Wednesday, July 25, 2007

عندليب الدقى


عندليب الدقي .. الوحدة العربية علي الطريقة الهندية
‏25/07/2007
المصدر: جريدة الاهرام
لم ينس محمد هنيدي أنه كان نجم الإيرادات الأول‏، وأنه قاد ثورة تصحيح لإعادة الجمهور لصالات العرض بعد سنوات عجاف في الإنتاج‏..‏
بصناعة السينما المصرية‏، وكان نجاحه في صعيدي في الجامعة الأمريكية ثم همام في أمستردام يمثل بداية ما سمي بعد ذلك بالسينما الشبابية‏، وأفلام المضحكين الجدد‏..‏ وطوال‏10‏ سنوات جرت في النهر مياه كثيرة‏,‏ وزاحمه علي قمة الإيرادات ممثلون آخرون‏!..‏ ومع كل فيلم جديد يحاول هنيدي أن يسترد القمة‏..‏ ويظل هذا شاغله الوحيد‏.‏ يأتي فيلم عندليب الدقي كمحاولة جديدة من محمد هنيدي ليسترد عافيته‏,‏ والقفز مرة أخري للقمة‏..‏ والفيلم نفسه أفضل من فيلميه الأخيرين‏,‏ ويدور حول شاب مصري يكتشف قبل وفاة أمه أن له شقيقا توءم خليجيا‏,‏ ولأنه شاب بائس ويعاني الفقر وضعف الموهبة‏,‏ حيث يريد أن يصبح مطربا وعندليبا‏,‏ بينما إمكاناته محدودة‏,‏ فإنه يقرر السفر لشقيقه الثري الخليجي‏,‏ لعل وعسي تنصلح الأحوال‏!‏ويذهب فوزي إلي شقيقه الخليجي فواز الذي يعامله بجفاء شديد‏,‏ ولكن فوزي يصر علي البقاء في الإمارات‏,‏ ويكتشف بالمصادفة أن هناك مؤامرة صهيونية تحاك ضد شقيقه رجل الأعمال الكبير فيتصدي لها‏!‏الفيلم يقدم مجموعة مواقف طريفة ومضحكة ولكنه يفتقد الطزاجة والإبداع‏,‏ لماذا؟ لم ينس هنيدي أن المشهد الذي تظاهر فيه ضد إسرائيل فيصعيدي‏,‏ ومواجهته لشخصية الصهيوني في همام أكسبا هذين الفيلمين اهتماما إعلاميا كبيرا‏,‏ فقرر تكرار ذلك من خلال المستثمر الصهيوني الذي يريد شراء شركة شقيقه التوءم‏,‏ ثم يربط ذلك بنجاح أغنية الحلم العربي في همام ليصبح بعد ذلك هو قضية الفيلم‏,‏ ولكن دراما العمل نفسه لم تسعفه لتحقيق ذلك‏..‏ أما مسألة الوحدة العربية التي يختتم بها الفيلم‏,‏ عندما يتحول هنيدي إلي كل الجنسيات العربية‏,‏ فإنها تظل مسألة دعائية ضد العمل نفسه‏..‏ فالفيلم يشير إلي أن الذي أكد علاقة أو صلة الاخوة بين فوزي و فواز هو الخادم الهندي داود حسين‏,‏ وأن هذا الأخير هو الذي قام بتربية الشقيق الخليجي‏!..‏ والفيلم نفسه يغازل الثقافة الهندية وليست العربية‏..‏ وهو أمر مستجد وغريب علي الأفلام المصرية والعربية‏.‏لاشك أن جهة إنتاج الفيلم‏,‏ ومكان تصويره‏(‏ الإمارات‏)‏ هي التي أوقعت صناع عندليب الدقي في هذا الفخ دون قصد‏,‏ وبالتالي فإن محاولة قراءة الفيلم من الناحية السياسية غير مجدية‏!..‏ فالمجدي هنا أن هنيدي حاول أن يقدم فيلما كوميديا خالصا‏,‏ وقدم شخصية الخليجي بخفة ظل‏,‏ وكانت أغنيته للأطفال لطيفة‏..‏ ولكن العمل ككل ينقصه الكثير أو الطزاجة والتجديد‏.‏فيما عدا مشهد البداية لم يكن للمخرج وائل حسان أي لمسات جديدة‏,‏ حيث قدم لقطات أبيض وأسود للقاهرة علي مدي قرن من الزمان ليمهد لشخصية فيلمه عندليب الدقي وكانت مهارته في إنهاء اللقطات والمشاهد من مصادر الضحك‏,‏ وإن ظل العمل ككل ينقصه الرؤية التي تستفز أي مخرج للتألق‏.‏لعب الممثل الكوميدي داود حسين دوره بشكل جيد‏,‏ وهو ممثل خفيف الظل‏..‏ بينما ظلت الممثلة السورية هبة نور مؤدية ضعيفة وليس لها حضور‏..‏ أما السيناريست أيمن بهجت قمر فمن الأفضل أن يعود إلي عالم الأغنية فهو ملعبه‏,‏ فقد كان هنا ضيف شرف بلا أي بصمة‏.‏عندليب الدقي فيلم آخر لمحمد هنيدي يمكن أن تستمتع بالكثير من مواقفه وتضحك معه‏,‏ ولكنه ليس هذا الفيلم الذي يمكن أن يقفز به ليسترد القمة‏.‏
المصدر : جريدة الأهرام

No comments: