على جنب يا اسطى
أسطي تائه في تاكسي مفبرك وزبائن غير طبيعيين
١٧/٦/٢٠٠٨
المصدر: جريدة المصرى اليوم
كتب : رامى عبد الرازق
أعترف أنني تصورت أن ثمة علاقة ما بين الفيلم الذي يتحدث عن يوميات سائق تاكسي والكتاب الذي وزع آلاف النسخ «تاكسي حواديت المشاوير» لخالد الخميسي.. لكنني مع الأسف وجدت شذرات قليلة من حواديت سائقي التاكسي المأخوذة من الكتاب.
الفيلم يبدأ بداية هزلية جدا (سائق التاكسي يتعرض لشجار بسبب دفاعه عن عاهرة يقلها).. ويصدمنا ببنائه الدرامي القائم علي مواقف مفتعلة، غير منطقية وغير محكمة، غرضها الأساسي التنكيت وإفساح المجال للبطل «أشرف عبدالباقي» ليستعرض قدراته الكوميدية التي جمدت عند مرحلة معينة من مسيرته منذ «رشة جريئة» و«صاحب صاحبه»..
فرغم التعليق الداخلي الذي يشبه خواطر تأملية راقية، الذي نسمعه في البداية علي لسان سائق التاكسي «صلاح» ونتصور معه أننا مقبلون علي رحلة جميلة ومختلفة داخل شوارع المجتمع المصري .. نفاجأ بمغامرات طفولية ساذجة بطلتها شابة هستيري ـ أروي جودة ـ تطلب منه أن يصطحبها إلي كباريه لتلتقي هناك طليق أختها ليشتبكا معه في شجار عبيط.. أو تطلبه في التليفون دون أن ندري من أين أتت برقمه لتلقي له بابن أختها الذي خطفته من والده لترده إلي حضانة أمه.. ثم تطلب منه مجالسة العجوز المصابة بالزهايمر، والتي تعمل هي لديها كجليسة وممرضة.. وهذه كلها مواقف ميلودرامية كان من الممكن أن تصبح أكثر نضجا وتأثيراً لو تم التعامل معها بمنطق يحترم عقلية المتفرج ويشوقه بأسلوب فني.
لا يصح أبداً أن نظل نتعامل مع عقلية المشاهد باستسهال دون أن ندرك أنه ينتظر القليل من الإيهام والكثير من الإقناع.. ولا يصح أن تصبح مغامرات سائق التاكسي مع الزبائن مجرد مواقف تافهة كأن يظن أن أحد ركابه مات، وبدلا من أن يذهب به إلي أقرب مستشفي يتجول في شوارع المدينة مصطحباً زبائن آخرين يقول لهم إن معه «ميت»، حتي تستوقفه لجنة وتتهمه بقتل الزبون، أو يتحول الزبائن إلي أشخاص غريبي الأطوار مثل مدرس الجغرافيا «علاء مرسي» والعاهرات اللائي يركبن التاكسي محجبات وينزلن منه سافرات أو العكس، وزاد علي ذلك تلك النصبة الإجرامية التي قرأنا عنها جميعا عندما ركب اثنان من النصابين مع أحد سائقي التاكسي، وأوهماه أن أحدهما ملك الموت قادم ليقبض روحه فيفر السائق من التاكسي، وهي حادثة شهيرة كان يمكن صياغتها بشكل سينمائي جيد بدلا من التلفيقة الهزلية التي أفسدت الحدث وتوابعه.
الغريب أن عبدالرحيم كمال كسيناريست استطاع أن يضع أطراً خارجية جيدة للشخصيات التي يتعامل معها سواء عائلة سائق التاكسي (زوجته وأمه المكلومة في شقيقه البلطجي «مرعي» آسر ياسين) أو بالنسبة لصديقة السائق وأختها وحكايتها مع طليقها.. لكن السيناريو مع الأسف لم يفلح في ملء هذه الأطر بروح حقيقية تشعرنا بأن تلك الشخصيات حية.. مكتملة الأبعاد.
تجمدت رؤية سعيد حامد عند درجة معينة من التصورات البصرية التقليدية خاصة في مشاهد التاكسي التي تحتل أكثر من نصف الفيلم. فالزوايا تقليدية غير معبرة وبدون دلالات بصرية تشير إلي طبيعة العلاقة بين السائق وزبائنه من ناحية، وبينه وبين الشوارع التي يتجول فيها من ناحية أخري مثل استخدام انعكاسات إضاءة الشارع أو زجاج السيارة في صنع حالة بصرية طازجة بدلا من «الفاست موشن» الذي بدا مجرد حلية شكلية لكسر رتابة الإيقاع، ناهيك عن مصادر الإضاءة غير المنطقية لإنارة التاكسي من الداخل، فمن هو سائق التاكسي الذي يضع لمبة في شماسة السيارة لتنير وجهه؟ وكيف تأتي الإضاءة من تحت أقدام الزبائن في الكنبة الخلفية؟
كان يجدر بمدير التصوير مصطفي عز الدين أن يدرس طبيعة الإضاءة داخل التاكسيات، فبعضهم يضع إضاءات نيون في الخلف أو في قوائم السيارة لتبدو الإضاءة أكثر منطقية وإقناعا، بدلا من أن يبدو التاكسي مجرد تاكسي سينما غير حقيقي.. في داخله أسطي تائه فقد اتجاهه وضاعت منه وجهته.
المصدر: جريدة المصرى اليوم
كتب : رامى عبد الرازق
أعترف أنني تصورت أن ثمة علاقة ما بين الفيلم الذي يتحدث عن يوميات سائق تاكسي والكتاب الذي وزع آلاف النسخ «تاكسي حواديت المشاوير» لخالد الخميسي.. لكنني مع الأسف وجدت شذرات قليلة من حواديت سائقي التاكسي المأخوذة من الكتاب.
الفيلم يبدأ بداية هزلية جدا (سائق التاكسي يتعرض لشجار بسبب دفاعه عن عاهرة يقلها).. ويصدمنا ببنائه الدرامي القائم علي مواقف مفتعلة، غير منطقية وغير محكمة، غرضها الأساسي التنكيت وإفساح المجال للبطل «أشرف عبدالباقي» ليستعرض قدراته الكوميدية التي جمدت عند مرحلة معينة من مسيرته منذ «رشة جريئة» و«صاحب صاحبه»..
فرغم التعليق الداخلي الذي يشبه خواطر تأملية راقية، الذي نسمعه في البداية علي لسان سائق التاكسي «صلاح» ونتصور معه أننا مقبلون علي رحلة جميلة ومختلفة داخل شوارع المجتمع المصري .. نفاجأ بمغامرات طفولية ساذجة بطلتها شابة هستيري ـ أروي جودة ـ تطلب منه أن يصطحبها إلي كباريه لتلتقي هناك طليق أختها ليشتبكا معه في شجار عبيط.. أو تطلبه في التليفون دون أن ندري من أين أتت برقمه لتلقي له بابن أختها الذي خطفته من والده لترده إلي حضانة أمه.. ثم تطلب منه مجالسة العجوز المصابة بالزهايمر، والتي تعمل هي لديها كجليسة وممرضة.. وهذه كلها مواقف ميلودرامية كان من الممكن أن تصبح أكثر نضجا وتأثيراً لو تم التعامل معها بمنطق يحترم عقلية المتفرج ويشوقه بأسلوب فني.
لا يصح أبداً أن نظل نتعامل مع عقلية المشاهد باستسهال دون أن ندرك أنه ينتظر القليل من الإيهام والكثير من الإقناع.. ولا يصح أن تصبح مغامرات سائق التاكسي مع الزبائن مجرد مواقف تافهة كأن يظن أن أحد ركابه مات، وبدلا من أن يذهب به إلي أقرب مستشفي يتجول في شوارع المدينة مصطحباً زبائن آخرين يقول لهم إن معه «ميت»، حتي تستوقفه لجنة وتتهمه بقتل الزبون، أو يتحول الزبائن إلي أشخاص غريبي الأطوار مثل مدرس الجغرافيا «علاء مرسي» والعاهرات اللائي يركبن التاكسي محجبات وينزلن منه سافرات أو العكس، وزاد علي ذلك تلك النصبة الإجرامية التي قرأنا عنها جميعا عندما ركب اثنان من النصابين مع أحد سائقي التاكسي، وأوهماه أن أحدهما ملك الموت قادم ليقبض روحه فيفر السائق من التاكسي، وهي حادثة شهيرة كان يمكن صياغتها بشكل سينمائي جيد بدلا من التلفيقة الهزلية التي أفسدت الحدث وتوابعه.
الغريب أن عبدالرحيم كمال كسيناريست استطاع أن يضع أطراً خارجية جيدة للشخصيات التي يتعامل معها سواء عائلة سائق التاكسي (زوجته وأمه المكلومة في شقيقه البلطجي «مرعي» آسر ياسين) أو بالنسبة لصديقة السائق وأختها وحكايتها مع طليقها.. لكن السيناريو مع الأسف لم يفلح في ملء هذه الأطر بروح حقيقية تشعرنا بأن تلك الشخصيات حية.. مكتملة الأبعاد.
تجمدت رؤية سعيد حامد عند درجة معينة من التصورات البصرية التقليدية خاصة في مشاهد التاكسي التي تحتل أكثر من نصف الفيلم. فالزوايا تقليدية غير معبرة وبدون دلالات بصرية تشير إلي طبيعة العلاقة بين السائق وزبائنه من ناحية، وبينه وبين الشوارع التي يتجول فيها من ناحية أخري مثل استخدام انعكاسات إضاءة الشارع أو زجاج السيارة في صنع حالة بصرية طازجة بدلا من «الفاست موشن» الذي بدا مجرد حلية شكلية لكسر رتابة الإيقاع، ناهيك عن مصادر الإضاءة غير المنطقية لإنارة التاكسي من الداخل، فمن هو سائق التاكسي الذي يضع لمبة في شماسة السيارة لتنير وجهه؟ وكيف تأتي الإضاءة من تحت أقدام الزبائن في الكنبة الخلفية؟
كان يجدر بمدير التصوير مصطفي عز الدين أن يدرس طبيعة الإضاءة داخل التاكسيات، فبعضهم يضع إضاءات نيون في الخلف أو في قوائم السيارة لتبدو الإضاءة أكثر منطقية وإقناعا، بدلا من أن يبدو التاكسي مجرد تاكسي سينما غير حقيقي.. في داخله أسطي تائه فقد اتجاهه وضاعت منه وجهته.
ريفيو فيلم علي جنب يا أسطي
تأليف: عبدالرحيم كمال
إخراج: سعيد حامد
بطولة: أشرف عبدالباقي - أروي جودة
إنتاج: المجموعة المتحدة
مدة الفيلم: ١١٠
التأليف : عبد الرحيم كمال: أعدت كتابة السيناريو خمس مرات
اختار عبد الرحيم كمال أن يتحدي نفسه في أولي تجاربه السينمائية من خلال اللعب علي تيمة سائق التاكسي التي سبق أن قدمت من قبل في أفلام سينمائية مهمة مثل ليلة ساخنة لعاطف الطيب.. وحول تجربته الأولي «علي جنب يا أسطي» كان هذا الحوار..
* مهنة سائق التاكسي سبق أن قدمت في السينما أكثر من مرة أبرزها في فيلم «ليلة ساخنة».. فكيف استطعت تقديم صورة جديدة عن هذه المهنة؟
- كنت متاكداً من أن فيلمي مختلف تماما عن الأفلام التي قدمت من قبل عن سائقي التاكسي، لأنني أتناول سائق التاكسي في الألفية الثالثة، وهي مرحلة زمنية مختلفة، والواقع في مصر تغير كثيرا، لذلك فالأحداث في الفيلم بنت هذا الزمن، وصلاح في الفيلم يدخل في صراعات فرعية بجانب الأحداث الأصلية، بينما يتحكم مثلا حدث واحد منذ البداية وحتي النهاية في السائق في ليلة ساخنة.
* وهل استطاع أشرف عبدالباقي تقديم شخصية سائق التاكسي كما رسمتها في السيناريو؟
- نعم . لأنه أقرب ممثل لهذه الشخصية، فملامحه مصرية جدا معبرة عن الطبقة الوسطي التي ينتمي إليها البطل، كما كان متابعا لجلسات العمل التي قمت بها علي السيناريو مع المخرج سعيد حامد.
* ماذا جري في هذه الجلسات؟
- تمت إعادة كتابة السيناريو ٥ مرات والنسخة الخامسة هي التي تم تنفيذها وذلك حتي نصل بالفيلم لأقرب صيغة تعبر عن الحياة المعاصرة في مصر.
* كيف استطعت كتابة الأدوار التي ظهر فيها النجوم كضيوف في الفيلم؟
- هذه الأدوار مكتوبة من قبل أن أعلم أن من سيقدمها نجوم، فالاستعانة بهم في الأساس أمر يتعلق بالانتاج.
* هل صحيح أنك استعنت بكتاب «تاكسي» الذي صدر منذ عام في كتابة الحكايات التي خاضها بطل الفيلم؟
- غير صحيح لأنني انتهيت من كتابة النسخة الأولي من الفيلم قبل عام من بدء تصويره أي قبل إصدار الكتاب، كما أن هذا الكتاب يتحدث عن راكب واحد وعدد من سائقي التاكسي، أما «علي جنب يا اسطي» فيتحدث عن تجربة سائق واحد بينما يتغير الركاب.
* من أين استقيت الأحداث والحكايات التي اشترك فيها «صلاح»؟
- من تجاربي الشخصية وتجارب أصدقائي، وفي خيالي صنعت منهم «كوكتيل» من الاحداث.
* بدت بعض المشاهد وكأنك كتبتها من أجل الضحك فقط مثل الكاميرا الخفية؟
- لم أكتب مشهدا واحدا من أجل الضحك فقط ، فلكل مشهد دلالته السياسية فمثلا الإرهاب الذي سببه فريق الكاميرا الخفية لـ «صلاح» بفكرة ملك الموت حتي كان نتيجته هروبه خوفا من الموت وتركه التاكسي - مصدر رزقه - هو دلالة علي أن مثل هذه البرامج هي استمرار لحالة الإرهاب التي يتعرض لها المواطن باستمرار.
* وهل كان هناك أي هدف درامي من أن يفقد «صلاح» التاكسي في خلال الأحداث؟
- نعم، وهو أن يجد نفسه مضطرا إلي أن يلجأ لشقيقه مرعي البلطجي حتي يساعده، وذلك لأؤكد علي شيء مهم أنه في زماننا الأن قد يلجأ الطيب إلي الشرير أحيانا لحل مشاكله.
* لماذا دارت كل أحداث الفيلم في الليل؟
- لأن شخصيات الليل التي يتعامل معها سائق التاكسي درامية أكثر، أما شخصيات النهار فكلهم موظفون «غلابة مش بيعملوا مشاكل».
البطل : أشرف عبدالباقي: كنت المصور والمخرج وحتي حامل لوحة الكلاكيت
حوار: رشا سلامة
بعد غيابه عن البطولات السينمائية يعود أشرف عبدالباقي هذا العام بفيلم «علي جنب يا أسطي» منافسا بقوة في ماراثون الموسم الصيفي.. ومن خلال شخصية صلاح سائق التاكسي المتزوج والراضي بقدره رغم المشاكل يرسم أشرف البسمة علي وجوه الجمهور بمعاونة ١٦ نجما ونجمة ظهروا كضيوف شرف بالفيلم.
* لماذا قمت بدور «الراوي» في بداية الفيلم ونهايته؟
- فضلت أن يقوم صلاح بهذا الدور لأن الهدف منه هو تقريب الجمهور من موضوع الفيلم تدريجيا، فحياة سائق التاكسي لا يعلم الكثير من الجمهور عن تفاصيلها شيئا ، ودور الراوي لم يكن جديدا علي فقد سبق وقدمته في فيلم حب البنات.
* ألم تخش أن يخطف ضيوف شرف الفيلم الجمهور منك؟
- لا.. لأنني واثق جدا في موهبتي وقدرتي علي اختيار النصوص التي تناسبني.
* وهل كانت الاستعانة بهؤلاء النجوم لإضفاء بريق أكثر عليه؟
- فكرة الاستعانة بالنجوم لم تكن واردة، لأن الأدوار صغيرة ولكنها مهمة في دراما الفيلم، ففكرت والمخرج سعيد حامد أن نعرضها علي أصدقائنا ووجدنا ترحيبا كبيرا منهم، حتي إن أحمد السقا عندما شاهد وقتها الجزء الذي انتهينا من تصويره قال وأنا فين؟ ويكفي أننا لم نستغل أسماء هؤلاء النجوم في دعاية الفيلم ولم نضع أسماءهم و صورهم علي الأفيش.
* لماذا تحمست لبطولة فيلم لمؤلف شاب لم يقدم أي أعمال من قبل؟
- لأن قراءة سيناريو لمؤلف شاب لن يكلفني أكثر من ساعتين لأعرف إذا ما كان النص جيدا أم لا، خاصة أن سعيد حامد أرسله لي بعد أن قرأه وتحمس له جدا.
* عرض الفيلم بعد تأجيله عدة مرات لم يكن في صالح بعض «طزاجة» بعض الإفيهات مثل «إفيه» حرب حزب الله وإسرائيل والتي كانت الحرب دائرة بينهما وقتها؟
- قد يكون هذا الكلام صحيحا في حالة واحدة اذا كانت الواقعة التي يتحدث عنها الإفيه لن تتكرر، لكن حزب الله نشط ونشاطه هذا سيجعل من الإفيه جديدا دائما حتي ولوعرض الفيلم بعد ١٠ سنوات.
* صرحت بأنك لن تغضب إذا رُفع فيلمك من دور العرض لتتاح الفرصة لفيلم آخر في الموسم لأن النجاح والاستمرارية لم يعدا مقصورين علي الإيرادات فقط بل هناك الفضائيات؟
- هذا صحيح , و الدليل علي ذلك فيلم خالي من الكريسترول ، فقد شن عليه بعض النقاد والصحفيين هجوما أثناء عرضه في السينما، لكن عندما عرض علي الفضائيات لاقي قبولا و نجاحا عند المشاهدين، ولذلك فالإيرادات لا تهم سوي المنتج و الممثل ليعرف اذا كان سيرفع من أجره أم لا.
* الترحيب الذي كان يقابل به «صلاح» زبائنه ألا تراه مبالغاً فيه.. فعادة ما يكون سائق التاكسي من كثرة عمله بالشارع مجهداً ووجه عابساً؟
- اخترنا أن يكون صلاح بشوشا حتي يحبه الجمهور ويتعاطف معه.
* تصوير الفيلم أغلبه كان في شوارع القاهرة فهل واجهتك صعوبات؟
- قابلت بالفعل صعوبات كثيرة، فالكاميرا مركبة علي كبوت التاكسي بالإضافة لكشافين علي اليمين واليسار لإنارة وجهي أثناء التصوير و هذا أعاق رؤيتي للطريق، ولكن كان علي أن أبدو طبيعيا، كما كنت أعمل في كل مشاهد التاكسي كالمخرج ومدير التصوير وحامل الكلاكيت، لأنني كنت أدير الكاميرا واوقفها إذا حدث إعادة للمشهد لأن المخرج سعيد حامد كان يتابع من سيارة أخري و كان من الصعب أن يركب في التاكسي الخاص بي أثناء التصوير.
* كان من غير المنطقي ألا يعطي السائح العربي الذي جسده داوود حسين لـ«صلاح» أجرته في نهاية المشوار؟
- لا.. بالعكس كان طبيعياً جدا لأنه أعطاه زجاجة مسك بديلاً عن الأجرة، وهي هدية غالية عند الخليجيين، وتقدر قيمتها بحوالي ٣٠٠٠ جنيه، و لكن بالنسبة لـ«صلاح» في النهاية لم يحصل علي أجرته.
* هناك تشابه بين مشهد حزن «صلاح» علي ضياع الفتاة التي أحبها وحزن نجيب الريحاني في نهاية فيلم «غزل البنات»؟
- هذا صحيح , ففي هذا المشهد يشعر صلاح بعذاب وحزن لضياع نور منه ولم نجد سوي الشكل الريحاني لنهاية فيلم غزل البنات لنصور به هذا المشهد.
المخرج والمنتج : سعيد حامد: هذه وثيقة لـ«قاهرة ٢٠٠٨».. والفلوس لم تشغلني
حوار: أحمد الجزار
في شوارع القاهرة يقدم المخرج سعيد حامد فيلم «علي جنب ياأسطي» الذي يعد أول تجربة إنتاج له منذ أن بدأ مشواره بفيلم «حب في الثلاجة».. الفيلم الذي يرصد صناعه من خلاله ملامح القاهرة في عام ٢٠٠٨.. يتحدث مخرجه سعيد عن رحلة صنعه في هذا الحوار.
* لماذا قررت أن تتولي مسؤولية إنتاج الفيلم؟
- لأنني كنت أبحث عن فيلم يرصد ملامح القاهرة في ٢٠٠٨، ويكون وثيقة أفتخر بها، خاصة أن الشارع المصري الآن أصبح مليئا بالتناقضات والظواهر التي تستفز أي مبدع، والشارع دائما ما يحمل دراما خصبة لأي عمل فني، وقد سبق أن قمت بذلك في فيلم «شورت وفانلة وكاب»، والذي أظهرت من خلاله معالم شرم الشيخ، وأيضا معالم هولندا في فيلم «همام في امستردام».
* ألا تري أن خوض تجربة كهذه قد يكون مغامرة إنتاجية؟
- عندما قررت تقديم الفيلم لم أقصد حصد الملايين، وكل ما كان يهمني أن أغطي تكلفته الإنتاجية فقط، وهذا تحقق منذ البداية، وعندما أقتنع بتقديم عمل مع أشرف عبدالباقي لا أنظر الي الربح إطلاقا، وقد سبق أن اشتركنا إنتاجيا في فيلم «رشة جريئة»، واستمتعنا بالتجربة دون أن نضع لها أي حسابات مادية والآن أفخر بأنني قدمت «علي جنب ياأسطي»، لانني أعتبره وثيقة سينمائية مهمة للقاهرة يعرض كل معالمها بعمق ووضوح قبل أن تتغير، خاصة أننا في مقتبل أعوام التغيير، وقد اخترت التاكسي لأنه الوسيلة التي تستطيع أن ترصد من خلالها كل المعالم.
* وكيف تعاملت مع سلوكيات الناس في الشارع أثناء التصوير؟
- سلوك الشباب أصبح سيئا للغاية، وقد واجهت العديد من المشاكل مع بعضهم، وأوقفنا التصوير عدة مرات بسبب مضايقة بعضهم لنا أثناء التصوير، وقد تسبب ذلك في زيادة عدد أسابيع التصوير عن معدلاتها الطبيعية، واضطررت إلي الاستغناء عن لقطات عديدة بسبب تدخل الجمهور فيها عكس ما حدث في هولندا، فالشعب يعرف قيمة التصوير ويحترم العمل الفني ويقدر مجهود الآخرين.
* ولهذا قررت رصد المعالم من أعلي دون الالتحام بالشارع؟
- كان هدفي من رصد الشوارع من أعلي هو توضيح فقر القاهرة وعدم تناسق الأبنية واختلاف المعيشة بين المناطق، ولهذا قمت بتصوير سوق الجمعة وصلاة الجمعة في الحسين، كذلك تصوير شوارع المهندسين والمعادي.
* ولماذا كانت تيترات الفيلم عبارة عن رصد للشوارع فقط لمدة ٣ دقائق؟
- قررت أن أظهر «لوكيشن» التصوير للمشاهدين قبل أن نبدأ الفيلم، وحتي يستعد المشاهد للدخول في الأجواء العامة للأحداث، وكانت الشوارع التي ظهرت خلال التيتر هي الشوارع نفسها التي شهدت حركة أشرف عبدالباقي بالتاكسي في الفيلم، ولإعداد هذا التيتر صورت ٦ أيام في الشوارع فقط، ووصل حجم المشاهد المصورة حوالي ساعة ونصف اختزلتها في التيتر في ٣ دقائق فقط.
* وكيف قمت بتصوير مشاهد «الكلوز» -المقربة- الخاصة بالممثلين في التاكسي؟
- استخدمت «تاكسي» خاصاً لتصوير المشاهد التي توضح حركة التاكسي بشكل عام وعن بعد، وتاكسي آخر مفتوحاً دون سقف وزجاج لتصوير وجوه الممثلين عن قرب وتوضيح انفعالاتهم، خاصة أن هناك تعبيرات وحركات لعضلات الوجه لدي بعض الممثلين كان لابد من إظهارها بشكل واضح ودقيق.
* وكيف ظهرت الشوارع أكثر وضوحاً بكل معالمها في الليل والنهار؟
- استخدمت عدسات تصوير جديدة أتاحت لي رصد معالم وملامح الشوارع بدقة شديدة، كذلك استخدمت إضاءة كثيفة في المشاهد الليلية، وقمت برش كل الشوارع حتي تبدو الألوان زاهية.
* ولماذا قمت بإضفاء ألوان مختلفة علي بعض المشاهد؟
- استخدمت الألوان لإظهار الاختلاف بين التوقيتات، لأن العصر له إضاءة مختلفة عن الصباح، وهما بدوريهما مختلفتان عن الليل والشروق، وقد قمت بعمل مسح كامل علي الفيلم عن طريق الأجهزة الرقمية، وذلك لاختيار الألوان المناسبة لكل مشهد وتوضيح إضاءة المشاهد، وقد ساعدتني هذه الخاصية كثيرا في الصورة النهائية للفيلم، ويعد الفيلم الأول في تاريخ السينما المصرية الذي يجري عليه هذه الخاصية في المعامل المصرية بعد أن سبق أن قمنا بها في معامل أوروبا.
* شخصية «صلاح» -سائق التاكسي- تبدو مثالية أكثر من الواقع، بينما شخصية شقيقه «مرعي» عدائية بشكل غير مبرر؟
- شخصية «صلاح» موجودة في الواقع فهو الشخص الذي يحمل كل الهموم لكنه لا يستطيع الشكوي حتي لا يشعر بثقل ما يحمله ويدير حياته بشكل من التفاؤل والمثالية أحيانا حتي يتحمل ظروف المعيشة، أما شقيقه مرعي فقد تعلم القسوة من الحياة، وهدفه أن تمنحه الحياة مليونا أو حتي نصف مليون مثلما يفكر كثير من شباب هذا العصر، لأن الشغل أبو ١٠ و٢٠ جنيه ما بيجيبش البنزين، بالإضافة إلي أن مرعي يعتبر نفسه محامي العصر الجديد.
* ولكن إيقاع الجزء الأول من الفيلم كان بطيئاً؟
- سرعة الإيقاع وجهات نظر، والجزء الأول من الفيلم دائما ما يكون أقل سرعة من الجزء الثاني باعتبار أن جميع المعلومات والتفاصيل تسرد في النصف الأول بينما الجزء الثاني يهتم بغلق الحدوتة.
* أخيراً.. ألا تري أن الدعاية ظلمت الفيلم؟
- هناك أفلام وصلت ميزانية دعايتها إلي ٥ ملايين جنيه، وأخري رصدت لها ٣ ملايين جنيه، ولكن ميزانية فيلمنا بالكامل ٥ ملايين ونصف، فيكفي أن تكون ميزانية الدعاية له نصف مليون، وأعتقد أن هذه الميزانية تتوافق مع حجم الفيلم.
No comments:
Post a Comment