Wednesday, April 30, 2008


ليلي علوي بـ الألوان‏
30/04/2008
المصدر: جريدة الاهرام - كتب : علاء السعدنى

قد تتفق مع فيلم ألوان السما السبعة وقد تختلف أيضا أو ربما لايعجب جمهور سينما هذه الأيام من الشباب‏..‏ لكن من
المؤكد أنك لن تنكر كونه فيلما حقيقيا بالمعني المتعارف عليه‏,‏ حيث يوجد له بداية ووسط ونهاية ويتخلله حدوتة ما‏,‏ ولعله يذكرنا بأفلامنا القديمة بعكس كثير من الأفلام السائدة التي لاتزيد علي مجرد اسكتشات وإيفيهات ضاحكة أحيانا وأحيانا أكثر تكون سخيفة‏.‏‏*‏ أما هنا في فيلم ألوان السما السبعة فيكفي أنه تجرأ وأعاد لنا سينما الكبار ومناقشة قضاياهم وأحاسيسهم من خلال قصة حب بين بطلي الفيلم ليلي علوي وفاروق الفيشاوي رغم أنهما تخطيا سن الشباب‏,‏ وأصبحا في مرحلة النضج‏.‏ وذلك بعد طول فترة كاد يختفي إن لم يكن قد اختفي بالفعل كل ماهو متعلق بالكبار وكأنهم أصبحوا سبة علي جبين السينما المصرية وصناعها‏!‏‏*‏ المهم أيضا أن الفيلم وبرغم أنه عن الكبار فإنه لم يغفل قضايا الصغار من خلال سعد أو شريف رمزي ابن بكر فاروق الفيشاويوقد أدي شريف هذا الدور بشكل جيد جدا وفي الحقيقة يعتبر هذا الدور هو شهادة الميلاد الحقيقية له في السينما وليت شريف يعتبره كذلك ويمحو من ذاكرته كل ماسبقه‏!.‏‏*‏ ونأتي الي أداء فاروق الفيشاوي وليلي علوي في الفيلم‏,‏ حيث أبدعا‏,‏ لدرجة جعلت من هذا الأداء متعة في ذاتها‏..‏ وبقي إن أقول أن ليلي علوي في هذا الدور الذي جاء بعد غياب منذ آخر أفلامها بحب السيما‏..‏ وبعد الرشاقة الواضحة عليها‏.‏ أصبحت تذكرنا بليلي علوي في بدايتها عندما أطلت علينا بوجهها الجميل‏,‏ وكانت مثل قطة السينما وقتها‏,‏ ولم يزد علي هذا الوجه إلا بعض خطوط الزمن فأكسبته عمقا بالغا في الأداء‏..‏ وفي الحقيقة أعادني جمال ليلي علوي إلي زمن الفن الجميل وتساءلت بيني وبين نفسي كم من الوقت مضي ولم نشاهد فيه وجها جميلا يجعلنا نتفاعل معه ونبتهج لمجرد رؤيته مثلما كنا نفعل ذلك من قبل مع فناناتنا الجميلات مثل هند رستم‏,‏ وفاتن حمامة ونادية لطفي وشادية‏,‏ وصباح ومريم فخر الدين‏,‏ وسعاد حسني وغيرهن‏!..‏ وتعجبت عندما قارنت ليلي بالفنانات العربيات اللاتي يتباهين بتفوقهن في الجمال علي نجماتنا الحاليات‏,‏ وقلت في نفسي‏:‏ ليتهن يشاهدن ليلي في الفيلم ليعرفن بأنفسهن ماهو الجمال الحقيقي‏.‏‏*‏ وتبقي لنا تحية لفيلم إعاد إلينا نجوما كبيرة بقمتها‏,‏ وسينما للكبار‏,‏ وتحية منا لمخرجه سعد هنداوي الذي ساق الحدوتة بسلاسة وبإضفاء للجماليات المفقودة في أفلام عديدة‏,‏ خاصة الجو الرمضاني ودخول العيد ومظاهر الفرحة به داخل أسرنا من عمل الكحك الي حد تركيب الستائر وهي عادة مرتبطة بالاعياد في غالبية بيوتنا‏..‏ بالاضافة إلي جانب المشهد الجميل لصلاة العيد في ساحة مسجد مصطفي محمود والأحياء الشعبية‏,‏ ورقصة التنوره فجعلنا نشعر بعبق الغورية يفوح من الفيلم‏,‏وتحية أيضا إلي زينب عزيز مؤلفة الفيلم‏,‏ التي استطاعت أن تقتحم مشاكل المرأة والبنات‏,‏ فجاءت من خلالها معاصرة للواقع بحلوه ومره وقد ساقت كل هذا بعمق وتفهم وبحرفية أعلي واكبر من تجاربها السابقة في أفلام مثل حريم كريم وكلام في الحب‏.‏‏*‏ وفي النهاية لايسعنا إلا المطالبة بكثرة هذه النوعية المغايرة للافلام السائدة ونتمني ان يفتح هذا الفيلم شهية باقي المنتجين للإقدام علي تكرار التجربة بنجوم كبار آخرين‏,‏ أو ننتظر علي أمل أن تصيب باقي المنتجين حمي التقليد‏,‏ فيقدموا بدافعها علي تكرار التجربة وهنا تكون في الاعادة إفادة حقا‏!‏
المصدر : جريدة الأهرام - ‏علا السعدني

Saturday, April 12, 2008


في شقة مصر الجديدة" لمحمد خان: فيلم ذهني عن فكرة الحب "
تقرير العربية نت الاسبوعى
12/4/2008

دبي – حكم البابا
يخصص تقرير "العربية. نت" السينمائي مادته الرئيسية هذا الأسبوع لآخر أفلام المخرج محمد خان "في شقة مصر الجديدة" الذي يقدم تجسيداً تمثيلياً لأفكار مجردة عن الحب، ومن خلال قصة تعتمد على التركيب والتصنيع وتفتقر إلى الإقناع والواقعية، يقود المخرج مشاهده في رحلة مع مدرسة موسيقا شابة تصل إلى القاهرة باحثة عن الحب من خلال بحثها عن مدرستها السابقة التي ساهمت في زرع بذرته في قلبها.

في شقة مصر الجديدة: ما بقي في ذهن محمد خان أكثر مما ظهر على الشاشة
أهم ما يؤكده فيلم "في شقة مصر الجديدة" كما كل أفلام محمد خان هو أنك كمشاهد لا تستطيع أن تحزر أو تتنبأ بموضوع فيلم محمد خان التالي، فرغم أن هناك ملامح عامة تجمع بعض أعمال خان، إلاّ أنك تتساءل عما يجمع عملاً مثل فيلم "الحريف" وآخر مثل فيلم "أيام السادات" بمخرج فيلم "زوجة رجل مهم" الذي يعتبر أحد أرقى الأفلام التي قدمتها السينما المصرية في ثمانينات القرن الماضي، ومثل هذه الملاحظة التي قد يعتبرها البعض طعناً في أسلوبية محمد خان، أعتبرها ميزة لفنان لم يركن إلى مجموعة من الموضوعات، ولم يستكن إلى أسلوب، تنمطان أفلامه، ولا يزال بعد العدد الكبير من الأفلام التي قدمها يبحث ويجرب، مغامراً بالنجاحات والانجازات التي حققها وجعلته من بين أهم مخرجي السينما المصرية.وعلى الرغم من أن تجربة محمد خان السينمائية بدأت مع مجموعة من مخرجي الواقعية الجديدة في مصر، الذين شكلوا مايشبه الثورة على أفلام الرومنسيات البائسة وأفلام المقاولات التي طغت على السينما المصرية في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي كالمرحوم عاطف الطيب وخيري بشارة وداوود عبد السيد، إلاّ أن أنها تميزت عنهم جميعاً باصرارها على الاستمرار وتنوعها ولمستها الخاصة، حتى بعدما تدهورت أحوال هذه السينما ووصلت إلى مرحلة هي الأسوأ حتى من مرحلة أفلام المقاولات، عندما لم يعد للمخرج شخصية أو أسلوب أو دور إلاّ التقيد بأوامر نجوم انتقلوا فجأة من أدوار الكومباس إلى أدوار البطولة، ورغم الملاحظات الكثيرة التي يمكن أن تقال عن آخر أفلامه "في شقة مصر الجديدة"، إلاّ أن تجربة محمد خان فيه تستحق الاحتفاء، لكونها أقرب إلى الانتحارية في زمن تحول فيه الفيلم المصري إلى مجموعة من المشاهد الملفقة التي لاتحتوي إلاّ على بعض الافيهات الضاحكة.في فيلمه "في شقة مصر الجديدة" يدخل محمد خان عالمه المفضل الذي طالما احتفى فيه في كل أفلامه، عالم الناس العاديين الذين لايلتفت إليهم أحد، ولايقومون بأفعال كبيرة، ولاتوجد فرصة أمامهم لأي نوع من أنواع النجومية، وموضوعه الرئيسي هو الحب، فكل شخصيات فيلمه مرتبطة بقصة حب ظاهرة أو مخفية، ناجحة أو فاشلة، يائسة أو آملة، وكما وظّف أغاني عبد الحليم حافظ في رسم شخصيات وعوالم ومرحلة جيل ضمن نسيج فيلمه "زوجة رجل مهم"، ثم أعاد الكرة بنجاح أقل حين أدّت أغاني أم كلثوم دوراً تزينياً في فيلمه "فارس المدينة"، يعود إلى استخدام أغاني جيل العمالقة وفي مقدمتهم ليلى مراد في فيلمه "في شقة مصر الجديدة"، بشكل لايخلو من التركيبية والتصنيع الذي حكم كثيراً إن لم أقل مجمل حدث الفيلم الذي كتبت نصه وسام سليمان، فبدا أقرب إلى محاولة تجسيد فكرة ذهنية أو مجردة منه إلى تصوير أحداث واقعية تضج بالحياة، ولذلك وقع في ثغرات كثيرة يقف أمامها المشاهد طويلاً ليسأل وينتقد ويستغرب ردود أفعال الشخصيات وحواراتها وتراكيبها التي تصل أحياناً إلى حدود الغرائبية، فإذا كان سيعتبر رحلة مدرسة الموسيقا الشابة نجوى (أدتها غادة عادل حسب رؤية المخرج وبدون لمسات خاصة منها) إلى القاهرة، ومحاولتها البحث عن مدرستها القديمة تهاني، التي طردت من المنيا بسبب مساهمتها في فتح عيون طالباتها الصغيرات –ومنهن نجوى- على الحب، إذا كان سيعتبر هذه الرحلة مقبولة على المستوى الواقعي، إلاّ أن مجموعة الأحداث التالية لها والتي تجبرها على التخلف عن زميلاتها والبقاء في القاهرة، وردة فعل أمها الهادئة على وجودها في القاهرة وحيدةً، وبحثها عن مدرستها تهاني التي تبدو كفكرة أو كأمثولة أكثر من كونها إمرأة واقعية وحية، والشخصيات الغرائبية الطباع التي تلتقيها، من سائق التكسي إلى مديرة بيت المغتربات إلى صاحب البيت التي تستأجره تهاني، كل ذلك يجد المشاهد صعوبة في تقبله على المستوى الواقعي، ورغم ذلك يخلطه محمد خان بأحداث واقعية من خلال شخصية موظف البورصة يحيى (كان باستطاعة أي ممثل تأدية الشخصية التي جسدها خالد أبو النجا بدون ملامح) وعلاقته العابرة بزميلته المطلقة، ومن ثم اكتشافه لعاطفة الحب في داخله تجاه نجوى التي تبادله نفس المشاعر فجأة أيضاً، والتي تنتهي النهاية السعيدة والتقليدية لكل الأفلام العربية.ايقاع الفيلم وحركة أحداثه البطيئة والرتيبة والدخول في التفاصيل الجانبية التي لاتضيف للحدث الرئيسي أو تضيء عوالم شخصياته، وتبدو أقرب إلى الثرثرة في تفاصيل غير ذات قيمة، تساهم إضافة إلى التركيبة الذهنية للفيلم، والأداء العادي لممثليه الرئيسيين في خلق جو من الملل يشعر به المشاهد، رغم محاولات محمد خان تشكيل كادرات تلعب فيها الظلمة والنور دوراً جمالياً، لكنه لايغني صورة الفيلم، أو يقلل من حالة شعور المشاهد بالملل خلال متابعته له، أما بالنسبة لتصوّر المخرج ورؤيته للفكرة التي حاول تجسيدها، فلم يظهر منها للأسف في شريط "في شقة مصر الجديدة" أكثر من عشرة بالمائة إذا أحسنت الظن، أما التسعين بالمائة الباقية فبقيت في ذهن محمد خان.

Wednesday, April 2, 2008


فيلــم بوليسي طائش الخيــال "نقطـــــة رجـــــوع" ‏...‏ إلى ما لا يمكن إليــه الرجــوع!‏


2/4/2008

كتب ‏- ‏نـــادر عــــــدلي‏ - جريدة الاهرام


بعض الأفلام البوليسية تكون مثيرة و مسلية بدرجــة كافيــة‏،‏ و بعضها يخرج منه المشاهد و لســـان حاله يقول قديمــة‏! ...‏ ومنها من يجعل النقاد يخرجون من العرض باحثين عن أصوله السابقة ‏..‏ و منها من يدخل مع المتفرج في ألعــاب الذكاء ســــواء في أسلوب المعالجة أو البناء الدرامي للحبكة البوليسية‏،‏ وفي كل الأحوال يتوقف نجاح الفيلم على مهارة جذب المتفرج و إثارته لأطول فترة ممكنة‏،‏ و إقناعه بأن المبالغة ســــواء في الحركة أو المطاردات‏،‏ و في السرد اللاهث و مفاجآته و تطوراته‏،‏ جاءت ممتعة و مزودة بجماليات فنــــون الفُرجــــة‏.‏ في فيلم"نقطـــــة رجـــــوع" تقوم الفكرة البوليسية على أساس أن المتفرج مثله مثل بطل الفيلم شريف منير لا يعرف أي شيء ســـوى أن البطل أصيب بشكل بالغ الخطورة في حادثة مروعة‏،‏ هذه الحادثة جعلت وجهه مشوهــًا لدرجة احتاج معها إلى ‏14‏ عملية تجميل حتى تعود له ملامحه‏،‏ و تكسرت عظامه و لكن تم ترميمها و إصلاحها‏! ..‏ و بقي الشيء الأهـــم والذي تدور حوله كل الأحـــداث و هو أن يسترد ذاكرتــه‏.‏ و نبدأ مع البطل رحلة رجوع للذاكرة‏،‏ أو نقطة رجـــوع لما حدث قبل الحادثة‏،‏ و ندخل في تفاصيل كثيرة حول هاشم‏،‏ بطلنا فاقد الذاكرة‏،‏ إنــه رجل متعدد العلاقات النسائية و دائم الخيانة لزوجته‏،‏ و بعد قليل نعرف أن زوجته أيضــًا كانت خائنة مع رجل أحبته‏،‏ وأنها قررت الطلاق من هاشم لتتزوج هذا الآخر ‏..‏ ولكن يبدو أن الأمـــر ليس بهذه السهولة لأن هاشم يرتبط بعلاقات مع والدها و بعض الشخصيات المهمة تتعلق بتجارة المخدرات و أشيـــاء أخــــرى‏!‏ تعاني الزوجة نـــور من بعض الاضطراب النفسي ‏(‏وهذا شيء طبيعي فتكفي علاقات زوجها‏،‏ وتجارة والدها معه ليحدث هذا الاضطراب مع أي امرأة عادية‏)!‏ و لكنها بالتأكيد ليست امرأة عادية‏،‏ إنها داهية و تعرف كل شيء‏،‏ و تجمع الخطوط وتحركها بمهارة ‏..‏ و نكتشف مع النصف الثاني من أحداث الفيلم أنها حاملة كل الأسرار‏،‏ ومدبرة كل الخطط ‏..‏ وأنها عندما وقفت إلى جوار زوجها الخائن بعد الحادثة المروعة‏،‏ كانت تدبر خدعة مدهشة تتلخص في أن عمليات التجميل لملامح زوجها كانت لملامح حبيبها حتى يصبح شبيهــًا بزوجهــا‏،‏ فزوجها هاشم قد مات مقتولاً قبل الحادثة ‏..‏ فقررت أن تعيش – بعــد الحادثــة – مع جسد حبيبها وملامح زوجها و روح فاقدة الذاكرة‏ ..‏ هكذا‏!‏ فكرة بوليسية لا بأس بها‏،‏ بل جيدة من المؤلفين الشقيقين إبراهيم حامد و محمود حامد‏،‏ ولكن يبقى شيء يقلق المتفرج طوال أحــداث‏،‏ ومع تتابع كشف الحقيقة جعل الإثــارة و المتعــة بالعمل البوليسي ناقصة و غيـــر مُحكمة‏،‏ و نتعرف على السبب في المشاهد النهائية ‏..‏ فمهما كانت درجة الخيال و الحدوتة البوليسية لابـــد من وجود منطق لا يصطدم بالعقل‏،‏ فلا تفسد اللعبة البوليسية الذكية‏،‏ و هذا ما لم ينتبه له المؤلفان و المخرج حاتم فريد‏،‏ و هو أنــــه من المستحيل أن تتغير ملامح وجه إلى ملامح وجه آخـــر حتى بإجراء مليون عملية تجميل‏،‏ إلا إذا كان الشخصــان متشابهين أصـــلاً‏! .. ‏أيضــًا حركة الجسم و تكوينه لا يمكن أن تتطابق بين شخصين و هو ما انتبه إليه المؤلفان و المخرج‏،‏ فجعـــلا إحــدى عشيقات البطل ‏(‏هيدي كـــرم‏)‏ تكتشف أن اليد التي تحتضن يديهـــا ليست لعشيقهــا القديم‏ ..‏ مجرد إشـــارة‏،‏ تم توظيفها لقتل هذه العشيقة ليظل الفيلم بوليسيــًا‏ ..‏ هذه تفصيلة ليست عابرة في لعبة بوليسية‏،‏ إنها تفصيلة أساسية من السهل أن تفسد مصداقيــة الحبكة البوليسية ‏..‏ الأمـــر الآخــر أن الشخصية الأساسية في الأحـــداث هي الزوجــة و ليست الرجل فاقد الذاكرة‏،‏ و إهمال السيناريو لذلك بهدف تحقيق أكبـــر قدر من الإثــارة ‏..‏ و الاحتفاظ بهذه المفاجــأة حتى النهاية أضعف فكــرة الفيلم‏.‏ لا بأس ‏..‏ فهو فيلم مسلٍ في مجمله‏،‏ ولكن مفاجــأة النهاية أفقدتنا متعة الإعجاب به‏،‏ بدلاً من أن تحققها‏! ..‏ ولعل عنوان الفيلم نفسه يكشف ذلك‏،‏ فالمقصود من نقطة رجوع ان نستعيد مع البطل ما حدث و أدى إلى الحادثة المروعة ‏..‏ لنجد أنفسنـــا في النهاية أنه من المستحيل تحقيق هذا الرجوع‏ ..‏ فالبطل قد مات‏،‏ و من نبحث معه عن الذاكرة هو رجل آخر بملامح بطلنا ‏..‏ وكأن المؤلفين و المخرج يقولون للمتفرج هيه ‏..‏ ضحكنا عليك‏.‏ حتى الأفــــلام البوليسية لها منطقهــا و مصداقيتهــا و خيالهــا‏ ..‏ و ليست مجرد خيــال طائش وحبكة و إثــارة‏.‏ لعب شريف منير دوره بشكل جيد ولكن في إطـــار فيلم اجتماعي و ليس فيلم بوليسي‏،‏ و كانت نور مقنعة و متفهمة الشخصية رغم إهمــال السيناريو لهــا ‏..‏وكان إسنـــاد كشف بعض خفايــا الأحـــداث مع ضابط أمــن سابق محمد شومان اعتزل المهنة‏،‏ و يمارسها على سبيل الهواية‏،‏ و التربح جاء ضد الفيلم‏،‏ و لم يكن أداؤه مقنعــًا ‏..‏ و عمومــًا فإن المخرج الشاب حاتم فريد يقدم نفسه بهذا الفيلم كصانع أفلام يعرف أدواته و يجيد توظيفهــا‏،‏ وكان يجب أن يبذل جهــدًا أكبـــر حتى نصدقه‏.