Monday, June 30, 2008


" نمس بوند" كوميديا رديئة تبحث عن الايفيه البذىء والاسكتشات الكوميدية المستهلكة
egyfilm.com:المصدر
نقلا عن
ايهاب التركى - جريدة الدستور
يبدو فيلم "نمس بوند" مفصولاً عن الحالة السينمائية المختلفة التى تشهدها السينما حالياً، والتى تبلورت فى محاولة تقديم سينما مختلفة سواء كان ذلك بأفلام تراجيدية ترصد تفاصيل اجتماعية جادة أو كوميدية تستخدم السخرية وسيلة للنقد والرصد. ان فيلم "نمس بوند" ببساطة واحد من تلك الأفلام الكوميدية الرديئة التى تعيد تقديم الايفيهات الكوميدية المستهلكة الساذجة التى لاتضحك، وهى تحمل شكل فيلم البطل الأوحد بكل مساوئها، وفيها لايقدم "هانى رمزى" أى شىء جديد، وهو يستخدم أسلحة النكتة البذيئة سعياً وراء زغزغة الجمهور واجباره على الاضحاك، وأغلب الكوميديا فى الفيلم تدور حول ايفيهات عن الأعضاء الحساسة بالجسد أو الملابس الداخلية النسائية، وهى تتكرر فى مشاهد الفيلم بصور مختلفة ومتنوعة بصورة تبرز كم الافلاس الفنى سواء فى كتابة سيناريو كوميدى، أو حتى فى الأداء الكوميدى، حيث قدم "هانى رمزى" كوكتيل من أداءه وايفيهاته السابقة فى "غبى منه فيه" و"أسد و4 قطط"، وقصة فيلم "نمس بوند" التى تدور حول ضابط شرطة أحمق يثير المتاعب تبدو تكراراً غير ناجح لفيلم "هانى رمزى" السابق "أسد و4 قطط" الذى لم يكن ناجحاً أيضاً، وتكرار الفشل بعناد لايعنى سوى أن الكوميديا التى يقدمها "هانى رمزى" وصلت الى طريق مسدود بعد أن استهلك أفكار الكوميديا السياسية التى حاول بها تقديم شكلاً مختلفاً من الكوميديا التى تحاول الجمع بين كوميديا الايفيه السائدة، والقيمة الفكرية الانسانية، وهذه الخلطة التى ميزت كوميديا "هانى رمزى" لم تكن ناجحة تماماً لعيوب فنية خاصة بكل فيلم، ولكنها مقارنة بما يقدمه حالياً تبدو أفضل تماسكاً وجدية. اختيار شخصية العميل البريطانى الشهير "جيمس بوند" ليكون الشخصية التى يتخذها بطل الفيلم الرئد "شريف النمس" قدوة له لايبدو مفهوماً تماماً، فهناك فرق كبير بين شخصية ضابط المخابرات يفترض أن تكون مغامراته فى مجال الجاسوسية الدولية ومحاربة الارهاب الدولى مثلاً، فى حين دور ضابط الشرطة هو التحقيق فى جرائم القتل والسرقة، والفيلم على أية حال – وهذا ليس جديداً على أفلام هانى رمزى - يقتبس أفكاره بسطحية من بعض الأفلام الأجنبية، وفكرة فيلم "نمس بوند" العامة مأخوذة من الفيلم الأجنبى
Johnny English
الذى انتج عام 2003 وهو فيلم يسخر من شخصية "جيمس بوند"، وقام ببطولته الممثل الانجليزى "روان أتكنسون" المعروف بشخصته الكوميدية "مستر بين"، وفى مشهد مسابقة ملكات الجمال نشاهد اقتباس أخر من فيلم Miss Congeniality
لساندرا بولوك، ولازالت مشاهد فيلم
The Pink Panther
لستيف مارتن نبع لاينفذ يستخدمه "هانى رمزى" للاقتباس منذ فيلمه السابق "أسد و4 قطط" فى عدة مشاهد منها مشهد القتيل على الأرض، وهو فى "نمس بوند" لاينسى اضافة عدة مشاهد من نفس الفيلم مثل مشهد الذى تصطدم فيه دراجة بباب السيارة التى فتحه البطل فجأة، وهذه الاقتباسات نفسها لم تنقذ الفيلم من حالة الضعف الدرامى والبرود الكوميدى الذى غلب على معظم مشاهد الفيلم . الفيلم أغلبه جاء على هيئة اسكتشات كوميدية، وذلك منذ اللقطة الأولى التى يتم التعريف فيها بشخصية الرائد "شريف النمس" الحمقاء من خلال مشاهد منفصلة عن مواقفه اخفاقاته المتكررة التى تصل الى حد الكوارث، لايوجد بالفيلم شكل مترابط سوى بجريمة القتل التى تتم فى بداية الفيلم، ويتم تكليف البطل بالتحقيق فيها، ولكن هذا الخط الدرامى الواهى كان مجرد حجة تدور حولها اسكتشات الفيلم، ولم تكن هناك شخصيات درامية أخرى باستثناء البطل اهتم بها السيناريو الذى كتبه "طارق عبد الجليل" بحيث يمنح البطل أكبر زمن ممكن للظهور على الشاشة. لايوجد أى بصمة خاصة فى الفيلم للمخرج "أحمد بدرى" على مستوى الصورة، أو الحالة الكوميدية وهو مسؤول مع المونتير عن هذا الايقاع المتراخى والبطىء الذى ميز الفيلم خاصة فى اختيار الوقت الملائم لانهاء المشاهد، والذى لم يكن موفقاً على الاطلاق، كما جاء توجيه المخرج للممثلين ضعيفاً للغاية، لهذا لم يكن أداء "أحمد راتب" أو "لطفى لبيب" مميزاً على الاطلاق، فى حين جاء أداء "دوللى شاهين" كارثة تمثيلية بالتعبيرات الضعيفة التى قدمتها فى مشاهدها المختلفة، وحالة الارتباك الواضحة التى ظهرت بها أمام الكاميرا، والتى لم تكن غريبة عن حالة الفيلم العامة.

No comments: