Friday, July 18, 2008


حمادة هلال يحترف الملاكمة من أجل عيون السينما
source: egyfilm.com
18/7/2008

«رغم جسمه النحيف وطبعه المسالم لأبعد الحدود.. فجأة أصبح حمادة بطلاً من أبطال الملاكمة وواحداً ممن يتعاملون مع من حولهم بعضلاتهم، وذلك عندما اضطر إلى تعلم الملاكمة ليدافع بها عن حقوقه».. هكذا تدور أحداث فيلم «حلم العمر»، الذي يقوم ببطولته المطرب الشاب حمادة هلال، ويؤدي دور حمادة، الطفل المسالم الذي يضطر لتعلم لعبة الملاكمة ليدافع عن سندوتشاته التي يستولي عليها زملاؤه في المدرسة بعد أن يشبعوه ضربا. كان حمادة قد شب بين أحضان والدته «هالة فاخر»، وشقيقته الطفلة الشقية «إيمان» التي تؤدي دورها «منة عرفة» بعد وفاة والده، ويصبح المسؤول عنهما، وظل يواصل لعب الملاكمة حتى بلغ مستوى رفيعا في أدائه، ويتوجه هو إلى أحد الأندية ليلعب بها، ليلتقي فور وصوله للنادي «نور» التي تؤدي دورها الممثلة الشابة دينا فؤاد ويقع في حبها منذ الوهلة الأولى. توطدت العلاقة بين حمادة ونور ليفيق من الحلم، وهو يشاهد أحد أعضاء النادي يحاول الدخول عنوة بسيارته إلى داخل النادي، ويؤدي دور ذلك العضو الممثل الشاب رامي وحيد، الذي تكشف الأحداث المتلاحقة أنه يعمل ضابط شرطة، وأنه يحب «نور» التي أصبحت ترتبط مع حمادة بقصة حب، وتبدأ حربا من نوع خاص بين الغريمين. حاول حمادة حسم الأمر بمقابلة والد «نور» رجل الأعمال الذي يؤدي دوره الفنان عزت أبو عوف الذي رفضه بحجة أنه لن يستطيع إسعاد ابنته الوحيدة لينقلب حال حمادة، ويتجه إلى شرب المخدرات، وتتزوج «نور» من الضابط الذي تنقلب أحواله بعد فصله من الخدمة عقب انكشاف أخطائه ومخالفاته أثناء خدمته. وتختلف «نور» مع زوجها لرفضه السماح لها بمشاهدة مباريات حمادة في تركيا أثناء لعبه على بطولة العالم، وتترك المنزل غاضبة، وعندما يطاردها زوجها تصطدم بسيارته وتموت ليصل الخبر إلى حمادة الذي يرفض استكمال المباراة النهائية والتي سيقابل فيها اللاعب الأميركي الذي لم يهزم قبل ذلك قط، ولكن فجأة يحضر والد «نور» الذي يخبره أن وصية ابنته التي كانت تحبه أن يلعب على النهائي، وأن ينتصر، وبالفعل يلعب حمادة أمام الملاكم الأميركي القوي، والذي ينتصر عليه حمادة في النهاية. تعبيرات باهتة وبنظرة أكثر عمقا للفيلم فقد ظهرت زوايا وكادرات إخراجية جيدة للمخرج وائل إحسان، وبالنسبة للممثلين فالوضع يعتبر أكثر اختلافا، خاصة بالنسبة لحمادة هلال التي جاءت معظم ردود أفعاله باهتة وتعبيرات وجهه غير مقنعة، خاصة في مشاهد الحزن والألم التي تعرض لها أثناء عملية القبض على والدته بتهمة السرقة التي قام بتلفيقها لها غريمه ضابط الشرطة، وجاءت أيضا ردود أفعاله باهتة في المشهد الذي يرفضه فيه والد «نور»، وكذلك لم يقنع حمادة المشاهدين في المشهد الذي يتناول فيه الخمور ويشرب المخدرات ليهرب من حب «نور» بعد زواجها من غيره. وجاءت كذلك «دينا فؤاد» لتضع عددا من علامات الاستفهام حول السر في اختيارها لذلك الدور، الذي لم يضف إليها أي شيء حيث بدت ملامح وجهها ثابتة تماما طيلة أحداث الفيلم بأن ثبتت معالم وجهها على الحزن والكآبة حتى في المشاهد الرومانسية أو مشاهد الفرح التي شهدها الفيلم إلى جانب عدم تمكنها من الإمساك بخيوط الشخصية التي تعتبر البطلة ومحور الأحداث الرئيسي في الفيلم والمحرك للبطل. الأدوار الثانية وعلى النقيض تماما جاءت الأدوار الثانية أكثر تألقا وأكثر حيوية من الأدوار الأولى فقد بدا الممثل الشاب رامي وحيد، وكأنه بطل الفيلم الرئيسي حيث جاءت تعبيراته مقنعة فقد استطاع أن يرسم ملامح الفرح والخوف معا على وجوه المشاهدين للفيلم، وكان أكثر صدقا في أدائه، خاصة المشهد الذي جمعه بحمادة داخل مديرية الأمن، عندما ذهب إليه حمادة ليطلب منه إخراج والدته من الحبس بعد تلفيق تهمة لها بأنها تبيع أجهزة موبايلات مسروقة فيساومه الضابط على عدم اللعب في النادي والابتعاد عن «نور». وكذلك جاء الدور الرائع للفنانة هالة فاخر التي أضافت كثيرا للدور وللفيلم بصفة عامة من خلال شخصية الأم التي تحاول أن تسعد ابنها وابنتها بغض النظر عن الطريقة التي تنفذ بها ذلك، وبات هذا واضحا في المشهد الذي ذهبت فيه إلى والد «نور» لتترجاه أن يقبل زواج ابنته من ابنها في هذا المشهد الرائع، الذي يقلب ببكائها عقب قيام عزت بتوجيه أحد الخدم لإعطائها صدقة وكأنها متسولة. وهناك أيضا الدور الذي قدمته «منه عرفة» التي أبكت الجمهور مرتين وأضحكته عدة مرات، أما البكاء الأول فكان لحظة القبض على والدتها من قبل ضابط الشرطة عندما ترجوه أن يتركها فيضربها برجله، وجاءت لحظة البكاء الثانية في نهائي العالم عندما وقع حمادة على الأرض، ولم يستطع القيام لتغني له إيمان «احلف بسماها وبترابها.. احلف بدروبها وأمجادها»، وهى تبكي فيتفاعل معها مشاهدو المباراة لينقلب المشهد إلى بكاء حار يدفع حمادة إلى القيام وكسب المعركة. كما أجاد الفنان توفيق عبد الحميد في تجسيد شخصية المدرب بشكل حاز إعجاب النقاد والجمهور. أما عن السيناريو فقد جاء متماسكا إلى درجة كبيرة، خاصة في توظيف الممثلين وربطهم بالأحداث إلا مشهد واحد، وهو عندما تعرف حمادة على «نور» في محل الورد الذي تمتلكه داخل النادي فقد جاء في السيناريو أن حمادة حلم بها ولكن
ما أعاب المشهد هو أن يحلم حمادة باسم نور قبل أن يعرفها، وكأنه مكشوف عنه الحجاب.
القاهرة ـ دار الإعلام العربية

No comments: