Thursday, July 17, 2008


حلم العمر .. فيلم يستغل الدراما لابكاء المشاهد بالعافية ومع سبق الاصرار والترصد
17/7/2008
source: egyfilm.com
إيهاب التركى - جريدة الدستور
فى فيلم "حلم العمر" اختلف شكل "حمادة هلال" النحيل الضعيف، وبرزت بجسده بعض العضلات التى تؤهله للوقوف على حلبة الملاكمة للقيام بدور بطل ملاكمة شاب حلم عمره الحصول على بطولة العالم للملاكمة، ولكن الأمر الذى لم يختلف مع "حمادة هلال" كبطل هو قدراته المتواضعة فى التمثيل والالقاء، ومع مجموعة ممثلين لم تضف جديداً فى فيلم غلب عليه التشنج العاطفى والمبالغة، والفيلم يدور فى قالب رياضى، ورياضة الملاكمة تعلمها البطل طفلاً فى صغره ليستطيع حماية نفسه من شلة تلاميذ يخطفون دائما ساندويتشات المدرسة منه، ورغم أن الفيلم الذى اتخذ الرياضة وسيلة درامية لبث معانى الأخلاق الرياضية يتورط فى بث رسائل ملتبسة وغير تربوية حينما يذهب الطفل بعد عدة تدريبات على الملاكمة الى المدرسة وضرب الأولاد الذين اعتادوا خطف الساندويتشات منه، ويعود لامه فرحاً لانه استطاع "طحن" زملاءه، وتصفق هى سعيدة ويقول مدربه له "برافو" يابطل بدلاً من توجيهه الى الحكمة فى استخدام قوته، واللجوء الى الناظر والمدرسين بدلاً من ضرب زملاءه. وبعد انتقال البطل الشاب مع امه وشقيقته الصغيرة الى القاهرة سعياً وراء حلم البطولة يبدأ الفيلم فى تقديم دراما رومانسية نمطية وتقليدية من خلال نشأة قصة حب بين البطل وبين فتاة ثرية يقابلها فى النادى الذى يتدرب فيه، وهى قصة حب مستهلة ولكنها تسيطر على أغلب أحداث الفيلم، وتوجهه نحو صعوبات وصراعات مفتعلة لاستدرار دموع المشاهد، فليجأ الى حشو الفيلم بكم من الأحداث المأساوية والبكائيات المعوقة للبطل عن تحقيق "حلم العمر" ، فالبطل الذى يسعى للحصول على بطولة الجمهورية يقف أمامه منافس شرس، لاينافسه فقط على الحصول على البطولة، بل على قلب الفتاة التى أحبها، وهو ملاكم شاب شرس شرير "رامى وحيد" الذى يعمل أيضاً كضابط شرطة، وهو ضابط فاسد يقوم بتسهيل بعض الأمور لوالد الفتاة رجل الأعمال "عزت أبو عوف" ، وهو يلجأ الى البطش بغريمه الفقير بكل الطرق، فهو يسعى لفصل المدرب "توفيق عبد الحميد" من النادى بعد أن أصر على تدريب البطل للوصول للبطولة كما يسعى للضغط على البطل للتنازل عن حبيبته وعن الانضمام للمسابقة. الفيلم حينما يصل فى منتصفه تقريباً الى فوز البطل ببطولة الجمهورية وهزيمة غريمه ينتهى درامياً وعملياً من طرح كل مايمكن طرحه فى قصة من هذا النوع، ولكنه يظل يعيد ويزيد فى مزيد الحكايات التى تسبق وصول البطل الى بطولة العالم أمام الملاكم الأمريكى الشرس، وذلك فى النصف الثانى من الفيلم الذى جاء مترهلاً ويغلب على حواره الخطابة خاصة فى المشاهد الأخيرة حيث يحث الجميع البطل على اكمال المسابقة رغم كل المصايب التى تحيطه. الفيلم تعمد خلال كثير من مشاهده أن يكون فيلماً طابعه الحزن، وللحصول على أكبر قدر من الحزن لجا السيناريو الى استغلال الدراما لابكاء المشاهد بالعافية ومع سبق الاصرار والترصد ، وصنع عمل درامى حزين أو حتى ماساوى أمر مشروع درامياً، ولكن افتعال هذا جعل الفيلم فى حالة سعى دائم وراء الكآبة الدرامية، وربما يكون الفيلم هو الأول من نوعه الذى بكى فيه جميع الممثلين حتى الشخص الشرير، والبطل رغم انه ملاكم قوى دائم الحزن والبكاء و"الشحتفة" عمال على بطال، وصديق البطل اصيب فى التدريب ولم يعد قادراً على اللعب أو العمل، وابنة المدرب الطفلة الجميلة مشلولة وأمها ماتت فى حادثة عربية، وأم البطل البوليس قبض عليها (ايه يارب كل الغم ده؟) والفيلم حتى يقتبس بعض المشاهد المؤثرة من السينما العربية الكلاسيكية مثل مشهد ذهاب أم البطل "هالة فاخر" الى قصر "عزت أبو عوف" ترجوه أن يسمح بزواج ابنته من ابنها ، ويعاملها والد الفتاة بتعالى وغرور، وهو مشهد نرى فيه "حسين رياض" فى فيلم "رد قلبى" وهو يرجو الباشا تزويج ابنته "انجى" لابنه الضابط الفقير، وحتى المشاهد الرياضية تحمل كثير من الأخطاء رغم مجهود المخرج "وائل احسان" ومعه المصور "رؤوف عبد العزيز" والمونتير "معتز الكاتب" لتحقيق أجواء الاثارة على حلبة الملاكمة، ورغم لمساتهم فى مشاهد أخرى بالفيلم، ولكن جائت الموسيقى التصويرية للقطات الملاكمة مقتبسة من موسيقى أفلام أمريكية حديثة مثل فيلمى "قراصنة الكاريبى" و"300 " وهى موسيقى حماسية بالفعل ولكنها موسيقى أجنبية مفصولة عن الموسيقى الشرقية المؤثرة للموسيقار "راجح داوود" واضع موسيقى الفيلم، وفى الفيلم "الرياضى" لانرى أو نعرف الكثير عن تفاصيل أو قوانين اللعبة موضوع القصة، وربما يعود ذلك الى أن صناع الفيلم أنفسهم لايعرفون الكثير عن قوانين اللعبة، وهناك خلط واضح بالفيلم بين ملاكمة المحترفين وملاكمة الهواة من حيث الملابس والقوانين حيث تنتهى مبارايات الهواة اذا أصيب أحد اللاعبين، وهو أمر يتناقض تماماً مع المباريات الدموية الشرسة التى قدمها الفيلم كمباريات للهواة، وهى أشبه بمباريات المراهنات المفتوحة .

No comments: