اتش دبور .. سينما أولاد الشوارع
13/08/2008
المصدر: الاهرام - كتب نادر عدلى
مواطن آخر اسمه اتش دبور شاءت ظروف السينما المؤسفة انتاجا وتوزيعا وتسويقا أن تقفز به وتجعله بطلا!.. لمبي جديد بشعر كنيش ولكن من طبقة أخري أو بمعني أدق من مخلفات شريحة اجتماعية أخري.. وما يجمع بين اللمبيي الي أن كليهما عشوائي, وان كانت الأسباب الاقتصادية لوجودهما مختلفة.. كيف؟.. دعونا نشير أولا أن اتش دبور هو أحدث موضة سينمائية, وهو اسم شخصية وفيلم يحقق بعض النجاح في صالات العرض الآن.عندما ظهر فيلم اللمبي لمحمد سعد اربك سوق السينما تماما, وارتفع أجر صاحب الشخصية من بضعة آلاف الي بضعة ملايين, فقد كان النجاح مثيرا ومدهشا, وقفز بممثل يبحث عن مجرد دور سنيد في أي فيلم الي نجم الايرادات الأول.. ومن حسن الطالع أن التاريخ لا يعيد نفسه مهما حدث من تشابه ووقائع في بعض التفاصيل, فها هو لمبي جديد تم استنساخه واطلق عليه اتش دبور وطافت الدعاية تروج بانه نجم السينما القادم, ولكن الجمهور ـ رغم الاقبال الذي حدث في أسبوع العرض الأول ـ لا يلدغ من لمبي مرتين؟.ماهي الحكاية بالضبط؟كان ظهور اللمبي سينمائيا يمثل صدمة اجتماعية, ولهذا حقق النجاح, فقد لفت الانظار الي شريحة اجتماعية طحنها الفقر فعاشت علي هامش المجتمع, وهي شريحة كنا نشعر بوجودها ولكن لا تستوقفنا, هؤلاء السريحة الذين يطوفون شوارع القاهرة, ويسكنون عشوائياتها, ويعملون في أي شيء, وفي خدمة من يدفع!.. اما الشريحة التي يأتي منها دبور فهي مختلفة لانها تعبر عن هؤلاء الذين اصابهم ثراء غير متوقع أو مفهوم ـ حتي لهم شخصيا ـ في فترة اقتصادية متوترة افرزت ماسمي بمرحلة الانفتاح, حيث طفت شريحة لتحتل مكانة ليست لها اجتماعيا, وتفرض سلوكا شديد الفقر والركاكة والخشونة في ثقافته ووعيه وادراكة بوضعه الاجتماعي.. ودعونا نتابع كيف ظهر دبور؟.. ولماذا كان لافتا؟.التقط صناع مسلسل تامر و شوقية شخصية هيثم دبور من نماذج شبابية يرونها, وقد اعجبهم شكل الشخصية دون أي انتباه لاصلها وفصلها, واكتفوا بأنه غريب المظهر, ويقلد الشباب الأمريكي الروش, ويستخدم بعض الكلمات الأجنبية, ويتحدث بلغة الانترنت.. وكانت الشخصية لافتة, والتقطها عادل امام ويوسف معاطي في مرجان أحمد مرجان لتكون نموذجا لشاب في جامعة خاصة, وكان الاجتهاد الأول في الاشارة الي ان هذا الشاب أبوه من الذين اخذوا أموال البنوك ومسجون.. وجاء فيلم اتش دبور ليقول علي طريقة ارشميدس وجدتها!.. ليقدم صناعة: أحمد مكي دبور, وأحمد فهمي ومحمد معتصم صاحبي مهمة التأليف اقتباسا وسرقة افيهات, وأحمد الجندي مخرجا, فيلما ضعيفا عن شاب تستهويه الروشنة علي الطريقة الأمريكية, والده كان مجرد عامل وأصبح صاحب شركة تجميل كبري, ومسجونا لأي سبب( حسن حسني في اضافة جديدة لأدواره السيئة).. ويصبح الشاب الروش اتش بلا مأوي أو طعام فينتقل الي حي شعبي تقليدا لشخصية اللمبي ولكن بمظهر مختلف والفاظ أجنبية وليست محلية.الفيلم مضحك احيانا خاصة في حركات أحمد مكي التي تبدو جديدة, والافيهات البذيئة التي تستخدم في لغة النت والمحمول والتي يبدو أن الرقابة لم تفهمها!.. ولكنه شديد الملل في كل احداثه, وكل ممثليه دون المستوي, فهم يصنعون فيلما علي طريقة يلا نهرج.. فيلم ردئ بجد.وبعد.. هل أصبح لا يوجد شيء يضحكنا سوي البلهاء وأولاد الشوارع من أصحاب السلوك المعيب سواء في الأداء الحركي أو اللفظي؟.. لا أظن!.. لأني اعتقد ان اتش دبور هو نهاية ظاهرة اللمباوية.
المصدر : الاهرام - نادر عدلى
مواطن آخر اسمه اتش دبور شاءت ظروف السينما المؤسفة انتاجا وتوزيعا وتسويقا أن تقفز به وتجعله بطلا!.. لمبي جديد بشعر كنيش ولكن من طبقة أخري أو بمعني أدق من مخلفات شريحة اجتماعية أخري.. وما يجمع بين اللمبيي الي أن كليهما عشوائي, وان كانت الأسباب الاقتصادية لوجودهما مختلفة.. كيف؟.. دعونا نشير أولا أن اتش دبور هو أحدث موضة سينمائية, وهو اسم شخصية وفيلم يحقق بعض النجاح في صالات العرض الآن.عندما ظهر فيلم اللمبي لمحمد سعد اربك سوق السينما تماما, وارتفع أجر صاحب الشخصية من بضعة آلاف الي بضعة ملايين, فقد كان النجاح مثيرا ومدهشا, وقفز بممثل يبحث عن مجرد دور سنيد في أي فيلم الي نجم الايرادات الأول.. ومن حسن الطالع أن التاريخ لا يعيد نفسه مهما حدث من تشابه ووقائع في بعض التفاصيل, فها هو لمبي جديد تم استنساخه واطلق عليه اتش دبور وطافت الدعاية تروج بانه نجم السينما القادم, ولكن الجمهور ـ رغم الاقبال الذي حدث في أسبوع العرض الأول ـ لا يلدغ من لمبي مرتين؟.ماهي الحكاية بالضبط؟كان ظهور اللمبي سينمائيا يمثل صدمة اجتماعية, ولهذا حقق النجاح, فقد لفت الانظار الي شريحة اجتماعية طحنها الفقر فعاشت علي هامش المجتمع, وهي شريحة كنا نشعر بوجودها ولكن لا تستوقفنا, هؤلاء السريحة الذين يطوفون شوارع القاهرة, ويسكنون عشوائياتها, ويعملون في أي شيء, وفي خدمة من يدفع!.. اما الشريحة التي يأتي منها دبور فهي مختلفة لانها تعبر عن هؤلاء الذين اصابهم ثراء غير متوقع أو مفهوم ـ حتي لهم شخصيا ـ في فترة اقتصادية متوترة افرزت ماسمي بمرحلة الانفتاح, حيث طفت شريحة لتحتل مكانة ليست لها اجتماعيا, وتفرض سلوكا شديد الفقر والركاكة والخشونة في ثقافته ووعيه وادراكة بوضعه الاجتماعي.. ودعونا نتابع كيف ظهر دبور؟.. ولماذا كان لافتا؟.التقط صناع مسلسل تامر و شوقية شخصية هيثم دبور من نماذج شبابية يرونها, وقد اعجبهم شكل الشخصية دون أي انتباه لاصلها وفصلها, واكتفوا بأنه غريب المظهر, ويقلد الشباب الأمريكي الروش, ويستخدم بعض الكلمات الأجنبية, ويتحدث بلغة الانترنت.. وكانت الشخصية لافتة, والتقطها عادل امام ويوسف معاطي في مرجان أحمد مرجان لتكون نموذجا لشاب في جامعة خاصة, وكان الاجتهاد الأول في الاشارة الي ان هذا الشاب أبوه من الذين اخذوا أموال البنوك ومسجون.. وجاء فيلم اتش دبور ليقول علي طريقة ارشميدس وجدتها!.. ليقدم صناعة: أحمد مكي دبور, وأحمد فهمي ومحمد معتصم صاحبي مهمة التأليف اقتباسا وسرقة افيهات, وأحمد الجندي مخرجا, فيلما ضعيفا عن شاب تستهويه الروشنة علي الطريقة الأمريكية, والده كان مجرد عامل وأصبح صاحب شركة تجميل كبري, ومسجونا لأي سبب( حسن حسني في اضافة جديدة لأدواره السيئة).. ويصبح الشاب الروش اتش بلا مأوي أو طعام فينتقل الي حي شعبي تقليدا لشخصية اللمبي ولكن بمظهر مختلف والفاظ أجنبية وليست محلية.الفيلم مضحك احيانا خاصة في حركات أحمد مكي التي تبدو جديدة, والافيهات البذيئة التي تستخدم في لغة النت والمحمول والتي يبدو أن الرقابة لم تفهمها!.. ولكنه شديد الملل في كل احداثه, وكل ممثليه دون المستوي, فهم يصنعون فيلما علي طريقة يلا نهرج.. فيلم ردئ بجد.وبعد.. هل أصبح لا يوجد شيء يضحكنا سوي البلهاء وأولاد الشوارع من أصحاب السلوك المعيب سواء في الأداء الحركي أو اللفظي؟.. لا أظن!.. لأني اعتقد ان اتش دبور هو نهاية ظاهرة اللمباوية.
المصدر : الاهرام - نادر عدلى
No comments:
Post a Comment