الإيرادات الكبيرة لأفلام مختلفة تؤكد سقوط نظرية الجمهور عاوز كده
المصدر: جريدة الدستور
15/08/2008
إيهاب التركي
رغم إصرار «محمد سعد» علي تقديم افتكاساته الكوميدية المكررة في «بوشكاش» بلا ملل، وإلحاح «هاني رمزي» علي إعادة تقديم شخصية الضابط العبيط في «نمس بوند» رغم فشلها في فيلم سابق، واستمرار «مصطفي قمر» في تقديم أفلام كوميدية لا تضحك، ومعاودة «تامر حسني» تمثيل نفسه في أفلام خإلية من فن السينما، ومواصلة «حمادة هلال» محاولة التمثيل دون جدوي،
رغم كل ذلك فقد شهد موسم الأفلام هذا الصيف تغييرات نسبية علي مستوي موضوعات الأفلام، واختيارات النجوم للقضايا التي يمكن أن يعالجوها علي شاشة السينما، ورغم ان موسم الصيف لم يشهد تحفة سينمائية بالمعني العام للكلمة، إلا أنه شهد «زلزالاً» من الموضوعات المختلفة ربما أكثرها أهمية وذكاء، العمل الجريء الذي قدمه «أحمد حلمي» في فيلمه الأخير «آسف علي لإزعاج» بالإضافة إلي أفلام مثل «كباريه» و«الريس عمر حرب» و«حسن ومرقص»، وهي أفلام بغض النظر عن تفاوت مستواها الفني، جمعت بين تقديم موضوع غير مطروق في السينما، وبين تحقيق قدر كبير من إيرادات هذا الموسم الصيفي الذي قد يكون من خلال المؤشرات غير النهائية لإيراداته من أهم المواسم خلال السنوات الماضية بالرغم من قصره واشتداد المنافسة فيه بين عدد كبير من الأفلام في وقت قصير للغاية، فالإيرادات الكبري التي حصلت عليها أفلام لا تنتمي إلي الكوميديا بشكل عام، وتراجع الكوميديا السوقية عن سينما الصيف، تؤكد أن نظرية الجمهور عاوز كده قد سقط عنها القناع، والحقيقة أن الجمهور نتيجة عوامل كثيرة يذهب إلي أفلام قليلة القيمة ومليئة بالتفاهة والايفيهات السوقية لأنه لا يجد غير كده، فلا يوجد في الحقيقة من استطاع تأكيد نظرية الجمهور عاوز كده عن طريق استفتاء مثلاً، ولكن الجمهور الجائع للسينما يدخل ما يجده أمامه من أفلام مهما كان مستواها لأنه لا يجد سواها، ويعيد الموسم الصيفي بأعماله المختلفة مسيرة السينما المصرية إلي المسار الطبيعي الذي تشكل منذ بدأت السينما منذ مائة عام، حيث السينما تناقش قضايا المجتمع والإنسان بجدية، وتمزح وتنكت إلي حد التفاهة أيضاً.
الأفلام التي تحظي حتي الآن بأكبر الإيرادات تضم فيلم ميلودرامي شديد العذوبة عن مريض بالفصام هو «آسف علي الإزعاج» وهو موضوع من المؤكد لا يمكن أن يمثل رهانا علي التربع علي قمة شباك التذاكر، ولكن أداء «أحمد حلمي» المميز ومعه «محمود حميدة» و«محمد شرف» وباقي النجوم كسب الرهان. وإذا كان الأداء والموضوع نجحا في جعل فيلم «آسف علي الإزعاج» حالة خاصة تؤكد أن الجمهور اذا كان يقبل علي أفلام مؤثرة وذات قيمة، فإنه في حاجة إلي المزيد من هذه النوعية من الأفلام تعيد إليه الإيمان بالذوق الفني السليم، ولهذا سنجد إلي جواره أفلاماً تحتوي علي موضوعات فلسفية وجودية مثل «الريس عمر حرب» للمخرج «خالد يوسف» وقد حقق إيرادات جيدة للغاية رغم أنه فيلم يتناول موضوعا مختلفا، حيث يناقش علاقة الإنسان بالشيطان من خلال حدوتة تدور داخل صالة قمار، وقد بدأ فيلم «كباريه» موسم الصيف بمجموعة حكايات درامية متنوعة حول التناقض الديني والأخلاقي الذي يعيش فيه المجتمع من خلال حكايات متشابكة حول علاقة مجموعة من الأشخاص يعملون في كباريه، وبعض زبائن هذا الكباريه. وقد اخترق فيلم «حسن ومرقص» تابوه الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط بكل ما فيه من تفاصيل شائكة وحساسة معتمداً علي حكاية كوميدية بطليها «عادل إمام» و «عمر الشريف»، ورغم أن الفيلم لم يتعمق في جذور المشكلة، فإنه يحسب له جرأة اختيار الموضوع، والإقبال علي الفيلم يؤكد أن الجمهور يبحث عن الموضوعات المختلفة والتي تلمس أوجاعه أيضاً.
No comments:
Post a Comment