Friday, October 10, 2008


تاهت الفكرة وضاع الهدف «قبلات مسروقة» .. لعبة «لجميع الأفلام»؟


10/10/2008
كتبت: شيماء سليمالاقتباس في السينما هو نقل رواية أو مسرحية إلي سيناريو سينمائي، ويعد أكثر الطرق شرعية، وإعادة الصنع هو نقل فيلم تم تحقيقه من قبل إلي فيلم جديد، أما التلفيق فهو نقل أكثر من قصة أو حدث من أكثر من فيلم وتجميعه في فيلم واحد، أو بالمعني الشعبي «من كل بستان زهرة» أو «من كل فيلم أغنية».ش هكذا كان الأمر في فيلم "قبلات مسروقة" للمخرج خالد الحجر والذي يشعرك أي الفيلم ومن بعده المخرج بأنهما مصابان بحالة من اللامبالاة والاستسهال لتلفيق مادة مصورة علي شريط سينمائي في محاولة للإيهام بأن هذه القبلات المسروقة هي فيلم من انتاج 2008.القصة التي قام بتأليفها عبدالهادي مصباح والسيناريو الذي يحمل اسم احمد صالح يبحثان في أسباب سرقة العشاق للحظات من الحب والقبلات..والأسباب كلها اقتصادية بحتة تتلخص في البطالة والفقر.الهدف الذي بنيت عليه فكرة الفيلم يمس الواقع الذي نعيشه بشكل كبير فهو يعتمد علي الظروف الاقتصادية الصعبة وانخفاض مستوي المعيشة واقتراب الطبقة المتوسطة إلي القاع بسبب الغلاء والفجوة الكبري بينها وبين أصحاب الأموال في مصر.. تفكيك هذا الهدف إلي قصة يلعب بطولتها مجموعة من الشخصيات معظمهم من الشباب الجامعي.. يعانون من حالة الانفصال التي أصبح يعانيها المجتمع الذي أصبحت المادة فيه كمرض السرطان الذي ينتشر بسرعة في جسد الحب..لتجعله يتلاشي بالتدريج. الهدف والقصة في حالة صحية جيدة حتي الآن ولكن يأتي السيناريو الذي يطيح بهذا وذاك ويحول الفيلم إلي نسخة مشوهة من أفلام السبعينيات والثمانينيات والمسلسلات الرديئة، فالسيناريو يدخلنا في قصص زواج عرفي، وقصة حب مشوهة تقوم فيها الفتاة الفقيرة الطموح بخيانة حبيبها الشاب القروي الساذج الذي يذهب إلي الجامعة ببدلة كاملة وكرافتة!! وامرأة تخدع الشباب لتصور بهم أفلامًا إباحية وبالطبع ينتهي الفيلم بجريمة قتل هذه المرأة، وكالعادة في الأفلام (المصرية) يتم اتهام البطل الطيب الساذج إلي أن تثبت براءته حيث إن القاتل -كالعادة أيضا -هو صديقه السيئ الاخلاق الذي عرَّف الصديق الطيب علي هذه المرأة الشريرة.. الخط الايجابي الوحيد في هذا الفيلم والذي يحمل قصة جادة وطازجة إلي حد ما كان لفتاة الليل، الطالبة الجامعية، التي يقودها إلي بيوت الدعارة سائق تاكسي منزوع الإنسانية والاخلاق. وينتهي بها الحال بحرق نفسها.ولأن الفيلم يخجل- رغم محاولته الظهور في شكل جريء- من وضع النهاية المنطقية لحالة القهر التي تسيطر علي أبطاله، فقد جعل الانتصار للحب وهو ما لا يتناسب مع ما أراد الفيلم التعبير عنه منذ البداية، وهو حالة الضغط والفقر التي يعيشها كل من لا يمتلك الملايين في هذا البلد.ولأن صناع الفيلم تحديدا المخرج والمؤلفين- لا يشعرون بما يتعرضون له من أزمات تستحق التناول الجاد بدلا من التسطيح والأسلوب اللامبالي والاستسهال في السيناريو والتركيز علي مشاهد القبلات الرديئة الصنع والأداء، والسبب يعود إلي المخرج الذي تناسي الفيلم وأخذ يستطرد في مشهد كامل الحديث عن فيلم من أفلامه هو "حب البنات" وهي عادة خالد الحجر، علي كل الأحوال، ففي "حب البنات" كنا نشاهد في أحد ديكورات الفيلم بوستر أحد أفلامه التي حققها في إنجلترا "غرفة للإيجار".النقطة المضيئة والوحيدة في هذا الفيلم كانت الممثلين الشباب: باسم سمرة، فرح يوسف، دعاء طعيمة، أحمد عزمي، يسرا اللوزي، محمد كريم، شادي خلف وراندا البحيري واللذين حاولوا تقديم أدوارهم باستيعاب وجدية حتي إن كان السيناريو والإخراج تسببا في خفوت أدائهم في مشاهد رديئة كتابة وصنعا

No comments: