Wednesday, August 20, 2008


أحمد مكي: لن أقدم شخصية «هيثم دبور» مجدداً.. وتكرارها قصر ديل
كتب أحمد الجزار ٢٠/٨/٢٠٠٨

المصدر: جريدة المصرى اليوم
رغم النجاح الذي يحققه فيلم «اتش دبور» وتصدره إيرادات موسم الصيف، قوبل الفيلم بهجوم حاد من النقاد لسوء مستواه الفني، ووجود ألفاظ تم وصفها بأنها «إسفاف وقلة أدب».
الفيلم استثمار لشخصية «هيثم» في مسلسل «تامر وشوقية» والتي جسدها أحمد مكي، وهي شخصية شاب «روش» له مفردات معينة يتعامل بها الشباب هذه الأيام لذلك نجحت الشخصية لتتحول إلي بطل فيلم.
مكي دافع عن فيلم «اتش دبور» ووصفه بأنه «كوميدي يستعرض بشكل بسيط غياب الطبقة المتوسطة، وتحول المجتمع إلي طبقتين: واحدة عليا والأخري كادحة.
كما أوضح مكي أن الفيلم يعرض قضية بشكل عميق بعد أن شهد المجتمع تغيرات عديدة خلال السنوات الماضية، وأصبح هيثم دبور موجوداً في كل مكان.
ونفي مكي ضعف بناء سيناريو الفيلم، وقال: هذه النوعية لا تحتاج إلي فلسفة، وقد قصدت تقديمه بهذه الطريقة ليصل إلي الناس.
وعن الألفاظ البذيئة التي يحتويها الفيلم، قال: لم أقصد أي إسفاف ولا قلة أدب، وكل ما قدمته مفردات لشخصيات موجودة في المجتمع، وكان لابد من ظهورها كما هي، وبعض الألفاظ تم فهمها بشكل خاطئ مثل جملة «خد فطيرك» لأن هذا بالفعل اسم محل فطير في إمبابة، أما جملة «شكلك بتاخد فيزا» فهي معتاد استخدامها بين بعض الناس وغير مقصود منها الإهانة، ولماذا تحاسبونني علي هذه الألفاظ رغم أننا نشاهد أسوأ منها في الأفلام الأجنبية ولا نعترض عليها.
مكي أكد أنه لن يقدم شخصية «هيثم دبور» مرة أخري أبداً، وقال: تكرار الشخصية «قصر ديل»، ولن أكررها حتي لو تجاوزت إيرادات الفيلم إيرادات فيلم «آلام المسيح» لأنني أريد أن أثبت موهبتي التمثيلية في شخصيات أخري وهذا ما جعلني أوافق علي دور صغير في فيلم «ليلة البيبي دول»، فأنا لدي أحلام كثيرة لا يمكن أن أسجنها في شخصية واحدة.
وأوضح مكي أنه وضع خطتين لمستقبله في الفن إذا فشلت إحداهما سينفذ الأخري، لأنه لا يوجد ممثل في مصر يدير نفسه بشكل جيد عدا عادل إمام، وقال: لذلك ابتعدت عن الإخراج لأثبت نفسي في التمثيل الذي إذا نجحت فيه سأضيف إلي رصيدي في الإخراج.
مكي أكد أنه مازال يحلم بتنفيذ فيلم «عقد يعقد» من تأليفه والذي تأجل بسبب اشتراكه في فيلم «مرجان أحمد مرجان» مع عادل إمام، والذي جسد فيه شخصية «هيثم دبور» أيضاً، كما رحب بأداء الأدوار الثانية بشرط أن تكون مكتوبة بشكل جيد.
وعن إيرادات فيلم «هيثم دبور» الكبيرة، قال لا تعنيني، ولا أهتم بها لأنني لا أفهم فيه
ا.

Tuesday, August 19, 2008

آسف علي الإزعاج.. مغامرة تعلن عن ميلاد مخرج موهوب

المصدر: جريدة البديل
19/08/2008

حقق المعادلة التي يقولون إنها صعبة
فاتن محمد علي
تحية لصناع فيلم (آسف علي الإزعاج) الذين استطاعوا تحقيق المعادلة الصعبة في توفير فيلم تكاملت عناصره ومفرداته لترضي النقاد والجمهور - ولم يحدث هذا منذ عقود- إذ أعلن العديد من النقاد والمتلقين المتابعين للسينما العالمية أن الفيلم مقتبس عن أكثر من فيلم عالمي أبرزه (العقل الجميل) للمخرج رون هوارد للفنان راسل كرو .. وسواء كان الفيلم مقتبسا أو كتبه الشاعر الموهوب أيمن بهجت قمر فالسيناريو جاء محكماً بدرجة جعلتنا موقنين من هذا الجهد الذي بذله السيناريست في دراسة وتفهم طبيعة المرض النفسي (الفصام الهذائي) الشيزوفرينيا«schizophreni» .استطاع أيمن بهجت قمر صياغة هذا المرض في سيناريو جيد لم تفلت منه تفصيلة واحدة، وصاغ المخرج خالد مرعي هذا السيناريو في صورة رائعة أعلنت عن مخرج موهوب أحكم توظيف أدواته في ثاني تجاربه في الإخراج بعد فيلم (تيمور وشفيقة) الذي أشار- مجرد إشارة- إلي مولد مخرج جيد ولكن السيناريو بضعفه وفكرته المتهالكة الساذجة لم تظهر براعته، لنجده في (آسف علي الإزعاج) يقدم لنا فيلما جيدا أظهر قدراته وتمكنه بعد نجاحه كمونتير للعديد من الأفلام .. ويكتمل مثلث الفيلم ببطله الفنان أحمد حلمي الذي استطاع بذكائه وحسن اختياراته أن يتجاوز نفسه وأبناء جيله، فخرج من أسر الفارس ليقفز إلي أصعب أنواع الدراما وهي (السيكودراما) التي تظهر قدراته علي الأداء وتوظيفه أدواته في تجسيد شخصية مركبة، سيطر بها علي جمهوره الذي ذهب إليه معتقدا أنه سيواصل الضحك، لكن الجمهور أصيب بصدمة لكنه سرعان ما أفاقه حلمي بروعة أدائه لدرجة جعلت المتلقين يصمتون تماما في النصف الثاني من الفيلم، فجاء تأثيره عليهم لدرجة التوحد والتعاطف لدرجة البكاء حين بلغ ذروة إجادته في مشهد المكاشفة الذي جمعه مع أمه دون الوقوع في فخ الميلودراما الفجة.لم يخل الفيلم من مناقشة قضايا مهمة رغم أن تيمته الأساسية تدور حول الشاب المصاب بالفصام ودون الدخول في تفاصيل أسباب وأعراض المرض الذي أجاد السيناريست توظيفها في السيناريو، إلا إنه لم ينس تناول إشكاليات وهموم تمس شبابنا الذي يتعرض لقهر وضغط في غياب الأب الحنون الذي يعطف ولا يقهر ويطحن كما يفعل رئيس الجمهورية الذي ظنه بطل الفيلم - ربما كان بديلا عن فقدانه لأبيه - فبدلا من احتضانه وفتح بابه لاستقباله وتفهم مشكلته نراه يضع علي بابه حراسه الغلاظ الذين لا يتفاهمون إلا بالرصاص، كما حدث بالفعل في أكثر من واقعة راح ضحيتها شباب ظن في رئيس الجمهورية الأب /الملاذ الأخير والعصا السحرية لحل مشاكله أو علي الأقل الاستماع لها، فكان مصيره رصاص الحراس الذين ينفذون أوامر الأمن الحارس للراعي والذي يحرّمه علي الرعايا.. كما تناول مشكلة البطالة وتهكم علي قطار العمل الذي صاغته كتيبة الدعاية الفجة .استطاع السيناريو أن يصور مشكلة إهدار العقول الفذة صاحبة الإختراعات وإضطرارها للجوء الي الخارج وإن جاءت هذه القضية مبتورة وغير مكتملة مما يشي بتدخل من الرقابة خاصة بعدما أعلن رئيس البطل عن تبني مؤسسة «مصر للطيران» مشروعه، وحتي ان كانت الرقابة لم تتدخل فاغلب الظن أن الرقابة الذاتية لدي ايمن هي التي تدخلت، وأثرت علي الفيلم بشكل سلبي فكانت من أضعف أجزائه، بالإضافة الي النهاية السعيدة بتوفيق كل شيء وكان الأفضل أن يتحلي بهجت بالشجاعة ويترك النهاية مفتوحة . كل من شارك في الأداء أجاد بشكل لافت ويحسب للمخرج اختيارهم بدءا بالفنان الكبير محمود حميدة الذي عودنا علي مستوي راقٍ يثبت دائما انه وصل للنضج خاصة بعد دورية الرائعين في (بحب السيما) و(ملك وكتابة) فكانت مشاركته في الفيلم إضافة حقيقية ومحسوبة للمخرج، والموهوبة منة شلبي التي ما زالت مملوءة بالطاقة ولديها الكثير أجادت في تفهم طبيعة الشخصية وقدمتها بتقمص أمتعنا، والقديرة دلال عبد العزيز، رغم مساحة دورها الصغيرة، إلا أنها قدمت شخصية الأم المكلومة بفقدان زوجها وحرصها علي ابنها وشقائها بمرضه دون الوقوع في فخ الميلودراما .. أما مفاجأة الفيلم فكان محمد شرف الذي خرج من أسر التنميط الذي سجنه في شخصية البلطجي أو المجرم للمرة الثانية بعد فيلم (كباريه)، نراه الشاب المقهور المحبط ليعبر عن جيل بأكمله، فكان أداؤه هادئا مؤثراً لفت اليه الانظار رغم عدد المشاهد القليلة التي ظهر فيها . التصوير لأحمد يوسف اكتشاف جديد رغم عمله بالتصوير منذ عدة سنوات إلا أنه هنا في أول أفلامه كمدير للتصوير استطاع تقديم صورة أشبه باللوحات الطبيعية خاصة في مشاهد البحر، كما جاءت لقطاته موحية في نقل الإثارة والحلم والغموض بتفهم كبير، جاءت الموسيقي لعمرو إسماعيل لتضيف إلي عناصر الفيلم جمالاً وإحساساً بالمشاعر والغوص في الشخوص لدرجة التوحد، فكانت تعبر عن الأحداث وتعلق عليها بنعومة تتفق مع صوت آلتي«البيانو» و«الكمان» فاستطاع توظيفهما في الحزن والفرح بنفس القوة، كما جاءت أغنية الجميلة شيرين في سياق الأحداث لتعبر عن حال البطل، فتم توظيفها بإجادة تامة.. وجاء الديكور لمحمد أمين موفقا خاصة في اختيار الألوان حتي إظهار الفوضي بغرفة البطل جاء بحساب. خالد مرعي استطاع صنع فيلم راق ..فيحسب له إختيار الممثلين وإبداعهم .. وحركة الكاميرا والكادرات التي استخدمها واختياره أماكن جديدة كما في ورش المطار التي لم تتناوله السينما إلا مرة واحدة في فيلم (غروب وشروق)، أما المونتاج للمخرج فكان - رغم صعوبته وحساسيته - موفقا إلا أن النصف الأول من الأحداث كان الإيقاع بطيئا .. في النهاية استطاع خالد مرعي إبداع فيلم يعتمد علي إحساسه كمونتير ومخرج واعد ننتظر منه الكثير فتحية له ولحلمي وكل من شارك في الفيلم ومرحبا بالإزعاج إذا كان مثل ازعاجكم الجميل

Monday, August 18, 2008

حلم العمر و كابتن هيمة ..حكاية واحدة و إفلاس واحد
المصدر: البديل

17/08/2008
كتبت: مروة سلامة
تيمة واحدة يرتكز عليها كل من فيلم " حلم العمر " ، " كابتن هيمة " ، بطل مطحون يحمل علي عاتقه اسرته التي لا معيل لها إلا هو ، و يقع في حب فتاة ثرية و يطارده خصمه الثري الذي يقاسمه في حب الفتاة نفسها ، لم تكن هذه القصة فقط القاسم المشترك بين الفيلمين رغم اختلاف مؤلف الفيلمين، بل أيضا عدم وجود عمود فقري أي "الحبكة " المقبولة علي الأقل ، و ليست القوية في الفيلمين .و لعل افتتاحية الفيلمين أكبر دليل علي ذلك ، فبداية الفيلم الأول "حلم العمر " ، تسقط الفتاة الشابة " نور " صاحبة محل الورد بأحد النوادي الرياضية ، و الذي يعمل والدها رجل أعمال ، في حب " احمد " ( حمادة هلال ) ، ابن الناس الغلابة الذي جاء ليتم التدريب عليه " كهدف متحرك " ، و السبب وردة سقطت و التقطها ليعطيها لها . أما في الفيلم الثاني " كابتن هيمة" فجاء علي الوتيرة نفسها ، لكن بدلا من " الوردة " ، جاء " المفتاح " التي تعطيه " ميس /مريم " لسائق المدرسة " كابتن هيمة " .فكلا البطلين يلعبان علي أوتار الغلابة و المطحونين في المجتمع، والمجتمع يسحقهم بالطريقة نفسها ، ففي الفيلم الأول نجد " أحمد " يحلم بأن يكون بطلا في الملاكمة و يسحقه الضابط الذي يقاسمه في حب " نور " و الذي يلعب دوره " رامي سمير وحيد " .و في الفيلم " الثاني " نجد السائق " كابتن هيمة" المتعلم ، المثقف الذي يقرأ الكتب الإنجليزية حتي يكون هذا سببا في قبولنا لهذا الامر فهي تعلوه في المستوي الاجتماعي دون الثقافي ، و نجد رجل الاعمال الشاب " حسام ، ( أحمد زاهر ) يشاركه في حب الفتاة نفسها، و لعل ما يسترعي الانتباه ليس فقط التشابه في القصة بل في كيفية التناول ايضا و حتي في الجمل الحوارية ، ففي المشهد الذي يتشاجر فيه كل من " الضابط " في " الفيلم الأول "، و " رجل الاعمال " في " الفيلم الثاني " مع حبيبتيهما " نور ، مريم " قالا الجملة نفسها و بنفس الطريقة :" اللي إنتي فيه ده مني أنا ، أنا اللي كنت بساعد أبوكي " .ليس هذا كل شئ فألاحداث و المطاردات المقحمة جاءت في تشابه عجيب ، كذلك قصة الحب في الفيلمين جاءت دون تدرج منطقي ، ففجأة وجدنا أنفسنا امام اثنين محبين من اول نظرة ، دون فجأة و دون داع نجد الخصوم تلتقط قصة الحب هذه " بالفهلوة " لأن الاحداث لاتكشف لهم عن شئ قوي و منطقي ، لتبدأ المطاردة الشرسة و المقحمة مع الابطال، أما عن قضايا الناس الغلابة، فقد أقحمت في الفيلم الاول من خلال أغنية " هلال " صحيح أن كلمات الاغنية حساسة و تمس المطحونين ، لكن " هلال" نسي أنه يصور فيلما سينمائيا و ليس " كليباً في السريع " . أما فيلم " كابتن هيم " ، نجد أن بداية الفيلم قد شهدت مطاردة مفتعلة و حديثاً بين رجال الاعمال " عن عدم وضع المواد الفعالة في الدواء " هذه المطاردات تخفت حينا و تعود حينا آخر فلا تجعل المشاهد يعرف " مين تبع إيه؟". أما الموسيقي التصويرية في فيلم " حلم العمر " و بالتحديد المشهد الحاسم لبطولة الملاكمة جاء مستوحي من الموسيقي الهندية تعبيرا علي أحداث هذا الفيلم الهندي . كذلك المونتاج في الفيلم نفسه، فكان كالهبوط الاضطراري، حيث تم الانتقال بشكل عشوائي و صادم من مشهد الملاكمة بين الضابط و احمد ، و مشهد آخر في غرفة " احمد " .فخلطة الفيلمين و بعض الأفلام الاخيرة اعتمدت علي " قصة حب مفتعلة + مطاردات + قضية تمس الغلابة " لشحذ انفعال المشاهدين <

Sunday, August 17, 2008


إتش دبور فيلم "كول" وبطل "روش"
"مكي" نموذج للشباب المودرن.. رواج فني لهالة فاخر
حسن حسني كبير الياوران في كتيبة الدفاع عن الملل
تقدمها : خيرية البشلاوي
17/8/2008
المصدر: جريدة المساء

أستعير لغة بطل الفيلم وأصف "إتش دبور" بأنه فيلم "كول" Cool. ورغم أن الكلمة ليست لها معني واحد محدد. وإنما خليط من المعاني حسب السياق. فإن المعني هنا كما قصدته. أن العمل ظريف. يدعو للاسترخاء. للضحك الخفيف. الخالي من الاستفزاز أو الاستظراف الممل. وكما سنلاحظ فإن شخصية "دبور" مفرنجة. فرانكوآراب يهوي استخدام كلمات إنجليزية في لغته اليومية. . ويصر عليها ضمن صفاته المميزة وإصراره علي الاختلاف وابتكار التقاليع الغريبة لتكريس قيمة التفرد. وخلق أسباب مفتعلة تبرر حالة التعالي والقنزحة الفارغة. وتجعله ينظر إلي "أبناء الرعاع" الفقراء في الحارة الشعبية نظرة دونية. لأنهم يستخدمون "التواليت" البلدي المسطح. ويعيشون في شقق مخنوقة بالأثاث البلدي المفلطح وأبناؤهم أو بناتهم يحاولون التشبه بأبناء الطبقة الأعلي يحاكونها باستخدام كلمات إنجليزية تخرج من أفواههم مشوهة. يختلط حرف الباء "B" بالباء الأخري الثقيلة "P" الأمر الذي يسبب عكننة لدبور ويجعله يتعامل مع الشابة الصغيرة ابنة سائقه "بقنزحة" مستفزة لها. فهي متعلمة. درست الحقوق ومحامية وتستطيع مساعدته من الورطة التي وجد نفسه محشورا فيها. و"دبور" أو أحمد مكي. شاب ثري. لا يعمل. ولم يتعلم ولا يحترم العلم. وثراؤه مثل ثراء عشرات الآلاف الذين أثروا من الاتجار ببضائع مغشوشة. والده "حسن حسني" يمتلك شركة لصناعة الشامبو Shampoo اسمها هيري هير "Hairy hair" ومعناها مجازيا "شعر كثيف". وخذ بالك عزيزي القاريء ألا تخطيء في نطق الكلمة صحيحة لأن الباء الإنجليزية غير الباء العربية حتي لا تصبح من "الرعاع" مثل "أرواح" "إنجي وجدان" ابنة سريانوس سائق دبور الذي يعيش في حارة وظروف أهلها المعيشية والحضارية صعبة. علماً بأن "الحارة" سيتعلم "دبور" عبر الاحتكاك بأهلها قيم المودة والتكافل والقيم الإنسانية التي يحتاجها الشاب الأرعن المتعالي المفلس الذي يتخلي في النهاية عن حالة الفرنجة التي يتقمصها. خصوصا بعد أن تخلي عنه صديقاه المزيفان "جامايكا" و"أميتات" لن نسأل عن التصور المثالي الساذج والشائع عن واقع الحارة وإن أشار المخرج بالصورة وليس بالحوار الفارغ. إلي أطفال الشوارع وصنع منهم نمرة ضاحكة طريفة. ولا عن قصة الحب بين أرواح ودبور في النهاية. فتلك "نمرة" أخري. ولا عن علاقة "كانوشا" بأمه البدينة سليطة اللسان التي تزوجت من شاب أسود يصغرها بسنوات طويلة. و"الكرنفال الشعبي" الذي شهد عرسها. فكل هذه "نمر" تشكلت منها بنية الفيلم الذي جاء علي مقاس أحمد مكي وإطار لاستثمار ملكاته وموهبته في إثارة الضحك. جانب صحيح من الهزل في حكاية "إتش دبور" كما صورها المؤلف والمخرج جانب صحيح. وشخصية دبور الكاريكاتورية "المأفورة" من "أوفر" بمعني مبالغ فيها جدا. هذا الجانب ينطوي علي قدر غير قليل من خصائص شريحة من الشباب "المودرن" وهو شاب ابتكر في قاموسه اللغوي الخاص صفة رِوش "بكسر الراء" والكلمة علي خلاف "كول" محلية وتنطوي بدورها علي كثير من الصفات. ومشتقة ربما من كلمة "رَوشة" أو "روشنة" التي توحي بالرعونة. وإن كان المعني الحقيقي نستشعره في المظهر وتسريحة الشعر ونوع الكريمات المستخدمة والميول الاستعراضية والسلوك المتسم بالخفة والتعجل والتملص من المسئولية. أسلوب التقدم المشهد الأول في فيلم "إتش دبور" يدور داخل صالة "دبسكوتيك" أثناء حفل راقص لمجموعة كبيرة من الشباب أصدقاء "دبور". ونماذج من نفس "فصيلته" ولكن دبور يعتبر الزعيم "الكول" جدا. والمخرج لا يقدمه "دفعة" واحدة. وإنما دفعات في لقطات قريبة لتفاصيل من تكوينه الجسماني. أولاً الميدالية الشهيرة التي تحمل الحرف "H" التي يعلقها في رقبته. ثم لقطة ليده. ثم فمه. وأخري وظهره للكاميرا حيث يرتدي جاكت سبور "مِنجّد" "كابوتنيه" بدون أكمام علي آخر موضة. ونظارة. وبعد ذلك يبدأ بغزو أذن المتفرج بعد عينه بلوازمه الصوتية الإنجليزية ثم يندمج في الرقص. برشاقة وخفة وأسلوب مدروس وليس مجرد "هرتلة" جثمانية. فهو ممثل لا "يهيس" ولا تسألني عن معني "هرتلة" أو "تهييس" ولا عن معني "Funky" أو "shit" أو أي شيء في قاموس دبور الذي يعرفه جيدا النسبة الأكبر من الجالسين في الصالة. بعد دبور الروش "الفَنكي" نتعرف علي سائقه الذي يعامله بمنتهي الاحترام "دبور بك" وهو يرتدي ملابس اسكتلندية "جونلة مربعات ومزامير يعلقها علي كتفه" فالسائق و علاقته بدبور تكشف عن التباين الطبقي الكبير ثم لاحقا علي الامتثال الذي يبديه دبور كطبقة ظلت في القمة لسائقه الذي يتطوع لإيوائه بعد أن يدخل أبوه السجن بتهمة الغش.. ونتعرف في مشهد لاحق علي المستوي الاجتماعي الذي وفره الأب للابن دبور.. القصر والسيارة والأبهة الشكلية ثم نتعرف علي الأب نفسه "حسن حسني" وهي تصوير كاريكاتوري آخر للشخصية التي بدأت من الزيرو ووصلت إلي ذروة الثراء. ثم إلي زنزانة السجن بسبب مؤامرة دبرتها آنسة عجوز تمتلك شركة شامبو منافسة. وكان الرجل يعمل موظفا صغيرا وكانت تشتهيه وتتودد إليه وهو يرفضها حتي أصبح هو نفسه رأسماليا يمتلك شركته الخاصة. تؤدي دور شخصية "لطيفة بغدادي" العانس الثرية الشريرة. هالة فاخر بأداء صوتي مألوف جدا منذ أن كانت تلعب شخصية "طمطم" في مسلسل الأطفال المعروف. ولكنها في هذا الفيلم تقوم بتركيب الأداء الصوتي علي شخصية امرأة متصابية وليس مجرد عروسة طفلة. وأعتقد أن هذه "التركيبة" العكسية من صنع المخرج. وليس من اختيارها. فقد أراد أن يستعير من الأطفال والكبار ويصنع مزيجا آخر بالصوت والصورة الحية يداعب به المتفرج وذاكرته. وما يلفت النظر انها. وإن كانت تجسد الصورة النمطية للعانس. إلا انها بأدائها وأزيائها. ولوازمها الشكلية تضيف لحالة الفكاهة التي يولدها أداء وشخصية دبور. أبعادا أخري. وهي حالة تختلف عن حالات "اللمبي" وتوابعه. وخالتي نوسة وما قبلها وبعدها. في حالة هنيدي. وتختلف بالطبع عن الحالة الأكثر قيمة فنيا التي نعايشها مع أحمد حلمي.. أحمد مكي علي أي حال ممثل يمتلك قدرات تمثيلية. وكما أتصور "دماغ" تجعله علي وعي بضرورة الخروج سريعا من باروكة ولوازم "دبور" وقد حاول في فيلم "ليلة البيبي دول" وكان مقنعا بغض النظر عن مستوي الفيلم نفسه. حالة هالة فاخر تعيش هذه الممثلة في حالة "رواج" فني جاءت متأخرة ولكن وكما يقول المثل الذي يمكن أن نسمعه بلسان دبور المتفرنج Never Too Late. بمعني "أبداً لن تفوت الفرصة". فقد وجدت نفسها في السنة الأخيرة في أدوار درامية جادة. وأعادت تعريف قدرها ومكانتها. وفي هذا الدور رغم "خفته" دراميا يشد الانتباه إلي حالة الحيوية والرشاقة الجثمانية والروح الجديدة التي تعكس ضمنيا رصيد النجاح في حياة الممثلة وتأثيره في إعادة خلق الممثل كإنسان يسعي دائماً إلي "نيولوك" شكلا ومضمونا. مصادر الفكاهة في الأفلام الفكاهية.. ولاحظ انني أتجنب استخدام مصطلح "كوميدي". لأن هذا النوع الدرامي الأصيل. ليس مجرد وسيلة لإثارة الضحك فقط. أو ثوب فضفاض من قماشة رديئة علي مقاس ممثل أو نجم هزلي موهوب.. فالأفلام "الكوميدية" التي تتوالي تباعا علي الشاشة أشبه ببرنامج "ساعة لقلبك" لكن بعد تطور مادة الفكاهة وتكييفها لمتفرج اليوم. ولابد من الاعتراف -وقد حرصنا بهذا كثيرا- أننا كشعب بطبيعته مرح. ثم أصبح مضغوطا داخل حلة من البخار الساخن. نحتاج إلي ساعات لترطيب روحنا وليس مجرد ساعة. حتي نواصل الحركة والرضا بما كتبه القدر. وفي مدة الفيلم لا يتوقف التنفيس الفكاهي علي "دبور" ولا "لطيفة" ولا "سريانوس" "لطفي لبيب" وإنما هناك حسن حسني في دور الأب وهو كالعادة يمثل كبير الياوران في كتيبة الدفاع عن حالات الملل. وإن تحول هو نفسه أحيانا إلي شخصية مملة. الممثلون الثانويون يضم الفيلم بعض الممثلين الثانويين الذين ساهموا في تحقيق هذا الشريط الفكاهي الظريف فعلاً. مثل الممثل الشاب "سامح حسين" الشاب الذي لعب شخصية الصايع السكير. ابن الحارة الذي تزوجت أمه وتركته لشرب الخمر. أو شخصية العجوز الصامت الكومبارس الذي نطق جملة واحدة. وكان في صمته أكثر إثارة للضحك. ثم الممثل أحمد عبدالمعطي في دور السينمائي الفاشل. صاحب نادي الفيديو الذي انتهي عمره الافتراضي. ويعيش في أوهام المثقف الذي يتصور أن الآخرين يسطون علي أفكاره وهو بعد داخل رأسه. لقد لعب حتي الديكور "لبيت كانوشا" دورة مياه "سريانوس" وشخصية "أرواح" الفتاة المتفرنجة. التي أدت دورها ممثلة مبتدئة ولكنها لعبت الدور بفهم وخفة مقنعة. عموما يمثل الخيال الذي استحضر شخصية إتش دبور وحكايته أو بالأحري "نمرة" المصورة. يمثل ترجمة لظروف الفوضي التي تسود المجتمع عندما يختلط الحابل بالنابل خصوصا عندما تختلط الحدود الاجتماعية. وتحدث عمليات الحراك الاقتصادي الرهيب لأفراد بعينهم أمثال "دبور" رغم أصل أبيه المتواضع. وفي إطار هذا الخيال. يمكن أن تعثر علي بائع فول صيني وزوجته "بنج بونج". وفي معمعة هذا الهزل "الفوضوي" يمكننا العثور علي مرآة عاكسة لكثير من مظاهر الاختلال الفعلي. فتغلغل البضاعة الصينية داخل بيوتنا وعلي أرصفة شوارعنا وفي كل مناسباتنا الاجتماعية حتي الدينية لا نستبعد أن نجد بائعا للفول المدمس يحمل الجنسية والملامح الصينية في حوارينا وشوارعنا.. وربما وجدنا خروف العيد الكبير بعد كعك العيد الصغير في الأسواق.

Saturday, August 16, 2008


بسبب نقدها للرئيس الرقابة ترفض 3 أفلام
المصدر: البديل

16/08/2008

الرقابة ترفض أفلام «الأمريكاني».. و«التشريفة» و«كتيبة إرهاب» بسبب نقدها للرئيس و تعرضها للوحدة الوطنية
كتب: سلامة عبد الحميد
حالة من الكيل بمكيالين، تعيشها الرقابة علي المصنفات المصرية حاليا في التعامل مع الأعمال الفنية الجديدة التي تتناول موضوعات سياسية في ظل تمريرها فيلم "حسن ومرقص" الذي تناول الفتنة الطائفية في مصر وفيلمي "حين ميسرة" و"هي فوضي" اللذين هاجما النظام.«البديل» رصدت عددا من الأفلام المرفوضة رقابيا لأسباب تم التجاوز عنها في أفلام أخري لمخرجين أو نجوم لديهم سطوة في الرقابة أولها "الأمريكاني" تأليف أحمد فكري الذي كتبه قبل ثلاثة أعوام وتم وقفه طيلة تلك الفترة لأنه يتناول شخصية شاب مصري مقيم في العراق تضطره ظروفه للعمل لصالح الأمريكان عقب احتلال العراق.ورغم أن الفيلم بحسب قول مؤلفه لـ«البديل» يحلل ظاهرة الخيانة وأسبابها باعتبار الفقر والبطالة وسائل حكومية قهرية لتحويل أي مواطن سوي إلي خائن بدليل الكشف عن الكثير من الأشخاص الذين تم تجنيدهم في السنوات الأخيرة.ويؤكد المؤلف أن الفيلم وثيقة تتهم الحكومات بالمسئولية عن ضياع الانتماء للوطن في نفوس الشباب الذين يكتشفون أن بلادهم ملك لغيرهم وأن جميع الشعارات الحكومية التي يسمعونها ليل نهار لا علاقة لها بالواقع لأن جميع "المسنودين" يخالفونها بشكل ألي دائم.أما فيلم "التشريفة" المقرر أن يقوم ببطولته خالد صالح، من إنتاج أحمد سمير فإنه ظل متوقفا طيلة العام الماضي لأن موضوعه يمس الأمن العام ويتعرض لتشريفة رئيس الجمهورية التي تتوقف علي إثرها الشوارع المصرية لساعات دون مراعاة لظروف الشعب.بطل فيلم التشريفة بحسب منتجه، موظف بسيط تصاب ابنته الطفلة بحالة طارئة تحتاج علي إثرها نقلها للمستشفي لإجراء جراحة عاجلة لكن حظه العاثر يوقعه في مسار تشريفة رئاسية فيبقي حائرا بين عواطفه تجاه ابنته التي تموت بين يديه والأوامر الأمنية التي تمنع مروره لتأمين الرئيس.وقال المنتج أحمد سمير إنه اضطر لتغيير الموقف الرئيسي المبني عليه الفيلم "التشريفة" ليصبح تشريفة أحد المسئولين وليس الرئيس حتي تمرره الرقابة رغم أن ذلك يضر بالفيلم، ورغم ذلك فإن الفيلم مازال يواجه بتعنت من موظفي الرقابة الذين يؤجلون منحه التصريح ببدء التصوير.أما المؤلف سامح سالم فإن فيلمه "كتيبة الإرهاب" رفض رقابيا لأن أحداثه تدور حول الوحدة الوطنية رغم أنها موضوع فيلم "حسن ومرقص" الذي عرض مؤخرا لعادل إمام وعمر الشريف.وتدور الأحداث بحسب المؤلف في قرية أم المصريين التي تعمها العلاقات الطيبة بين المسلمين والأقباط من خلال علاقة ود وأخوّة تجمع إمام المسجد وراعي الكنيسة في القرية، وتبدأ الأحداث عندما يأتي عيد الميلاد المجيد في توقيت عيد الأضحي فيسافر ابن إمام المسجد وابن القس سويا للاحتفال بالعيد في شرم الشيخ، وهناك يحاول رجل يهودي هدم العلاقة الطيبة بينهما من خلال زرع مبادئ هدامة في عقولهما بشكل يؤكد أن سبب الفتن الطائفية عوامل خارجية وليست من داخل المصريين أنفسهم.ورغم أن فكرة الفيلم تدعم التوجه الحكومي بترسيخ الوحدة الوطنية إلا أن الرقابة رفضته رغم انه يقدم حالة درامية وسينمائية أكثر تماسكا من تلك الرؤية المهلهلة التي قدمها يوسف معاطي في "حسن ومرقص".الرفض الرقابي لم يتوقف علي الأفلام السينمائية فقط، وإنما امتد إلي الدراما التليفزيونية حيث رفضت رقابة التليفزيون مسلسلا حول نفس القضية بعنوان "أحمد وجرجس" تأليف أحمد التابعي وتدور أحداثه حول شاب وفتاة يدرسان في كلية الهندسة، تنشأ بينهما علاقة حب تسفر عن طفل غير شرعي لكن محمد يتخلي عن إيمان ويسافر فتضطر إلي التخلص من طفلها بإلقائه في الشارع فيعثر عليه أحد القساوسة ويتبناه، ويربيه ويسميه جرجس وبعد أن تعود المياه إلي مجاريها بين الأب والأم بعد 26 عاما، يبحثان عن ابنهما وعندما يجدانه يرفض القس التخلي عنه.وكان المسلسل علي قائمة الأعمال التي تصدي لإنتاجها جمال العدل علي أن يخرجه مجدي أبو عميرة إلا أن العدل رفض التعاقد مع المؤلف قبل حصوله علي موافقة الرقابة التي تصر علي رفض المسلسل طيلة العامين الماضيين إلا بعد حذف أكثر من 15 مشهدا تعد أحد أهم المشاهد المؤثرة في الأحداث الدرامية وبالتالي يرفض مؤلفه حذفها

Friday, August 15, 2008


أفلام فقط في تاريخ السينما المصرية.. تخطي إيراد الواحد منها مليون جنيه في اليوم.. أرزاق

المصدر: جريدة الدستور

15/08/2008
عبير عبد الوهاب
كم فيلما في تاريخ السينما العربية تجاوزت إيراداته المليون جنيه في اليوم الواحد؟ الإجابة ثمانية أفلام فقط لا غير! الرقم قد يبدو صادما، خصوصا في ظل الارتفاع الجنوني لإيرادات الأفلام في السنوات الأخيرة، فقد يتخيل البعض أن الأفلام التي تجاوزت المليون جنيه في اليوم الواحد لا حصر لها، وبمجرد طرح السؤال سيتبادر لذهن الكثيرين أفلام عادل إمام ومحمد هنيدي ومحمد سعد،
وخصوصاً الأفلام التي كسرت الدنيا وقت عرضها في السينمات مثل «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«عمارة يعقوبيان» و«اللي بالي بالك»، لكن المفاجأة أن الأفلام التي استطاعت أن تتخطي حاجز المليون جنيه في اليوم الواحد ليس من بينها فيلم واحد لمحمد هنيدي ولا لعادل إمام، بل إن من بينها فيلماً واحداً فقط لمحمد سعد، وهو «اللمبي» الذي كان أول فيلم تتخطي إيراداته المليون جنيه في يوم واحد، فقد استطاع الفيلم في ثالث أيام عرضه أن يحقق مليوناً ومائة وستين ألف جنيه، ولم يتكرر هذا المبلغ في أي يوم آخر. وإن كان «اللمبي» هو الفيلم الوحيد لمحمد سعد الذي تخطي حاجز المليون في يوم، فأحمد حلمي استطاع أن يفعلها في خمسة أفلام مختلفة حتي الآن، بداية من «ميدو مشاكل» والذي حقق في ثاني أيام عرضه مليوناً ومائة وعشرين ألف جنيه ومن بعده يأتي «زكي شان» الذي وصلت إيراداته في ثاني أيام عرضه - وكان ثاني أيام عيد الأضحي - إلي مليون ومائة وثمانين ألف جنيه، بينما استطاع فيلم «كده رضا» أن يحقق مليون جنيه في يوم واحد لثلاثة أيام متتالية، ففي ثاني أيام عرضه حقق الفيلم المليون الأول وفي ثالث أيام عرضه حقق مليوناً ومائة وعشرين ألف جنيه، بينما حقق الفيلم في رابع أيام عرضه مليوناً وأربعين ألف جنيه. الفيلم الرابع لأحمد حلمي والذي حقق أسطورة المليون جنيه في اليوم هو «مطب صناعي» والذي حقق في ثالث أيام عرضه مليوناً ومائة وعشرين ألف جنيه. ليبقي «آسف علي الإزعاج» الذي حقق في ثالث يوم عرض مليون ومائتا وتسعة وعشرين ألف جنيه، وهو الفيلم الوحيد علي مستوي العالم العربي الذي استطاع أن يتخطي المليون والمائتي ألف جنيه، بينما فشلت الأفلام الستة الباقية في تحقيق هذا الرقم. وإن كانت الملايين التي حققتها الأفلام السابقة لم تدهش الكثيرين نسبة لإجمالي إيرادات هذه الأفلام، فإن الفيلم الوحيد الذي استطاع أن يحقق مليون جنيه في يوم واحد رغم أن ايراداته كانت واقعة في الأرض، هو «غاوي حب» لمحمد فؤاد الذي حقق في ثاني أيام عرضه - وكان ثاني أيام عيد الأضحي- مليوناً ومائة وعشرين ألف جنيه، بينما لم تتجاوز إيراداته كلها علي بعضها الثمانية ملايين جنيه. أي أن الفيلم استطاع أن يحقق في يوم واحد 8/1 إيراداته كلها. وحتي الآن لا يستطيع صناع الفيلم أنفسهم أن يفهموا سر المليون جنيه التي حققها الفيلم في ثاني أيام عرضه. ليبقي فيلم «الجزيرة» لأحمد السقا والذي استطاع أن يحقق مليون جنيه في اليوم الواحد لثلاثة أيام متتالية، كما حدث مع فيلم «كده رضا»، ففي ثاني أيام عرض الجزيرة حقق الفيلم مليوناً ومائة وخمسة وستين ألف جنيه، بينما زادت الإيرادات في اليوم الثاني ووصلت إلي مليون ومائة وثمانين ألف جنيه، أما في ثالث أيام عرضه، فقد حافظ الفيلم علي تجاوز المليون جنيه، محققا مليوناً وعشرين ألف جنيه في الوقت الذي تجاوزت فيه الإيرادات الإجمالية للفيلم العشرين مليون جنيه.

الإيرادات الكبيرة لأفلام مختلفة تؤكد سقوط نظرية الجمهور عاوز كده

المصدر: جريدة الدستور

15/08/2008
إيهاب التركي
رغم إصرار «محمد سعد» علي تقديم افتكاساته الكوميدية المكررة في «بوشكاش» بلا ملل، وإلحاح «هاني رمزي» علي إعادة تقديم شخصية الضابط العبيط في «نمس بوند» رغم فشلها في فيلم سابق، واستمرار «مصطفي قمر» في تقديم أفلام كوميدية لا تضحك، ومعاودة «تامر حسني» تمثيل نفسه في أفلام خإلية من فن السينما، ومواصلة «حمادة هلال» محاولة التمثيل دون جدوي،
رغم كل ذلك فقد شهد موسم الأفلام هذا الصيف تغييرات نسبية علي مستوي موضوعات الأفلام، واختيارات النجوم للقضايا التي يمكن أن يعالجوها علي شاشة السينما، ورغم ان موسم الصيف لم يشهد تحفة سينمائية بالمعني العام للكلمة، إلا أنه شهد «زلزالاً» من الموضوعات المختلفة ربما أكثرها أهمية وذكاء، العمل الجريء الذي قدمه «أحمد حلمي» في فيلمه الأخير «آسف علي لإزعاج» بالإضافة إلي أفلام مثل «كباريه» و«الريس عمر حرب» و«حسن ومرقص»، وهي أفلام بغض النظر عن تفاوت مستواها الفني، جمعت بين تقديم موضوع غير مطروق في السينما، وبين تحقيق قدر كبير من إيرادات هذا الموسم الصيفي الذي قد يكون من خلال المؤشرات غير النهائية لإيراداته من أهم المواسم خلال السنوات الماضية بالرغم من قصره واشتداد المنافسة فيه بين عدد كبير من الأفلام في وقت قصير للغاية، فالإيرادات الكبري التي حصلت عليها أفلام لا تنتمي إلي الكوميديا بشكل عام، وتراجع الكوميديا السوقية عن سينما الصيف، تؤكد أن نظرية الجمهور عاوز كده قد سقط عنها القناع، والحقيقة أن الجمهور نتيجة عوامل كثيرة يذهب إلي أفلام قليلة القيمة ومليئة بالتفاهة والايفيهات السوقية لأنه لا يجد غير كده، فلا يوجد في الحقيقة من استطاع تأكيد نظرية الجمهور عاوز كده عن طريق استفتاء مثلاً، ولكن الجمهور الجائع للسينما يدخل ما يجده أمامه من أفلام مهما كان مستواها لأنه لا يجد سواها، ويعيد الموسم الصيفي بأعماله المختلفة مسيرة السينما المصرية إلي المسار الطبيعي الذي تشكل منذ بدأت السينما منذ مائة عام، حيث السينما تناقش قضايا المجتمع والإنسان بجدية، وتمزح وتنكت إلي حد التفاهة أيضاً.
الأفلام التي تحظي حتي الآن بأكبر الإيرادات تضم فيلم ميلودرامي شديد العذوبة عن مريض بالفصام هو «آسف علي الإزعاج» وهو موضوع من المؤكد لا يمكن أن يمثل رهانا علي التربع علي قمة شباك التذاكر، ولكن أداء «أحمد حلمي» المميز ومعه «محمود حميدة» و«محمد شرف» وباقي النجوم كسب الرهان. وإذا كان الأداء والموضوع نجحا في جعل فيلم «آسف علي الإزعاج» حالة خاصة تؤكد أن الجمهور اذا كان يقبل علي أفلام مؤثرة وذات قيمة، فإنه في حاجة إلي المزيد من هذه النوعية من الأفلام تعيد إليه الإيمان بالذوق الفني السليم، ولهذا سنجد إلي جواره أفلاماً تحتوي علي موضوعات فلسفية وجودية مثل «الريس عمر حرب» للمخرج «خالد يوسف» وقد حقق إيرادات جيدة للغاية رغم أنه فيلم يتناول موضوعا مختلفا، حيث يناقش علاقة الإنسان بالشيطان من خلال حدوتة تدور داخل صالة قمار، وقد بدأ فيلم «كباريه» موسم الصيف بمجموعة حكايات درامية متنوعة حول التناقض الديني والأخلاقي الذي يعيش فيه المجتمع من خلال حكايات متشابكة حول علاقة مجموعة من الأشخاص يعملون في كباريه، وبعض زبائن هذا الكباريه. وقد اخترق فيلم «حسن ومرقص» تابوه الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط بكل ما فيه من تفاصيل شائكة وحساسة معتمداً علي حكاية كوميدية بطليها «عادل إمام» و «عمر الشريف»، ورغم أن الفيلم لم يتعمق في جذور المشكلة، فإنه يحسب له جرأة اختيار الموضوع، والإقبال علي الفيلم يؤكد أن الجمهور يبحث عن الموضوعات المختلفة والتي تلمس أوجاعه أيضاً.

Wednesday, August 13, 2008


اتش دبور‏ ..‏ سينما أولاد الشوارع
13/08/2008
المصدر: الاهرام - كتب نادر عدلى
مواطن آخر اسمه اتش دبور شاءت ظروف السينما المؤسفة انتاجا وتوزيعا وتسويقا أن تقفز به وتجعله بطلا‏!..‏ لمبي جديد بشعر كنيش ‏ولكن من طبقة أخري أو بمعني أدق من مخلفات شريحة اجتماعية أخري‏..‏ وما يجمع بين اللمبيي الي أن كليهما عشوائي‏,‏ وان كانت الأسباب الاقتصادية لوجودهما مختلفة‏..‏ كيف؟‏..‏ دعونا نشير أولا أن اتش دبور هو أحدث موضة سينمائية‏,‏ وهو اسم شخصية وفيلم يحقق بعض النجاح في صالات العرض الآن‏.‏عندما ظهر فيلم اللمبي لمحمد سعد اربك سوق السينما تماما‏,‏ وارتفع أجر صاحب الشخصية من بضعة آلاف الي بضعة ملايين‏,‏ فقد كان النجاح مثيرا ومدهشا‏,‏ وقفز بممثل يبحث عن مجرد دور سنيد في أي فيلم الي نجم الايرادات الأول‏..‏ ومن حسن الطالع أن التاريخ لا يعيد نفسه مهما حدث من تشابه ووقائع في بعض التفاصيل‏,‏ فها هو لمبي جديد تم استنساخه واطلق عليه اتش دبور وطافت الدعاية تروج بانه نجم السينما القادم‏,‏ ولكن الجمهور ـ رغم الاقبال الذي حدث في أسبوع العرض الأول ـ لا يلدغ من لمبي مرتين؟‏.‏ماهي الحكاية بالضبط؟كان ظهور اللمبي سينمائيا يمثل صدمة اجتماعية‏,‏ ولهذا حقق النجاح‏,‏ فقد لفت الانظار الي شريحة اجتماعية طحنها الفقر فعاشت علي هامش المجتمع‏,‏ وهي شريحة كنا نشعر بوجودها ولكن لا تستوقفنا‏,‏ هؤلاء السريحة الذين يطوفون شوارع القاهرة‏,‏ ويسكنون عشوائياتها‏,‏ ويعملون في أي شيء‏,‏ وفي خدمة من يدفع‏!..‏ اما الشريحة التي يأتي منها دبور فهي مختلفة لانها تعبر عن هؤلاء الذين اصابهم ثراء غير متوقع أو مفهوم ـ حتي لهم شخصيا ـ في فترة اقتصادية متوترة افرزت ماسمي بمرحلة الانفتاح‏,‏ حيث طفت شريحة لتحتل مكانة ليست لها اجتماعيا‏,‏ وتفرض سلوكا شديد الفقر والركاكة والخشونة في ثقافته ووعيه وادراكة بوضعه الاجتماعي‏..‏ ودعونا نتابع كيف ظهر دبور؟‏..‏ ولماذا كان لافتا؟‏.‏التقط صناع مسلسل تامر و شوقية شخصية هيثم دبور من نماذج شبابية يرونها‏,‏ وقد اعجبهم شكل الشخصية دون أي انتباه لاصلها وفصلها‏,‏ واكتفوا بأنه غريب المظهر‏,‏ ويقلد الشباب الأمريكي الروش‏,‏ ويستخدم بعض الكلمات الأجنبية‏,‏ ويتحدث بلغة الانترنت‏..‏ وكانت الشخصية لافتة‏,‏ والتقطها عادل امام ويوسف معاطي في مرجان أحمد مرجان لتكون نموذجا لشاب في جامعة خاصة‏,‏ وكان الاجتهاد الأول في الاشارة الي ان هذا الشاب أبوه من الذين اخذوا أموال البنوك ومسجون‏..‏ وجاء فيلم اتش دبور ليقول علي طريقة ارشميدس وجدتها‏!..‏ ليقدم صناعة‏:‏ أحمد مكي دبور‏,‏ وأحمد فهمي ومحمد معتصم صاحبي مهمة التأليف اقتباسا وسرقة افيهات‏,‏ وأحمد الجندي مخرجا‏,‏ فيلما ضعيفا عن شاب تستهويه الروشنة علي الطريقة الأمريكية‏,‏ والده كان مجرد عامل وأصبح صاحب شركة تجميل كبري‏,‏ ومسجونا لأي سبب‏(‏ حسن حسني في اضافة جديدة لأدواره السيئة‏)..‏ ويصبح الشاب الروش اتش بلا مأوي أو طعام فينتقل الي حي شعبي تقليدا لشخصية اللمبي ولكن بمظهر مختلف والفاظ أجنبية وليست محلية‏.‏الفيلم مضحك احيانا خاصة في حركات أحمد مكي التي تبدو جديدة‏,‏ والافيهات البذيئة التي تستخدم في لغة النت والمحمول والتي يبدو أن الرقابة لم تفهمها‏!..‏ ولكنه شديد الملل في كل احداثه‏,‏ وكل ممثليه دون المستوي‏,‏ فهم يصنعون فيلما علي طريقة يلا نهرج‏..‏ فيلم ردئ بجد‏.‏وبعد‏..‏ هل أصبح لا يوجد شيء يضحكنا سوي البلهاء وأولاد الشوارع من أصحاب السلوك المعيب سواء في الأداء الحركي أو اللفظي؟‏..‏ لا أظن‏!..‏ لأني اعتقد ان اتش دبور هو نهاية ظاهرة اللمباوية‏.‏
المصدر : الاهرام - نادر عدلى

Tuesday, August 12, 2008


اتش دبور.. القصة مهملة تماماً لصالح الضحك.. وهي مجرد إطار خفيف يتحرك داخله أحمد مكي

12/8/2008

كتب - إيهاب التركي- جريدة الدستور
:يمتلك الممثل «أحمد مكي» طاقة كوميدية كبيرة تعتمد علي الأداء اللفظي والحركي، وظهوره المميز في دور صغير في فيلم «ليلة البيبي دول» يؤكد أنه ممثل جيد يمكنه تقديم أدوار مختلفة، ولعل شخصية «اتش دبور» التي بدأها كدور ثانوي في حلقات سيت كوم «تامر وشوقية» مهدت له الطريق إلي السينما من خلال دور صغير أمام «عادل إمام» في فيلم «مرجان أحمد مرجان» ثم بطولة مطلقة تعتمد علي نجاح نفس الشخصية التي قدمها في تامر وشوقية ككراكتر مضحك لا أكثر.لا تعتمد شخصية «اتش دبور» كما يقدمها السيناريو علي رصد ملامح الشخصية الغريبة المنفصلة عن ثقافة المجتمع، ولكنها تعتمد فقط علي إضحاك الجمهور علي شخصية غريبة ومضحكة لفتي ثري يعشق التقاليع بصورة كبيرة، فهو مهووس بملابسه والإكسسوارت التي يرتديها بثقافة الهيب هوب والراب، بالإضافة إلي سعيه خلف التقاليع في تسريحة شعره الكثيف أو اكسسوارته الغريبة، فهو يجبر سائقه الخاص «لطفي لبيب» علي ارتداء ملابس شخصيات سينمائية شهيرة مثل «زورو» و«سوبرمان»، وتدور قصة الفيلم حول «اتش» الذي يرفض دائماً أن يعاون والده «حسن حسني» في إدارة شئون مصنع مستحضرات التجميل الذي يملكه، ونتيجة خطأ في تركيبة شامبو ينتجه المصنع يتسبب في سقوط شعر المستهلكين، يتم توجيه تهمة الغش التجاري للأب ويدخل السجن ويتم الحجز علي جميع ممتلكاته وأمواله هو وابنه، ويتم استغلال هذه المبالغة الدرامية ليصبح الفتي المدلل الذي يعيش في عالم مرفه شديد الخصوصية فجأة فقيرا في الشارع لا يجد من يلجأ إليه سوي سائقه الفقير الذي يعيش في منطقة شعبية، وهي الفرصة التي يستغلها السيناريو لتقديم عدد كبير من المفارقات الكوميدية التي تأتي من التناقض الكبير بين ثقافة الشاب الثري المدلل وبين ثقافة سكان الحي الشعبي بمفرداته المختلفة، ولا شك أن الحدوتة العامة للفيلم تقترب كثيراً من حبكة فيلم «ابن عز» بطولة الممثل الراحل «علاء ولي الدين» وإخراج «شريف عرفة» الذي أنتج عام 2001، ولكن القصة في «اتش دبور» مهملة تماماً لصالح الضحك، فهي مجرد إطار خفيف يتحرك داخله «أحمد مكي» بحرية وينجح في الإضحاك فعلا، حيث يقوم بتقديم بعض المواقف الكوميدية بصورة تشبه كوميديا السينما الصامتة، مثل المشهد الطويل لقيام «اتش دبور» و«كلوشة» الذي يقوم بدوره الممثل «سامح حسين» بتعاطي المخدرات في غرفة علي السطوح حيث المشهد بأكمله يتم دون حوار وبمصاحبة الموسيقي التصويرية فقط، وفي مناطق أخري من الفيلم يتم استخدام أسلوب الفانتازيا الكوميدية والإيفيهات التي تعتمد علي الإكسسوارات الصارخة مثل مشهد سير «لطفي لبيب» وسط شوارع القاهرة مرتدياً زي «سوبرمان»، أو استخدام موسيقي الويسترن أثناء دخول «اتش دبور» متنكراً في زي أحد المجرمين إلي وكر العصابة، وكلها لمحات ذكية من السيناريو والإخراج لم تتكرر كثيراً ولم تصل إلي أن تكون أسلوبا عاما للفيلم. تحتاج الكوميديا في فيلم «اتش دبور» إلي القدرة علي قراءة الشفرة الخاصة بتركيبة شخصية «هيثم دبور» بمصطلحاته الغريبة وإيفيهاته الشبابية، وهي شفرة تقتبس من لغة الشات علي الإنترنت، وهي لغة قد لا يفهمها كثيرون، وقد لا تفهمها الرقابة أيضاً التي فوتت بعض الشتائم الرمزية بلغة الشات.«حسن حسني» لم يقدم جديدا عما سبق تقديمه في أعمال كوميدية سابقة بدور الأب، و«هالة فاخر» رغم أنها كوميديانة في الأصل فإنها تفشل بمبالغتها في أدائها في الأدوار الكوميدية الأخيرة علي عكس أدائها المتميز في الأعمال الميلودرامية، والكوميديان الشاب «سامح حسين» رغم تألقه الشديد في سيت كوم «راجل وست ستات»، فإنه لم يكن متميزاً في دور «كلوشة» الذي يعد أكبر أدواره كمساحة في السينما، ولم تسمح مساحة الدور الذي لم يكتب بشكل جيد لظهور إمكانيات «إنجي وجدان» الكوميدية، ولم يخرج أداء «لطفي لبيب» عن أدائه التقليدي. أما المخرج «أحمد الجندي» فهو يقدم عملاً أفضل من فيلمه السابق «حوش اللي وقع منك» رغم أن سيطرته علي إيقاع الفيلم تفاوتت من مشهد لآخر، وتبقي نصيحة خاصة للممثل «أحمد مكي» ألا يجعل من شخصية «اتش دبور» ليمبي آخر، فهو وإن كان ظريفاً في فيلم «اتش دبور» لكن السينما بالتأكيد لا تحتمل ليمبي آخر!

Saturday, August 9, 2008


أحمد حلمي يتفوق علي نفسه ويأسف للإزعاج
المصدر: جريدة البديل

09/08/2008
أذكي فناني جيله يحلق خارج السرب
كتب: نبيل سمير
الموهبة وحدها لا تكفي، هذا ما أكده النجم الشاب أحمد حلمي فقد استطاع الوصول إلي نقطة الالتقاء المهمة مع النضج الفني التي باتت حلم الكثيرين من أبناء جيله الذين يحاربون حتي يحدث معهم هذا الالتقاء وربما أحد أهم الأسباب في ذلك هو الاستسلام للوضع السائد من تردي نتيجة فرض سيطرة منتجين بعينهم علي الساحة سواء من ناحية الفكرة المطروحة أو من الناحية المادية التي تجبر النجوم التجاريين علي قبول أدوار لا ترقي لمستوي الفن السينمائي، ولكن العائد المادي أهم «من وجهة نظرهم» ولن أدلل علي ذلك بأمثلة فهي للأسف كثيرة وتكاد تتعدي نسبة 80% من الأفلام المقدمة سواء هذا الموسم أو مواسم سابقة، ولكن نتناول الآن الخط الإيجابي والذي نجح فيه ببراعة تستحق الإشادة الفنان أحمد حلمي خاصة بعد فيلمه الآخير والمعروض حالياً «آسف علي الإزعاج».معظم الجمهور قبل دخول الفيلم كان مؤهلاً نفسياً ومتحفزاً لاستنشاق جرعة هائلة جديدة من الكوميديا كما تعودها من أحمد حلمي في أفلامه السابقة والتي دائماً ما تكون بعيدة عن أي ابتذال أو ألفاظ ومشاهد خارجة تحسب له مما يجعل أفلامه تحصل علي أكبر قاعدة من المشاهدة الأسرية ولكن صدمة المشاهدين في فيلمه الأخير «آسف علي الإزعاج» لم تكن في عدم وجود كوميديا بل علي العكس هناك كوميديا رائعة وهي مزيج بين كوميديا الموقف والكوميديا الحوارية المكتوبة ولكن مصدر الصدمة الرئيسي في أنهم يرون لأول مرة أحمد حلمي يمثل التراجيديا بنفس مستوي أدائه الرائع للكوميديا والتي كانت مفاجأة لهم قد راهنت عليها كثيراً ولن أتناول أحداث الفيلم مثل بعض النقاد الذين يعتقدون أن كونهم نقادا يعطيهم الحق في «حرق» أحداث الفيلم مما يتسبب في خسائر ليست للمنتج فقط ولكن للمتفرج أيضاً الذي يجد متعته أثناء المشاهدة في بعض الغموض الذي ينتاب الأحداث مما يعطيه دوراً للمشاركة في أحداث الفيلم محاولاً الاستنتاج لما سوف يحدث في المشاهد القادمة وهذا تحديداً مهم جداً في «آسف علي الإزعاج».الأهم في هذا الفيلم هو ذكاء أحمد حلمي في اختياراته التي كانت سبباً رئيسياً في نجاح العمل بكل جوانبه، وهنا لا ننكر دور الشركة المنتجة التي وثقت في أحمد حلمي وفي اختياراته والتي غالباً لا تتركها لنجوم آخرين، فمع بداية أحداث الفيلم سوف يفاجئك أداء كل نجوم الفيلم كل في دوره حتي الأدوار الصغيرة التي لا تتعدي جملتين أو ثلاثاً والأهم من هذا هو أنك سوف تشاهد الفنان محمود حميدة في دور من أهم أدواره السينمائية وكأنك تشاهده لأول مرة، فهو يقوم بدور والد أحمد حلمي في الفيلم من خلال أداء جديد ومختلف ليس علي المتفرج فقط ولكن علي محمود حميدة نفسه، فهو ليس المارشال برعي ولا دكتور الجامعة مع هند صبري ولا الزوج المسيحي مع ليلي علوي ولكنه أب طيار وصديق لابنه، والجانب المشترك بينه وبين دلال عبدالعزيز زوجته ومنة شلبي أن الثلاثة أمام أحمد حلمي يضحكون بجد من قلوبهم وليس تمثيلاً وإن دل هذا علي شيء فهو براعة أحمد حلمي ككوميديان حقيقي متفرد عن غيره من نجوم الكوميديا.أما الاختيار الثاني بعد الممثلين فهو للمخرج خالد مرعي والذي علي الرغم من تأثره ببعض الأفلام الأجنبية في بعض لمساته الإخراجية إلا أنه يحسب له الخروج بهذا الفيلم من التقليدية الإخراجية التي أصبحت سمة واضحة لمعظم المخرجين الحاليين سواء في كادراتهم أو «الكلوزات» أو التدقيق في اللوحة السينمائية فها أنت تري خالد مرعي المخرج والمونتير سابقاً يتعامل مع الأشياء بدقة وواقعية شديدة ولا يتهاون مع أصغر الأشياء التي تراها داخل الكادر، وإن كان يدخل مدرسة سينمائية جديدة عليه وتتميز بصعوبة تنفيذها وهي «الرمزية» من خلال الأشياء بجانب الأحداث إلا أنه نجح في ذلك ببراعة شديدة تحسب له، وربما خبرته كمونتير متميز له دور كبير في ذلك وعندما تشاهد الفيلم حاول التركيز في موقف أحمد حلمي حيث كان ينظر إلي الشطرنج داخل غرفة المكتب وقد تحركت القطع البيضاء فقط ويعتلي أرضية الرقعة القليل من الأتربة ويحسب له أيضاً الحرفية في الحفاظ علي اللغز الأهم في النصف الأول من الفيلم والذي مهما كانت قدراتك الاستنتاجية فلن تتوقع هذه النقلة الخاطفة في النصف الثاني من الفيلم.ويشترك وبصورة أكبر في المحافظة علي «الرمزية» في الفيلم المؤلف أيمن بهجت قمر الذي مع نجاحه كشاعر غنائي استطاع أن يحفر اسمه بقوة كسيناريست استطاع «أيمن» كتابة سيناريو محكم يتخلله بعض الإسقاطات المهمة التي تعني الكثير مثل «هي الناس بطلت تضحك ليه يا ريس» وجملة محمود حميدة لأحمد حلمي «وما تقوليش مصر هي أمي أمك راقدة جوة» فتغذية السيناريو بمثل هذه الإسقاطات دون حشرها لا يستطيع أن يفعلها إلا سيناريست متميز ومتمكن وكان في صالح الفيلم أيضاً الأغنية التي كتبها أيمن بهجت وهي «ها تعمل إيه» والتي غنتها المطربة شيرين بإحساس شديد وإن كان يؤخذ علي من قام بالمكساج وضع «إفكت» كان سبباً في تغيير صوت شيرين بعض الشيء ولكن جاءت الأغنية في مكانها السليم ضمن أحداث الفيلم وتحدثت بعمق عن العقدة الرئيسية في الحدوتة الدرامية دون تكرار لحدث بعينه.الفرق بين «حلمي» وباقي الممثلين من جيله أنه مقتنع دائماً بأنه ممثل فقط وليس مثل أحدهم الذي يريد أن يكون الممثل والمخرج والسيناريست الوحيد في الفيلم ويقوم بتقصير باقي الأدوار حتي يكون هو صاحب البطولة المطلقة، ولكن حلمي أذكي من ذلك ويحترم زملاءه أيضاً فنجد جميع الأدوار في «آسف علي الإزعاج» مثالية من حيث المساحة والكتابة فنجد بجواره ممثلة متميزة تتجدد وتتطور مع كل دور وتقنعك بأنها لا تمثل، ولكنها تحيا في هذا الدور وهي «منة شلبي» وفي النهاية ذكاء أحمد حلمي كممثل وموهبته واحترامه لجمهوره ولزملائه في إعتقادي هي الأسباب الرئيسية لنجاحه.. فهل يتعلم زملاؤه؟

Wednesday, August 6, 2008

فيلم مفيش فايدة

المصدر: جريدة الجمهورية

6/8/2008


صحيح "اليأس" هو آفة هذا البلد وهذه الأمة.. والمشكلة أنه لا يسببه فقط محترفو خطف فرص الناس واستغلال ظروف حياتهم كما جاء بالفيلم.. وإنما اليأس يجيء أيضاً من محترفي التأييس و"المؤيستية" إن جاز هذا التعبير.. الذين يدعونك ألا تفعل شيئاً للإصلاح.. كما هم لا يفعلون!! من هنا جاء فيلم "مفيش فايدة" الذي لف كثيراً وهيف أكثر لكي يصل في النهاية إلي محاولة مقاومة هذه الكلمة اللعينة والمنسوبة للأسف لأحد زعمائنا الكبار.. قد يكون قالها بالفعل لأسباب تخصه أو تخص عصره.... ولكنها بلا شك محبطة أيما إحباط.. حتي أصبحت وللعجب سمة العاجزين من ناحية. والحرامية من ناحية أخري!!.. وكذا الطامعون الذين احترفوا إلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية لمصالحهم الذاتية أو لأنهم سبب هذه المشاكل.. فيطلقون هذا المخدر اللعين رشاً ليعيش الجميع في غيبوبة. حتي يتمكن اللص من الفرار بغنيمته دون ملاحقة. أو تظل الهمجية تسري كالسم في جسم المجتمع بلا وازع أو رادع!!.. لذلك أحسن صناع الفيلم رغم وقوعهم في عيوب كثيرة في اختيار بطلهم أدهم "مصطفي قمر" يدمن المخدرات رغم نجاحه في عمله بأحد البنوك الاستثمارية.. وبرغم زيادة جرعة هذه المشاهد. إلا أنها تقلب عنده الحقائق. ولكن للأسف السيناريو الذي كتبه لؤي السيد لم يستثمر هذه الآفة بشكل جيد بحيث تسمح لنا بأن نري الأوضاع مقلبوة فعلاً سلباً أو إيجاباً.. وراح يلعب بها في شكل طفولي ساذج.. حيث نري الناس أطفالاً بالفعل في عين البطل في محاولة لاستثارة ضحك لم يتحقق حتي بالقدر المطلوب.. خاصة في فيلم بدت التسلية فيه هي الأساس والمبتغي!! ولكن مشكلة بطلنا تظل مشتعلة.. خاصة وهو يرفض قرضاً صغيراً لأحد المتطلعين الشرفاء لعمل مشروع خاص "أحمد كمال" أدي هذا الرفض إلي تشريده هو وأسرته في الشوارع.. في الوقت الذي يوافق البنك علي إقراض رجل أعمال نصاب "محمد شومان" ملايين الدولارات!! وبدلاً من أن يناقش الفيلم هذه القضية بشكل جاد حتي ولو كان كوميديا أو حتي غنائياً راح يجري وراء حدوتة بوليسية خايبة تروي عمليات خطف وتهديد للبطل وأسرته. وهو ما يناقض أسلوب رجل الأعمال الذي "يؤكل" الجميع!!.. وقد حاول المخرج حاتم فريد مع مدير تصويره نزار شاكر تقديم صورة بها شيء من الاجتهاد البصري.. لكن سطحية التناول أضاعتها.. بل وبدت شاذة فيه!! مصطفي قمر لا يضيف جديداً كمطرب أو كممثل بهذا الفيلم.. ومعه مجموعة من الممثلين الذي سكنهم المخرج في أدوار نمطية للغاية وأبرزهم: نسمة وأحمد راتب وإدوارد.. بينما حاول شومان وإيناس النجار ومنة فضالي الخروج لكن بلا فاعلية حقيقية.. وينجح أحمد كمال في دوره الصغير. وهو ممثل تظل إمكاناته أكبر من الأدوار التي تسند إليه.. ولن ننسي قوله: "احنا الغلابة اللي بيتحرقوا في القطارات.. واحنا الغلابة اللي بيغرقوا في العبَّارات"!!.. أما ظهور سمير غانم الشرفي فيسيء إليه ولا يفيد الفيلم!! وبمناسبة الأقوال حرامي البنوك "شومان" له جملة مفزعة لكنها حقيقية يقول فيها: "البلد دي بتتسرق من أيام الفراعنة.. ومع ذلك الخير فيها كتير"!!

لأول مرة في تاريخ السينما المصرية أحمد حلمي يمنح 'الفيلم النفسي' جماهيرية
6/8/2008
بقلم : أحمد صالح

كتبت فيما قبل تعليقا علي احد افلامه الاخيره.. ان احمد حلمي قد استفاد الي اقصي حد من آراء النقاد في اعماله.. وانه فكر جيدا بعد عرض افلامه التافهة والركيكة مثل 'ميدو مشاكل' و'صايع بحر' حتي نجح في تغيير مساره.. وقدم افكارا جديدة حققت له نجاحا وراء نجاح في افلام 'مطب صناعي' و'جعلتني مجرما' و'ظرف طارق' ثم'كده رضا' وها هو قد نجح اخيرا في ان يقدم فيلما نفسيا مدهشا ورائعا وهو مالم يحدث في تاريخ السينما المصرية.. وهو 'آسف علي الازعاج'!.لابد ان نعترف اولا ان الافلام النفسية اكدت فشلها مع الجمهور المصري حتي وان اشترك في تقديمها كبار النجوم والسينمائيين!.. ولعل نموذج ذلك فيلم مثل 'بئر الحرمان' للكاتب اللامع احسان عبدالقدوس والنجمة المدهشة سعاد حسني والمخرج الكبير كمال الشيخ والذي يناقش موضوعا مثيرا تؤدي فيه النجمة دور فتاه عادية بالنهار وامرأة ليل ترتدي فستانا مثيرا وتصبغ وجهها بالالوان وتتصيد الرجال من الشوارع بالليل! هذا الفيلم الذي اشترك فيه كل هؤلاء العمالقة.. حقق فشلا ذريعا في شباك التذاكر لان الجماهير لم تصدق هذه الحالة المرضية!.. وغير هذا الفيلم النفسي الكثير مما فشل في سوق السينما.. الا ان النجم احمد حلمي استطاع ان يجعل لهذه النوعية من الافلام المهمة والجادة سوقا جماهيرية ضخمة.. فدور العرض تعلق هذه الايام لافتة 'كامل العدد' بعد ان تضع مقاعد اضافية كثيرة في كل الصالات التي تعرض الفيلم النفسي 'آسف علي الازعاج'!.
قد يأخذ البعض علي الفيلم ان نصفه الاول بطيء.. وانك تظل تتابع مشاهد واحداثا عادية وان كانت غير مملة. ان يؤدي احمد حلمي دور شاب 'حسن' خفيف الظل يعمل في مجال ميكانيكا الطيران بينما يلعب محمود حميده دور والده.. وهوو ليس مجرد اب عادي ولكنه صديق يأنس ابنه إليه ويحاوره ويجد لديه حلا لكل مشاكله بينما الاب يحيطه باهتمامه تعويضا عن سفره الدائم حيث يعمل طيارا.. والام دلال عبدالعزيز تخاف علي ابنها الوحيد وتعامله كطفل وبأسلوب يستفزه فيصيح فيها لماذا تشعره دائما انه طفل او مريض!..بينما تبدأ بينه وبين فتاه جميلة 'منة شلبي' قصة حب طريفة بعد ان يلتقي بها في 'كافيه'.يعاني حسن من عقدة الاضطهاد ويساعده علي هذا الاحساس ان رئيسه في العمل يصدر قرارا بوقفه لانه يمتنع عن الحصول علي 'اجازة' ويؤكد هذه العقده لديه انه توصل الي اختراع يحقق استخدام الطاقة في مجال ميكانيكا الطائرات لكن احدا لا يأخذ اختراعه هذا بجدية مما يجعله يشكو احساسه لرئيس الجمهورية في سلسلة من الرسائل يرسلها إليه!!.تستمر هذه الاحداث التي تبدو بطيئة والتي تشغل نصف الفيلم الي ان يأتي مشهد حواره مع امه التي تصرخ فيه: مش ابوك اللي عمل كده لان ابوك مات من زمان!.. هنا فقط يكتشف حسن.. وتكتشف الجماهير.. ان هذا الاب الذي يلعب دوره محمود حميده طوال النصف الاول من الفيلم قد مات من زمن.. وان ما يراه الابن هو نوع من التصور او التخيل.. وهذه هي الحالة النفسية التي يعيشها الشاب والتي خلقتها صدمة وفاة والده وصديقه الوحيد!!انها حالة مرضية نعم.. ولكنها قريبة لما يحدث لنا جميعا.. فمن منا لا يشعر بأن عزيزا عليه.. ربما امه او والده او أخوه او صديقه الذي توفي.. لا يأتي اليه ويحوم حوله او يتواجد بجانبه او يحادثه.. كلنا نشعر بهذا التهيؤ وان كان لا يصل الي حد 'الحالة المرضية'.هكذا يبدأ تسلسل الاحداث بشكل جديد.. وتجد نفسك تكتشف ان الاحداث التي ملأت النصف الاول من الفيلم والتي تعاملت معها علي أنها عادية.. كانت مهمة للغاية.. ونكتشف مثلا لماذا لم تعطه الفتاة رقم تليفونها 'الموبايل' وتجيب: لان الفتاة كانت موجودة فعلا عندما لقيته أول مرة.. لكن الاحداث بينهما بعد ذلك كانت جزءا من تصوره او خياله وبالتالي يمكن ان يكون الموبايل نفسه غير موجود.. وان الفتاة ايضا لم تأخذ الورد الذي نصحه والده ان يقدمه اليها.. لان الحدث نفسه لم يحدث وانما هو من خياله الكامل.. كما تكتشف ايضا ان الام التي تعامل ابنها بجفاء وضيق تعاني من الوحدة بعد رحيل الاب ومن الالم لمرض الابن ولانه يرفض بشدة ان يدخل المصحة.هكذا يبدأ الفيلم من جديد مع هذا الحدث الذي يصنع 'TWIST' او يخلق اتجاها جديدا لمساره!.. ولن استمر في السرد فإن النصف الثاني يحتاج ان تراه بنفسك وبالتأكيد سوف تستمتع به!.
احمد حلمي ممثل موهوب.. ذكي فطري الاداء.. يتطور بسرعة.. يمثل ببساطة شديدة وبأسلوب السهل الممتنع.. وذكاؤه هو الذي قاده الي الطريق السليم حتي اصبح النجم القادر علي اداء كل الشخصيات!.. محمود حميدة تمنحه كل تجربة جديدة قيمة جديدة.. يكسب مع تقدم السن سهولة اكثر في الاداء وثقة اكبر في تقمص الشخصية.. علينا من الان ان نصفه بالاستاذ محمود حميدة.. اما منة شلبي فإن الدور لم يمنحها الفرصة التي تتناسب مع مواهبها.. ويبدو ان دلال عبدالعزيز قد ادركت ان ابنتها دنيا قد اصبحت 'فيديت' فاستسلمت لادوار الامهات وقد نجحت فيها.يستحق التهنئة بلا شك كل من كاتب السيناريو أيمن بهجت قمر والمخرج خالد مرعي.. ان كلا منهما يقدم هنا ثاني افلامه ويحقق به نجاحه الواضح رغم ان فيلمه الاول 'باحبك وانا كمان' بالنسبة لايمن.. و'تيمور وشفيقة' بالنسبة لخالد لم يكن يبشر بهذا النجاح!.. ان قدرة كاتب السيناريو تبدو في المشاهد التي نسجها في النصف الاول من الفيلم بدقة وذكاء بحيث يمكن الاستفادة منها في النصف الثاني إذ تحقق تصاعدا اكبر للحدث.. بينما قدرة المخرج تبدو في الاهتمام بكل الشخصيات وكل التفاصيل ومن المؤكد ان عمله السابق في المونتاج ساعده علي تأكيد تسلسل الاحداث وتصاعدها ووضع المفاجأة في مكانها المناسب! 'انه شيء أشبه بصناعة 'الفسيفساء' ومن المؤكد ان موسيقي عمرو اسماعيل وكاميرا احمد يوسف قد ساعداه في ذلك!.كلاكيت آخر مرةعزيزي أحمد حلمي مشكلتك الان.. فيلمك القادم.. فالمهم ان يستمر الصعود!.
حسن ومرقص.. إجابات جديدة لأسئلة قديمة
المصدر: جريدة البديل

06/08/2008
قراءة مغايرة لفيلم يثير الكثير من الجدل
د. خالد البغدادي
(يبدو أن مصيرنا واحد).. هذا ما قاله الشيخ حسن العطار - المسيحي المتنكر في صورة مسلم- لمرقص عبدالشهيد -المسلم المتنكر في صورة مسيحي- وهذه العبارة هي مفتاح الولوج الحقيقي إلي محتوي هذا الفيلم.. وتلمس رسالته.. والوقوف علي ما أحاطه من ملابسات، حيث يؤكد الفيلم علي القدر الواحد.. والمصير المشترك، فكلنا في الهم شرق.. فالقبح والتطرف والبطالة -بل حتي مشاكل الثانوية العامة -تخنق الجميع، فتحت الجلد نتشابه جميعا في الآمال.. والآلام.. والأحلام..!!وقد أعاد هذا الفيلم الشخصية المسيحية إلي السينما المصرية بعد أن كانت توارت علي مدي عقود طويلة ولأسباب كثيرة، منذ فترة الثلاثينيات والأربعينيات لم تظهر هذه الشخصية بشكل واضح ومباشر إلا في أعمال فنية قليلة.. نذكر منها فيلم "بحب السيما" و"كلام في الممنوع".. و"الإرهابي"، إلا أن التناول والمعالجة الفنية في حسن ومرقص تبدو مختلفة ومتداخلة.. وربما هذا هو ما احتاج زيارة خاصة للبابا قام بها الفنان عادل إمام للحصول علي مباركته للفيلمأين ذهب كوهينيحسب للفنان عادل إمام ? من حيث المبدأ -مناقشته هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات ودخوله لهذه المنطقة الشائكة والحساسة، وإثارته الكثير من الموضوعات المسكوت عنها في السينما المصرية وهو يدخل في علاقة (تناص) سينمائي مع فيلم (حسن ومرقص وكوهين) وهو الفيلم الذي مثله حسن فايق قبل الثورة وحوله نجيب الريحاني إلي المسرح، وقد إكتفي صناع الفيلم هذه المرة بحسن ومرقص فقط.. بعد أن ذهب كوهين إلي إسرائيل..؟!ويبدو أن ثقافة التسامح التي كان يتمتع بها المجتمع المصري في بداية القرن العشرين كانت أكثر كثيرا مما هو حادث الآن في بدايات القرن الواحد والعشرين، فرغم وجود احتلال إنجليزي.. ونظام ملكي.. إلا أن المجتمع المصري كان يشهد حراكاً اجتماعياً وليبرالياً متنامياً يتمثل في برلمان وانتخابات حرة نزيهة. وكانت مساحة الود والتسامح وتقبل الآخر متعمقة في وعي وقناعات جموع أفراد الشعب، وهذا واضح كثيرا في ثورة 19 عندما رفع شعار وحدة الهلال مع الصليب.. وتصريح الزعيم مكرم عبيد بأنه مسيحي الديانة.. ولكنه مسلم الثقافة والهوية..!!وفي هذا المناخ ظهرت مثل هذه الأفلام التي كان يتقبلها الجميع.. ويضحك عليها، مثل فيلم «حسن ومرقص وكوهين» وأيضا فيلم (فاطمة وماريكا وراشيل) الذي لعب بطولته الفنان محمد فوزي وإسماعيل ياسين.. والذي يحكي عن شاب متعدد العلاقات الغرامية فيتقمص شخصية المسلم مع فاطمة.. وشخصية المسيحي الأرمني مع ماريكا.. ودور اليهودي مع راشيل.. كما ظهر في هذه الفترة أيضا ممثل كوميدي يهودي شهير له العديد من الأفلام تحت اسم (شالوم) والكل يضحك ويبتسم ويخرج من السينما سعيدًا ودون مشاكل.وقد أشار الفيلم إلي علاقة نجيب الريحاني ببديع خيري اللذين شكلا ثنائيا إبداعيا رائعًا.. حيث لم يكن يعرف نجيب الريحاني ديانة بديع خيري إلا عندما توفيت والدته وذهب الريحاني يعزيه فوجد القرآن الكريم يقرأ علي روحها، وهنا عرف لأول مرة أن بديع خيري مسلم، وربما مثل هذا التصور مازال سائدا حتي الآن لدي معظم الطبقات الشعبية وعامة الناس في مصر، وربما يعتقد البعض حتي الآن أن نجيب الريحاني هو المسلم وبديع خيري هو المسيحي..!!كل هذا يعني أن ثقافة التسامح وتقبل الآخر التي كان يتميز بها المجتمع المصري في حالة تراجع.. مما يعني أن التقدم في الزمن لا يعني بالضرورة الرقي والتحضر..؟!السيناريو.. وحساب المثلثاتلقد سبقت الفيلم دعاية قوية جعلت الناس يذهبون لمشاهدته بانطباعات مسبقة بأنهم سيشاهدون فيلما ساخنا يجمع بين قضايا الدين والسياسة، وهو ما سبب لمعظمهم صدمة حيث جاء الفيلم محايدا تماما وابتعد عن الخوض في قضايا كثيرة مما دفع البعض لوصف سيناريو الفيلم بالبرود، ولكن يوسف معاطي - كاتب السيناريو -علق علي هذا بأن سيناريو الفيلم ليس (باردا).. ولكنه (هادئ)..؟!وقد واجه معاطي مأزقا صعبا لا يحسد عليه عند كتابة مثل هذا السيناريو حتي يأتي متوازن ومحايدا لا ينحاز لطرف أكثر من طرف آخر، وهو ما يحتاج لميزاناً من ذهب، لكن يبدو أن هذا الخوف المسبق من شبهة الانحياز كان مسيطرًا علي كل صناع الفيلم، لذا فقد لجأ الجميع إلي معادلات (التوازن الكمي) في المواقف والأحداث، وكأن الفيلم يسير في خطين متوازيين.. موقف هنا.. وموقف هناك، مشهد هنا.. ومشهد هناك، وحريق هنا.. وانفجار هناك.. هكذا..؟!حتي تحول السيناريو إلي نوع من حساب المثلثات.. أو الرسم الهندسي -علي حد قول الناقد محمود قاسم في جريدة القاهرة - ولعل هذا هو السبب أيضا في أن الفيلم -رغم أنه قدم لنا صورًا متعددة من أشكال التطرف - لم يناقش أبعادها السياسية.. أو تلاعب وتحكم الأيدي الخارجية فيها، وإكتفي دائما بالمناطق الآمنة..؟!والحقيقة أن الفيلم قائم علي فكرة خيالية تماما خصوصا بالنسبة للسينما المصرية والواقع المصري، وهي فكرة تبادل الأماكن بين شخصيات محددة بحيث تعيش كل منها حياة الشخصية الأخري، بما فيها من ملابسات ومفارقات غير متوقعة، وربما تجد هذه الفكرة قبولاً في السينما الأمريكية أو حتي في السينما الهندية.. لكن في السينما المصرية مازالت الذائقة المصرية غير مهيأة لها..!!وقد نفذتها السينما الأمريكية منذ سنوات قليلة في فيلم face off ، الذي لعب بطولته جون ترافولتا ونيكولاس كيدج، والذي يحكي عن تبديل الوجوه بين الضابط والمجرم حتي يتمكن الضابط من كشف أسرار عالم الجريمة المنظمة، وحتي يوسف معاطي نفسه قد عالج هذه الفكرة من قبل قي مسلسل (عباس الأبيض)، الذي لعب بطولته الفنان يحيي الفخراني، وأيضا فكرة المسيحي الذي يتنكر في شخصية المسلم قد سبق طرحها في فيلم (كلام في الممنوع) الذي لعب بطولته الفنان نور الشريف مع ماجد المصري. حتي عمر الشريف قد سبق أن مثل شخصية مقاربة في فيلمه الشهير (السيد إبراهيم وزهور القرآن)والحقيقة أن الكاتب يوسف معاطي من أمهر الكتاب القادرين علي ابتكار فكرة مميزة.. لكنه للأسف أيضا من أكثرهم إهدارا لهذه الأفكار عندما تتحول إلي سيناريو لأنه يضطر للخضوع لرغبات النجم بطل العمل ولمقتضيات السوق، خصوصا عندما يكون هذا النجم هو عادل إمام، وقد ظهر هذا واضحا في فيلمه (التجربة الدنماركية) الذي كان يناقش فكرة حوار الحضارات والغزو الثقافي، لكن السيناريو يتحول إلي اتجاه آخر لإرضاء نزوات عادل إمام الجنسية حتي يظهر بأنه مازال شابا ومرغوبا أمام نيكول سابا أكثر من كل شباب الفيلم..!!ونفس هذه المشكلة بدت واضحة في فيلم (السفارة في العمارة) فرغم الفكرة المميزة التي تعطي الفرصة لمناقشة الكثير من القضايا السياسية والثقافية.. نجد الفيلم يركز علي نزوات شريف صبري الجنسية - الذي أداها عادل إمام - وجلسات المزاج في العوامة النيلية لتظهر قضية التطبيع مجرد خلفية هامشية لنزواته الغرامية.علامات استفهام.. وعلامات تعجبويناقش الفيلم بوضوح العيوب الفجة المتغلغلة في الثقافة الشعبية المصرية، مثل الملل والبلادة ومعايشة القبح، إنها ثقافة القطيع التي يسيطر عليها العقل الجمعي الذي يهب لإشعال معركة.. أو محرقة لمجرد نداء من هنا.. أو صيحة من هناك، أو مجرد صورة عادية لا تحمل أي معني.. كما جاء في الفيلم.ولعل أوضح مثال لسلبيات هذه الثقافة.. هو التفاف الناس حول الشيخ حسن العطار ووصفه بالولي صاحب الكرامات ودعوته ليكون إماما للمسجد لمجرد أنه يرتدي زي رجال الأزهر، ولو اهتم أحدهم قليلا بالبحث والتدقيق في مرجعيات هذا الرجل لاكتشف بكل بساطة أنه (الأب بولس) أستاذ علم اللاهوت. ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن يحدث عندما يدعي أستاذ في علم اللاهوت ليوعظ المسلمين في المسجد، وهي إشارة واضحة لطبيعة الشعب المصري المتدين الذي يتبع أي شخص - أيا كان- لمجرد أنه يبدأ كلامه.. بقال الله وقال الرسول..؟!والمثال الثاني علي تلك الثقافة الشعبية التي تميل إلي الاستسهال في الاستنتاج هو موقف ضابط أمن الدولة الذي يقبض علي الأب بولس المتنكر في صورة الشيخ حسن العطار بتهمة انضمامه لتنظيم القاعدة..!! وهذا الأمر يحتاج إلي مئات علامات التعجب.. وآلاف من علامات الاستفهام.. لأنه إشارة واضحة إلي أنه هكذا وبكل بساطة من الممكن أن يذهب أي شخص وراء الشمس لمجرد تشابه في الأسماء.. أو كسل أحد الضباط في تأدية واجبه والتأكد من معلوماته..؟!الله محبةومن أبلغ المواقف في هذا الفيلم جاء مشهد إعتراف الشاب عماد بأنه مسيحي اسمه جرجس، واعتراف الفتاة مريم بأنها مسلمة اسمها فاطمة، وفي لحظة نسوي الإثنان كل مشاعر الحب التي بينهما، وأدار كل منهما ظهره للآخر وانصرف.. وكأن الحب الذي جمع بينهما قد تبخر.. أو لا يستحق علي الأقل بعض الاهتمام والتفكير، إلي هذه الدرجة التي من الممكن أن يتحكم فيها التطرف والتعصب وسوء الفهم في الطرفين.. ويحول مشاعر الحب إلي كراهية في لحظة واحدة..؟!وكأن من المفروض علي كل شاب يقابل فتاة في أي مكان في العالم أن يسألها أولا عن شهادة ميلادها أو جواز سفرها عند أول لقاء بينهما حتي يتأكد كل واحد من دين الآخر.. ومذهبه.. وعرقه.. وأصله وفصله.. قبل أن يحبه..!!الممثلون- عادل إمام: رغم أدائه الجيد إلا أنه لم يصل إلي الذروة التي وصل إليها في فيلم عمارة يعقوبيان.- عمر الشريف: رغم أسلوبه الهادئ الممتع.. إلا أنه لم يتلمس الشخصية في عمقها، واكتفي بمظهرها السطحي.- لبلبة: طاقة فنية هائلة لم يكتشفها أحد بعد، خصوصا بعد وفاة الراحل عاطف الطيب.. المخرج الوحيد الذي حاول اكتشاف هذه الطاقة في فيلم ليلة ساخنة وفيلم الهروب.- محمد إمام: ممثل جيد.. لكن السؤال: لماذا لا يمثل إلا في أفلام والده..!!

"أسف علي الازعاج" هل يعتذر حلمي عن الفن الجميل
06/08/2008
فيلم آسف علي الازعاج إضافة جديدة وممتعة للممثل صاحب الحضور المرح والمبهج أحمد حلمي‏,‏ وخطوة أخري من الاجتهاد لتقديم عمل فني جميل و محترم‏,‏ يحترم الجمهور وفن السينما نفسه وسط عدد كبير من الاعمال الاستهلاكية الضعيفة فنيا‏,‏ لذلك جاء الفيلم لافتا‏,‏ ولاقي ترحيبا جماهيريا‏(‏ الايرادات‏),‏ واستحسان نقدي‏..‏ ولعل الاهمية الحقيقية للفيلم هي في أحمد حلمي نفسه الذي حرص علي تطوير الافلام التي يقدمها‏,‏ ويبحث عن افكار ومعالجات فنية لايتوقعها الجمهور من ممثل خرج من جراب المضحكين الجدد‏,‏ وفي نفس الوقت تكون مبهجة بدرجة كافية‏.‏لايقدم فيلم آسف علي الازعاج فكرة جديدة حيث سرعان ما يقفز لذهن المشاهد ـ بعد استكمال مشاهدة الفيلم ـ الفيلم الامريكي العقل الجميل لراسل كرو حيث تطارد انسان ذكي هلاوس أوهواجس بوجود شخصيات ومواقف غير حقيقية‏,‏ ولكنه يعيشها بكل التفاصيل التي يستمتع ذهنه بأن يعيشها‏!..‏ أنها اشبه بحالة مرضية تعرف في علم النفس بالفصام‏..‏ وتأتي المعالجة مختلفة وجديدة لان الفيلم الامريكي قدم قصة حقيقية لعالم رياضيات واقتصاد ذهب بذكائه المدهش الي جائزة نوبل مباشرة‏,‏ اما هنا فالقصة متخيلة لشاب ذكي لم يستطع ادراك ان الحياة يمكن ان تستمر بعد وفاة والده‏,‏ وفي نفس الوقت يتصور انه مضطهد فلا يجد سوي رئيس الجمهورية شخصيا ليشكو له‏..‏ ايضا الشاب يعاني من فراغ نفسي وعاطفي فيتوهم قصة حب مع فتاة شاهدها في أحد المقاهي وتمني ان تكون فتاته‏,‏ ويتوهم انه يقود موتوسيكل بمهارة لان والدته ـ التي تخاف عليه كثيرا ـ منعته من ذلك‏,‏ ولانه غير اجتماعي فأنه يتوهم أن له صديقا يذهب اليه في المقهي‏(‏محمد شرف في اداء متميز‏)..‏ وهكذا‏.‏نجح السيناريست ايمن بهجت قمر في بناء شخصية حسن‏(‏ احمد حلمي‏)‏ بكثير من الوعي والفهم لطبيعة الشخصية‏,‏ وفي نفس الوقت أقام البناء الدرامي للفيلم ككل من وجهة نظر البطل الذي لا نكتشف أنه مريض الا عندما يكتشف هو نفسه ذلك‏,‏ وهذا منح الفيلم الهاديء الكثير من الاثارة‏,‏ وظل الاستمتاع بالمشاهد والمواقف يصاحبنا طوال الفيلم‏..‏ وكان إخراج خالد مرعي متميز‏,‏ حيث منح احمد حلمي مساحات جيدة للتمثيل دون ان يغفل أن شخصية أخري تطارده بحكم مرضه‏,‏ وجاء ايقاع العمل مريحا وسهلا‏,‏ واستفاد من قدرات ممثلية لاقصي درجة‏,‏ والفيلم كله يخسر الكثير لو لم يكن محمود حميدة‏(‏ الاب الميت‏)‏ هو الذي لعب الدور‏,‏ وتظهر دلال عبد العزيز في أفضل حالاتها‏,‏ أما منة شلبي فهي‏,‏ تبدو مختلفة وجيدة في دور الحبيبة‏,‏ والفتاة المادية المعاصرة وجاء تصوير أحمد يوسف معبرا اضواء وظلال عن المواقف والشخصية الرئيسية في مواقف التخيل‏,‏ والمواقف الحقيقية‏,‏ ووظفت موسيقي عمرو اسماعيل بشكل يمثل اضافة للفيلم‏.‏وبعد‏..‏ مرة أخري أسجل اعجابي باجتهاد احمد حلمي‏,‏ فقد تساءلت بعد فيلم مطب صناعي‏:‏ هل يستطيع احمد حلمي ان يطور نفسه بعد أن حقق النجاح الجماهيري كوميديان يبحث عن افكار جديدة؟‏..‏ ولم يخيب ظني واجاب عن سؤالي في فيلم كده رضا‏,‏ وقلت انه فنان موهوب ونجم مغامر‏!..‏ وها هو في آسف علي الازعاج يؤكد موهبته‏..‏ وما اظن ان حلمي يعتذر في هذا الفيلم للجمهور لانه لم يقدم فيلما كوميديا خالصا‏,‏ وانما الاعتذار كان لنجوم الكوميديا الجدد بانه لن يسير في مواكبهم ولن يحرق نفسه‏,‏ ويفقد احترام وتقدير جمهوره‏.‏تبقي نقطة اخيرة هي ان السينما المصرية خرجت من عقد أو السنوات العشر العجاف لافلام المضحكين الجدد‏.‏ وبدأت مرحلة جديدة يقودها نجمان هما‏:‏ احمد السقا واحمد حلمي‏,‏ والاول اعلن تمرده علي سينما الحركة الفارغة وقدم الجزيرة‏,‏ والثاني تمرد علي الكوميديا الفارغة وقدم آسف علي الازعاج‏...‏ والسينما المصرية سوف ترحب كثيرا باجتهاد النجمين في تحقيق أفلام مختلفة في هذه المرحلة الجديدة‏.‏
المصدر : الاهرام