Sunday, March 16, 2008

غرفة 707
Source:
Algomhoureya march 14/08
كتب: محمد صلاح الدين

غير معقول ولا طبيعي أن تظل السينما المصرية تعيش سنوات عمرها كله علي الاقتباس.. فمنذ فيلم "ليلي" سنة 1927 ونحن ننسخ قضايا الغير ومشاكل ليست لنا ناقة فيها ولا جمل. بل وتشرب عادات وطباع ومعتقدات بعيدة عنا كل البعد.. حتي قيل أن ثلاثة أرباح تراثنا السينمائي ليس لنا.. مع أن في مجتمعاتنا ما هو زاخر ومتخم بدراما أغرب من خيال أشطر مؤلف!! يجيء فيلم "غرفة 707" للمخرج ايهاب راضي واحداً من اقتباساتنا السنية.. أغرب ما فيها أنه عن مسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجوليت" دون ذكر المصدر طبعا وكالعادة.. بل أذهلني أن نفس المخرج سبق له أن قدم نفس الرواية في فيلمه السابق لهذا الفيلم مباشرة وهو "حبك نار" مقتبساًً عن نفس العمل!! في واحدة من أغرب طرائفنا السينمائية المصرية والتي تستحق أن ترصد في موسوعة جينس للأرقام القياسية! كل ما هنالك أن بطل الفيلم الجديد "مجدي كامل" كان في الدور الثاني أو المساعد للبطل الرئيسي في الفيلم القديم "مصطفي قمر"! ويبدو أن "روميو" عشش في نافوخ صاحبنا حتي لفظه في أول بطولة له في عملية التصعيد السائدة هذه الأيام.. وللحق بقي سبق لفريق شوقي أن فعلها "واقتباساً أيضاً" حينما لعب دوراً صغيراً مع أنور وجدي في "أمير الانتقام". ولم يرتح إلا عندما قدم شخصية الكونت دي مونت كريستو في أمير الدهاء.. ولكن ظل كونت أنور وجدي أكثر سحراً!! إننا نعيش مع معيد الجامعة د. أحمد "مجدي كامل" الذي يحب تلميذته سارة "رولا سعد" ويدافع عنها من تحرشات أدهم "ياسر فرج" ابن الطبقة الثرية.. وحين يتقدم المعيد لخطبتها يفاجأ بتراث مأهول من العداوة بين العائلتين. عائلة والدها رجل الأعمال "طارق التلمساني" وعائلة النائب العام "سامي العدل" الذي سبق أن سجنه في احدي قضايا الفراخ الفاسدة قديماً.. وينشأ صراع محتد بين جميع الأطراف يستخدم فيها رجل الأعمال والطالب المدلل كل وسائل العنف لابعاد الحبيبين عن بعضهما. ولكن العاشق الولهان لا يقبل سوي بالزواج سراً من حبيبته لتقوم قيامة أبيها ويعذبها كما يعذبه حتي تنهار وتدخل في غيبوبة مستمرة! وأمام يأس الجميع من انقاذها. يظل العاشق بجوارها في غرفتها "707" بالمستشفي حتي تشفي. وليثبت لنا الفيلم أن الحب يصنع المعجزات!! ومعجزات نص سميرة محسن لم يكن في هذه الحدوتة النمطية الشائعة والتي تكررت علينا عشرات بل مئات المرات. وانما جاءت في جزء يسير ومبتور في الدراما عن المتاجرة في الأعضاء البشرية في المستشفي الذي يملكه رجل الأعمال. ومأساة الاستيلاء علي قطع غيار آدمية تستحق أن تكون هي قضية الفيلم الحقيقية لو اعطوها الرعاية والاهتمام الكافي. علي الأقل لاضفاء البعد الاجتماعي والفكري للطرح!! حاول المخرج المجتهد تقديم صورة سينمائية معبرة باستخدام حركة الكاميرا السريعة لتوقيع أثر شيق علي المشاهد.. ولكن بعضها الآخر لم يسعفه لافتقادها المصداقية مثل تكرار ذهاب البطل لبيت حبيبته وتكرار ضربه في عملية انتحارية ساذجة لروميو. كما ذبح دور الطبيبة الشابة "راندا البحيري" كاشفة جرائم المستشفي لحساب البطلة طبعاً! أما رولا سعد أو العروسة "باربي" دمية عروض الأزياء في الفيلم. فكنت اعتقد أن رزان باردة شوية في حسن طيارة. ففوجئت بمن هي أبرد منها في هذا الفيلم. ولا يليق عليها أبدا دور التلميذة التي تقول كل شوية "يابابي" ورموشها الاصطناعية مترين أمامها.. وتؤكد بالثلث علي فشل الاستعانة باللبنانيات أو عواجيز بيوت الأزياء في أدوار الفتيات المصريات!! وأحب أن أذكر أن آسيا عندما استعانت بصباح كان عمرها 15 سنة وكانت وجها صبوحاً وبرئيا بالفعل وتم تربيتها في مصر فاكتسبت اللكنة والطباع.. أما الاستعانة بالنفافيخ والوجوه الجبس ودمي الديفيلات أو الكليبات فهو الهطل بعينه.. واشربوا
بقي!!!

No comments: