Thursday, July 3, 2008


علي مسئولية صناع السينما: المجتمع المصري .. فقر ـ فساد ـ ازدواجية ـ نفاق

3/7/2008

جريدة الوفد


حنان أبوالضياء: بعد هوجة الأفلام الكوميدية التي استمرت عدة سنوات ظهر من خلالها نجوما تقاضوا الملايين من خلال سلسلة من الأفكار التي ازدادت تفاهة فيلما بعد آخر.. وأخيرا وجد صانعو السينما موجة جديدة يعزفون علي أوتارها خاصة أنها تحقق نجاحا تجاريا وفنيا وهي أفلام الواقع ذات الرؤية التشاؤمية والتي تقترب من القاع، وتطرح ما وصل اليه المجتمع المصري، وفي صيف هذا العام طرح حتي الآن منها أربعة أفلام. فيلم »الريس عمر حرب« كالمعتاد قرر مخرجه خالد يوسف تجاوز كل الخطوط الحمراء المسموح بها في مصر وكأنه بذلك يكمل سلسلته عن عالم يصدم المصريين
رغم أنه موجود بصورة أو أخري ومستكملا بذلك ثلاثيته التي بدأها مع يوسف شاهين بـ»هي فوضي« واستمر بفيلم »حين ميسرة« وانتهي الي »الريس عمر حرب« وساعده في الأخير السيناريست هاني فوزي صاحب تجربة »بحب السيما« مبتدئا بعالم الصالات والكباريهات بصورته المتناهية الصغر بالمقارنة بالواقع ليخرج منه تدريجيا مشيرا الي عالمنا الذي نعيشه الآن.. من خلال مجموعة متشعبة من قضايا المقامرين تنتهي الي الواقع الذي نعيشه، فتلك هي شخصية المرأة المقامرة التي تبيع كل شئ حتي ابنتها من أجل القمار، والعريس الذي يقامر بكل شئ حتي عروسه لتنتهي الحياة الزوجية قبل أن تبدأ.. أما البطل »هاني سلامة« الذي أختير لإدارة عملية المقامرة بعد سلسلة من الاختبارات فإنه مازال بداخله بعض من الإنسانية تبدو بين الحين والآخر دون أن يدري محاولا حماية بعض الناس أمام مائدة القمار ولكنه لا يعلم أنه مراقب من »الريس عمر حرب« الذي يدير تلك الفوضي المنظمة والتي يسميها المثقفون في حياتنا اليومية »الفوضة الخلاقة« حتي يظل هذا العالم يدور في تلك الهاوية من السقوط والانحدار لصالح أفراد بأعينهم في النهاية. وكأننا في النهاية أمام نظرة حقيقية لما يحدث في واقعنا الآن.
وتجيء تجربة »ساندرا نشأت« الجديدة »سجين ترانزيت« استمرارا لأفلام الإثارة التجارية ذات المستوي الجيد التي بدأت تقدمها في الآونة الأخيرة وهذا الفيلم يقترب من الواقع من خلال شخصيتين تعرب عما يحدث في المجتمع الآن وإن اختلفا عن أسلوب تناولها للشخصيات ولكن الشخصية الأولي التي تجدها حولك في كل مكان هي شخصية رجل الأعمال الشهير »أحمد عز« الذي يتحرك في المجتمع دون خوف أن يكتشف أحد ماضيه الحقيقي، الي جانب الضابط المزيف »نور الشريف« الذي لا يخشي أحدا ويذهب الي أي مكان بجرأة متناهية رغم أنه مطلوب من مباحث أمن الدولة ولكن في بلد أصبحت بلا ضابط أو رابط لا مانع أن يتواجد الحرامي الي جانب رجل الشرطة ورجال الدولة في سرادق العزاء لأحد أبناء مجلس الشعب فلا أحد يخاف، فنحن في حالة من الغيبوبة اقترب منها تجاريا فيلم »مسجون ترانزيت«.
واستكمالا لأفلام الطريق المرتبطة بالواقع ومن أهمها »سواق الأتوبيس« و»ليلة ساخنة« جاءت أطروحة »أشرف عبدالباقي« الأخيرة فيلم »علي جنب يا اسطي« كأكثر الأفلام ارتباطا بواقعنا عام 2008 مقدما مع المخرج سعيد حامد الازدواجية التي نعيشها الآن من خلال عدة شخصيات كان ابرزها الفتاة المحجبة التي تخلعه لتحقيق أهدافها والثري العربي البخيل الذي يهرب من دفع الأجرة، بالاضافة الي استعراض لحالة الفوضي التي نعيشها الآن في كل شيء مروريا وحضاريا الي جانب قهر الانسان المصري البسيط بسبب ارتفاع الأسعار ومحاولته التغلب علي ذلك بابتسامته.
وتستمر بانوراما استعراض الواقع المصري من خلال فيلم »كباريه« مؤكدا ازدواجية المصري من خلال شخصية صلاح عبدالله الذي لا يشرب الخمر ويحج كل عام ويفعل كل الموبقات في الكباريه الذي يملكه ويمارس القهر الإنساني حتي علي أخيه ماجد الكدواني الذي أخذ منه نصيبه في الكباريه وجعل نهايته عامل نظافة داخل حمامات الكباريه وهناك شخصية أحمد بدير الذي يصلي الفجر ثم يخلع »الطاقية« ليدخل الكباريه ليمارس عمله متحججا بالمرتب، والفتاة التي تبيع نفسها كل يوم ولكنها »تحوش« حتي تسافر امها الي الحج!! بالاضافة الي الصراع الأزلي بين مطربي البدروم وأصحاب الأغاني الهابطة الذين يظهرون وسط السكاري.. وأخيرا الشباب الذي يتم غسيل مخه حتي يقوم بعملية انتحارية لتفجير الكباريه مقتنعا بأنه يقوم بعملية استشهادية تسبقها تحضيره للموت بتغسيله.
وتستمر أفلام الصيف أكثر سخونة، ومليئة بالأحداث الكئيبة لأنها كما يقولون يقتربون من الواقع

No comments: