Friday, August 24, 2007

البلياتشو ..... ورطة هيثم احمد زكى


البلياتشو .. ورطة هيثم أحمد زكي
24/08/2007
المصدر: جريدة الوفد

هيثم أحمد زكي، أحد ضحايا التوريث، أراد المنتجون تكريمه، فأسقطوه في ورطة، ظهرت بوادرها في فيلمه الأول »حليم«.. إلا أن الفيلم الثاني » البلياتشو « دخل به في النفق المظلم، واذا كان هؤلاء الذين ورطوه يريدون به خيراً.. عليهم ان يقدموا له سبل العون، في إعادة صياغته، كفنان يجد نفسه وسط كم كبير من أبطال السينما الشباب، و هيثم تركيبة يمكن تقديمها في نماذج انسانية ونصوص أدبية،
ولكن المدهش أن صناع السينما يربطون بين هيثم أحمد زكي وبين الراحل الكبير أحمد زكي .. فكان مطلوباً منه أن يجسد دور عبد الحليم حافظ في شبابه ليكون امتداداً لوالده.

و» البلياتشو « فيلم من المفترض ان يكون بطولة أحمد زكي .. السيناريو كتبه محمد الفقي و عماد البهات ، حول شخصية »علي« لاعب الترابيزة في السيرك، وفجأة بمحض المصادفة يقع في جريمة قتل، وبعد مجموعة من المغامرات ينتصر في النهاية.

وتخيلت ان المخرج عماد البهات سيعالج كثيراً من السقطات بهذا السيناريو أثناء التصوير، ولكن الذي حدث ان الاحداث تتدفق بلا وعي ولا منطق، حتي أن مواقف كثيرة تتشتت مثال ذلك الايقاع الرمزي بين أغنية محمد نجاتي و مشاهد المطاردة مقطوعة برغم انها مصنوعة أساساً لربط هذه الأحداث.

* أيضاً أفسد الفيلم المط والمراوغة والتكرار. هذه المحاولات الجادة ليكون مميزاً، عن السائد وهي الفرصة التي أفلتت من بطل الفيلم هيثم زكي، هو موهبة واضحة ولكنه يحتاج الي أعمال تتوهج معها هذه الموهبة خاصة أن أداءه الصوتي يمكن استغلاله فنياً. هو يحلم باللغة السينمائية البكر ويحاول ان ينجح في تحقيق هذا الحلم.

* هايدي كرم لم تتح لها الفرصة لتقديم عمل جديد برغم امكانياتها الشكلية والفنية.

كذلك الحال مع فتحي عبد الوهاب طاقة كبيرة وموهبة مدهشة وحصاد ليس بكثير.

أما الفنانون أحمد راتب و سوسن بدر و عزت أبوعوف و محمد نجاتي و سعيد الصالح قدموا انفعالات تمثيلية رائعة تليق بأسمائهم ولكنها لا ترقي لعمل كبير.
المصدر : جريدة الوفد

Wednesday, August 15, 2007

كده رضا: احمد حلمى فنان موهوب بجد ... و نجم مغامر
15/8/2007
الاهرام - كتب: نــادر عــــدلي
شهد ختام الموسم الصيفي لهذا العام نهاية سعيدة‏,‏ وغير متوقعة‏!..‏ فقد تدفقت الدماء في شراينة‏,‏ وعادت له الحيوية بعد عرض فيلم كده رضا‏,‏ لقد ظللنا ثلاثة أشهر كاملة بطول‏15‏ فيلما نعاني من الرتابة والتقليدية وثقل الظل والفهم الذي تعاني منه الافلام الصيفية‏..‏ وكاد الموسم ان ينصرف ولم تخرج منه سوي بنفحات من مرجان احمد مرجان‏,‏ ورومانسية قتلها تيمور في شفيقة‏..‏ ولكن الموهوب احمد حلمي كان له راي اخر‏!.‏ لم ارحب بالبطولة الاولي لاحمد حلمي في ميدو مشاكل‏,‏ فقد كان عملا سخيفا ملفقا‏,‏ ثم فوجئت بانه يطور نفسه بسرعة في ثلاثة أفلام متتالية‏:‏ ظرف طارق وجعلتني مجرما ومطب صناعي حيث شاهدناه ممثلا كوميديا لطيفا‏,‏ ومشروع نجم يجتذب الجمهور‏,‏ فقد ابتعد عن المواقف الكوميدية الغليظة الحركات والافيهات‏,‏ الي كوميديا الموقف الهادئة‏,‏ والذكية المفارقة‏..‏ فجاءت أفلامه مختلفة عن الكوميديا السائدة‏,‏ وارتفعت شعبيته وايراداته من فيلم لاخر‏.‏ الامر الاخر المهم أن احمد حلمي ـ بجسارة يحسد عليها‏!‏ ـ ضرب عرض الحائط بالقوانين والتقاليد التي فرضها المنتجون والموزعون طوال السنوات العشر الاخير بمحاصرة أي نجم ناجح في دائرة الاحتكار الضيقة‏,‏ وفرض نوع الفيلم الذي يجب ان يقدمه‏,‏ وتحجيمه بحيث لا يقدم سوي فيلما واحدا في العام‏..‏ واستسلم كل النجوم الشباب لهذه التقاليد لان المقابل لها هو عدة ملايين من الجنيهات‏,‏ واصبح هؤلاء النجوم سلعة في يد الموزعين يتاجرون بها في اسواق صالات العرض والفضائيات‏..‏ ولكن حلمي خرج من هذه الدائرة الجهنمية‏,‏ وقدم‏4‏ أفلام في سنتين‏,‏ ونجحت كلها‏!!.‏ وبعد فيلمه الاخير مطب صناعي قلت ان مشوار حلمي نحو الاستمرار في التفوق والنجومية يواجه مطبا صناعيا إن لم يطور نفسه‏,‏ وتجربة السابقين عليه ماثلة امامنا فقد استسهلوا النجاح‏,‏ فكان هبوطهم مدويا‏..‏ ووعي احمد حلمي الدرس‏.‏ اتفق ملوك سوق التوزيع علي أن عرض فيلم كده رضا بينما الموسم الصيفي يقترب من نهايته يمثل مغامرة غير مضمونة العواقب‏..‏ وذهبت توقعات الملوك في مهب الريح‏,‏ والسبب اننا امام عمل فني متميز‏,‏ وليس فيلما لاستهلاك نجم‏!.‏ تقوم معالجة فيلم كده رضا علي فكرة اقرب الي الفانتازيا‏,‏ حيث يتم انجاب ثلاثة توائم يخشي والدهم من الحسد‏,‏ فيقرر أن يسجلهم في الاوراق علي أنهم طفل واحد اسمه رضا‏..‏ ويكبر التوائم‏,‏ ويتعامل معهم الجميع علي أنهم شخص واحد حيث لا يوجد أي اختلافات بينهم في الشكل‏,‏ بينما هناك اختلاف في المشاعر والطباع‏,‏ وهنا تظهر مهارة السيناريست الشاب والجديد احمد فهمي في الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة لكل شخصية وردود افعالها‏,‏ لنصبح امام فيلم تقوم كل احداثه علي مفارقة تمتد بطول الفيلم‏.‏ شخصيات التوائم الثلاثة هي‏:‏ رضا ـ البرنس وهو عدواني وقوي الشخصية ومتصلت ويقود شقيقية وكأنه رئيس عصابة‏,‏ فهم يعملون بالنصب علي الاخرين‏,‏ والاشرار منهم بالتحديد‏!..‏ والثاني رضا ـ سمسم وهو طيب ومنطوي ومنقاد ويهوي الجلوس امام النت‏..‏ والثالث رضا‏..‏ بيبو يهوي لعب الكرة ومشجع متعصب‏..‏ ويستفيد التوائم من كونهم امام الجميع شخص واحد فيربحون مثلا ماراثونا للجري بالتناوب‏,‏ ويتعاملون مع ثلاثة بنوك في نفس الوقت وهكذا‏..‏ وتاخذ المفارقة شكل الاثارة عندما يقع التوائم الثلاثة في حب فتاة واحدة منة شلبي‏..‏ ثم تصبح المفارقة اكثر اثارة عندما يقع النصابون الثلاثة التوائم ضحية لنصابين اخرين هم الفتاة وطبيب نفسي‏.‏ اننا امام عمل مرح‏,‏ قد لا تضحك فيه مثلما ضحكت في أفلام حلمي السابقة‏,‏ ولكنك تظل مستمتعا طوال الفيلم سواء بالاداء الموهوب لاحمد حلمي وتنقله بين الشخصيات الثلاثة المتشابهة شكلا دون ان يسبب لك اي ازعاج‏..‏ انه في هذا الفيلم في اختبار مع موهبته التي اثبتت جدارتها‏..‏ وقد لعبت منة شلبي دورها بتفهم وكانت حاضرة بقوة في العمل‏..‏ وايضا خالد الصاوي الذي خرجت انفعالاته هذه المرة منضبطة وراقية بعكس فيلم ظرف طارق‏..‏ وكان لطفي لبيب ضيف الشرف في دور الاب‏.‏ كانت كاميرا احمد يوسف في استخدام الاضاءة للتفريق بين التوائم الثلاثة متميزة للغاية‏,‏ ومونتاج معتز الكاتب احتفظ للمفارقة الطويلة التي يقوم عليها الفيلم بإيقاع متجدد محبب‏,‏ ولا شك ان الجرافيك لعب دورا جيد جدا في تقديم العمل بسلاسة‏..‏ وكانت الموسيقي التصويرية ذكية وتمثل اضافة كوميدية‏..‏ وقد سيطر المخرج احمد جلال بمهارة علي كل ادوات فيلمه‏,‏ فجاء ممتعا في الصورة والاداء والتنقل بين الديكورات والتصوير الخارجي ليقدم عملا مبهجا‏..‏ وان كان ياخذ عليه تحويل العمل الكوميدي الي شكل اقرب الي البوليسي في الـ‏15‏ دقيقة الاخيرة‏..‏ ولكن حتي هذا لم يكن مزعجا‏!.‏ كده رضا حالة سينمائية جميلة‏,‏ متدفقة الافكار والتفاصيل‏,‏ وممتعة في توظيفها لادوات الفن السابع‏..‏ انه عمل تشعر بالبهجة والرضا وانت تتابع احداثه ومفارقاته‏,‏ لانه عمل فني جيد‏.

Monday, August 13, 2007

كــدة رضـــا.. عندمــا يصبح الضحك رســـالة
13/8/2007
طارق الشناوى يكتب حكايات فنية
أحمد حلمي يقهــر الوحش الرابض في أعماقه يواجه النجم الجماهيري عدوًا شرسـًا لا يهـدأ و لا ينــام يتجاوز لهيب معركته الدائمة و مؤشــر صعوده و هبــوطه في شباك التذاكــر .. نستطيع أن نقــرأ دلالتـه في نجاحه أو إخفاقه في عبــور هــذا الصــراع بأقــل عدد من الخسائـر .. النجم صاحب الكاريزمـا يملك في داخله طاقـة جذب لا يستطيع أحــد أن يدرك مصدرهـا و أسبابهـا .. هي منحــة إلهيــة و رغــم ذلك فإنهــا تحتــاج إلى قدرة على وضعهــا في الإطــار الصحيح و إلا انقلبت من طاقة تتجدد إلى طاقة تتبدد، من نــور يضيء إلى نــار تحرق. أستطيع مثــلاً أن أرى كل من النجمين أحمد حلمي و محمد سعد و همــا يقفان معــًا في "55 إسعــاف" لمجدي الهــواري كان النجمان قد التقيـا قبلهـا بعام تحت المظلة الجماهيرية لعلاء ولي الدين في فيلمه "الناظـــر" .. و لهــذا كان الرهــان على أن كـلاً منهمـا من حقه أن يصبح بطــلاً .. تترات فيلم "55 إسعــاف" وضع اسم حلمي سابقـًا اسم محمد سعد و لا علاقة بأبجدية الحروف و لكنه بتوقع النجــاح الجماهيري و أيهمــا أكثر جاذبيــة .. لكن الواقع العملي كان له رأي آخــر و على الفــور انطلق "سعــد" بعدهــا إلى سـدة الحكم مطيحـًا بمحمد هنيدي من خلال قنبلة "اللمبي" 2002 لوائل إحســان .. بينمــا حلمي انتظــر عامـًا آخــر ليقدم فيلمه الثاني "رحلــة حب" لمحمد النجــار تحن جنــاح نجومية محمد فــؤاد .. ثم جــاء له فيلم "مــيدو مشاكــل" بطولة مُطلقة إخــراج محمد النجــار و تبــدأ رحلته مع الأرقــام في 2003 كنجم بمفرده النجــاح أو الإخفــاق الجماهيري .. كان السـؤال الذي طُرح عليه عندمــا كانت إيراداته نصف إيرادات محمد سعد: هل تطمح في الوصــول إلى نفس الرقم؟ الإجابة نعــم، و لكن خطــوة خطـوة .. أعتقد أن تلك هي سياســة حلمي في صعــوده الجماهيري حتى وصــل إلى محطــة "كــدة رضــا". يستطيع حلمي أن يروض هـذا النــداء الصــارخ بداخله الذي يؤكد له أنه كل شيء في العمــل الفني و أن جاذبيته الداخلية تكفي و زيــادة .. "حلمي" على العكس ربمـا كانت أول أفلامــه في مشــوار النجومية "ميــدو مشاكــل" هو أضعفهــا فنيــًا على الإطــلاق لكنه بعد ذلك يحرص على التعامل مع مخرجين .. تجد ذلك في "ظــرف طارق" وائل إحســان، "جعلتني مجرمــًا" عمــرو عرفــة، "مطب صناعي" وائل إحســان، و هــذا الصيف "كــدة رضــا" مع أحمد جــلال .. نعم هو يمتلك الشاشة من خــلال ثلاثة توائــم باسم واحد "رضــا" لكنك لا تستطيع أن تلمح كاتب السيناريو يفكــر في تقديم موقف رغــم أن هـذه أول تجاربه "أحمد فهمي" و مخرج له وجهة نظــر في اللقطة و الحالة العامــة و في نفس الوقت يعرف كيف يوجه ممثــلاً يؤدي ثلاث شخصيات "أحمد جــلال" و مهندس ديكــور "محمد أمين" و موسيقى تصويرية "عمــرو إسماعيل" و مدير تصوير "أحمد يوسف" يتعامل بحرفية مع الإضـاءة و مونتــاج "معتــز الكاتب" يعرف بالتحديد أين يقطع ليصل باللقطة إلى الذروة في الكوميديــا. الفيلم به ثــراء على مستوى الصــورة تفتقده في العــادة أفــلام هـذا الجيل حتى غير الكوميدي منهــا .. كنت أشعر ببهجـة و أنـا أتابع الراوي و هو يقدم حكاية الأب الذي ينجب ثلاثة توائم .. إنه لص خزائن و بإحساس ساخـر عالي النبــرة يقدم جــلال تلك اللقطات في تتابع يشي بفهم عميق للتعبير الكوميدي مع صرخــة مزعجــة مع ولادة كل طفل من التوائم يبــدأ في فتــح الخزنة .. هنــاك رحابة فكرية و هو يقدم علاقة الأطفــال الثلاثة بالصــلاة يــوم الجمعـة و كيف يتهربون تباعـًا من الأب .. الفرض الدرامي هو أن الكل يُخدع في الأخـوة "رضــا" لأنهم في السجل المدني باسم واحد منعــًا للحسد و بالطبع لا يمكن تصديق هــذا على أرض الواقع فلا أحــد يضبط أكثر من شقيق في مكــان واحـد .. و يبدأ اللعب دراميــًَا على تلك المفارقة في الامتحــان الثلاثة يشتركون في الإجابة كل منهم ينتقل لإجابة ســؤال ثم يحصلون على شهــادة واحــدة بالطبع .. حتى الفتــاة الوحيدة التي ارتبطــوا بهـا "منــة شلبي" أحبهــا الثلاثة .. إننــا أمــام ثلاث شخصيات الطيب مقهــور الشخصية "سمسم" و هو مشغــول بالكمبيوتر ثم لاعب الكــرة "بيبــو" عاشق الأهلي الذي لم يستطع أن يحقق حلمه بتحقيق النجومية و احتفظ باسم أشهــر لاعب كــرة "بيبــو" ثم "البرنس" الشرير قوي الشخصية هو المحــور الأساسي و صاحب الشخصية المتسلطة على أشقائه و يحركهم كمــا يحلــو لــه .. سمسم هو الأقرب لأحمد حلمي الممثل إنه المغلوب على أمــره حتى عندمـا يتشاركون في إقامة علاقة مع فتــاة ليل هو الوحيد الذي يفشــل في ذلك و يتحمل المسئولية أمـام أبيــه .. الطبيب النفسي الذي أدى دوره "خالد الصـاوي" نجح تمامـًا في تقديم أعلى الضحكــات صخبــًا مع شخصية "سمسم" الفتى الطيب .. و لأن المنطق الدرامي القائم عليه الأحــداث هو بمثابة اتفــاق بين صنــاع الفيلم و الجمهــور فإنني لم أشعــر بارتيــاح للعشرين دقيقة الأخيرة من الفيلم لأنهــا تحاول أن تطبق قانون الواقع على أحداث تجاوز من خلالهـا الجمهــور الواقع و ذلك عندمــا نكتشف أن منـة شلبي بمسـاعدة الطبيب النفسي تتلاعب بالثلاثة .. كان على الفيلم أن يواصل اللعب حتى النهايــة لأنه لا جــدوى لكي يحاول أحــد أن يعثــر على منطق للا منطق .. احتل "حلمي" الشاشــة مثل سعــد في "كــركــر" أو هنيدي في "عندليب الدقي" لكنه قدم لنـا أداءً دراميــًا للشخصيات المتباينة في دوافعهــا و أفكارهــا .. كنــا نتابع المؤدي "أحمد حلمي" و ليس المضحاتي .. كانت أمامنـا شخصيات تتحرك و تشتبك و تتفاعــل و من هنــا جــاء فيلم "كـــدة رضــا" فيه تنفيذ عالٍ من المخرج مع فريق العمــل مع تميــز في فن الجرافيك ليمزج بين الشخصيات الثلاث معــًا .. من المشاهــد التي قُدمت ببراعــة على مستــوى الصــورة "لطفي لبيب" أثنــاء حلاقة ذقنه في الحمــام و باب الحمــام متحرك يتصل بالخــارج و كل من التوائم يأتون تباعــًا .. ثم مشهد ذهــاب منــة شلبي لمحل بيع الملابس الحريمي و معهــا التوائم الثلاثة و كل منهم يعبر عن شخصيته .. ثم مشهد ماراثــون الجــري. كان التباين واضحــًا بين "سمسم" المســالم و "البرنس" العدواني بينمــا "بيبــو" على الورق كان هو أضعف تلك الشخصيات دراميــًا .. لا ننسى في الفيلم مشاهــد "لطفي لبيب" و هو يضع عصابة على عينه المفقــودة تتماثل مع لون البيجامة التي يرتديهــا أو و هو يصلي حتى يغفــر الله له ذنوبه .. كذلك لخالد الصــاوي مشهد كوميدي صــارخ و هو يرقص مع حلمي .. "منــة" كانت لهـا مساحـة على الشاشــة و لكن ظلت بلا عمق أو تمــاس حقيقي مع الشخصية .. يأتي فيلم "كــدة رضــا" مع قرب انتهــاء مذبحــة الصيف السينمائي يحمل في عمقــه تحية لفن جميل اسمه الكوميديــا .. نعــم ضحك لا يحمل رســالة إلى الضحك و ما أروعهــا من رســالة لو عرف المبدعــون أهمية الضحك!! أحمد حلمي هو الفنــان الوحيد بين نجــوم الكوميديــا الذي استطــاع أن يقهــر العدو الشــرس الرابض بداخله و الذي يقــول له أنت لا تحتــاج إلى كاتب و لا مخــرج .. أنت الفيلم و الفيلم أنت .. الوحش دائمـًا داخل الفنــان .. "حلمي" قهــر الوحش
كده رضا

13/8/2007


جريدة المساء - خيرية البشلاوى
كده رضا ..... فيلم ترفيهي كوميدي خالص من النوع السهل الممتنع. يعتمد علي حكاية ظريفة. ومعالجة مركبة ومبتكرة وعلي حبكة استدعت مهارات سيناريست بخيال خلاق "أحمد فهمي" فتش عن أضعف مناطق التأثير لدي المتلقي وصوب نحوها سهامه حتي يصيب الهدف: الضحك. والمثل الشعبي الذي علمونا إياه بأن الضحك من غير سبب قلة أدب. يمكنك أن تنساه. وأنت تتابع تجليات ملكة تمثيلية يقظة ومدهشة "أحمد حلمي" تم تفعيلها من قبل مخرج "أحمد جلال" بروح فنية فتية وطازجة "أحمد جلال" ومن دون اللجوء إلي المنشطات التقليدية السوقية الحريفة التي لا يخلو منها فيلم كوميدي مصري في أغلب الأحوال. الضحك في هذه التجربة غاية في حد ذاته. ولا شيء غيره يبتغيه صُناعه. وهي الغاية والهدف من كل الأعمال الكوميدية والباقي مجرد نوافل. ولكنه يتحقق برهافة ومن دون اساءة إلي العين أو الأذن أو الذوق وبلا خسارة في الوقت المبذول في عملية الفرجة. أو الفلوس المدفوعة في ثمن التذكرة. فهو ضحك رائق خال من الشوائب الضارة. لكن ربما بنوع من التدقيق أو ان شئت الحذلقة. نلوم المخرج والمؤلف علي هذا "الثلاثي" الظريف الذي يمارس النصب بالسهولة التي يتنفس بها ومع ذلك نحبه وهو يمتعنا بألعابه وسط عالم مليء بالنصابين ومنهم أثرياء وناجحون لا يحتاجون إلي النصب من أجل مواجهة الحياة. مثل الطبيب النفسي "خالد الصاوي".. وآفة النصب حولها المخرج والمؤلف إلي أصل كل الأشياء في العمل فهي "التميمة" الرئيسية التي يبدأ بها العمل وينتهي وحولها تدور الأفعال وردود الأفعال ولكن اللعبة الحلوة تنتزع الاعجاب حتي لو تمت وفق قواعد ليست أخلاقية. فالفيلم صناعة متقدمة في مجال الكوميديا المصرية والمعروض منها حاليا "عينات" تدل علي التباين في مستوي ونوعية الموضوعات وطرق الاضحاك. ويكفينا في "كده رضا" أننا أمام عمل كوميدي بمواصفات فنية واداء تمثيلي عال وحرفية لافتة في تصنيع "الخدع" والايهام بواقعيتها. خصوصا في المشاهد التي تجمع الممثل الواحد في ثلاث "طبعات" مختلفة. كل واحد منها له طبيعة وسلوك وحضور يختلف عن الآخر.. ويتم التحاور أو الاشتباك مع بعضهم البعض من دون أن يبدد هذا اندماجك مع الموقف. قوة ثلاثية الممثل الكوميدي أحمد حلمي يعتبر - في رأيي - الأقرب إلي روح الشباب. والأقدر علي التواصل معه من دون افتعال لأن أداءه ليس متكلفا وقناعه الضاحك لا يكرس القبح ولا الزيف لو يصنع منهما عناصر للضحك. فهو شخصية انسانية في معظم الأحوال وليس مسخا أو أراجوزا أو مهرجا. أو ماريونيت تحركها أصابع مهزوزة خوفا من الاخفاق أو الفشل التجاري. واعتقد أن "كده رضا" كفيلم يمثل بالنسبة لبطله رهانا علي غزارة مفرداته التعبيرية وقدرته علي تطويعها للتعبير عن أكثر من شخصية. لأنه ليس أقل كفاءة بالطبع من أقرانه نجوم الكوميديا الحاليين الذين يلجأون إلي هذه الحيلة القديمة لتنويع أساليب التقمص والهيمنة علي انتباه المتفرج. ولست أتصور أنها مجرد صدفة أن يؤدي محمد سعد عددا من الشخصيات في فيلمه وكذك يفعل هنيدي. ثم يأتي أحمد حلمي ويؤدي في نفس الموسم وأمام الجمهور نفسه شخصية واحدة.. وبالتعبير البلدي يمكننا ان نقول "فشر" فهو "قدها وقدود" والشخصيات الثلاثة سمسم. والبرنس وبيبو يستحضرهم هذا "الفتي" بشطارة "الشومان" المتمرس وداخل إطار مركب سينمائيا يتطلب مهارات في الأداء تخضع لضرورة التمييز بين هذه الشخصيات المنفصلة. المتصلة باعتبارهم توائم باسم واحد - رضا - وبسمات مستقلة وان تشابهت ملامحهم الخارجية ومن الظلم هنا الا أتوقف أمام عنصر المكياج الذي استطاع أن يشكل وجه الممثل دون أن يشوهه أو يلغي ملامحه. وأن يصمم رأس كل شخصية بحدود واهية لكن تفصل بينها حتي لا يتوه المتفرج وأيضا عنصر الملابس الذي حدد لكل شخصية نوع ولون الملبس حتي تتناسب مع طبيعته. طفولية محببة في المقدمة الطويلة جدا التي سبقت العناوين أو صاحبتها يقدم صوت الراوي. القادم من خارج إطار الصورة حكاية التوائم الثلاثة.. حيث تظهر الأم وهي تصرخ من آلام الوضع. وبعد أن تضع الذكور الثلاثة دفعة واحدة تموت. لكن بعد أن توصي زوجها بأن يقلع عن النصب ويتفرغ لتربية الأبناء وان عازته الحيلة واحتاج إلي مساعدة فما عليه إلا أن يتذكرها. طريقة أداء الراوي مع الأداء الكاريكاتوري للأم التي تلد ثم لقطة الاطفال الرضع الثلاثة داخل اللفة وإلي جوارهم زجاجات اللبن الثلاثة "البزازة" مع الأب الذي يشبه "قرصان عجوز" بعين واحدة "لطفي لبيب" هذه العناصر معا أشاعت جوا من الفكاهة يفتح نافذة علي الجانب الطفولي عند كل واحد فينا. فالبداية مثل بدايات الحواديت "التي تبدأ ب كان يا ما كان.. أو كان فيه زمان.. الخ" التي تشعل الخيال إذا ما رويت بطريقة جذابة. وحتي يتجنب إجراءات وتبعات الحياة التي يعنيها وجود ثلاثة أبناء دفعة واحدة يطلق الأب اسم "رضا" علي الجميع. وهي حيلة ذكية من قبل كاتب السيناريو لانها تسمح بكثير من المواقف التي تجدها في كوميديا الاخطاء أو كوميديا السلوك التي تنشأ من التشابه واحتمالات تبادل الأدوار وإرباك المحيط الذي يتحرك الثلاثة في إطاره "المدرسة - النادي - المعارف - حبيبة القلب الخ الخ" فضلا عن أنها تشغل المتفرج وتضعه طوال مدة العرض في حالة انتباه بينما يتابع مسارات كل واحدة من هذه الشخصيات. ولم يغفل المؤلف الحالة النفسية التي تترتب علي وجود ثلاثة مختلفي الأطوار داخل فندق واحد فهم يتحركون ببطاقة واحدة. وبالطبع شهادة ميلاد واحدة. الأمر الذي يشكل قيدا علي حرية وحركة وكل واحد منهم فيفكرون في الهجرة بعيدا لفك هذا الاشتباك وحتي يتحقق لكل واحد منهم ذاته. وهذه ايضا "فكرة" جاءت ضمن سياق الحدوتة ولكنها أضافت من دون مباشرة تلميحا إلي مسألة "الهوية" والاحساس بالذات.. وهي فكرة تستدعي لتحقيقها أموالا تستدعي بدورها ضرورة الحاجة إلي النصب وإلي لجوء أحدهم "سمسم" وهو الأكثر حساسية وخجلا إلي الطبيب النفسي "خالد الصاوي" الذي يتضح فيما بعد أنه نصاب. وشخصية شيطانية يتسلط علي فتاة جميلة "منة شلبي" مستغلا أزمتها النفسية التي ترتبط أيضا بمسألة الهوية والجذور والنسب. ويجعل منها أداة للنصب علي الثلاثي رضا. ومن ثم يحبها الثلاثة ويخططون فرادي وجماعة من أجل الاستحواذ علي قلبها حتي تتكشف اللعبة. مصادر الترفيه في الفيلم تعود إلي القالب الذي يتسع لخيال طفولي وما يشبه الكلمات المتقاطعة لحل ألغاز لم تتضح سوي مع النهاية وباستخدام حبائل العاطفة. وحيل عالم النفس. واضطراب فتاة جميلة مثلت موضوعا للحب. ثم قبل ذلك كله القوة الضاربة الثلاثية للبطل الرئيسي. مع الأداء التمثيلي الهاديء والقوي لمنة شلبي. والساخر المراوغ لخالد الصاوي الذي يكشف عن سيطرة لافتة علي طريقة الأداء واعتماد كبير علي الايحاء. وسوف يظل أهم العناصر في هذا المشروع ظهور سيناريست لا يعتمد علي توليفة جاهزة. ولا يتعامل بمنطق "الفيديو كليب" ولا ببناء الاسكتشات الضاحكة وانما بفهم لطبيعة وأهمية البناء الفيلمي ومعني الايقاع الحركي داخل وخارج الشخصية.. واحترام ذوق المتفرج أو الارتقاء به. عموما تكشف التجارب الأولي سواء للمخرجين أو كتاب السيناريو في هذا الموسم عن أرض بكر قد تثمر أفلاما تستحق الانتماء لفن تعبيري وصل إلي مستوي مذهل من الابداع والتقدم وان كنت اعتقد ان الشروط المطلوب توافرها لتحقيق هذا الأمل مازالت صعبة. نقد الاستاذه خيريه البشلاوى جريدة المساء

Thursday, August 2, 2007


"الشبـــــح" الذي يطارد أحمــد عـــز‏!‏
الاهرام: كتب نادر عدلى
2/8/2007


صناعة النجم ليست أمـرًا هينـًا‏! ..‏ وقد احتكرت إحدى شركات الإنتاج الممثل الشاب أحمد عز،‏ وقررت أن تصنع منه نجمــًا‏! ..‏ فقد استقبله الجمهور بشكل لافت كشاب وسيم جذاب عندما لعب دورًا رومانسيــًّا أمام الجميلة يســرا في مسلسل "ملك روحي"،‏ ولكن شركة الإنتاج وجدت أن الشخصية الأنسب له في السينما هي الشاب المغامر الذي يتحرك في درامــا تقوم علي كثير من الغموض ‏(البوليسية‏)،‏ و قليل من الرومانسية‏.‏ يعد فيلم الشبح هو ثالث،‏ الأفلام التي تقدم أحمد عز كفتي شاشة بعد فيلمي "ملاكي إسكندرية" و "الرهينـــة" ‏..‏ و قد قامت الأفلام الثلاثة على معالجة أو حبكة بوليسية تشويقية يلعب فيها البطل الدور الرئيسي في كشف غموض الإحداث ‏..‏ فهو المحامي الذي يقع في غرام المتهمة في الفيلم الأول،‏ ثم يكشف سر الجريمة ‏..‏ وهو الشاب الذي يعاني من البطالة فيقرر السفر إلي أوكرانيا فيصبح مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ عالم مصري حصل على جائزة نوبل من بين أيدي مافيــا تعمل لحساب المتطرفين ‏..‏ أمـــا هنا في "الشبـــــح" فهو شاب شقي مغامر ‏(‏بلطجي‏)‏ يقوده حظه العاثر بأن يصبح بديلاً لقاتل ينتظر الإعدام بعد أن فقد الذاكرة‏!.‏ تقوم أحداث فيلم "الشبـــــح" على معالجة شديدة الغموض،‏ حيث تبدأ بشاب (‏سعد) فاقد الذاكرة يجد نفسه في أحد الفنادق مع قتيل،‏ و عن طريق التليفون المحمول الذي يجده بالغرفة و بعض الأموال و مفكرة صغيرة بهــا بعض الأسماء و العناوين يصحبنا في رحلة طويلة من أجل استعادة الذاكرة،‏ و الكشف عن سر القاتل ‏..‏ إننــا أمام عمل مسلٍ و مثير،‏ وقد يفتقد إلى المنطق أو الحبكة أحيانـًا ولكنه قُدم بشكل سينمائي في حركته و تصويره و مونتاجه شديد الجاذبية،‏ ونكتشف في النهاية أن تنفيذ فنيات الشكل البوليسي التشويقي كانت أهم من حدوتة الفيلم نفسه التي اعتمدت على تعديل في البطاقة الشخصية للشاب الشقي فجعلته "أسعد" بدلا من "سعد" وهو اسم القاتل وان العمل قدم شخصيات تبدو شديدة الإجرام،‏ ولكنها في حقيقة الأمر تتحرك بخطة وضعها موظف داهية‏ (صلاح عبد الله‏)،‏ وهذا الداهية نفسه لا يملك القدرات التي تجعله كذلك‏!.‏ نستطيع ببساطة أن نستخلص اقتباس المؤلف وائل عبد الله لمواقف عديدة من أفلام أمريكية ‏..‏ و تبرز قدرات المخرج عمرو عرفة في عمل جيد الصنع،‏ و لكنه بلا رؤية أو وجهة نظر أو حتى بهدف التسلية في حد ذاتها،‏ فهو ينتصر في النهاية للبلطجي القديم،‏ ويقدمه و كأنه أحد الفرسان‏(!!) ..‏ والحقيقة أن عمرو عرفة قدم أعمالاً متنوعة هي‏:‏ "أفريكانو"، "جعلتني مجرمـًا"، "السفــارة في العمــارة" – و يظهر فيهــا قدرته على إدارة العمل ككل،‏ و صنع إيقاع و حالة تتوافق مع طبيعته ‏..‏ وهذه أهم مميزاته كمخرج حتى الآن‏.‏ تصوير محسن أحمد،‏ ومونتاج أحمد حافظ،‏ وموسيقي خالد حماد ثلاثة عناصر صنعت التشويق في هذا الفيلم،‏ وعبرت كاميرا محسن احمد أجواء عديدة خاض فيها الفيلم بمهارة بين الإضاءة الليلية و النهارية،‏ و بين العودة للماضي الفلاش باك و الأحداث الحالية ‏..‏ و لعب محمود عبد المغني دوره كصديق للبطل بشكل مقبول،‏ و كانت زينة ضيفه شرف غير حاضرة‏!..‏ أما أحمد عز فقد نجح في تجربته الثالثة،‏ كشبح يطارد أشباحــًا و أصبح عليه أن يجيب على السؤال الأهم ماذا بعد؟‏!..‏ وكان اختيار فريق العمل للممثل صلاح عبد الله بوصفه الموظف الداهية الذي حرك كل الأحداث غير موفق،‏ فهذه الشخصية تتطلب ممثلاً يملك قدرة على الحركة من ناحية،‏ و أداء يتسم بقدرة على إظهار الشخصية كداهية من ناحية،‏ وبارعة في تحريك الأمور من ناحية أخــرى ‏..‏ وهو ما لم يحدث فكان نقطة ضعف مع السيناريو الذي رسم ملامح هذه الشخصية‏.‏ إن "الشبـــــح" يكمل ثلاثية أحمد عز كمغامر في كشف غموض الأحداث البوليسية،‏ ورومانسي أحيانــًا ‏..‏ توفرت فيه مقومات النجم السينمائي الذي يريد أن يراه المشاهدون ‏..‏ فماذا بعد؟‏.‏

Wednesday, August 1, 2007

الشبح الذى يطارد احمد عز


الشبح الذي يطارد أحمد عز‏
01/08/2007

صناعة النجم ليست أمرا هينا‏!..‏ وقد احتكرت احدي شركات الانتاج الممثل الشاب أحمد عز‏,‏ وقررت ان تصنع منه نجما‏!..‏ فقد استقبله الجمهور بشكل لافت كشاب وسيم جذاب عندما لعب دورا رومانسيا امام الجميلة يسرا في مسلسلملك روحي‏,‏ ولكن شركة الانتاج وجدت أن الشخصية الانسب له في السينما هي الشاب المغامر الذي يتحرك في دراما تقوم علي كثير من الغموض‏(‏ البوليسية‏),‏ وقليل من الرومانسية‏.‏يعد فيلم الشبح هو ثالث‏,‏ الأفلام التي تقدم أحمد عز كفتي شاشة بعد فيلمي ملاكي اسكندرية والرهينة‏..‏ وقد قامت الافلام الثلاثة علي معالجة أو حبكة بوليسية تشويقية يلعب فيها البطل الدور الرئيسي في كشف غموض الاحداث‏..‏ فهو المحامي الذي يقع في غرام المتهمة في الفيلم الأول‏,‏ ثم يكشف سر الجريمة‏..‏ وهو الشاب الذي يعاني من البطالة فيقرر السفر إلي اوكرنيا فيصبح مبعوث العناية الالهية لانقاذ عالم مصري حصل علي جائزة نوبل من بين ايدي مافيا تعمل لحساب المتطرفين‏..‏ اما هنا في الشبح فهو شاب شقي مغامر‏(‏ بلطجي‏)‏ يقوده حظه العاثر بان يصبح بديلا لقاتل ينتظر الاعدام بعد أن فقد الذاكرة‏!.‏تقوم احداث فيلم الشبح علي معالجة شديدة الغموض‏,‏ حيث تبدأ بشاب سعد فاقد الذاكرة يجد نفسه في أحد الفنادق مع قتيل‏,‏ وعن طريق التليفون المحمول الذي يجده بالغرفة وبعض الأموال ومفكرة صغيرة بها بعض الأسماء والعناوين يصحبنا في رحلة طويلة من أجل استعادة الذاكرة‏,‏ والكشف عن سر القاتل‏..‏ اننا امام عمل مسل ومثير‏,‏ وقد يفتقد الي المنطق أو الحبكة احيانا ولكنه قدم بشكل سينمائي في حركته وتصويره ومونتاجه شديد الجاذبية‏,‏ ونكتشف في النهاية ان تنفيذ فنيات الشكل البوليسي التشويقي كانت أهم من حدوتة الفيلم نفسه التي اعتمدت علي تعديل في البطاقة الشخصية للشاب الشقي فجعلته أسعد بدلا من سعد وهو اسم القاتل وان العمل قدم شخصيات تبدو شديدة الاجرام‏,‏ ولكنها في حقيقة الامر تتحرك بخطة وضعها موظف داهية‏(‏ صلاح عبدالله‏),‏ وهذا الداهية نفسه لا يملك القدرات التي تجعله كذلك‏!.‏نستطيع ببساطة أن نستخلص اقتباس المؤلف وائل عبدالله لمواقف عديدة من أفلام امريكية‏..‏ وتبرز قدرات المخرج عمرو عرفة في عمل جيد الصنع‏,‏ ولكنه بلا رؤية أو وجهة نظر أو حتي بهدف التسلية في حد ذاتها‏,‏ فهو ينتصر في النهاية للبلطجي القديم‏,‏ ويقدمه وكأنه أحد الفرسان‏(!!)..‏ والحقيقة ان عمرو عرفة قدم اعمالا متنوعة هي‏:‏ افريكانو ـ جعلتني مجرما ـ السفارة في العمارة ـ ويظهر فيها قدرته علي ادارة العمل ككل‏,‏ وصنع ايقاع وحالة تتوافق مع طبيعته‏..‏ وهذه أهم مميزاته كمخرج حتي الآن‏.‏تصوير محسن احمد‏,‏ ومونتاج احمد حافظ‏,‏ وموسيقي خالد حماد ثلاثة عناصر صنعت التشويق في هذاالفيلم‏,‏ وعبرت كاميرا محسن احمد اجواء عديدة خاض فيها الفيلم بمهارة بين الاضاءة الليلية والنهارية‏,‏ وبين العودة للماضي الفلاش باك والاحداث الحالية‏..‏ ولعب محمود عبدالمغني دوره كصديق للبطل بشكل مقبول‏,‏ وكانت زينة ضيفه شرف غير حاضرة‏!..‏ اما أحمد عز فقد نجح في تجربته الثالثة‏,‏ كشبح يطارد اشباحا واصبح عليه ان يجيب علي السؤال الأهم ماذا بعد؟‏!..‏ وكان اختيار فريق العمل للممثل صلاح عبدالله بوصفه الموظف الداهية الذي حرك كل الاحداث غير موفق‏,‏ فهذه الشخصية تتطلب ممثلا يملك قدرة علي الحركة من ناحية‏,‏ واداء يتسم بقدرة علي اظهار الشخصية كاداهية من ناحية‏,‏ وبارعة في تحريك الامور من ناحية أخري‏..‏ وهو ما لم يحدث فكان نقطة ضعف مع السيناريو الذي رسم ملامح هذه الشخصية‏.‏ان الشبح يكمل ثلاثية أحمد عز كمغامر في كشف غموض الأحداث البوليسية‏,‏ ورومانسي احيانا‏..‏توفرت فيه مقومات النجم السينمائي الذي يريد ان يراه المشاهدون‏..‏ فماذا بعد؟‏.‏
المصدر : جريدة الأهرام