«زي النهارده».. رؤية جديدة لقصة «غير طبيعية»
المصدر: جريدة المصرى اليوم
كتب رامى عبدالرازق ١٥/ ١٠/ ٢٠٠٨
عدد قليل جداً من تجاربنا السينمائية المصرية يتناول القصص فوق الطبيعية أو الظواهر الخارقة.. وتقديم فيلم مصري لهذا النوع من الحواديت من خلال رؤية سينمائية شابة، وصورة مغايرة، وتكنيك بصري مختلف، يستحق التقدير حتي لو كانت به أخطاء البدايات وقلة الخبرة وتقليد الأمريكان.
ورغم الدقائق الأولي من فيلم «زي النهارده»، التي تقدم لنا «هجمة مثالية» علي المشاهد، وتعطينا فكرة عن الأسلوب البصري وتكنيك الحكي، فإنه بعدها يدخل الفيلم في فصل طويل نسبياً، يمكن أن نسميه «الحكاية الثانية» فالراوي - وهو صوت «بسمة» - يحكي في البداية حكاية حبيبها الذي مات بسبب أخيها المدمن،
بينما تدور الحكاية الثانية عن حبيبها الجديد، وكلتا الحكايتين تتشابه في التاريخ والوقائع والتفاصيل وهنا يبدأ التشوش في تكنيك السرد، وتعلق البطلة، أثناء سردها علي الحكايتين، تعليقات فلسفية مزخرفة، في حين يتم سرد حكاية أخيها المدمن وصديقته بطريقة تقليدية جداً دون راوٍ، وبأحداث لا تعلمها البطلة التي من المفروض أنها تحكي لنا من أجندة يومياتها طوال الفيلم.
وتعتبر هذه الطريقة ثغرة في تكنيك الحكي، كان يجب تفاديها، كما أن الخط الدرامي لشخصية مساعدة المخرج «رانيا شاهين»، جاء باهتاً جداً رغم أهميته، فهي شخصية تمثل خطراً درامياً علي البطلة لأنها تحاول الإيقاع بينها وبين حبيبها «أحمد الفيشاوي»، مثلما يمثل الأخ المدمن «آسر ياسين» خطراً علي البطلة،
بل إن شكل شخصية مساعدة المخرج كان سيئاً بسبب تأكيد المخرج علي اللون الأزرق خلال السرد البصري الذي أظهرها «نحاسية»، ولا يوجد مبرر لاستخدام هذا اللون في السرد، ولم يظهر الهدف منه، خاصة أن بعض مشاهد الأخ المدمن لم تكن زرقاء اللون، بل كانت صفراء، وهو لون التوهان بسبب الإدمان.
ولم ينجح التصوير ولا الإخراج في توصيل الحالة الدرامية الفلسفية لشخصية «عبدالعزيز مخيون»، بل جاءت مشاهده خفيفة ولا تحمل الحس الصوفي الذي وصلت له الشخصية بعد وفاة ابنها الوحيد.
ورغم محاولة المخرج طرح تكوينات ورؤي مختلفة من خلال المونتاج والحركة «مثل حركة الكاميرا كبندول الساعة في مشهد خوف مي من قدوم ياسر»، إلا أن بعض هذه التكوينات كانت «مراهقة جداً» مثل التصوير من داخل فتحة جيتار.
ولم يكن تمثيل الفيشاوي للشخصية بصوت ولغة جسدية مختلفين عن الطبيعي موقفاً فنياً لأنه عزل انفعال الشخصية - كما تصورناها - عن مشاعرنا. الفيلم في مجمله يصلح للمشاهدة، رغم أنه لا يحقق التأثير النفسي والشعوري المطلوبين.
التأليف والإخراج والمونتاج
عمرو سلامة: اللون الأزرق ضمن خطة «بصرية».. وأعدت ترتيب المشاهد في «المونتاج»
حوار: أيتن أمين
قدم عمرو سلامة نفسه في أولي تجاربه فيلم «زي النهارده» كمؤلف ومخرج ومونتير، واستطاع أن يحصد استحسان الجمهور والنقاد رغم أنه لم يدرس الإخراج ولا المونتاج ولا كتابة السيناريو لأنه قدم رؤية مختلفة لموضوع لا تتناوله السينما المصرية، وهو تطابق تفاصيل ووقائع قصتين رغم اختلاف الزمن بينهما.
عمرو نفي «سرقة» الفكرة من أفلام أجنبية، لكنه أعترف بأنه «قلد» بعض المشاهد من أفلام يحبها ونفذها في فيلمه.
* لماذا قمت بعمل مونتاج الفيلم، وهل التأليف والإخراج لا يكفيان خاصة في تجربتك الأولي؟
- المونتاج جاء مصادفة، فقد كنت اتفقت مع مونتير، لكنه كان خارج مصر، وطلب مني تركيب الفيلم لحين حضوره، وقد ركبت الفيلم فعلاً خاصة أنني لدي خبرة لا بأس بها في المونتاج من العمل في الأفلام القصيرة، وبدأت في العمل، واكتشفت أنني انتهيت من المونتاج.
* من المعروف أن شكل الفيلم يتغير في غرفة المونتاج، ويحدث إعادة ترتيب للمشاهد وتغييرات أخري، فهل التزمت برؤيتك المكتوبة في السيناريو أم غيرت فيها؟
- في المونتاج حذفت بعض المشاهد حرصًا علي اليقاع، وغيرت ترتيب البعض الآخر، كما أعدت ترتيب بعض الجمل الحوارية في مشاهد، والفيلم اختلف عن شكله في السيناريو وأصبح أفضل.
* لماذا ظهر الخط الدرامي الخاص بشخصيتي «آسر ياسين» و«أروي» أقوي من الخط الدرامي الرئيسي؟
- هذا صحيح، وربما يكون خطأ مني، وكان من المفروض أن أجعل الخط الدرامي الرئيسي أقوي، لكنني أثناء الكتابة كنت أحاول أن أقنع المشاهد بأن شخصية «آسر ياسين» يمكن أن تتطور وتشكل خطرًا حقيقيا علي شخصية أحمد الفيشاوي، وهذا جعلني أفرد لها مساحة درامية كبيرة.
* لماذا جاء إيقاع نصف الساعة الأولي من الفيلم بطيئًا، ثم أصبحت الأحداث أسرع وأكثر سخونة؟
- هذا مقصود، لأن النصف الأول يتناول حياة البطلة بعد وفاة حبيبها، ويركز علي مشاعر الوحدة والألم، فكان يجب أن يكون إيقاعه هادئًا، وربما المشكلة في أن الفيلم يبدأ بمشهد لاهث للبطلة وهي تجري فتوقع المشاهد أن الفيلم إيقاعه سريع.
* هل وضعت خطة بصرية للفيلم قبل التصوير لذلك كانت معظم مشاهده تميل إلي اللون الأزرق؟
- طبعًا، واشترك معي في وضعها مدير التصوير أحمد جبر، ومهندسة الديكور شيرين فرغل، ومصممة الملابس ليلي سليمان، وقد قسمنا المشاهد إلي زرقاء داكنة حزينة، وفاتحة ملونة رومانسية، وبناء عليه حددنا إضاءة وألوان ملابس كل مشهد.
* هل فعلاً كتبت السيناريو في ٤ سنوات؟
- الكتابة الأولي كانت منذ ٤ سنوات، ولم أكن أعرف وقتها أصول الكتابة، فكان السيناريو ضعيفًا رغم وجود أفكار جيدة، ثم قرأت العديد من الكتب، وأعدت الكتابة أكثر من مرة، وكنت أستعين بآراء بعض أصدقائي إلي أن وصلت إلي الصورة النهائية التي صورت بها الفيلم.
* ولماذا أعدت الكتابة أكثر من مرة؟
- من خلال مشاهدتي للأفلام، اكتشفت أن الجمهور لا يسامح في شيئين: القصة والتمثيل، وأي مشكلة أخري لا تؤثر، والدليل أفلام الثمانينيات المهمة التي كانت يتوافر فيها السيناريو القوي والأداء التمثيلي الراقي رغم أن المخرجين كانوا يعانون من مشاكل في تقنيات الصوت والصورة، ومن المحزن أن الصورة الآن مبهرة لكن بلا مضمون.
* البعض انتقد أداء أحمد الفيشاوي واستخدامه صوتًا مستعارًا في أداء دوره؟
- أنا راض تمامًا عن أداء الفيشاوي في الفيلم، وأعتقد أن النقد سببه تعود الجمهور علي الفيشاوي في مسلسل «تامر وشوقية»، وتغيير الصوت كان متفقًا عليه بيننا، وكان الأداء جيدًا.
* يبدو الفيلم متأثرًا ببعض الأفلام الأجنبية مثل (RUN LOLA RUN) و(SNATCH) فهل هذا صحيح؟
- البعض اتهمني بسرقة فكرة الفيلم، وهذا غير صحيح وأتحدي أي شخص أن يقدم أصلاً أجنبيا للفيلم، وقد كتبت السيناريو قبل أن أشاهد الفيلم الألماني
RUN LOLA RUN)، وقد غيرت في مونتاج
مشاهد الجري حتي لا تكون متشابهة، أما مشهد وقوع «نبيل عيسي» علي الأرض فلم ألاحظ تأثري فيه بفيلم SNATCH) إلا بعد عرض الفيلم، وأعتقد أن ذلك تأثر «حميد» غير مقصود يحدث من كثرة مشاهدة الأفلام.
وأعترف بأنني قلدت بعض المشاهد في أفلام أجنبية أحبها، ومنها مشهد وقوف آسر ياسين فوق سور البلكونة الذي أخذته من الفيلم الإسباني OPEN YOUR
EYES) الذي أحبه جدًا.
* لماذا كانت الموسيقي عالية نسبيا رغم جودتها؟
- هذا له علاقة بمشاكل في أجهزة الصوت في دور العرض السينمائي، فيضطر مهندسو الصوت إلي تعلية صوت الحوار وخفض صوت الموسيقي، لكنني ضبطت الصوت بشكل سليم بصرف النظر عن مشاكل دور العرض، لأن الفيلم سيبقي للزمن، ولذلك فالموسيقي صوتها أعلي في بعض دور العرض، لكن الفيلم سليم تمامًا من ناحيتي الميكساج والصوت.
* أنت لم تدرس السينما، فهل تري أن تعلم السينما لا علاقة له بالدراسة؟
- أنا مقتنع بالتعلم بصفة عامة سواء عن طريق الدراسة أو القراءة أو المشاهدة أو الممارسة، وأهم شيء أن يمتلك المخرج أدواته ١٠٠%، والباقي يرجع إلي حجم موهبته.
التمثيل
آسر ياسين: صورت مشهد «سور البلكونة» مرتين.. وانقصت وزني لتقديم «المدمن»
حوار:أحمد الجزار
نجح آسر ياسين مؤخراً في لفت الأنظار إليه بعد تقديم دور المدمن في فيلم «زي النهارده» الذي عرض ضمن أفلام عيد الفطر، والذي يمثل مصر الآن في المسابقة الرسمية لمهرجان أبوظبي.
ويعتبر آسر دوره في هذا الفيلم نقطة تحول في مشواره، وأكد أنه تعلم الكثير من هذه التجربة.
* هل تعاملت مع مصادر محددة لتوفير معلومات عن شخصية المدمن؟
- قمت بعمل بحث قبل وأثناء تصوير الدور سواء من الإنترنت أو كتب مختلفة تشرح عملية الإدمان وبالإضافة لذلك جلست مع بعض المدمنين، وتعرفت منهم علي تفاصيل عديدة خاصة بهم، أفادتني كثيراً في بناء الشخصية.
* وما أكثر التفاصيل التي توقفت عندها؟
- أهمها أن الإدمان قد يرافق البعض منذ الطفولة، هو الإدمان في أي شيء في الأكل أو كرة القدم أو أي شيء من الممكن أن يتعامل معه الشخص بشكل غير طبيعي، وهناك مدمنون عادوا إلي الإدمان لأنهم أحبوا شكلهم أثناء الإدمان، ولذلك اهتممت بشكل الشخصية.
* لكن الشخصية شهدت تحولات مختلفة في شكلها؟
- هذا حقيقي، ولكن ارتبط ذلك بمرحلة الإدمان التي وصلت إليها خلال الأحداث، ففي المرحلة الأولي كانت جرعة الحقن قليلة، ثم بدأت في الزيادة بعد ترك المنزل ثم التورط في جريمة قتل، ورغم حالة الإدمان التي سيطرت علي الشخصية طوال الوقت، فإنها كان لها فلسفة.
* لم تظهر أي مبررات حتي تتحول شخصية «محمد» إلي شخصية مدمنة؟
- ما علمته أن «محمد» لجأ لذلك بعد أن توفي والده الذي كان متعلقاً به بشدة، وفوجئ بأنه مضطر أن يعيش مع زوجة أب تريد أن تحصل علي إرثه، وأعتقد أن الفيلم لا يتحمل ذكر كل هذه التفاصيل، خاصة أن «محمد» ليس المحور الأساسي لقصة الفيلم، وإذا قررنا طرح خلفياته سيحتاج ذلك إلي فيلم منفصل، ولكنني وضعت تاريخ الشخصية بداخلي وبناء عليه حددت تصرفاته وأفعاله.
* كيف حافظت علي وحدة الانفعال طوال مدة التصوير؟
- دراسة الشخصية كانت صعبة للغاية، واضطررت أيضاً إلي تخفيض وزني بشكل ملحوظ حتي يتناسب مع الشخصية.
* هل كانت لك إضافات علي الشخصية؟
- كانت هناك مرونة كبيرة جداً في التعامل بين المخرج وجميع الممثلين، وقد ساهم ذلك في رفع مستوي العمل بشكل كبير لأننا اتفقنا علي إنجاز هذه التجربة في أفضل صورة، وعمرو سلامة من الشخصيات التي تستمع إلي الممثلين بشكل جيد ويحاول إخراج كل طاقاتهم في كل مشهد، وعندما طلبت منه أن يوجد مع «محمد» كرة في بعض المشاهد ووجود صور سوبرمان في خليفة مشاهده لأنه يشعر وكأنه سوبر مان، وافق عمرو علي الاقتراح وتمت إضافته للشخصية.
* لذلك قرر «محمد» أن يقف علي سور بلكونة في الدور الرابع؟
- كان ذلك من أخطر المشاهد التي قدمتها خاصة أنني أخاف من الأماكن المرتفعة، ولكنني أصررت علي تقديمه، ولم تكن هناك وسائل تأمين كافية، وفي الوقت نفسه كان لابد أن تظهر الشخصية بأداء محدد وكأنه يمثل مشهداً علي سور بلكونة، ولذلك قمنا بتصوير المشهد في يومين كاملين، والطريف أننا أضطررنا بعد ذلك إلي إعادته مرة أخري بعد أن قرر المخرج تصويره من زاوية أخري.
عدد قليل جداً من تجاربنا السينمائية المصرية يتناول القصص فوق الطبيعية أو الظواهر الخارقة.. وتقديم فيلم مصري لهذا النوع من الحواديت من خلال رؤية سينمائية شابة، وصورة مغايرة، وتكنيك بصري مختلف، يستحق التقدير حتي لو كانت به أخطاء البدايات وقلة الخبرة وتقليد الأمريكان.
ورغم الدقائق الأولي من فيلم «زي النهارده»، التي تقدم لنا «هجمة مثالية» علي المشاهد، وتعطينا فكرة عن الأسلوب البصري وتكنيك الحكي، فإنه بعدها يدخل الفيلم في فصل طويل نسبياً، يمكن أن نسميه «الحكاية الثانية» فالراوي - وهو صوت «بسمة» - يحكي في البداية حكاية حبيبها الذي مات بسبب أخيها المدمن،
بينما تدور الحكاية الثانية عن حبيبها الجديد، وكلتا الحكايتين تتشابه في التاريخ والوقائع والتفاصيل وهنا يبدأ التشوش في تكنيك السرد، وتعلق البطلة، أثناء سردها علي الحكايتين، تعليقات فلسفية مزخرفة، في حين يتم سرد حكاية أخيها المدمن وصديقته بطريقة تقليدية جداً دون راوٍ، وبأحداث لا تعلمها البطلة التي من المفروض أنها تحكي لنا من أجندة يومياتها طوال الفيلم.
وتعتبر هذه الطريقة ثغرة في تكنيك الحكي، كان يجب تفاديها، كما أن الخط الدرامي لشخصية مساعدة المخرج «رانيا شاهين»، جاء باهتاً جداً رغم أهميته، فهي شخصية تمثل خطراً درامياً علي البطلة لأنها تحاول الإيقاع بينها وبين حبيبها «أحمد الفيشاوي»، مثلما يمثل الأخ المدمن «آسر ياسين» خطراً علي البطلة،
بل إن شكل شخصية مساعدة المخرج كان سيئاً بسبب تأكيد المخرج علي اللون الأزرق خلال السرد البصري الذي أظهرها «نحاسية»، ولا يوجد مبرر لاستخدام هذا اللون في السرد، ولم يظهر الهدف منه، خاصة أن بعض مشاهد الأخ المدمن لم تكن زرقاء اللون، بل كانت صفراء، وهو لون التوهان بسبب الإدمان.
ولم ينجح التصوير ولا الإخراج في توصيل الحالة الدرامية الفلسفية لشخصية «عبدالعزيز مخيون»، بل جاءت مشاهده خفيفة ولا تحمل الحس الصوفي الذي وصلت له الشخصية بعد وفاة ابنها الوحيد.
ورغم محاولة المخرج طرح تكوينات ورؤي مختلفة من خلال المونتاج والحركة «مثل حركة الكاميرا كبندول الساعة في مشهد خوف مي من قدوم ياسر»، إلا أن بعض هذه التكوينات كانت «مراهقة جداً» مثل التصوير من داخل فتحة جيتار.
ولم يكن تمثيل الفيشاوي للشخصية بصوت ولغة جسدية مختلفين عن الطبيعي موقفاً فنياً لأنه عزل انفعال الشخصية - كما تصورناها - عن مشاعرنا. الفيلم في مجمله يصلح للمشاهدة، رغم أنه لا يحقق التأثير النفسي والشعوري المطلوبين.
التأليف والإخراج والمونتاج
عمرو سلامة: اللون الأزرق ضمن خطة «بصرية».. وأعدت ترتيب المشاهد في «المونتاج»
حوار: أيتن أمين
قدم عمرو سلامة نفسه في أولي تجاربه فيلم «زي النهارده» كمؤلف ومخرج ومونتير، واستطاع أن يحصد استحسان الجمهور والنقاد رغم أنه لم يدرس الإخراج ولا المونتاج ولا كتابة السيناريو لأنه قدم رؤية مختلفة لموضوع لا تتناوله السينما المصرية، وهو تطابق تفاصيل ووقائع قصتين رغم اختلاف الزمن بينهما.
عمرو نفي «سرقة» الفكرة من أفلام أجنبية، لكنه أعترف بأنه «قلد» بعض المشاهد من أفلام يحبها ونفذها في فيلمه.
* لماذا قمت بعمل مونتاج الفيلم، وهل التأليف والإخراج لا يكفيان خاصة في تجربتك الأولي؟
- المونتاج جاء مصادفة، فقد كنت اتفقت مع مونتير، لكنه كان خارج مصر، وطلب مني تركيب الفيلم لحين حضوره، وقد ركبت الفيلم فعلاً خاصة أنني لدي خبرة لا بأس بها في المونتاج من العمل في الأفلام القصيرة، وبدأت في العمل، واكتشفت أنني انتهيت من المونتاج.
* من المعروف أن شكل الفيلم يتغير في غرفة المونتاج، ويحدث إعادة ترتيب للمشاهد وتغييرات أخري، فهل التزمت برؤيتك المكتوبة في السيناريو أم غيرت فيها؟
- في المونتاج حذفت بعض المشاهد حرصًا علي اليقاع، وغيرت ترتيب البعض الآخر، كما أعدت ترتيب بعض الجمل الحوارية في مشاهد، والفيلم اختلف عن شكله في السيناريو وأصبح أفضل.
* لماذا ظهر الخط الدرامي الخاص بشخصيتي «آسر ياسين» و«أروي» أقوي من الخط الدرامي الرئيسي؟
- هذا صحيح، وربما يكون خطأ مني، وكان من المفروض أن أجعل الخط الدرامي الرئيسي أقوي، لكنني أثناء الكتابة كنت أحاول أن أقنع المشاهد بأن شخصية «آسر ياسين» يمكن أن تتطور وتشكل خطرًا حقيقيا علي شخصية أحمد الفيشاوي، وهذا جعلني أفرد لها مساحة درامية كبيرة.
* لماذا جاء إيقاع نصف الساعة الأولي من الفيلم بطيئًا، ثم أصبحت الأحداث أسرع وأكثر سخونة؟
- هذا مقصود، لأن النصف الأول يتناول حياة البطلة بعد وفاة حبيبها، ويركز علي مشاعر الوحدة والألم، فكان يجب أن يكون إيقاعه هادئًا، وربما المشكلة في أن الفيلم يبدأ بمشهد لاهث للبطلة وهي تجري فتوقع المشاهد أن الفيلم إيقاعه سريع.
* هل وضعت خطة بصرية للفيلم قبل التصوير لذلك كانت معظم مشاهده تميل إلي اللون الأزرق؟
- طبعًا، واشترك معي في وضعها مدير التصوير أحمد جبر، ومهندسة الديكور شيرين فرغل، ومصممة الملابس ليلي سليمان، وقد قسمنا المشاهد إلي زرقاء داكنة حزينة، وفاتحة ملونة رومانسية، وبناء عليه حددنا إضاءة وألوان ملابس كل مشهد.
* هل فعلاً كتبت السيناريو في ٤ سنوات؟
- الكتابة الأولي كانت منذ ٤ سنوات، ولم أكن أعرف وقتها أصول الكتابة، فكان السيناريو ضعيفًا رغم وجود أفكار جيدة، ثم قرأت العديد من الكتب، وأعدت الكتابة أكثر من مرة، وكنت أستعين بآراء بعض أصدقائي إلي أن وصلت إلي الصورة النهائية التي صورت بها الفيلم.
* ولماذا أعدت الكتابة أكثر من مرة؟
- من خلال مشاهدتي للأفلام، اكتشفت أن الجمهور لا يسامح في شيئين: القصة والتمثيل، وأي مشكلة أخري لا تؤثر، والدليل أفلام الثمانينيات المهمة التي كانت يتوافر فيها السيناريو القوي والأداء التمثيلي الراقي رغم أن المخرجين كانوا يعانون من مشاكل في تقنيات الصوت والصورة، ومن المحزن أن الصورة الآن مبهرة لكن بلا مضمون.
* البعض انتقد أداء أحمد الفيشاوي واستخدامه صوتًا مستعارًا في أداء دوره؟
- أنا راض تمامًا عن أداء الفيشاوي في الفيلم، وأعتقد أن النقد سببه تعود الجمهور علي الفيشاوي في مسلسل «تامر وشوقية»، وتغيير الصوت كان متفقًا عليه بيننا، وكان الأداء جيدًا.
* يبدو الفيلم متأثرًا ببعض الأفلام الأجنبية مثل (RUN LOLA RUN) و(SNATCH) فهل هذا صحيح؟
- البعض اتهمني بسرقة فكرة الفيلم، وهذا غير صحيح وأتحدي أي شخص أن يقدم أصلاً أجنبيا للفيلم، وقد كتبت السيناريو قبل أن أشاهد الفيلم الألماني
RUN LOLA RUN)، وقد غيرت في مونتاج
مشاهد الجري حتي لا تكون متشابهة، أما مشهد وقوع «نبيل عيسي» علي الأرض فلم ألاحظ تأثري فيه بفيلم SNATCH) إلا بعد عرض الفيلم، وأعتقد أن ذلك تأثر «حميد» غير مقصود يحدث من كثرة مشاهدة الأفلام.
وأعترف بأنني قلدت بعض المشاهد في أفلام أجنبية أحبها، ومنها مشهد وقوف آسر ياسين فوق سور البلكونة الذي أخذته من الفيلم الإسباني OPEN YOUR
EYES) الذي أحبه جدًا.
* لماذا كانت الموسيقي عالية نسبيا رغم جودتها؟
- هذا له علاقة بمشاكل في أجهزة الصوت في دور العرض السينمائي، فيضطر مهندسو الصوت إلي تعلية صوت الحوار وخفض صوت الموسيقي، لكنني ضبطت الصوت بشكل سليم بصرف النظر عن مشاكل دور العرض، لأن الفيلم سيبقي للزمن، ولذلك فالموسيقي صوتها أعلي في بعض دور العرض، لكن الفيلم سليم تمامًا من ناحيتي الميكساج والصوت.
* أنت لم تدرس السينما، فهل تري أن تعلم السينما لا علاقة له بالدراسة؟
- أنا مقتنع بالتعلم بصفة عامة سواء عن طريق الدراسة أو القراءة أو المشاهدة أو الممارسة، وأهم شيء أن يمتلك المخرج أدواته ١٠٠%، والباقي يرجع إلي حجم موهبته.
التمثيل
آسر ياسين: صورت مشهد «سور البلكونة» مرتين.. وانقصت وزني لتقديم «المدمن»
حوار:أحمد الجزار
نجح آسر ياسين مؤخراً في لفت الأنظار إليه بعد تقديم دور المدمن في فيلم «زي النهارده» الذي عرض ضمن أفلام عيد الفطر، والذي يمثل مصر الآن في المسابقة الرسمية لمهرجان أبوظبي.
ويعتبر آسر دوره في هذا الفيلم نقطة تحول في مشواره، وأكد أنه تعلم الكثير من هذه التجربة.
* هل تعاملت مع مصادر محددة لتوفير معلومات عن شخصية المدمن؟
- قمت بعمل بحث قبل وأثناء تصوير الدور سواء من الإنترنت أو كتب مختلفة تشرح عملية الإدمان وبالإضافة لذلك جلست مع بعض المدمنين، وتعرفت منهم علي تفاصيل عديدة خاصة بهم، أفادتني كثيراً في بناء الشخصية.
* وما أكثر التفاصيل التي توقفت عندها؟
- أهمها أن الإدمان قد يرافق البعض منذ الطفولة، هو الإدمان في أي شيء في الأكل أو كرة القدم أو أي شيء من الممكن أن يتعامل معه الشخص بشكل غير طبيعي، وهناك مدمنون عادوا إلي الإدمان لأنهم أحبوا شكلهم أثناء الإدمان، ولذلك اهتممت بشكل الشخصية.
* لكن الشخصية شهدت تحولات مختلفة في شكلها؟
- هذا حقيقي، ولكن ارتبط ذلك بمرحلة الإدمان التي وصلت إليها خلال الأحداث، ففي المرحلة الأولي كانت جرعة الحقن قليلة، ثم بدأت في الزيادة بعد ترك المنزل ثم التورط في جريمة قتل، ورغم حالة الإدمان التي سيطرت علي الشخصية طوال الوقت، فإنها كان لها فلسفة.
* لم تظهر أي مبررات حتي تتحول شخصية «محمد» إلي شخصية مدمنة؟
- ما علمته أن «محمد» لجأ لذلك بعد أن توفي والده الذي كان متعلقاً به بشدة، وفوجئ بأنه مضطر أن يعيش مع زوجة أب تريد أن تحصل علي إرثه، وأعتقد أن الفيلم لا يتحمل ذكر كل هذه التفاصيل، خاصة أن «محمد» ليس المحور الأساسي لقصة الفيلم، وإذا قررنا طرح خلفياته سيحتاج ذلك إلي فيلم منفصل، ولكنني وضعت تاريخ الشخصية بداخلي وبناء عليه حددت تصرفاته وأفعاله.
* كيف حافظت علي وحدة الانفعال طوال مدة التصوير؟
- دراسة الشخصية كانت صعبة للغاية، واضطررت أيضاً إلي تخفيض وزني بشكل ملحوظ حتي يتناسب مع الشخصية.
* هل كانت لك إضافات علي الشخصية؟
- كانت هناك مرونة كبيرة جداً في التعامل بين المخرج وجميع الممثلين، وقد ساهم ذلك في رفع مستوي العمل بشكل كبير لأننا اتفقنا علي إنجاز هذه التجربة في أفضل صورة، وعمرو سلامة من الشخصيات التي تستمع إلي الممثلين بشكل جيد ويحاول إخراج كل طاقاتهم في كل مشهد، وعندما طلبت منه أن يوجد مع «محمد» كرة في بعض المشاهد ووجود صور سوبرمان في خليفة مشاهده لأنه يشعر وكأنه سوبر مان، وافق عمرو علي الاقتراح وتمت إضافته للشخصية.
* لذلك قرر «محمد» أن يقف علي سور بلكونة في الدور الرابع؟
- كان ذلك من أخطر المشاهد التي قدمتها خاصة أنني أخاف من الأماكن المرتفعة، ولكنني أصررت علي تقديمه، ولم تكن هناك وسائل تأمين كافية، وفي الوقت نفسه كان لابد أن تظهر الشخصية بأداء محدد وكأنه يمثل مشهداً علي سور بلكونة، ولذلك قمنا بتصوير المشهد في يومين كاملين، والطريف أننا أضطررنا بعد ذلك إلي إعادته مرة أخري بعد أن قرر المخرج تصويره من زاوية أخري.
No comments:
Post a Comment