Saturday, May 3, 2008



"كود 36": أكشن مثير للضحك على الطريقة المصرية

تقرير العربية نت الاسبوعى
3/5/2008

دبي – حكم البابا
يخصص تقرير العربية نت السينمائي مادته الرئيسية هذا الأسبوع لفيلم الأكشن والاثارة المصري "كود 36" الذي يعيد انتاج أدوار الحراس الشخصيين التي أداها ممثلون عالميون كبار مثل كيفن كوستنر وكلينت ايستود، ويمصّرها عبر قصة مفبركة وأداء هزلي ومطاردات صبيانية وإثارة بدائية.

كود 36: أداء هزلي ومطاردات صبيانية
إذا كنت أستطيع أن أتفهم الهجمة السينمائية المصرية في العشر سنوات الأخيرة على انتاج الأفلام الكوميدية وأرجعها لسببين، الأول يعود إلى طبيعة الشعب المصري المحب للنكتة والدعابة، والثاني لكون الكوميديا أكثر أنواع الدراما شعبية وقبولاً من الناس، الذين يجدون فيها فسحة للهرب من هموم الحياة الضاغطة والضحك على مآسيها، فإني لا أستطيع أن أتقبّل أفلام الاثارة والأكشن المصرية، أولاً لأن طبيعة الحياة في مصر أبسط من أن تحتمل المغامرات والمطارادات والغموض اللازمة لمثل هذا النوع من الأفلام، فأخطر مطاردة يمكن لي أن أتخيل حدوثها في شوارع القاهرة هي مطاردة عسكري لنشال قفز من أوتوبيس بعد خطفه لحقيبة إمرأة، وأهم تفكيك لعناصر جريمة مركبة –وإن كنت أستبعد حدوث مثل هذه الجرائم في مصر- يتم حلها باستخدام الأيدي والأرجل مع المشتبه بهم في أقسام الشرطة لانتزاع اعترافاتهم وليس باستخدام العقل والتحليل وربط الخيوط، ومن الطبيعي بسبب ارتفاع قيمة السيارة التي لا يحصل عليها المواطن إلاّ بعد أن تطلع عينه، ويحافظ عليها أكثر مما يحافظ على زوجته، أن تكون مطاردات السيارات وتكسيرها أو تدهورها نوعاً من الخيال غير القابل للتصديق في الحياة المصرية، وعلى هذا الأساس أفضل النظر إلى فيلم "كود 36" من بطولة مصطفى شعبان ومايا نصري باعتباره أقرب إلى أفلام الخيال الكوميدي منه إلى فيلم إثارة أو أكشن. ليست الأسباب السابقة وحدها والتي تخص الحياة المصرية أكثر مما تخص الشكل السينمائي، هي التي دفعتني فقط للتعامل مع فيلم "كود 36" باعتباره فيلماً كوميدياً، فمنذ المشهد الأول الذي ينظر فيه ضابط الحراسات شريف البنداري (الذي أدى دوره مصطفى شعبان بجدية زائدة عن الحد المطلوب حولته إلى أداء أقرب إلى الكوميديا) إلى صورة نورهان (جسدت شخصيتها المطربة اللبنانية مايا نصري بأدى لايتعدى ترداد حوارها) الفتاة التي كلّفه رؤساؤه بمراقبتها كونها مستهدفة من منظمة ارهابية لاأحد يعرف ماهيتها، كون عمها قد قام بعملية غير مفهومة ايضاً ضد هذه المنظمة الافتراضية، منذ هذا المشهد يشعر المشاهد المتوسط الذكاء بأن الضابط سيقع في حب الفتاة، وأن المشهد الأخير للفيلم سيكون إما مشهداً رومنسياً يجمع الضابط بالفتاة جالسين على طاولة في أحد مقاهي ضفاف النيل، وبينهما يظهر قرص الشمس كاملاً في لحظة الغروب الحالمة، أو وهما يقطعان التورتة بملابس العرس، وفعلاً لا يخيب المخرج أحمد سمير فرج توقعات المشاهدين المتوسطي الذكاء ويعتمد خيارهم الثاني كنهاية للفيلم.يحوي فيلم "كود 36" رغم جدية حدثه الظاهرية كماً هائلاً من التفاصيل الطريفة التي تؤهله ليكون أحد أكثر الأفلام المصرية إضحاكاً، من الحراسة المبالغ بها للفتاة المستهدفة والتي أظن أن الرئيس المصري نفسه لايحظى بمثلها، إلى بوح أم الضابط للفتاة بأن ابنها قد أخبرها بكل مايعرفه عنها رغم أن مثل هذه المعلومات يفترض أن تكون سرية، وصولاً إلى أكثر المشاهد كوميدية في الفيلم حين يعلم الضابط من رئيسه بأن الفتاة ليست مستهدفة، وعمها لم يقم بأية عملية ضد أية منظمة إرهابية، وكل مافي الأمر أن الفتاة تسكن بجوار لاجئ سياسي قررت أجهزة الأمن السينمائية المصرية استخدام ذكائها بحمايته من خلال تواجدها في فيلا الفتاة، وبدون علم الضابط المكلف بالعملية رغم معرفة ضابط آخر يقله رتبةً بها، أما لماذا وكيف وماالسبب فلاأحد من البشر يستطيع الاجابة عن هذه الأسئلة بمن فيهم كاتب السيناريو والمخرج، إلاّ إذا كان المقصود من حدث الفيلم قيام أجهزة الأمن بدور الخاطبة وجمع الضابط بالفتاة ليحبا بعضهما البعض، وتغني مايا نصري بعضاً من أغانيها.أما بالنسبة لـ"كود 36" في جانبه البصري المهم بالنسبة لأفلام الأكشن فأظن أن مشاهدة عرض لأطفال في سن العاشرة يتلقون دروساً في رياضة الجودو، ولفتيان في سن الخامسة عشرة يتصادمون بالسيارات الكهربائية في مدن الملاهي أكثر امتاعاً من مشاهدة معارك ومطاردات الفيلم، لكن عموماً أعتقد بأن "كود 36" مناسب جداً للمسافرين من محطة مصر إلى الاسكندرية أو أسيوط، والذين يملكون ساعتين من الوقت الفارغ قبل انطلاق قطاراتهم، لأنه أقل ضرراً من قضاء هاتين الساعتين في أي مقهى وتدخين الشيشة، وللأسف إلى هذه الدرجة وصلت
حال السينما في مصر!

No comments: