عندليب الدقي .. الوحدة العربية علي الطريقة الهندية
25/07/2007
المصدر: جريدة الاهرام
لم ينس محمد هنيدي أنه كان نجم الإيرادات الأول، وأنه قاد ثورة تصحيح لإعادة الجمهور لصالات العرض بعد سنوات عجاف في الإنتاج..
لم ينس محمد هنيدي أنه كان نجم الإيرادات الأول، وأنه قاد ثورة تصحيح لإعادة الجمهور لصالات العرض بعد سنوات عجاف في الإنتاج..
بصناعة السينما المصرية، وكان نجاحه في صعيدي في الجامعة الأمريكية ثم همام في أمستردام يمثل بداية ما سمي بعد ذلك بالسينما الشبابية، وأفلام المضحكين الجدد.. وطوال10 سنوات جرت في النهر مياه كثيرة, وزاحمه علي قمة الإيرادات ممثلون آخرون!.. ومع كل فيلم جديد يحاول هنيدي أن يسترد القمة.. ويظل هذا شاغله الوحيد. يأتي فيلم عندليب الدقي كمحاولة جديدة من محمد هنيدي ليسترد عافيته, والقفز مرة أخري للقمة.. والفيلم نفسه أفضل من فيلميه الأخيرين, ويدور حول شاب مصري يكتشف قبل وفاة أمه أن له شقيقا توءم خليجيا, ولأنه شاب بائس ويعاني الفقر وضعف الموهبة, حيث يريد أن يصبح مطربا وعندليبا, بينما إمكاناته محدودة, فإنه يقرر السفر لشقيقه الثري الخليجي, لعل وعسي تنصلح الأحوال!ويذهب فوزي إلي شقيقه الخليجي فواز الذي يعامله بجفاء شديد, ولكن فوزي يصر علي البقاء في الإمارات, ويكتشف بالمصادفة أن هناك مؤامرة صهيونية تحاك ضد شقيقه رجل الأعمال الكبير فيتصدي لها!الفيلم يقدم مجموعة مواقف طريفة ومضحكة ولكنه يفتقد الطزاجة والإبداع, لماذا؟ لم ينس هنيدي أن المشهد الذي تظاهر فيه ضد إسرائيل فيصعيدي, ومواجهته لشخصية الصهيوني في همام أكسبا هذين الفيلمين اهتماما إعلاميا كبيرا, فقرر تكرار ذلك من خلال المستثمر الصهيوني الذي يريد شراء شركة شقيقه التوءم, ثم يربط ذلك بنجاح أغنية الحلم العربي في همام ليصبح بعد ذلك هو قضية الفيلم, ولكن دراما العمل نفسه لم تسعفه لتحقيق ذلك.. أما مسألة الوحدة العربية التي يختتم بها الفيلم, عندما يتحول هنيدي إلي كل الجنسيات العربية, فإنها تظل مسألة دعائية ضد العمل نفسه.. فالفيلم يشير إلي أن الذي أكد علاقة أو صلة الاخوة بين فوزي و فواز هو الخادم الهندي داود حسين, وأن هذا الأخير هو الذي قام بتربية الشقيق الخليجي!.. والفيلم نفسه يغازل الثقافة الهندية وليست العربية.. وهو أمر مستجد وغريب علي الأفلام المصرية والعربية.لاشك أن جهة إنتاج الفيلم, ومكان تصويره( الإمارات) هي التي أوقعت صناع عندليب الدقي في هذا الفخ دون قصد, وبالتالي فإن محاولة قراءة الفيلم من الناحية السياسية غير مجدية!.. فالمجدي هنا أن هنيدي حاول أن يقدم فيلما كوميديا خالصا, وقدم شخصية الخليجي بخفة ظل, وكانت أغنيته للأطفال لطيفة.. ولكن العمل ككل ينقصه الكثير أو الطزاجة والتجديد.فيما عدا مشهد البداية لم يكن للمخرج وائل حسان أي لمسات جديدة, حيث قدم لقطات أبيض وأسود للقاهرة علي مدي قرن من الزمان ليمهد لشخصية فيلمه عندليب الدقي وكانت مهارته في إنهاء اللقطات والمشاهد من مصادر الضحك, وإن ظل العمل ككل ينقصه الرؤية التي تستفز أي مخرج للتألق.لعب الممثل الكوميدي داود حسين دوره بشكل جيد, وهو ممثل خفيف الظل.. بينما ظلت الممثلة السورية هبة نور مؤدية ضعيفة وليس لها حضور.. أما السيناريست أيمن بهجت قمر فمن الأفضل أن يعود إلي عالم الأغنية فهو ملعبه, فقد كان هنا ضيف شرف بلا أي بصمة.عندليب الدقي فيلم آخر لمحمد هنيدي يمكن أن تستمتع بالكثير من مواقفه وتضحك معه, ولكنه ليس هذا الفيلم الذي يمكن أن يقفز به ليسترد القمة.
المصدر : جريدة الأهرام
المصدر : جريدة الأهرام
No comments:
Post a Comment