اتش دبور.. القصة مهملة تماماً لصالح الضحك.. وهي مجرد إطار خفيف يتحرك داخله أحمد مكي
12/8/2008
كتب - إيهاب التركي- جريدة الدستور
:يمتلك الممثل «أحمد مكي» طاقة كوميدية كبيرة تعتمد علي الأداء اللفظي والحركي، وظهوره المميز في دور صغير في فيلم «ليلة البيبي دول» يؤكد أنه ممثل جيد يمكنه تقديم أدوار مختلفة، ولعل شخصية «اتش دبور» التي بدأها كدور ثانوي في حلقات سيت كوم «تامر وشوقية» مهدت له الطريق إلي السينما من خلال دور صغير أمام «عادل إمام» في فيلم «مرجان أحمد مرجان» ثم بطولة مطلقة تعتمد علي نجاح نفس الشخصية التي قدمها في تامر وشوقية ككراكتر مضحك لا أكثر.لا تعتمد شخصية «اتش دبور» كما يقدمها السيناريو علي رصد ملامح الشخصية الغريبة المنفصلة عن ثقافة المجتمع، ولكنها تعتمد فقط علي إضحاك الجمهور علي شخصية غريبة ومضحكة لفتي ثري يعشق التقاليع بصورة كبيرة، فهو مهووس بملابسه والإكسسوارت التي يرتديها بثقافة الهيب هوب والراب، بالإضافة إلي سعيه خلف التقاليع في تسريحة شعره الكثيف أو اكسسوارته الغريبة، فهو يجبر سائقه الخاص «لطفي لبيب» علي ارتداء ملابس شخصيات سينمائية شهيرة مثل «زورو» و«سوبرمان»، وتدور قصة الفيلم حول «اتش» الذي يرفض دائماً أن يعاون والده «حسن حسني» في إدارة شئون مصنع مستحضرات التجميل الذي يملكه، ونتيجة خطأ في تركيبة شامبو ينتجه المصنع يتسبب في سقوط شعر المستهلكين، يتم توجيه تهمة الغش التجاري للأب ويدخل السجن ويتم الحجز علي جميع ممتلكاته وأمواله هو وابنه، ويتم استغلال هذه المبالغة الدرامية ليصبح الفتي المدلل الذي يعيش في عالم مرفه شديد الخصوصية فجأة فقيرا في الشارع لا يجد من يلجأ إليه سوي سائقه الفقير الذي يعيش في منطقة شعبية، وهي الفرصة التي يستغلها السيناريو لتقديم عدد كبير من المفارقات الكوميدية التي تأتي من التناقض الكبير بين ثقافة الشاب الثري المدلل وبين ثقافة سكان الحي الشعبي بمفرداته المختلفة، ولا شك أن الحدوتة العامة للفيلم تقترب كثيراً من حبكة فيلم «ابن عز» بطولة الممثل الراحل «علاء ولي الدين» وإخراج «شريف عرفة» الذي أنتج عام 2001، ولكن القصة في «اتش دبور» مهملة تماماً لصالح الضحك، فهي مجرد إطار خفيف يتحرك داخله «أحمد مكي» بحرية وينجح في الإضحاك فعلا، حيث يقوم بتقديم بعض المواقف الكوميدية بصورة تشبه كوميديا السينما الصامتة، مثل المشهد الطويل لقيام «اتش دبور» و«كلوشة» الذي يقوم بدوره الممثل «سامح حسين» بتعاطي المخدرات في غرفة علي السطوح حيث المشهد بأكمله يتم دون حوار وبمصاحبة الموسيقي التصويرية فقط، وفي مناطق أخري من الفيلم يتم استخدام أسلوب الفانتازيا الكوميدية والإيفيهات التي تعتمد علي الإكسسوارات الصارخة مثل مشهد سير «لطفي لبيب» وسط شوارع القاهرة مرتدياً زي «سوبرمان»، أو استخدام موسيقي الويسترن أثناء دخول «اتش دبور» متنكراً في زي أحد المجرمين إلي وكر العصابة، وكلها لمحات ذكية من السيناريو والإخراج لم تتكرر كثيراً ولم تصل إلي أن تكون أسلوبا عاما للفيلم. تحتاج الكوميديا في فيلم «اتش دبور» إلي القدرة علي قراءة الشفرة الخاصة بتركيبة شخصية «هيثم دبور» بمصطلحاته الغريبة وإيفيهاته الشبابية، وهي شفرة تقتبس من لغة الشات علي الإنترنت، وهي لغة قد لا يفهمها كثيرون، وقد لا تفهمها الرقابة أيضاً التي فوتت بعض الشتائم الرمزية بلغة الشات.«حسن حسني» لم يقدم جديدا عما سبق تقديمه في أعمال كوميدية سابقة بدور الأب، و«هالة فاخر» رغم أنها كوميديانة في الأصل فإنها تفشل بمبالغتها في أدائها في الأدوار الكوميدية الأخيرة علي عكس أدائها المتميز في الأعمال الميلودرامية، والكوميديان الشاب «سامح حسين» رغم تألقه الشديد في سيت كوم «راجل وست ستات»، فإنه لم يكن متميزاً في دور «كلوشة» الذي يعد أكبر أدواره كمساحة في السينما، ولم تسمح مساحة الدور الذي لم يكتب بشكل جيد لظهور إمكانيات «إنجي وجدان» الكوميدية، ولم يخرج أداء «لطفي لبيب» عن أدائه التقليدي. أما المخرج «أحمد الجندي» فهو يقدم عملاً أفضل من فيلمه السابق «حوش اللي وقع منك» رغم أن سيطرته علي إيقاع الفيلم تفاوتت من مشهد لآخر، وتبقي نصيحة خاصة للممثل «أحمد مكي» ألا يجعل من شخصية «اتش دبور» ليمبي آخر، فهو وإن كان ظريفاً في فيلم «اتش دبور» لكن السينما بالتأكيد لا تحتمل ليمبي آخر!
No comments:
Post a Comment