Saturday, June 16, 2007

افلام الشباب الجديدة ملهاش علاقة بالشباب خالص


أفلام "الشباب" الجديدة مالهاش علاقة بالشباب خالص
16/06/2007

في فيلم قص ولزق شاهدنا فتحي عبد الوهاب او الشاب سامي، وهو يحمل بين يديه ملف به اوراقه تضم شهاداته، وخبراته، وكل احلامه المجهضة المركونة على رف البطالة والضياع، يدور ويلف بها بحثا عن فرصة او وظيفة لم يجدها في النهاية!! هذا هو النموذج الذي قدمه الفيلم للشباب مع شريف منير، الشاب الذي دخل بقدميه المنطقة الرمادية من العمر دون ان يحقق اي شيء، في المقابل نجد حنان ترك الفتاة التي تواجه العنوسة بالهروب، ومعها مروة مهران التي تشبه الكثيرات ممن يعملن في اي مهنة والسلام … دليفري … بائعة في محل ملابس جاهزة، او اي مهنة تسمح لها بالبقاء داخل المدينة المتوحشة التي لا ترحم … تلك الشخصيات التي رسمتها هالة خليل بحرفية شديدة في فيلمها "قص ولزق" ستشعر انها شخصيات من لحم ودم تتطابق مشاكلها واحباطاتها، وفرحها السريع الخاطف مع الملايين من الشباب في مصر، فالفيلم وان كان يحمل رسائل او اسقاطات مهمة على هذا المجتمع، والعشوائية الضاربة في جذوره، فانه يلامس حال الشباب بشدة، وبالتالي فهو فيلم شبابي مائة في المائة، رغم ان تصنيفه في مكاتب المنتجين الذين يحسبون الفيلم بعدد الافيهات انه فيلم "بيقول كلام كبير مالناش دعوة بيه"، بينما في عرفهم ان الفيلم التافه طالما انه مليء نجوم بالنجوم الشباب فهو فيلم شبابي، رغم انه لا يتناول مشاكل حقيقية يعاني منها الشباب، وبالمقارنة بين قص ولزق وبين الافلام المعروضة حاليا او التي ستعرض في موسم الصيف، ستجد ان الافلام تتحدث عن شباب في المريخ وليس عندنا في مصر، ففي فيلم "45 يوم" ورغم اننا نعي انه فيلم مختلف عن السائد فانه في النهاية يقدم نموذجا لشاب والده يعمل طيارا … يعيش في فيللا اشبه بقصر … يركب سيارة اخر موديل، ويملك اسطبل خيل وكلب يربيه و"مسميه بيتهوفين"، وكلها تفاصيل لا نعترض عليها، ولكن ان تفاجا بعد كل هذا بان بطل الفيلم يعاني من ازمة عدم توافر الف دولار فقط، لدخول اكاديمية الطيران بعد رفض والده منحه اياها، ومن هنا تحدث عقدة البطل؟! فماذا سيقول الشباب الذي سيشاهد الفيلم، وامنية الواحد منهم هي الف دولار او اقل عشان يحطهم في شقة ايجار جديد يتجوز فيها!!اما عن الافلام التي ستعرض فيما بعد فهناك "احلام الفتى الطايش" والذي ستفاجا بان احلامه "رامز جلال" في الفيلم تدور كلها في إطار الحصول على المال والشهرة والبنت الحلوة ، وكل شئ ليصادف بالطبع بمشاكل ومقالب كثيرة في رحلته تلك التى تغذى شعور النجاح الخارق ، الغير موجود على ارض الواقع وهى عادة تلك الافلام التى تقدم الحياه سهلة ورغدة ، وبلا اى مشاكل ، فالمشاكل دائما تكون رغبة في اخراج كوميديا بينما لابد ان ينتهى الفيلم نهاية سعيدة0احمد ادم مثلا يقدم في فيلمه "صباحه كدب" شخصية مدرس موسيقى اعمى حلم حياته ان يصبح مطربا ،وهذا حقه طبعا ، ولكن المشكلة ان الفيلم يتعامل مع حلمه من على السطح ، ويكتفى بالكوميديا ، التى تتولد من كونه اعمى وعاوز يغنى مع انه شئ جميل ورائع ، وتحقق مع علامات في تاريخنا الغنائى مثل الراحل سيد مكاوى والمبدع عمار الشريعى 0اما احمد حلمى فيقع دائما في فخ تحقيق الاحلام بسرعة الصاروخ ، فهو في " زكى شان " ورغم انه بلا اى امكانيات خارقة او متوسطة ، حتى لكنك تجده يتصدى للعمل كبودى جارد وتجده في النهاية يتزوج الفتاه الجميلة ، وهو نفس ماشاهدناه في مطب صناعى فهو شاب من المحافظات يسعى للخروج الى المدينة ، لكن فجاة تذلل امامه كل العقبات بلا اى جهد 0 وهو في فيلمه الجديد "كده رضا" يقدم حكاية ثلاث توائم يتم التعامل معهم على انهم شخص واحد ، وبالتالى لايمكن اعتبارهم اصلا من ضمن الشباب المصرى ، وهو ما ستجده في فيلم محمد سعد الذى يتناول حكاية التوأم ايضا ، وستجده عند هنيدى كذلك من خلال احداث فيلمه " عندليب الدقى " فهو شاب يهوى الغناء مثله مثل الاف من الشباب الموهوب ، لكن الفرق الوحيد انك لايمكن ان تقتنع بان شخص مثل هنيدى يمكن او يستحق ان يصبح مطربا ، فتى الاحلام والطموحات الموجودة عند كثير من الشباب الموهوب ، الذين لايجدون اى فرصة يتم التعامل معها "كأفية" لا اكثر وهنيدى منذ تصديه للبطولة المطلقة ، وهو يقدم نموذج الكتالوج السهل لتحقيق الاحلام ، كما في همام في امستردام وبلية ودماغه العالية وفول الصين العظيم0قد يقول البعض ان هذه هى طبيعة الافلام الكوميدية ، وانه لا يجب ان نحملها باكثر مما تحتمل لكن في المقابل هناك كثير من القضايا المهمة ، التى يمكن ان يتم معالجتها كوميديا ، ولكن كل هموم ومشاكل الشباب في افلام الشباب اما غير موجودة او وهمية او لاعلاقة لها بالشباب اصلا0
المصدر : جريدة الدستور

No comments: