Wednesday, August 6, 2008

فيلم مفيش فايدة

المصدر: جريدة الجمهورية

6/8/2008


صحيح "اليأس" هو آفة هذا البلد وهذه الأمة.. والمشكلة أنه لا يسببه فقط محترفو خطف فرص الناس واستغلال ظروف حياتهم كما جاء بالفيلم.. وإنما اليأس يجيء أيضاً من محترفي التأييس و"المؤيستية" إن جاز هذا التعبير.. الذين يدعونك ألا تفعل شيئاً للإصلاح.. كما هم لا يفعلون!! من هنا جاء فيلم "مفيش فايدة" الذي لف كثيراً وهيف أكثر لكي يصل في النهاية إلي محاولة مقاومة هذه الكلمة اللعينة والمنسوبة للأسف لأحد زعمائنا الكبار.. قد يكون قالها بالفعل لأسباب تخصه أو تخص عصره.... ولكنها بلا شك محبطة أيما إحباط.. حتي أصبحت وللعجب سمة العاجزين من ناحية. والحرامية من ناحية أخري!!.. وكذا الطامعون الذين احترفوا إلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية لمصالحهم الذاتية أو لأنهم سبب هذه المشاكل.. فيطلقون هذا المخدر اللعين رشاً ليعيش الجميع في غيبوبة. حتي يتمكن اللص من الفرار بغنيمته دون ملاحقة. أو تظل الهمجية تسري كالسم في جسم المجتمع بلا وازع أو رادع!!.. لذلك أحسن صناع الفيلم رغم وقوعهم في عيوب كثيرة في اختيار بطلهم أدهم "مصطفي قمر" يدمن المخدرات رغم نجاحه في عمله بأحد البنوك الاستثمارية.. وبرغم زيادة جرعة هذه المشاهد. إلا أنها تقلب عنده الحقائق. ولكن للأسف السيناريو الذي كتبه لؤي السيد لم يستثمر هذه الآفة بشكل جيد بحيث تسمح لنا بأن نري الأوضاع مقلبوة فعلاً سلباً أو إيجاباً.. وراح يلعب بها في شكل طفولي ساذج.. حيث نري الناس أطفالاً بالفعل في عين البطل في محاولة لاستثارة ضحك لم يتحقق حتي بالقدر المطلوب.. خاصة في فيلم بدت التسلية فيه هي الأساس والمبتغي!! ولكن مشكلة بطلنا تظل مشتعلة.. خاصة وهو يرفض قرضاً صغيراً لأحد المتطلعين الشرفاء لعمل مشروع خاص "أحمد كمال" أدي هذا الرفض إلي تشريده هو وأسرته في الشوارع.. في الوقت الذي يوافق البنك علي إقراض رجل أعمال نصاب "محمد شومان" ملايين الدولارات!! وبدلاً من أن يناقش الفيلم هذه القضية بشكل جاد حتي ولو كان كوميديا أو حتي غنائياً راح يجري وراء حدوتة بوليسية خايبة تروي عمليات خطف وتهديد للبطل وأسرته. وهو ما يناقض أسلوب رجل الأعمال الذي "يؤكل" الجميع!!.. وقد حاول المخرج حاتم فريد مع مدير تصويره نزار شاكر تقديم صورة بها شيء من الاجتهاد البصري.. لكن سطحية التناول أضاعتها.. بل وبدت شاذة فيه!! مصطفي قمر لا يضيف جديداً كمطرب أو كممثل بهذا الفيلم.. ومعه مجموعة من الممثلين الذي سكنهم المخرج في أدوار نمطية للغاية وأبرزهم: نسمة وأحمد راتب وإدوارد.. بينما حاول شومان وإيناس النجار ومنة فضالي الخروج لكن بلا فاعلية حقيقية.. وينجح أحمد كمال في دوره الصغير. وهو ممثل تظل إمكاناته أكبر من الأدوار التي تسند إليه.. ولن ننسي قوله: "احنا الغلابة اللي بيتحرقوا في القطارات.. واحنا الغلابة اللي بيغرقوا في العبَّارات"!!.. أما ظهور سمير غانم الشرفي فيسيء إليه ولا يفيد الفيلم!! وبمناسبة الأقوال حرامي البنوك "شومان" له جملة مفزعة لكنها حقيقية يقول فيها: "البلد دي بتتسرق من أيام الفراعنة.. ومع ذلك الخير فيها كتير"!!

No comments: