مسجون ترانزيت.. توليفة تجارية راقية و«حبكة» جديدة علي السينما البوليسية
كتب رامي عبد الرازق
المصدر: المصرى اليوم - ٢٦/٦/٢٠٠٨
هذا الفيلم يحتوي علي توليفة تجارية راقية، ومن الظلم محاكمته من منطلق أن أحداثه تتماس مع أحداث أفلام أخري سواء أجنبية أو مصرية، ويكفي صناعه أنهم قدموا حبكة بوليسية تحترم عقل المتفرج، رغم المبالغات الميلودرامية في نهايتها، ويظل تجربة تستحق أن يقضي المشاهد ساعتين ليتابعها دون ملل.
علي مستوي السيناريو، قدم المنتج والمؤلف وائل عبدالله محاولة معقولة الجودة، تضم حبكات صغيرة تصنع في النهاية حبكة كبيرة شيقة، كما تم تقديمها بأسلوب جديد في صياغة الدراما البوليسية.
يبدأ الفيلم بدخول «علي» - أحمد عز - السجن محكومًا عليه بالمؤبد، ثم يخرج منه علي يد شخص مهم «نور الشريف» ولينفذ عملية ما يعتقد أنها لصالح الدولة. وتتطور حياته بعد سنوات، وتكوينه أسرة، وظهور الشخص المهم مرة أخري ليطلب منه تنفيذ عملية أخري لصالح الوطن لتتغير حياته بأكملها وتتحول إلي جحيم ينتهي بفاجعة تصيبه وتصيبنا كمتفرجين بكسرة قلب هائلة، وتكاد تكون من أشد المواقف التراجيدية قوة وتأثيرًا في السينما المصرية في السنوات الأخيرة.
هذه النهاية التراجيدية البحتة تعتمد مبدأ التطهير عبر الدراما، وتطرح مغزي الفيلم العام أو رسالته، التي تعتبر مكررة، وهي أن الأخطاء الصغيرة يمكن أن تؤدي إلي عواقب وخيمة يدفع ثمنها المخطئ ومن حوله.
وأسوأ ما استخدمه المؤلف من أساليب في الفيلم هو كتابة موقع الأحداث وتوقيتاتها علي الشاشة، وهو نوع من التسجيلية غير المبررة، وجاءت خارج سياق السرد، وكانت الصورة كفيلة بشرح المكان وزمنه دون توجيه المتفرج.
إخراجيا، استعادت ساندرا نشأت توازنها البصري وحسها الإيقاعي المميز، إلي جانب ظهور مساحات سردية جديدة عندها كانت جذورها موجودة في أعمال سابقة ومنها استخدامها انعكاس الشخصيات علي الأسطح المعدنية (طفاية السجائر في السيارة مثلاً) واستخدامها المرايا والزجاج المموه لإضفاء سرد بصري ودلالة درامية للحدث.
لم يتعارض ذلك مع اعتمادها علي المونتاج بنظام الربع لقطة، والكادر غير المستقر، وكلاهما من الطرق البصرية المرهقة للمتفرج المصري، لكنها وظفتهما بشكل مناسب في أغلب المشاهد ومنها مشهد زيارة «نور الشريف» لأسرة «أحمد عز» فقد كانت حركة الكاميرا مهتزة ومتخبطة، والمونتاج كان سريعًا ليوحي بأن زيارة هذا الرجل هزت أركان البيت الهادئ. واستخدمت نفس الأسلوب في مشاهد الاشتباكات والمطاردات، لكن هنا للتغطية علي قلة الإمكانيات المتاحة في مصر لتنفيذ المعارك والمطاردات.
وتظل التجربة كلها خطوة متقدمة لساندرا والمونتير أحمد حافظ، ومدير التصوير نزار شاكر، كما نجحت في تطوير أداء «أحمد عز» الذي قدم في هذا الفيلم أفضل مستوي في الأداء منذ بدأ التمثيل وساعد علي ذلك أن شخصيته مرسومة بشكل متكامل الأبعاد.
وتميز حوار الفيلم بالتلقائية في التعامل بين الشخصيات وبعضها، وجاء انسحاب عنصر الكوميديا عند صلاح عبدالله والاكتفاء بأنه ممثل من العيار الثقيل في مصلحة الفيلم، وأضاف إليه عمقًا. ولم يعب الحوار سوي غياب اللهجة السكندرية عن شخصية «علي» التي كانت ستضيف إليه مزيدًا من الواقعية والإيجابية.
وأثبتت إيمان العاصي أن التمثيل ليس له علاقة بطبيعة الكاميرا (فيديو أو سينما) وإنما بقدرة الممثل علي الاندماج في الشخصية وتلبسها رغم أن السيناريو رسم شخصيتها بسطحية، واكتفي بملامحها الخارجية، ولم يعمقها دراميا رغم أهميتها في الأحداث.
يحسب لهذا الفيلم تقديم الممثل المخضرم نور الشريف لشخصيته بثعلبية ليست غريبة عليه خاصة مع برودة ملامحه، واختفاء انطباعاته الشخصية، ليكون شخصًا غامضًا حقيقيا وغير مفهوم.
هذا الفيلم يحتوي علي توليفة تجارية راقية، ومن الظلم محاكمته من منطلق أن أحداثه تتماس مع أحداث أفلام أخري سواء أجنبية أو مصرية، ويكفي صناعه أنهم قدموا حبكة بوليسية تحترم عقل المتفرج، رغم المبالغات الميلودرامية في نهايتها، ويظل تجربة تستحق أن يقضي المشاهد ساعتين ليتابعها دون ملل.
علي مستوي السيناريو، قدم المنتج والمؤلف وائل عبدالله محاولة معقولة الجودة، تضم حبكات صغيرة تصنع في النهاية حبكة كبيرة شيقة، كما تم تقديمها بأسلوب جديد في صياغة الدراما البوليسية.
يبدأ الفيلم بدخول «علي» - أحمد عز - السجن محكومًا عليه بالمؤبد، ثم يخرج منه علي يد شخص مهم «نور الشريف» ولينفذ عملية ما يعتقد أنها لصالح الدولة. وتتطور حياته بعد سنوات، وتكوينه أسرة، وظهور الشخص المهم مرة أخري ليطلب منه تنفيذ عملية أخري لصالح الوطن لتتغير حياته بأكملها وتتحول إلي جحيم ينتهي بفاجعة تصيبه وتصيبنا كمتفرجين بكسرة قلب هائلة، وتكاد تكون من أشد المواقف التراجيدية قوة وتأثيرًا في السينما المصرية في السنوات الأخيرة.
هذه النهاية التراجيدية البحتة تعتمد مبدأ التطهير عبر الدراما، وتطرح مغزي الفيلم العام أو رسالته، التي تعتبر مكررة، وهي أن الأخطاء الصغيرة يمكن أن تؤدي إلي عواقب وخيمة يدفع ثمنها المخطئ ومن حوله.
وأسوأ ما استخدمه المؤلف من أساليب في الفيلم هو كتابة موقع الأحداث وتوقيتاتها علي الشاشة، وهو نوع من التسجيلية غير المبررة، وجاءت خارج سياق السرد، وكانت الصورة كفيلة بشرح المكان وزمنه دون توجيه المتفرج.
إخراجيا، استعادت ساندرا نشأت توازنها البصري وحسها الإيقاعي المميز، إلي جانب ظهور مساحات سردية جديدة عندها كانت جذورها موجودة في أعمال سابقة ومنها استخدامها انعكاس الشخصيات علي الأسطح المعدنية (طفاية السجائر في السيارة مثلاً) واستخدامها المرايا والزجاج المموه لإضفاء سرد بصري ودلالة درامية للحدث.
لم يتعارض ذلك مع اعتمادها علي المونتاج بنظام الربع لقطة، والكادر غير المستقر، وكلاهما من الطرق البصرية المرهقة للمتفرج المصري، لكنها وظفتهما بشكل مناسب في أغلب المشاهد ومنها مشهد زيارة «نور الشريف» لأسرة «أحمد عز» فقد كانت حركة الكاميرا مهتزة ومتخبطة، والمونتاج كان سريعًا ليوحي بأن زيارة هذا الرجل هزت أركان البيت الهادئ. واستخدمت نفس الأسلوب في مشاهد الاشتباكات والمطاردات، لكن هنا للتغطية علي قلة الإمكانيات المتاحة في مصر لتنفيذ المعارك والمطاردات.
وتظل التجربة كلها خطوة متقدمة لساندرا والمونتير أحمد حافظ، ومدير التصوير نزار شاكر، كما نجحت في تطوير أداء «أحمد عز» الذي قدم في هذا الفيلم أفضل مستوي في الأداء منذ بدأ التمثيل وساعد علي ذلك أن شخصيته مرسومة بشكل متكامل الأبعاد.
وتميز حوار الفيلم بالتلقائية في التعامل بين الشخصيات وبعضها، وجاء انسحاب عنصر الكوميديا عند صلاح عبدالله والاكتفاء بأنه ممثل من العيار الثقيل في مصلحة الفيلم، وأضاف إليه عمقًا. ولم يعب الحوار سوي غياب اللهجة السكندرية عن شخصية «علي» التي كانت ستضيف إليه مزيدًا من الواقعية والإيجابية.
وأثبتت إيمان العاصي أن التمثيل ليس له علاقة بطبيعة الكاميرا (فيديو أو سينما) وإنما بقدرة الممثل علي الاندماج في الشخصية وتلبسها رغم أن السيناريو رسم شخصيتها بسطحية، واكتفي بملامحها الخارجية، ولم يعمقها دراميا رغم أهميتها في الأحداث.
يحسب لهذا الفيلم تقديم الممثل المخضرم نور الشريف لشخصيته بثعلبية ليست غريبة عليه خاصة مع برودة ملامحه، واختفاء انطباعاته الشخصية، ليكون شخصًا غامضًا حقيقيا وغير مفهوم.
المنتج - السيناريست
وائل عبدالله: شاركت في كتابة كل الأفلام التي أنتجتها من الباطن.. ولن أكتب إلا لنجوم شركتي
كتب:أحمد الجزار
يعتبر وائل عبدالله ظاهرة مثيرة للجدل، فهو منتج وسيناريست، بدأ حياته مخرج مسلسلات، ثم اتجه إلي الإنتاج والتوزيع، وصفه البعض وقتها بـ«إمبراطور التوزيع»، ثم بدأ في خوض تجربة الكتابة عندما كتب قصة فيلم «ملاكي إسكندرية» الذي أثار جدلاً كبيراً لحرفيته العالية، وبعده كتب قصتي فيلم «تمن دستة أشرار»، و«كلاشينكوف» إلي أن كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم «الشبح»، ويعود وائل هذا الموسم بتأليف فيلم «مسجون ترانزيت» الذي يعرض الآن في دور العرض.
عن أسباب التحول أكثر من مرة في حياته، أجرينا معه هذا الحوار
* لماذا فكرت في خوض تجربة الكتابة؟
- موهبة الكتابة لدي منذ أن بدأت العمل في الوسط الفني، وكنت أشارك في كتابة بعض الأعمال من الباطن، ولم يكن يشغلني أن أكتب اسمي، وقد شاركت في كتابة معظم الأفلام التي أنتجتها، كما شاركت في كتابة سيناريو «ملاكي إسكندرية» لكنني اكتفيت بكتابة اسمي علي القصة التي كان هدفي من كتابتها فتح سوق جديدة لأفلام التشويق لأن السينما كانت مقتصرة علي الكوميدي، وأعتقد أن الموزع أكثر شخص يستشعر حركة السوق، لذلك قررت المغامرة بتقديم هذه التجربة واكتشفت أنني علي حق.
* ولماذا انتقلت من كتابة القصة إلي كتابة السيناريو بالكامل؟
- لم يكن ذلك في رأسي من البداية، ولكن شجعني أحمد عز لأنه اكتشف أنني أكتب القصة بكل أحداثها، إضافة إلي أجزاء من السيناريو والحوار، فأصر علي أن أكمل التجربة بنفسي، وأفلام التشويق عموماً تحتاج أحياناً إلي رجل واحد يدير المهمة خاصة إذا كانت مختمرة في رأسه.
* البعض يصف أفلامك بأنها مقتبسة من أفلام أجنبية؟
- هذا غير صحيح، لأنني أقتبس أعمالي من الواقع ومن صفحات الجرائد، حتي قصة فيلم «ملاكي إسكندرية» كانت كذلك بمعظم أحداثها، ولكن الناس اعتادت علي اتهام الأعمال جيدة الصنع بأنها مقتبسة من أعمال أجنبية، وكأن الخواجة وحده هو الذي يقدم الأعمال المتميزة، وأنا لا أنظر إلي هذه الاتهامات، والمهم أن أقدم أعمالاً تلقي ترحيباً واهتماماً من الجمهور.
* ولماذا يبدو فيلم «مسجون ترانزيت» كأنه أجزاء من أفلام شاهدناها من قبل؟
- أي فيلم إذا نظرنا له بهذه الطريقة سنجد أنه أجزاء من أفلام أخري، والمهم النظر إلي الفكرة عموماً، وهل تم تناولها بهذا الشكل قبل ذلك أم لا، وكان هدفي من هذا الفيلم أن أقول إن هناك أشخاصاً يتعرضون للنصب باسم جهات محددة.
* وهل ما حدث مع بطل الفيلم يحدث علي أرض الواقع الآن؟
- النصب باسم الأجهزة الأمنية كثير جداً، وبصور مختلفة، ولكن للأسف يتم التعتيم عليه ولا نعرفه، وقد تعرفت علي ذلك من خلال ملفات عديدة، ولكن ليس بالشكل الذي قدمته.
* رغم عدم نجاح فيلم «الرهينة» قدمت فيلم «الشبح» مع المخرج عمرو عرفة ثم عدت إلي ساندرا في فيلم «مسجون ترانزيت» لماذا؟
ـ كان من المفترض أن تقدم ساندرا فيلم «الشبح» لكنها لا تقدم سوي فيلم واحد في العام، وكان لابد أن نخوض تجربة تقديم فيلمين في العام، ووجدت أنه من الصعب أن يحدث ذلك مع فريق واحد، فقررت الاستعانة بعمرو عرفه ليقود فريقاً جديداً.
* ألا تري أن اختيار ساندرا لإخراج معظم أفلام أحمد عز قد يعرضه لظلم لحصره في أداء واحد؟
ـ عندما يكون المخرج محدوداً سأتفق معك في الرأي، لكن ساندرا مخرجة غير محدوده، ونجحت في كل مرة في تقديم أعمال مختلفة إذن فالعمل معها استفادة لأي نجم، وأعتقد أن عمرو عرفه سيقدم أحمد عز في فيلمه المقبل بشكل مختلف، والاندماج والتعاون والتفاهم بين فريق العمل هو أقصر طرق النجاح.
* ولماذا تفضل أيضاً أن تقدم كتابتك لنجوم شركتك فقط؟
ـ لأنني أكتب لهم وأحياناً يكون البطل في رأسي وأنا أكتب له، فلماذا أكتب لنجوم آخرين، وأهل بيتي يحتاجون إلي فمن الأفضل أن نستفيد ونفيد بعضنا لأنه في النهاية الكتابة ليست مهنتي الأساسية، ولن أفكر في الكتابة لأحد خارج شركتي، وإذا كانت هناك موضوعات لأشخاص أخري سأنتجها أيضاً أو أحتفظ بها حتي الوقت المناسب.
ولكن هناك اتهاماً باعتبارك منتجاً وموزعاً بأنك تهتم بعرض أفلامك في أفضل المواعيد وتقوم بتأجيل أفلام المنتجين الآخرين؟
ـ هذا غير حقيقي بالمرة، لأن الفيلم الجيد يفرض نفسه علي أي شخص، وأنا أقوم بعرض فيلم «عادل إمام» في أفضل المواعيد رغم أنه ليس من إنتاجي، ولكنني أكسب منه باعتباري الموزع وصاحب دور العرض، وأحياناً أقوم بنقل أفلامي إلي القاعات الصغري حتي أفسح المجال لأفلام أخري، لأننا نعمل في صناعة نريد أن تدر علينا أكبر دخل، حتي يزداد ازدهارها، ونحن نعطي الفرصة لكل الأفلام وقد قمت الموسم الماضي بتأجيل فيلم «كلاشينكوف»، لمحمد رجب رغم أنه من إنتاجي، وقمت بعرض أفلام أخري، واضطررت لعرضه في موسم عيد الأضحي، فتعرض لظلم كبير أثر علي إيراداته بشكل سلبي لأنني في النهاية أعامل نفسي كعارض للأفلام وليس منتجاً لها.
المخرجة
ساندرا نشأت: «الداخلية» ليست «إله» وخداعها وارد
كتب:محسن حسني
مزور محترف يخدع عددا من المسؤولين بوزارة الداخلية بأوراقه المزورة وينجح في إخراج سجين محكوم عليه بالمؤبد ويقنعه بأنه من جهة أمنية ومكلف بمهام محددة!! تلك كانت الفكرة التي استخدمها المؤلف وائل عبدالله والمخرجة ساندرا نشأت في صناعة فيلمهما «مسجون ترانزيت»، ورغم بريق الفكرة، إلا أنها لم تكن مقنعة بدرجة كبيرة، لكن ساندرا دافعت عن الفكرة بأن الفيلم ليس وثائقيا حتي يتطابق مع الواقع، وأكدت أن ترتيبها الأسماء علي تيتر الفيلم كان حسب الظهور، كما دافعت عن الاتهام بأن أعمالها متشابهة في أسلوب الإخراج.
* الحبكة الدرامية للفيلم لم تكن مقنعة.. فكيف يستطيع مزّور مهما كان احترافه أن يخدع الداخلية ويقوم بإخراج سجين محكوم عليه بالمؤبد؟
ـ أولا الداخلية ليست «إله»، ووارد جدا أن يتعرض رجالها للخداع علي يد نصاب أو مزور محترف، ثانيا حتي إذا كانت الحبكة الدرامية بعيدة عن الواقع، فهذا ليس عيبا في فيلم سينمائي، لأننا لسنا بصدد فيلم وثائقي يرصد الواقع بحذافيره.
* حين اكتشفت الداخلية تعرضها للخداع لماذا لم تعتقل «عادل عرابي»؟
ـ هي لم تعتقله، وإنما قدمته للعدالة وتم حبسه عددا من السنوات، ثم خرج وقابل «عبدالرحمن» مرة أخري في الكويت وطلب منه سرقة أوراق من خزينة عضو مجلس الشعب «حسن موافي»، وإذا كان عادل عرابي تم اعتقاله أو حبسه لفترة طويلة كنا سنتحدث عن فيلم آخر، لأن سير الأحداث كان سيختلف تماما.
* بعد أن اكتشف «عبدالرحمن» حقيقة «عادل عرابي»، لماذا لم يعد لأمه التي تظنه ميتا؟
ـ «عبدالرحمن» لم ينس أمه طوال الأحداث وكان يرسل أموالا إليها باستمرار عن طريق «شاهين» مدير أعماله، الذي كان يقول لها إن هذه المبالغ من فاعل خير، وفي نهاية الفيلم هناك أحداث كبيرة شغلت «عبدالرحمن» مثل تعرض أسرته للخطر وموت ابنه.
* لماذا اعتمدت علي كتابة التواريخ والمدد الزمنية علي الشاشة أكثر من مرة خلال الأحداث؟
ـ هذه كانت مجرد صيغة متعارف عليها لتوصيل معلومات محددة للمشاهد، ولجأنا لاستخدامها، لأن هناك أحداثاً تمت علي فترات زمنية متباعدة، وهو يشبه أسلوب الراوي وليس عيباً استخدامه.
* إيقاع الأحداث في النصف الأخير من الفيلم كان أسرع من النصف الأول.. لماذا؟
ـ لا أتفق معك في هذا وأعتقد أن الأحداث من بداية الفيلم لنهايته كانت سريعة، لكن النصف الأخير لأي فيلم غالبا تكون به النتائج ونهايات الخطوط الدرامية، لهذا قد يتخيل المشاهد أن الأحداث في النهاية تكون أسرع.
* هل هناك ضرورة درامية لجعل معظم مشاهد الفيلم ليلية؟
ـ هذا حدث بالصدفة نتيجة وجود عدد كبير من الأحداث تستلزم التصوير الليلي مثل سرقة فيلا عضو مجلس الشعب، وغيرها من جرائم القتل، ثم إن الليل يجعل الأحداث أكثر غموضا وهذا في صالح الفيلم، كما أن هناك مشاهد نهارية مثل مشهد قتل تاجر المجوهرات الإسرائيلي.
* مشهد قتل الطفل «علي» كان شديد القسوة، فهل تعمدت إثارة المشاهد لتبرير تصرفات الأب بعد ذلك؟
ـ بالتأكيد، لأن المشاهد كان يجب أن يشعر بالنار التي تحرق قلب «عبدالرحمن» علي قتل ابنه «علي»، وبالتالي يكون انتقامه مبررا، كما أن هذا المشهد زاد من سخونة الأحداث.
* «عبدالرحمن» قتل تاجر مجوهرات إسرائيلياً وشرع في قتل «حسن موافي» وابنه كما قتل «عادل عرابي»، لكن مصيره بدا غامضا؟
ـ «عبدالرحمن» سلم نفسه للعدالة في نهاية الفيلم، وكل جرائم القتل التي ارتكبها كانت لها تبريرات بين السطور وخلال الأحداث، فهو قتل التاجر الإسرائيلي باعتباره جاسوسا، أي تم خداعه، وقتل «عادل عرابي» دفاعاً عن النفس، وقتل ابن «حسن موافي» بالخطأ لذا يتوقع المشاهد له أن يأخذ حكما مخففا.
* ترتيب الأسماء علي تيتر الفيلم حسب الظهور، هل كان حيلة لكتابة اسم أحمد عز قبل اسم نور الشريف؟
ـ بالطبع لا، ولو ظهر نور الشريف أولاً كنا سنكتبه قبل أحمد عز، وكلنا نعرف قدر نور الشريف، وقد اتفقنا علي ترتيب الأسماء حسب الظهور، وارتضي الجميع بهذا المعيار، وتجنبا لهذه المقارنات لم نكتب أي أسماء علي الأفيش، وهذا التقليد كان من اختراعي منذ سنوات، وصار عادة يتبعها معظم صناع الأفلام.
* هل استعنت بدوبلير في مشهد سقوط أحمد عز من الطابق العلوي؟
ـ لا، لم استخدم دوبليرا طوال أحداث الفيلم، وهناك مشاهد كانت صعبة وخطيرة، لكن نور الشريف وأحمد عز أصرا علي تأديتها دون دوبلير.
* لماذا قام «عادل عرابي» بتصوير الماسة المعلقة في رقبة «زوجة عبدالرحمن»؟
ـ هو فعل ذلك لتخويف «عبدالرحمن» ولكي يذكره بأنه لايزال موجودا، لكنه ـ عملياً ـ لم يستخدم صورة الماسة في شيء.
* الناس توقعت أن مشهد المواجهة بين «عادل عرابي» و«عبدالرحمن» هو مشهد النهاية، لكن الأحداث استمرت بعد ذلك فهل هذا في صالح الفيلم؟
ـ أعتقد أن هذا صحيح جدا وفي صالح الفيلم، لأننا إذا لم نوضح أن «عبدالرحمن» تم القبض عليه كان سيظهر كأنه بطل والنهاية ستكون فانتازيا، لكن مشهد القبض عليه جعل القصة أكثر واقعية.
* أسلوبك في إخراج «مسجون ترانزيت» لا يختلف كثيرا عن أسلوبك في «الرهينة» و«ملاكي إسكندرية» وباقي أعمالك فما ردك؟
ـ هناك شعرة تفصل بين التشابه والبصمة الإخراجية، وإذا كنت تقصد تشابه أعمالي فأنا لست معك، أما إذا كنت تقصد أن لي بصمة إخراجية فأنا سعيدة بهذا، لأنها سمة كبار المخرجين، فنحن حين نري فيلما ليوسف شاهين نعرفه حتي إذا لم يكن اسمه مكتوباً عليه.
البطل
أحمد عز: عزلت نفسي تماماً حتي أمثل مشهد قتل ابني
كتب: محسن محمود
حاول أحمد عز في فيلم «مسجون ترانزيت» أن يظهر بشكل مختلف عن أفلامه السابقة، فقد اعتمد علي موهبة التمثيل أكثر لتقديم شخصية «علي» الشاب السكندري الذي يسرق ليحقق طموحه في الهجرة خارج مصر، لكنه يقع ضحية خدعة كبيرة.
* كيف استفدت من التمثيل أمام نور الشريف؟
- السينما في حاجة إلي خبرات كبيرة، ومشاركة أساتذة كبار مثل نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وغيرهما، وعملي مع نور إضافة حقيقية للفيلم ولي لأن وقوفي أمامه جعل أدائي التمثيلي أفضل، ومجرد العمل معه نجاح كبير لي.
* لماذا كانت مشاهد الأكشن بسيطة في الفيلم؟
- لأن المبالغة فيها تجعل الجمهور ينتقدها، كما قررت اعتمادي علي موهبة التمثيل بشكل أكبر.
* هل تدربت علي الغطس لتصوير المشاهد تحت الماء؟
- تدربت في العين السخنة لمدة قصيرة، وهذه المشاهد كانت صعبة فعلاً.
* أول مشهد في الفيلم به بعض المبالغة لأن سيارات الشرطة حاصرتك فور قتل الحارس، وهذا لا يحدث في الواقع.
- الترتيب الزمني للمشاهد منطقي جداً، والإيقاع السريع للأحداث اضطرنا إلي تصوير المشهد بهذه الطريقة لأن ما يهمنا هو الهدف من المشهد، وهنا كان القبض علي القاتل متلبساً أثناء محاولته السرقة بعيداً عن أي تفاصيل أخري، ولو فسرنا المشهد فمن الممكن أن يكون أحد الجيران سمع صوت طلق ناري فاتصل بالشرطة مع مصادفة مرور دورية قرب مكان الحادث، لكن هذه التفاصيل ليست مهمة.
* كيف تعاملت مع مشهد قتل ابنك في الفيلم والذي أثر بشكل كبير في المتفرجين؟
- هذا المشهد قوي، وغير تقليدي، ومنذ أن ذهبت إلي مكان التصوير، انعزلت تماماً، ولم أتحدث مع أي شخص حتي أحافظ علي «الموود»، كما أن المخرجة صورت المشهد بالكل مرة واحدة «وان شوت» حتي يخرج بهذا الشكل وذلك بدلاً من تقطيعه.
* لماذا لم يظهر في الأحداث الفترة التي قضيتها في الكويت؟
- لأنها غير مؤثرة.
* هل تم تعديل السيناريو لوضع إعلانات شركات السيارات، وهل اعترضت عليها في البداية كما قيل؟
- لم يحدث أي تعديلات، وكنت سأعترض عليها لو لم يتم توظيفها درامياً، لكن كانت في سياق الأحداث لأنني في الفيلم صاحب معرض سيارات.
* ولماذا اقتصر تصرفك في الفيلم علي إرسال الأموال لأمك بدلاً من زيارتها؟
- لأن الشخصية مقتنعة أنها تعمل مع جهاز أمني كبير، وتؤدي مهمة وطنية، كما طلب مني نور الشريف أن أنفذ كلامه بالحرف الواحد مقابل إنقاذي من الحكم بالسجن ٢٠ سنة، وبالتالي من الصعب زيارة أخي في الأحداث.
* مشهد دخولك السجن تم تقديمه في أكثر من فيلم عربي، ولا جديد فيه.
- في معظم الأفلام العربية، بطل الفيلم يتم ضربه من المسجونين معه لأنه جديد عليهم، لكن هنا حدث العكس، وكان لابد من حدوث مشكلة وأن يتعرض لضرب شديد حتي يوافق علي طلب نور الشريف للهروب من السجن.
الممثلة
إيمان العاصي : بساطة ملابس وماكياج «نيفين» بغرض الوصول إلي كل الطبقات
كتبت: ياسمين محمود
نجحت إيمان العاصي في تقديم دور الزوجة المصرية «النكدية» من خلال شخصية «نيفين» في فيلم «مسجون ترانزيت» رغم أنها أول تجربة سينمائية لها.
* هل رشحك نور الشريف للدور بعد أن قدمت معه «حضرة المتهم أبي»؟
- وائل عبدالله وساندرا نشأت رشحاني للدور، ونور الشريف ليست له علاقة بذلك لأنني تعاقدت علي الفيلم قبل أن يوافق هو علي دوره.
* وهل تعمدت أن تظهري الزوجة المصرية بهذا الشكل؟
- أنا جسدت الدور كما يحدث في الواقع، فـ«نيفين»، زوجة مصرية نكدية ومستفزة، وقد علق بعض الناس علي أن هذه الشخصية هي طبيعة الزوجة المصرية.
* هل تم حذف مشاهد من دورك في الفيلم؟
- مساحة الدور لا تهمني، ويكفي أنني أمثل أمام نور الشريف وأحمد عز.
* ماكياج «نيفين» كان بسيطاً وملابسها أيضاً، رغم أنها زوجة رجل أعمال هل حضرت لذلك؟
- البساطة كانت مقصودة رغم أن الشخصية ثرية، وقد تعمدنا ذلك لتصل إلي جميع الطبقات.
* مشهد وفاة ابن «نيفين» كان طويلاً وقاسياً كيف حضرت له؟
- كنت خائفة من هذا المشهد منذ قراءتي للسيناريو، لكن وقت التصوير، وضعت نفسي في نفس موقف هذه الأم.
* هل كان مكتوباً في السيناريو أن يتخلل دورك بعض المشاهد الكوميدية، أم هذا اجتهاد؟
- أنا لم أقصد الكوميديا، بل خرجت من المواقف مثل موقف ذهاب «نيفين» وابنها إلي زوجها في العمل، وذلك لأنها امرأة «غلسه»، تراقب زوجها من شدة حبها له.
* لماذا عادت «نيفين» إلي زوجها رغم أنه سبب كل مشاكلها؟
- لأن المرأة المصرية طيبة بطبيعتها، وتحب بصدق، لذلك وجدت أنها يجب أن تعود إلي زوجها لتقف بجواره.
ريفيو «مسجون ترانزيت»
تأليف وإنتاج: وائل عبدالله
إخراج: ساندرا
بطولة: أحمد عز - نور الشريف
مدة الفيلم: ١٢٠ دقيقة
No comments:
Post a Comment