Thursday, July 19, 2007

الكركرة حتي الثمالة
19/7/2007
محمد صلاح الدين
ما الذي يجعل ممثلاً يمتلك مقومات فن التمثيل من رشاقة جسدية وحركة نشطة وإيماءات متنوعة وتلوين جيد للصوت حسب الشخصية والموقف.. وكلها كما نري أساسيات فن الأداء ينحدر إلي مناطق الهرج والمرج والتسخيف بهذا الشكل سوي متطلبات السوق التجارية البشعة التي لا تذر سوي التكالب علي المادة ليصبح فنه هطلا.. وما يقوله باليمين يردم عليه بالشمال؟! فيلم "كركر" واحد من مآسينا المحيرة في عالم فن السينما.. حيث يصول ويجول بطله محمد سعد في طول الفيلم وعرضه أداء وحركة ومجهودا مضنيا. يذكرني بما كان يفعله محمد صبحي في بداياته تحديدا منذ مسرحية "انتهي الدرس يا غبي" حيث وظف امكاناته كممثل بذكاء في العديد من الأعمال بعدها وضعته في مكانة متميزة بين أقرانه ولكنه "الدرس" الذي لا يريد ان يتعلمه حتي المتمتعون بالمهارات الفردية.. الذين آثروا "الكركرة" حتي آخر نفس فيها. إننا نري البطل الأوحد في هذا الفيلم وقد تقمص أربع شخصيات مختلفة أولها الأب الحناوي صاحب الثروة الطائلة وهي بالمناسبة أفضل الشخصيات الأربعة تجسيدا نراه غاضبا علي طول الخط علي ابنه لدرجة سبه باستمرار وبخشونة وغلاظة وتكرارية تؤذي حاسة السمع يحن له فجأة عندما يتزوج ويرقص في فرحه في وصلة أداء بالكرش تلفت النظر إليه كممثل ولكن الابن يصاب فجأة بصعقة كهربائية تؤدي به إلي نوع من الهطل فتطمع أسرته في ثروته فتقوم عمته "رجاء الجداوي" بتزييف شخصية ابنها وتحوله إلي فتاة "سعد أيضا" بينما يقوم العم "حسن حسني" باستئجار فتاة "ياسمين عبدالعزيز" علي طريقة نورا في فيلم "المليونيرة النشالة" لتلعب عليه أيضا ويدور الصراع بين الفتاتين -الحقيقية والمزيفة- لغواية كركر كي يتم المراد ولك ان تتخيل جانب إغراء الرجل الأنثي في هذه المسخرة حتي تدرك خشونة الإيحاءات الجنسية للوصول إلي أقصي درجات التهريج الجافي. ومثل كل أفلام المتاحف الكوميدية القديمة والتي كانت أكثر إقناعا ووقتها يسمح بهذا.. يفيق كركر الأصلي من جنونه فجأة بضربة عصا علي أم رأسه ويكشف أقاربه الطامعين في ثروته ويغني أغنية غريبة يقول فيها "طظ" في كل حاجة في الدنيا وحتي في الفلوس لأ يا شيخ.. والله فيك الخير. لا أعلم كيف أمات المؤلف أحمد عبدالله والمخرج علي رجب شخصية الأب الحناوي وهو في ذروة أداء الممثل لها كما جاءت شخصية العجلاتي هي أسوأهم علي الإطلاق لا تنافسها في السوء سوي الأنثي الذكر.. بل الأغرب هي شخصية "كركر" نفسه في آخر الفيلم.. حيث نراه العاقل الرزين الذي يقول الحكم وهي شخصية الممثل الحقيقية والتي وللعجب لم تعد مقبولة أو مقنعة بعدما فات. الفيلم حالة "علي بعضها" من المسخ الكوميدي.. الذي يولد الضحك أو السخسخة دون النظر إلي أية معايير فنية يجتهد فيها ممثل شاب إلي درجة الانتحار.. لكن أعود وأقول "وماله".. ما دام ارتضي -أو ارتضوا له- بأن يلعب أدوار كل الشخصيات.. بمن في ذلك المؤلف والمخرج_________________

No comments: