Sunday, January 27, 2008

احلام حقيقية

27/1/2008

تقرير العربية.نت السينمائي الأسبوعي
اكتشف سر حجاب حنان ترك في "أحلام حقيقية"


دبي - حكم البابا
يخصص تقرير العربية.نت السينمائي الأسبوعي مادته الرئيسية هذا الأسبوع للفيلم المصري (أحلام حقيقية) الذي يعرض حالياً في الصالات العربية، وفيه يحاول كل من (مؤلفه محمد دياب ومخرجه محمد جمعة في أول تجاربه الاخراجية، وأبطاله حنان ترك في آخردور سينمائي لها بدون حجاب، وخالد صالح في أول بطولة سينمائية له، وداليا البحيري وفتحي عبد الوهاب) تقديم نموذج ممسوخ وممصّر لأفلام الدراما النفسية الأمريكية التي تدور أحداثها في أجواء الرعب والاثارة والغموض.

أحلام حقيقية: فيلم يدعو للتوبة
إذا أخذنا بالقواعد التي تتبعها صالات السينما المحترمة والتي تصنف فيها الأفلام التي تعرضها بين أفلام للعائلة وأخرى للراشدين أو لمن هم فوق سن الثامنة عشرة، فإن التصنيف المناسب لفيلم الرعب والاثارة والغموض المصري (أحلام حقيقية) هو فيلم للمصابين بالشلل الدماغي وذوي الجماجم المنغولية ونزلاء أجنحة الميؤوس من شفائهم في مشافي الأمراض العقلية، أو في أحسن الأحوال لمشاهدين لايتقنون اللغة العربية التي ينطق بها الفيلم.أقول هذا الكلام ليس من قبيل المبالغة في السخرية أو رغبة في إثارة أي ضحك، فرغم كل الأفلام المصرية الرديئة التي شاهدتها خلال الأعوام الماضية، والتي أصبحت سمة عامة للسينما المصرية بعد تراجع فرص العمل المتاحة أمام مبدعيها الحقيقيين، وتحوّل الكومبارس في الكتابة والتمثيل والاخراج إلى نجوم الشباك اليوم، إلاّ أنني لم أشاهد فيلماً بهذا المستوى من الاستهانة بعقل المشاهد مع إدعائه الجدية كما شاهدته في (أحلام حقيقية)، ولأبدأ أولاً من فكرة انتاج فيلم رعب وغموض وإثاره مصري، لايعتمد على مفردات الحياة المصرية سواء في نوعية الحدث أو طبيعة العلاقات بين شخصياته، ويقرصن بأسلوب رديء أجواء وقصص الأفلام الأمريكية التي تنتمي لهذا النوع من الدراما، من دون أن يفكر قبل استنساخها ما إذا كانت تصلح للتمصير أم لا أولاً، ومن دون أن يتعب نفسه بالسؤال بدراسة الموقع الجغرافي لمصر، والطقس الذي يفرضه هذا الموقع ثانياً، فكمية الأمطار التي رأيناها تهطل في الفيلم يجعل من مصر دولة في موقع جغرافي أعلى أو أسفل من موقع مصر الجغرافي الحالي بخطي عرض على الأقل، ناهيك عن لامنطقية الحدث الرئيسي للفيلم، فلا توجد نظرية لافي العلوم الطبيعية ولافي علم النفس ولاحتى في عوالم الماورائيات يمكنها أن تدعم النظرية التي فبركها مؤلف الفيلم إنطلاقاً من فكرة التخاطر، عن رؤية شخص لنفسه في أحلامه يرتكب جريمة، ثم يفاجأ بأن الجريمة حدثت في الواقع فعلاً، والأنكى من ذلك أنه يكتشف أن الجريمة قام بها شخص آخر كل معرفته به لاتتعدى الثلاثة أشهر، وبنفس الطريقة التي شاهدها الشخص صاحب الحلم أثناء نومه، وهذه الفبركة والقفز ليس فوق الواقع فقط بل وأيضاً فوق المنطق والعلم، لاتقف عند حدود الفكرة الرئيسية للفيلم، بل تنسحب على كل مافيه من طبيعة الشخصيات والعلاقات المفتعلة التي تربطها ببعضها البعض، إلى أسلوب الأداء الذي اختاره الممثلون الخمسة الذين ظهروا فيه، إلى المشهدية المجانية في تصوير الأجواء الليلية والممطرة وجماليات حركة الأقدام والأحذية على الأرض بهدف خلق حالة الغموض والاثارة والرعب، والتي لايشعر المشاهد بتأثر من أي منها إطلاقاً في أي لحظة من لحظات الفيلم!وبالتأكيد أنا لست الوحيد الذي خرج من صالة العرض عقب مشاهدة الفيلم وفي ذهنه عشرات الأسئلة التي لم يجد لها إجابات، من عدم فهم الأزمة الحقيقية لشخصية الفيلم الرئيسية مريم (التي أدتها حنان ترك بكثير من التصنع انطلاقاً من غموض الشخصية في ذهن كاتبها) وأسباب علاقتها الجافة بزوجها وبمحيطه، ورفضها للانجاب منه رغم أن زواجهما أنجب طفلة في السابق، وسبب علاقتها المتوترة بطفلتها رغم حبها العارم لها، وماهو سرّ ظهور الأحلام في حياتها بهذا الشكل المفاجئ ومع بداية الفيلم تحديداً، في حين تبدو في علاقتها بصديقتها التي تعرفت عليها حديثاً مثالاً على العلاقة الطبيعية والسوية، وتستمر هذه الأسئلة لتطال شخصية الزوج الدكتور أحمد وعلاقته الإكس لارج بزوجته مريم (التي يؤديها خالد صالح بحيادية وحضارية مثيرة للاستفزاز كما لو أنه يعيد إنتاج العلاقة الشهيرة والحضارية للكاتب الفرنسي جان بول سارتر بالكاتبة سيمون دي بوفوار)، ومن ثم شخصية صديقة مريم الذي بدا من أداء داليا البحيري العشوائي والمتقلب لها أنها لم تطرح سؤالاً على المؤلف أو المخرج، أو أنها سألت ولم تجد إجابة عن طبيعة الشخصية، وسر كرهها الغير مبرر لصديقتها مما يجعلها ترتكب الجرائم وتحاول لصقها بها، إلى أن عثر لها المؤلف أخيراً وكنوع من الحل على ملف نفسي سابق في مشفى مغلق للأمراض النفسية، ولاتتوقف هذه الأسئلة عند شخصية وكيل النيابة الذي قدمه فتحي عبد الوهاب بالاتفاق مع المؤلف والمخرج كما لو مستورد بالكامل من شخصيات مفتشي الشرطة الغريبي الأطوار في الأفلام الأجنبية، والتمصير الوحيد الذي أدخله المؤلف على شخصيته ظهر في مصادفة كونه الحبيب السابق لبطلة الفيلم، والتي لم تتزوجه للأسباب المادية نفسها التي تفرق كل العشاق في كل الأفلام المصرية التجارية، وبالتالي يعيش حالة التمزق بين الواجب والحب والانتقام والرغبة في الانصاف.وإذا كان فيلم (أحلام حقيقية) يترك كل هذه الأسئلة وغيرها مفتوحة أمام مشاهده كونه لايملك إجابات عليها، فإن السؤال الوحيد الذي يجيب عنه في رأيي ويقدم له تفسيراً منطقياً، هو سبب قرار بطلته حنان ترك ارتداء الحجاب خلال تصويره، فالعمل في مثل هذا الفيلم يحتاج فعلاً إلى توبة، وهو مافعلته حنان ترك
!

Thursday, January 17, 2008


افلام تتنافس علي كعكة نصف السنة


كتب أحمد الجزار
المصدر: جريدة المصرى اليوم
١٦/١/٢٠٠٨

تستعد دور العرض خلال الأيام المقبلة لاستقبال أفلام إجازة نصف العام والتي وصل عددها لأول مرة إلي ٩ أفلام تعرض ابتداء من منتصف هذا الشهر حتي نهاية شهر مارس المقبل. ومن المقرر أن يبدأ الماراثون اليوم «الأربعاء» بعرض فيلم «عمليات خاصة» للمخرج عثمان أبولبن، بطولة نيكول سابا وخالد سليم وأمير كرارة، وقد استغرق تصويره حوالي تسعة أسابيع، وتمت الاستعانة بخبراء أجانب لتصميم وتنفيذ مشاهد الأكشن في الفيلم،
بينما تستعد دور العرض في الأسبوع التالي لاستقبال فيلم «كلاشينكوف» إخراج رامي إمام وبطولة محمد رجب وغادة عادل والتونسية درة، وقد تم تأجيله إلي هذا التوقيت بدلاً من عيد الأضحي، وتدور أحداثه في إطار بوليسي من خلال قاتل أجير تم الاستعانة به لقتل إحدي الفتيات، ولكنه يفشل في المهمة بعد أن يقع في حب هذه الفتاة. ويعرض في الأسبوع نفسه فيلم «طباخ الريس» والذي تم تأجيله أكثر من مرة، ويشارك في بطولته طلعت زكريا وداليا مصطفي وإخراج سعيد حامد، وتدور أحداثه في إطار سياسي كوميدي من خلال طباخ الريس الذي يقوم بنقل شكاوي الشعب إلي الرئيس.

أما شهر فبراير، فمن المقرر أن يستقبل ثلاثة أفلام أخري ستبدأ بعرض «حسن طيارة» للمخرج سامح عبدالعزيز، ويشارك في بطولته خالد النبوي ورزان مغربي وخالد الصاوي ويبدأ عرضه يوم ٢٢، كما يعرض خلال الشهر نفسه فيلما «الغرفة ٧٠٧» إخراج إيهاب راضي وهو أول بطولة للمطربة اللبنانية رولا سعد، ويشاركها مجدي كامل وسامي العدل، و«لحظات أنوثة» الذي انتهي أبطاله مؤخراً من تصوير الأفيش، ومن المقرر أن يتم طبع نسخ الفيلم خلال الأيام المقبلة، ويشارك في بطولته جومانا مراد وعلا غانم وإخراج مؤنس الشوربجي في أول تجربة له، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول بعض المشكلات التي تواجه السيدات والفتيات.

وفي شهر مارس ستستقبل دور العرض ثلاثة أفلام، تبدأ بعرض فيلم «ورقة شفرة» إخراج أمير رمسيس، ويشارك في بطولته أحمد فهمي وسمية التونسية وشيكو وشريف ماجد، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول مجموعة من الشباب يتورطون في إحدي الجرائم ويقررون الهروب بحثاً عن براءتهم، ثم فيلم «شقاوة» تأليف إيهاب يحيي وإخراج أحمد البدري، وهو ثاني بطولة للمطرب السوري سامو زين ويشاركه البطولة فرح ومروة حسين، وتدور أحداثه في إطار غنائي من خلال شاب يحلم بالغناء ويشترك في إحدي مسابقات الغناء الكبري ليحقق هدفه، وأخيراً يبحث المنتج محمد العدل عرض فيلم «شارع ١٨» الذي يشارك في بطولته دنيا سمير غانم وأحمد فلوكس وميس حمدان وإخراج حسام الجوهري في أول تجربة له.


Saturday, January 12, 2008

الجزيرة .. عندما تتحرك الدولة للدفاع عن هيبتها فقط كتب : مجدي الطيب
المصدر: روزاليوسف
13/1/2008

نظلم فيلم «الجزيرة» كثيراً عندما نربطه بأسطورة إمبراطور النخيلة عزت حنفى، وكأنه مجرد فيلم عن سيرته الذاتية، بينما تؤكد وقائعه ورسالته أن أطروحته أكبر وأهم من أن نحصرها فى مجرم، تضخم نفوذه وزادت سطوته وهيبته بعدما عقد صفقة مع الحكومة يصبح، بمقتضاها، العين الساهرة على مصالحها فى «الجزيرة» المحرمة، ووجد نفسه، بمقتضى الاتفاقية، الآمر الناهى، لكنه تمادى أكثر فرأى أنه «الحكومة» «!» ولحظتها فقط انتفضت الأجهزة الأمنية فى الدولة وأوقعت عليه العقاب، تماماً مثلما فعلت، يوماً، مع «الطبال» الذى عاث فى إمبابة بلطجة وفساداً، ولم يتحرك أحد لردعه واعتقاله إلا عندما نصب نفسه رئيساً لجمهورية إمبابة ! أول رسائل الفيلم تبدو فى اختيار عام 1977 كتاريخ لبدء تفشى ظاهرة انتشار المخدرات، وعقد الصفقات السرية المشبوهة، فى صعيد مصر ؛فهو التاريخ الذى زار فيه الرئيس السادات القدس، فى أول اعتراف علنى من دولة عربية باسرائيل، وماترتب على هذا من اغراق البلاد بالمخدرات، ولم يستغرق «الفلاش باك» طويلاً لكنه كان فرصة لالقاء الضوء على الماضى الملوث، وأيضاً الفرحة الغامرة التى انتابت «على الحفنى» ـ محمود ياسين ـ بانجاب ابنه «منصور» ـ أحمد السقا ـ وبعدها كانت الانتقالة الكبيرة إلى القاهرة 2007 بكل ماحملته السنوات الثلاثين من تحولات ومتغيرات أدت بعصابة مجهولة إلى اعتراض قطار الصعيد وايقافه الأمر الذى كان سبباً فى أن تستشعر الدولة الخطر من منطلق أن «اللى يوقف قطار النهاردة بكره يقلب البلد كلها» وتصدر التعليمات للضابط الصغير «طارق» ـ محمود عبد المغنى ـ للسفر إلى الصعيد للبحث والتدقيق وتحليل الحادث، وهنا يزج المخرج شريف عرفة وكاتب السيناريو محمد دياب بجملة لها مغزاها على ألسنة قادة الداخلية: «مش عاوزين خط الصعيد ولا عزت حنفى تانى''، وهى جملة تنفى الزعم بأن الفيلم يؤرخ للأخير بل استلهام الأساطير التى تحول فيها الخارج على القانون إلى بطل شعبى، وطوال الوقت يضع الفيلم أيدينا على مواطن الخلل فى معالجة قضايانا الأمنية ؛فطوال الوقت هناك أصحاب النفوس الضعيفة، حتى بين ضباط الداخلية، الذين يؤثرون مصالحهم الشخصية الضيقة على أمن وسلامة الوطن، وهو النموذج الذى يمثله العميد «رشدى وهدان» ـ خالد الصاوى ـ الذى يؤمن بسياسة القبضة الحديدية فى معالجة الأمور الأمنية، كاعتقال أحد أفراد الأسرة إلى حين تسليم المتهم الهارب لنفسه، ومهادنة المجرمين فى حال تحولهم إلى مخبرين أو سبب فى تسهيل التربح وابرام الصفقات، حتى لو كانت قطع سلاح أو أطنان مخدرات وأيضاً مواطنين «يشيلوا القضايا المعلقة»، وهو الأسلوب العتيق الذى يؤكد الفيلم امكانية تجاوزه وتغييره على يد الجيل الجديد، الذى يمثله الضابط «طارق»، وتبلغ جرأة الفيلم مداها عندما يطرح قضية أخلاقية غاية فى الأهمية حول قانونية التعامل مع المجرمين والخارجين عن القانون إذا كان فى التعامل معهم مصلحة للدولة «!» وهو الرأى الذى يؤمن به اللواء السابق «فؤاد» ـ عبد الرحمن أبو زهرة ـ ورمز الجيل التالى ـ خالد الصاوى ـ بينما لا يرى الجيل الأحدث الذى يمثله «طارق»، وهو ابن اللواء «فؤاد» فى الفيلم، جدوى من وراء خطوة كهذه، ويعارض هذا التفكير الذى ينم عن فساد وانتهازية، ولا يتردد فى مواجهة والده بأن عليه أن يخشى لحظة الحساب لكن اللواء يؤكد أنه سيقابل ربه بضمير مستريح، ولو عاد به الزمن إلى الوراء ماكان ليبدل طريقة تفكيره، وهو حوار على درجة من الأهمية والجرأة ينضم إلى حوارات أكثر جرأة امتلأ بها فيلم «الجزيرة»، كالحوار بين «على الحفنى» وابنه عندما يصارحه بأنه أوشك على الموت فيعده «منصور» بأن يبنى جامعا ويؤدى فريضة الحج باسمه فيبادره الأب ساخراً: «وتفتكر ده حيخيل عليه؟»، فيعلق الابن منزعجاً: «يعنى مفيش رحمة؟» فيطمئنه الأب بأن القوانين السماوية تختلف عن تلك التى تحكم الأرض، التى تجرم بيع قطعة سلاح لكنها تجعل من تاجر السلاح وزيراً «!» والسخرية من المطالبة بالديمقراطية فى التعامل مع الجماعات الإرهابية، التى تتحمل مسئولية تحويل الوطن إلى بركة من دماء الضحايا والأبرياء، وتفريط الدولة فى حقها عندما تترك الفرصة لأشخاص غير أسوياء ليلعبوا دور البديل لها، وخفة الظل فى قول «منصور» للمطاريد أنه قادر على أن يدخلهم الجنة على الرغم من التعاليم التى تقول أن «القاتل يدخل النار»، والإشارة المفزعة فى قيام الأطفال فى الصعيد بلعب «السيجة» برصاص البنادق والرشاشات، وليس حتى فوارغها، ولا ينبغى النظر إلى مشهد كهذا بأنه قدم على سبيل المبالغة ؛فالأطفال فى بعض المناطق هناك، وكما جاء فى الحوار، قادرون على فك وتركيب السلاح بأفضل مما يفعل المجندون، ويصبح من الطبيعى، فى أجواء كهذه، أن تنتهى لعبة «العسكر والحرامية» بهزيمة العسكر على أيدى «الحرامية''«!» ويواصل الفيلم، بوعى شديد، اطلاق قذائفه الملتهبة ؛فالنائب البرلمانى هو الذى يدير مفاوضات بيع وشراء الأفيون، الذى يزرعه الأهالى كالبرسيم، وهو الذى يقنع البائع بتخفيض السعر قليلاً للمشترى، لكون الطرفين من أبناء دائرته التى يحرص على ألا يفقد أصواتهم الانتخابية، بل يتهمه «الكبير»، وهو اللقب الذى ورثه «منصور الحفنى» عن أبيه مع امبراطورية «الجزيرة»، بأنه موظف يتقاضى راتباً شهرياً منه ومن الأسر ذات النفوذ فى الصعيد «!» فالفيلم ليس له علاقة بما كان يقدم من قبل عن «الصعيد» والذى كان لا يخرج فى العادة عن احتمالين ؛ إما «كارت بوستال» للأقصر بلدنا بلد سواح، أو فجاجة فى الطرح لدرجة تقديم هذا المجتمع كبؤرة للسذج والسفهاء والبلهاء الذين يستحقون التندر منهم والسخرية اللاذعة بالنكات التى تبدأ «مرة واحد صعيدى»، وفى فيلم «الجزيرة» لن تلتقى «صعايدة التليفزيون» مهندمى الملابس ومهذبى الشوارب والسوالف، بل شخصيات واقعية ووجوها أنهكها الفقر تنتظر قطعة لحم يتعطف بها آل الحفنى أو أسر الرحايمة والنجايحة، وعائلات ترضى بأن يذهب رب الأسرة برجليه إلى مصيره المحتوم، باعتقاله أو اعدامه بتهمة ترويج المخدرات، بينما الأباطرة فى أمان برعاية الحكومة وعملائها، فالتقاليد أقوى من القانون، وتبادل المصالح أقوى من العاطفة لذا أجبر «منصور» على الزواج من «فايقة» والتخلى عن حبه «كريمة» بسبب العداوة التاريخية بين العائلتين، واكتفى العاشقان بحب صامت تخترقه أحياناً كلمات غزل لا تقل قسوة عن الجبال المحيطة بهما، وإن اكتست فى كل الأحوال بجمال وعذوبة «الجزيرة» التى ضمتهما وتعاطفت مع حبهما المجهض ؛فكل شىء حقيقى فى فيلم «الجزيرة» حتى فلسفة الأب الحريص على تعليم ابنه ليأخذ من العلم مايخدم تجارته المحرمة ويؤهله للحفاظ على نظام حكمه فى مواجهة المتربصين به، وأن يكون أقرب صديق له على البر الثانى من الجزيرة، فالسرية مطلوبة فى عالم تحفه المخاطر باستمرار، وباستثناء مشاهد جلب السلاح من السودان، بهزليتها وضعفها الإنتاجى، والتجاوز عن عدم احكام اللهجة الصعيدية فى بعض مناطق الفيلم، وحديث المطاريد عن الارهاب بأسلوب أكبر من وعيهم، ولا يتماشى مع واقعهم الذى لا يؤهلهم لترديد مصطلحات مكانها صحف الحكومة واعلامه، يقطر «الجزيرة» بعذوبة وسحر غامض، بعيداً عن مشاهد «الأكشن» بفضل كاميرا أيمن أبو المكارم، التى تحركها رؤية ناضجة وشديدة الوعى للمخرج شريف عرفة، الذى أنضجته السنون بشكل واضح، ولن نتوقف عند توظيفه لجغرافيا المكان أو زراعات القصب، على مستوى الصورة والحوار، بل الجمال فى التقاط صورة عامة للطريق الذى يخترق الزراعات فى لقطة لا نراها سوى فى الأفلام الأمريكية، وسينما الطريق أيضاً، وفى سياق هذه اللغة السينمائية الساحرة جاء ديكور فوزى العوامرى، فى قصر عائلة «الحفنى» وبيت «النجايحة»، وأطلال بيوت «الجزيرة»، وتتبدى موهبة شريف، بحق، فى امتلاكه قدرة غير مسبوقة فى استخراج أفضل ما لدى ممثلى الفيلم، ليس فقط على مستوى أحمد السقا وهند صبرى وخالد الصاوى وزينة، بل فى العين الذكية التى التقطت موهبة متميزة لممثل شاب بدأ يثبت أقدامه اسمه «آسر ياسين»، قام بدور العدو اللدود للسقا وشقيق هند صبرى، وآخر واعد اسمه نضال الشافعى قام بدور الأبكم «فضل» فأعطى درساً بليغاً لأصحاب الألسنة جميعاً، ولا يمكن تفويت فرصة الحديث عن الممثلين دون التوقف عند هند صبرى التى كانت تشع سحراً وابداعاً يملك عليك حواسك ويثير فيه كل شجونك وعذاباتك ؛فهى الفتاة التى أجبرتها الظروف على أن تتنحى عن طريق حبيبها لكنها لا تتنازل عن حبها، وفى إطلالة أخرى تذكرك بنادية لطفى فى «المومياء»، ويعصف بك الشك فى حقيقة أن هذه الممثلة تونسية الأصل، وتجزم بكل ما أوتيت من احساس بأنها ولدت فى الصعيد، وفارقته منذ أعوام، ومع موهبة شريف عرفة تتوقف عند وعيه بالمبررات الدرامية التى تنسف أى تشكيك فى الشخصيات، وتضيف مصداقية على الأحداث، فيورد مع كاتب السيناريو محمد دياب جملة عابرة عن الفترة التى أمضاها «منصور» ضمن صفوف الصاعقة فأعطى مبرراً لأعماله القتالية وبطولاته «السوبرمانية» طوال الأحداث، وانتهاء بمقاومته غير العادية لاقتحام الدولة بكل قواتها وعدتها وعتادها لجزيرته حتى سقوطها، وانهيار حصنها ومقاومته، لكنك تغادر صالة العرض وأنت غير مطمئن للنهاية السعيدة، التى أقنعت فيها «كريمة» حبيبها «منصور» بتسليم نفسه حقناً للدماء، والحفاظ على أرواح الناس، الذين اتخذ منهم قبل قليل دروعاً بشرية، كصدام، لكنه اختار أن تمتزج صفوفها بالأقباط والمسلمين، للتعبير عن ايمانه بالوحدة الوطنية، كما قال بطرافة، وتتساءل: «هل خشى شريف عرفة من موت البطل؟ أم أنه رأى، بفطنته، أن موت «الكبير»، سواء أكان «منصور» أو «الخط» أو امبراطور الدخيلة لا يحل المشكلة، بل يسهم فى تخديرنا وتغييب وعينا.. ولا ينقذ الحكومة وأجهزتها الأمنية من غفلتها، ويحذر من يوم قريب يولد فيه «منصور» جديد؟.. «المعنى فى بطن عرفة».



نقابة الصحفيين توجه انتقاداتها لفيلم جوبا
starnet.com: المصدر
11/1/2008
في أول تعاون بين الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ولجنة النشاط الثقافي بنقابة الصحفيين تم عرض فيلم "جوبا" لمصطفى شعبان وداليا البحيري قبل الندوة التي حضرها أبطال الفيلم ومجموعة من الصحفيين.وكان من المفترض حضور كل أبطال الفيلم، إلا أنه لسبب ما حضر مصطفى شعبان فقط بالإضافة إلى مؤلف الفيلم محمد رفعت، والمخرج أحمد سمير فرج، وافتتح الندوة رئيس الجمعية ممدوح الليثي.وفي البداية أشاد الجميع بحيوية القضية التي يتناولها الفيلم وهي القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إلا إنهم رأوا أن موعد عرض الفيلم كان غير مناسب، فكان من الأفضل عرضه بعيدا عن زحام سباق عيد الأضحى.وعند تساؤل الصحفيين حول سبب تسمية الفيلم بجوبا، رد المؤلف محمد رفعت إن جوبا اسم بلد صغير جدا في الصومال، بها نهر جوبا الذي يثور عند وقت الفيضان وتخرج منه تماسيح ضخمة تأكل كل شيء أمامها، مشيرا إلى أن اسم الفيلم يلمح إلى ثورة المقاومة في وجه الاحتلال.
بينما أكد مصطفى شعبان للصحفيين أن الفيلم لا يصنف كفيلم حركة، كما أنه يرفض تصنيفه كممثل حركة، إذ أن الفيلم يحتوي على كل القوالب الفنية مثل الحركة والرومانسية والكوميديا، بينما مشاهد العنف به لا تتعدى بضعة ثوان فقط، أثناء مشهد هروبه في احد الأسواق القديمة.أما الانتقادات التي وجهها الصحفيون للفيلم فتتلخص في انقسام الفيلم إلى جزأين بدون أي ترابط بينهما، جزء يركز على حياة بطل الفيلم كشخص عادي يهتم بمصلحته الشخصية ومستقبله المهني فقط، ثم يتحول هذا الشخص فجأة إلى مناضل يحاول مساعدة الآخرين بدون أي مقابل، لمجرد أنه آمن بالقضية الفلسطينية، كما اعتبر البعض مشهد النهاية أنه مماثل لمشهد نهاية الفيلم الأمريكي المعروف " جلادياتور " للنجم راسل كرو، حيث مشى بطل الفيلم في حقول القمح أيضا تماما مثل الفيلم الأمريكي.
وتدور أحداث الفيلم حول مصور الفضائح يوسف (مصطفى شعبان) الشهير بجوبا، الذي يعمل مصورا في تركيا مع صديقه رشيد، ثم يلتقي هناك بريم الفلسطينية (داليا البحيري) التي تشارك في عمليات تهريب السلاح للمقاومة في رام الله، ثم تتوصل ريم لمعلومات خطيرة تحاول إرسالها لأهلها في فلسطين، لكنها تقتل قبل نجاحها في اتمام المهمة، فتوصي يوسف بتوصيل المعلومات إلى أهلها، فيقرر يوسف الرجوع إلى بلده مصر حتى ينسى ما حدث، لكن عندما يفشل في ذلك يقرر السفر إلى فلسطين وإخبار أهلها بالمعلومات التي لديه، ثم ينضم إلى المقاومة ويرفض الرحيل عن فلسطين حتى تتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

Saturday, January 5, 2008

انا مش معاهم فيلم مرح يتمرد على الكوميديا الاستهلكية


أنا مـش معاهـم فيلم مرح يتمرد علي الكوميديا الأستهلاكية
المصدر: جريدة الاهرام
07/03/2006

جاء فيلم أنا مش معاهم ليمثل لي مفاجأة سارة‏,‏ فقد توقعت أنه مع الأفلام الكوميدية الأستهلاكية التي يزدحم بها السوق السينمائي في مصر‏,‏ وأن الجديد هو تصعيد ممثل كوميدي أحمد عيد لينضم لفرقة المضحكين الجدد‏,‏ ويتولي بدوره العزف المنفرد كبطل جديد لديه بعض الأفيهات والمفارقات الضاحكة‏..‏ وخاصة أن مخرج الفيلم أحمد البدري رصيده السابق من الأفلام لا يدعو للأمل أو التفاؤل بإنتظار شيء مختلف يمكن أن يقدمه‏..‏ ولكن خاب ظني وتوقعي‏,‏ وشاهدت فيلما لطيفا ومهما‏.‏أحداث الفيلم تصور طالب طب فاشل‏(‏ أحمد عيد‏),‏ يتكرر رسوبه كل عام‏,‏ ويتعامل مع حياته بإستهتار وبلادة مع شلة شباب جامعي تشاركه أفعاله الصبيانية من تعاطي للمخدرات والغراميات الجنسية الطائشة‏..‏ وأثناء مظاهرة بالجامعة تقع عينيه علي فتاة جميلة محجبة‏(‏ بشري‏),‏ أنه يراقبها منذ فترة‏,‏ ولكن مشاركتها بالمظاهرات يجعله يزداد بها اعجابا‏..‏ ويشارك في المظاهرة من أجل أن يتقرب إليها‏,‏ ويحدث هذا التقارب فعلا‏,‏ ويقوم بخطبتها بمباركة أسرتيهما‏!..‏ ولكن الفتاة التي تبدو متزمتة رغم أنها من أسرة تقليدية أو متحررة تشارك ببعض الأنشطة الدينية الخيرية‏,‏ ويحاول أن يستغل تدينها ونقاءها بعض المتطرفين المرصودين من الجهات الأمنية‏,‏ وجاء أرتباط الشاب بها ليجعله مرصود أمنيا بدوره ويتعرض للأعتقال والسجن إلي أن يثبت أنه ليس مع المتطرفين الذين يقومون بأعمال ارهابية‏(‏ أنا مش معاهم‏).‏قصة الفيلم الذي كتبه فيصل عبد الصمد‏,‏ قام علي معالجة جيدة لطرح قضية مهمة هي الفرق بين التدين من ناحية‏,‏ والتزمت واستخدام الدين لأهداف سياسية من ناحية أخري‏..‏ كما أنه يقترب من عالم الجامعة الذي تعاملت معه السينما بخفة شديدة في أفلامها السابقة‏,‏ وجاء البناء الدرامي متماسكا رغم جنوحه في مواقف عديدة من أجل تحقيق مواقف كوميدية‏..‏ وكانت نهاية أنا مش معاهم لطرح فكرة الإنتماء للوطن أو مصر من خلال مباريات كرة القدم في الكأس الافريقية موفقة للغاية‏..‏ أما النهاية الثانية للفيلم والتي استخدمت الشكل البوليسي للحيلولة دون انفجار قنبلة في محطة مصر‏,‏ فقد جاءت مفتعلة إلي حد كبير‏..‏ لا بأس‏
إن فيلم أنا مش معاهم شريط سينمائي مهم لأن يؤكد أنه من الممكن معالجة القضايا المعاصرة في قالب كوميدي لطيف ومرح‏,‏ وأن الكوميديا ليست مجموعة أفيهات ومفارقات حركية لاستجداء الضحك‏..‏ وقد لعب أحمد عيد دوره بتفهم وتلقائية حيث اعتمدت الشخصية علي مشاعر مختلفة لشاب يعيش مرحلة البحث عن الذات والصراع بين التطرف والتدين‏..‏ وقدمت بشري أفضل أدوارها حتي الآن وكانت مقنعة‏..‏ ولعب باسم سمرة دوره بشكل متميز ومؤثر‏..‏ وساهمت الأدوار الثانوية التي تصدي لها ممثلين كبار في تقديم اضافة للفيلم والأحداث‏:‏ رجاء الجداوي وأحمد راتب ولطفي لبيب‏..‏ نأتي إلي أحمد البدري في فيلمه الخامس بعد أفلام‏:‏ غاوي حب ـ لخمة راس ـ كامل الأوصاف‏,‏ وعليا الطرب بالثلاثة لنجده مخرجا يتعامل مع أدواته بحرفية وحس‏,‏ كان يفتقدهما في تجاربة الأربعة السابقة‏.‏يعد فيلم أنا مش معاهم أثبات أن الكوميديا فن سينمائي مؤثر وليس ضحكات فارغة‏,‏ وأنها أحيانا تصبح أكثر قدرة علي معالجة قضايا اجتماعية حقيقية بأسلوب بسيط ومرح وواعي‏.‏
المصدر : جريدة الاهرام