصوير ويصبح الفيلم جاهزاً للعرض، ورغم أنه لم ير فيلم «حسن ومرقص»، المعروض حالياً في جميع دور العرض، فإنه لمس تشابهاً بين القصتين مع اختلاف العرض، لكن «خليل» أكد أن الروائي الطويل مختلف عن القصير، فكل منهما فن خاص به وجمهور مختلف.
بطل الفيلم شاب مسلم ملتح يدعي «يوسف» من أسرة بسيطة معتدلة دينياً، لكنه معروف عنه في الحي الذي يسكنه أنه متعصب ولا يحب جيرانه المسيحيين ولا يصافحهم، ورغم محاولات والده وإمام المسجد الذي يصلي فيه إثناءه عن هذا التفكير، فإنه تمسك به وأقسم ألا يعدل عنه لاقتناعه به. وفي آخر أيام شهر رمضان نام «يوسف» عاقداً عزمه علي الاستيقاظ مبكراً لصلاة العيد، وأثناء ذلك حلم بأنه استيقظ بعد سماعه الأذان، وأثناء وضوئه نظر إلي المرآة فلم يجد لحيته، شعر بتوتر غريب، اتجه إلي غرفته فلم يجد سجادة الصلاة، وجدران المنزل مليئة بصور العذراء مريم والسيد المسيح وصليب، فقد «يوسف» توازنه..
فالمنزل كما هو وغرفته كما هي، لكن شيئاً ما غريباً يحدث لم يفهمه، بحث عن بطاقته الشخصية لأنها الشيء الوحيد الذي سيثبت شخصيته وعندما وجدها أصيب بدوار: «يوسف سامي ميخائيل - مسيحي»، ومع ذلك لم يهدأ، اتصل بكل زملائه: أحمد، محمد، مصطفي، فلم يجد لهم وجوداً، لحظات ودخلت عليه فتاة لا يعرفها قالت له: «أنت لسه مش جاهز.. عايزين نروح الكنيسة يا يوسف»، وبعد مشاداة بين يوسف وأخته «مريان» لم يقتنع بما تقوله وأمام إصراره علي أنه مسلم ولا يعرفها قالت له: «هي الحالة رجعتلك تاني»؟
حالة انهيار يتعرض لها بطل الفيلم بعد أن اطلع علي جميع الأوراق والشهادات التي أثبتت أنه مسيحي منذ مولده، فقرر أن يذهب معها إلي الكنيسة ليتبين الحقيقة بنفسه، وهناك لم يعرف أحداً: «ناجي»، «بيشوي»، «سمعان».. كلهم أشخاص يقابلهم لأول مرة ومع ذلك يعرفونه جيداً، ولكي يخرج من هذه الحالة فكر «يوسف» في دخول المسجد «لكنه رأي في عيون كل جيرانه الذين يعرفون أنه مسيحي نظرة اندهاش وتساؤلات: «هو ده بيعمل إيه هنا؟».
عاد «يوسف» إلي منزله منكسراً، مستسلماً للأمر الواقع، فوجد والده في انتظاره، ينصحه بتغيير نفسه حتي لا يبدو مجنوناً أمام الناس وأعطاه والده كتاب «الأجبية» ليقرأه ربما تهدأ نفسه، وكلما قرأ «يوسف» يجد تشابهاً كبيراً بينه وبين الإسلام من حيث السماحة واحترام الآخرين، فبدأ في تغيير نظرته للمسيحيين يويماً بعد يوم ارتبط بهذه الأسرة بل ارتبط عاطفياً بـ«مريان»، وشعر بحالة من الهدوء النفسي لم يفقد معها إيمانه بأنه مسلم، فقد كان يتعامل مع الناس علي أنه مسيحي وعندما يدخل غرفته ويغلق عليه بابها يصلي ويقرأ القرآن،
وذات يوم وأثناء خروجه مع «مريان» صارحها ببعض المخاوف التي يشعر بها، فأعطته سلسلة عليها صليب وحاولت أن تعقدها حول عنقه، لكنه رفض واكتفي بالاحتفاظ بها دون أن يرتديها، وفجأة ينطلق الأذان لصلاة العيد و«يوسف» لا يزال مستغرقاً في نومه، وعندما يستيقظ ويكتشف أنه كان مجرد حلم يلمح السلسلة علي الأرض، فيمتزج الحلم بالحقيقة.
«خليل» أكد أنه كان يخشي من تنفيذ هذه الفكرة ولايزال يخشي من عرضها، لكنه يقصد منها رسالة أوضحها في آخر مشهد وهو المشهد الذي يري فيه البطل الاسرتين المسيحية والمسلمة تعيشان في شقة واحدة لكن كل منهما لا تري الآخر، وقال: «الشقة دي هي مصر.. واحنا عايشين فيها مسلمين ومسيحيين.. لكن كل واحد مننا مش شايف التاني»، أما الرسالة التي يقصدها الفيلم فهي كيف تكون الآخر؟ وليس كيف تتقبل الآخر؟
وأكد «خليل» أن المصريين اعتادوا أن يعيشوا حياتهم تحت مظلة التقسيمات: مسلم ومسيحي، صعيدي وفلاح، أهلي وزمالك، فهم مستغرقون في ذلك دون وعي لأننا نعيش علي أرض واحدة.

No comments: