مسجون ترانزيت: اياك ان تفعل شئ من اجل مصر
بقلم : ماجدة موريس - المصدر: الجمهورية
26/6/2008
دراما بوليسية عادية بطلها مزور محترف ولص خزائن موهوب. الأول مخضرم. والثاني شبه هاو. والأول يستخدم الثاني. يكافئه ثم يطارده. حدوتة قديمة لابد أن نهايتها معروفة سلفا.. لكننا في فيلم "مسجون ترانزيت" أحدث الأفلام في سوق السينما المصرية. أمام لعبة سيناريو تضيف تفاصيل أو "تحابيش" لشخصية المزور. بعد أن تخفيها بالطبع حتي نهاية الفيلم. حتي تفاجئنا بها. وبأن العقيد شوقي رجل المخابرات "كما نستنتج من سلوكه" ليس إلا كذا وكذا وكذا.. شكرا. ولكن الفيلم. الذي كتبه وائل عبدالله وأخرجته ساندرا نشأت. يسقط عن عمد كثيرا من التفاصيل والهوامش الأكثر أهمية مما قدمه. حتي يأتي الفيلم في النهاية "محبوكا" بلا مشاكل تضع صناعه في مواجهة الرقابة. أو مواجهة المشاهدين الباحثين عن علاقة للسينما التي يرونها بما يحدث في المجتمع الآن من فساد.. ومع ذلك الاختيار من المؤلف والمخرجة لما يقدمونه وما يسقطونه. خاصة كيفية اختراق المزور للسجون. والحصول علي جثة مسجون. وإخراج مسجون آخر وإعطائه هوية الميت. ثم كيفية معرفة النصاب المزور بوقوف يخت رجل المخابرات الإسرائيلي في الأراضي المصرية وما تحتويه خزانته من أوراق وثروات؟ هذه المعلومات والقدرات ممكنة لرجل مخابرات مثل العميد شوقي. لكنها غير ممكنة بالنسبة للمزور عادل. وهو لغز لم يحله الفيلم حتي نهايته مما يعني أنه إما استهان بعقولنا أو خاف أن يتعرض لكيفية اختراق نصاب ومزور للسجون والداخلية وكل المؤسسات المصرية التي اخترقها؟ واكتفي بأن حول المزور. "أو العقيد" إلي شيطان يظهر ويختفي كالعفريت ليطارد الشاب سارق الخزائن الذي أصبح رجل أعمال وفتح معرضا لتجارة السيارات. ولتصبح هذه المطاردة الكابوس الذي يقلق الشاب "قام بدوره أحمد عز" ويدمر حياته مع زوجته "إيمان العاصي" وفي عمله وينتهي بمقتل طفله علي يد رجال عضو مجلس شعب فاسد "قام بدوره محمد أبوداود".. هناك أيضا - في الصورة - دور للرجل الثاني في الشركة واسمه شاهين. نمطي أقل من قدرات ممثله صلاح عبدالله. أما نور الشريف في دور العقيد شوقي "المزور عادل". فهو هنا يقدم أداء محترفا للغاية. يعلي من مهابة الشخصية بلمسات محسوبة حين يجند الشاب لحساب مصر في البداية. ثم ينسحب من هذا الأسلوب ببطء شديد مع لمسة ساخرة لا تفارقه بقية الفيلم. لم يلون أحمد عز أداءه بالقدر الملائم لتحولات الشخصية وبدت إيمان العاصي باهتة في أول أدوارها. والفضل لشخصيات تفتقد البناء الدرامي المقنع. وإدارة من المخرجة أقل بكثير مما قدمته في "ملاكي اسكندرية" تحديدا.. ومع ذلك فالفيلم يتمتع بإيقاع متوازن. وتصوير جيد لنزار شاكر واختيار جيد لأماكن التصوير الداخلية "المعرض. المنازل. والقصور" وللخارجية. ومع ذلك كله فإن ما يثير الدهشة أكثر فيه هو أمران. الأول هو ترك التفاصيل الأكثر قيمة وسخونة من أجل حدوتة المزور. والثانية هو ما فعله هذا المزور. في ثوب العميد شوقي. حين أراد إخراج السجين ليستخدمه. فأوهمه بأنه سوف يخرج من السجن ليقوم بعمل وطني. هو فتح خزائن رجل مخابرات إسرائيلي يقف بيخته في المياه الإقليمية المصرية. لأن ما بداخل الخزائن أمور مهمة للأمن القومي المصري. فوافق الشاب فورا. لأنه يحب مصر برغم مشاكله. ولديه حس وطني.. لن أكرر من جديد عدم تفسير الفيلم "لقدرات" النصاب الفظيعة. وعجز الضابط الحقيقي "قام بدوره شريف منير" عن تفسير هذا.. ولكنني أرجو أن يكف السينمائيون عن استخدام هذه القيمة.. حتي لا يساهمون في نزع ما تبقي من حب الوطن لدي الكثيرين منا.. والدليل هو "العميد شوقي".. الذي لابد أن العديد من الناس سوف يتذكرونه حين يطالبهم أحد بعمل أي شيء من أجل مصر.. فيرفضون طبعا.. وليست هذه دعوة لمصادرة أي فكرة. ولكن للتفكير في تقديمها. علي نحو غير فادح الضرر
No comments:
Post a Comment