شبح احمد عز يعانى من شيزوفرانيا
source : egyfilm.com
نقلا عن جريدة الدستور
27/7/2007
كتب - ايهاب التركي - جريدة الدستور
اول مشهد في الفيلم مسروق باللقطة من فيلم اسمه
ده غير مشاهد من سيريانا وكازينو رويال
الشبح يعاني من شيزوفرانيا.. بيبدأ بشكل غامض ومثير... وبعد كده كل الابطال بيقلبوها تهريج
يبدأ الفيلم الامريكي الاسم الكودي: المنظف
بمشهد لغرفة في فندق حيث يستيقظ البطل جاك رودجرز (سيدريك ذا انترتينر) مندهشآ من وجوده في هذا المكان ليجد بجواره جثة ضابط شرطة مقتول فيشعر بالفزع الشديد، وكذلك بالألم نتيجة نزف جرح في رأسه، ولا يلبث ان يكتشف ايضآ انه لا يذكر اسمه، وحينما يبحث عن منشفة يمسح الدم عن رأسه يقرأ عليها اسم فندق لا يذكر انه جاء اليه فيندهش من سبب وجوده في هذا المكان، وفي طريق هروبه يجد حقيبة بها مبلغ مالي كبير يأخذه معه ويخرج من الغرفة، وفي الممر يصطدم بعامل الفندق الذي يحمل عربة مشروبات وعصائر.
وفي فيلم الشبح الذي كتبه وائل عبد الله يستيقظ أحمد عز في غرفة فندق ليجد بجواره رجلآ مقتولآ، ويجد رأسه ينزف نتيجة جرح، وحينما يذهب للبحث عن منشفة ليمسح الدم يجد لافتة على الحائط مكتوبآ عليها مرحبآ بكم في الاسماعيلية، وحينما يكتشف انه لايذكر اسمه او كيف ولماذا جاء الى الاسماعيلية يهرب بعد ان يأخذ معه جواز سفر القتيل ومفكرته والموبايل ومبلغ 15 الف جنيه، وفي طريقه للهروب خارج الغرفة يصطدم بجرسون يحمل صينية طعام. الحقيقة ان مايحدث في بعض الافلام من نسخ وسرقة مشاهد بعينها من افلام اجنبية يتجاوز فكرة الاقتباس، فعملية الاقتباس كما يعرفها كتاب السيناريو في العالم كله لها قوانين وضوابط، وفيلم الشبح يقدم امرآ غير مسبوق فهو مأخوذ عن فيلم حديث للغاية (عرض بأمريكا 5 يناير 2007) ولم يعرض في مصر في السينما، وان كان يباع على الارصفة، وهو امر مثير للدهشة ان يصل الحماس الى نسخ وتقليد مشاهد الافلام الاجنبية وتنفيذها بهذه السرعة.
الشيزوفرانيا السينمائية هي الحالة المسيطرة على فيلم الشبح، فهو فيلم يبدأ بشكل غامض ومثير وحركة سريعة للكاميرا مع مجهود كبير في المونتاج الذي ينتقل بين مشاهد الحاضر والفلاش باك، ولكن بعد عدد من المشاهد الجادة والمطاردات المثيرة يتحول العمل الى فيلم كوميدي دون تمهيد وبصورة لاتتناسب مع خط سير الاحداث، ثم لا يلبث ان تعود المطاردات الطويلة والمشاجارات العنيفة، وتسيل دماء البطل من عنقه وبطنه وكتفه ورأسه نتيجة محاولات طعنه بالسكين وضربه بآلات معدنية ثم نجده يعود بعد ذلك أكثر مرحآ وظرف في ذروة المشاهد المفترض ان تتحقق فيها حالة الجدية والاثارة، والفيلم لا يكترث بتفسير بعض الامور التي تصنع فجوات في ذهن المشاهد الذي لا ينقصه غموضآ فوق غموض الفيلم الفعلي، فأحمد عز يتعرض للضرب المبرح والجروح القطعية وحوادث اثناء المطاردات بالموتوسيكل ثم لانرى كيف يعالج نفسه من كل هذه الامور، فهو لايذهب للمستشفى ولا يقوم طبيب بخياطة جروحه التي تلتئم بسرعة شديدة، كما لم يفسر الفيلم كيف عرف احمد عز الفاقد للذاكرة انه قادر على قيادة موتوسيكل عندما طلبه من محمود عبد المغني، ولم نفهم كيف عرف صلاح عبد الله عنوان منزل محمود عبد المغني الذي لم يذكره ولم يشر اليه في مشهد تفاوض طويل بينهما.
كما خرجت بعض المشاهد بشكل مبالغ فيه كمشهد تفجير منزل محمد الصاوي بصورة ساذجة يقذف صلاح عبد الله بعود كبريت على بوتاجاز يتسرب منه غاز ولا ينفجر فورآ، بل انه يسير مبتعدآ في الشارع لينفجر المنزل دون ان يلتفت خلفه، ويقفز في الذهن مشهد شبيه لجورج كلوني في فيلم سيريانا مع اختلاف التنفيذ، ويظهر ايضآ شبح الاقتباس من فيلم كازينو رويال في مشهد المشاجرة داخل دورة المياه وتحطيم الحوائض! محاولات الفيلم لزرع حالة التعاطف مع البطل طوال مشواره في كشف اسرار ماضيه في السرقة والنصب، ولكن تظل نهاية الفيلم غير مفهومة حينما يجمع الفيلم بين النهاية السعيدة للأبطال وبين كونهم نصابين حصلوا على ملايين الجنيهات التي لا تخصهم وفلتوا من العقاب
No comments:
Post a Comment