26/12/2007
اخر ساعة - العدد 3818
كتب شريف عبد الفهيم
عام تغير خريطة السينما ....أحمد حلمي يصعد إلي القمة .. والزعيم مازال صامدا
ايام قليلة وينقضي عام 2007، بكل ما حمله للسينما المصرية من حلاوة أو مرارة بكل ما شهده من صعود
ونجاحات وفشل، ظهور نجوم واختفاء آخرين، تبادل مواقع، انتشار سينمائي مكثف، تواجد نجوم عرب علي الخريطة السينمائية بكثافة..عام 2007 مر علي السينما المصرية حاملا معه كل أخطائه وكل إبداعاته لتتواصل الدائرة لعام 2008 والذي قد لا يحمل جديدا بعد أن دخلت السينما في منعطف جديد يعتمد اعتمادا كليا إلا في القليل علي أسماء ثابتة لا تتغير، نراها علي أفيشات الأفلام التي لا يتغير فيها إلا اسم الفيلم، أصبح الجمهور يعرف من الآن ماذا سيحمل له العام الجديد من أسماء ونجوم..إلا أن الملاحظ في عام 2007 أن الجمهور أصبح أكثر وعيا، فلم يعد يجري وراء الأسماء الرنانة بقدر جريه وراء جودة العمل. آخرساعة حملت إلي قرائها حصاد عام سينمائي مضي بكل ما فيه وكل ما حمله لتكشف عن خريطة سينمائية جديدة بدأت في الظهور..
اختلف عام 2007 السينمائي عن الأعوام التي سبقته فحمل مفاجآت كثيرة علي مستوي التمثيل والإيرادات والجمهور، ولأن كل نجوم الصف الأول أصبحوا معروفين من عدة سنوات أصبح كل نجم لا يقدم إلا فيلما واحدا كل عام إلا نادرا لينخفض الإنتاج السينمائي بشكل عام عن كل الأعوام الماضية، فلم يتعد عدد الأفلام التي أنتجت في 2007 الخمسين فيلما.. نجح منها ما نجح وفشل منها ما فشل، وتغيرت الخريطة السينمائية فيه إلي أبعد الحدود ليصعد إلي القمة المجيد والمجتهد ويسقط من ثبت علي نمط واحد لم يغيره منذ ظهوره الأول..كان عام 2007 هو عام السعد علي النجم أحمد حلمي فحصد فيه نتيجة كفاح سنوات طويلة ليحتل بلا منازع قمة الإيرادات بفيلمه 'كده رضا' وليثبت أن النجومية ليست بإطلاق الإفيهات أو هز الجسد وإنما هي علم وخبرة مما سبق، واستطاع حلمي أن يعيد إلي قاعات السينما لافتة غابت كثيرا عنها 'كامل العدد' كما استطاع أن يعيد سينما العائلات مرة أخري فأصبح كل رب أسرة لا يخشي علي أهله من دخول السينما خوفا من مشهد يخدش الحياء أو إفيه يقال في لحظة 'تغفيل' يجعل الزوجات والبنات تنسحب من صالة العرض.. محطما تابوهات سينما الشباب وليعيد أسطورة الراحل إسماعيل ياسين في الضحك النظيف والكوميديا الهادفة ويحقق إيرادات تجاوزت حاجز ال30 مليون جنيه في رقم قياسي جديد للإيرادات لم يصل إليه إلا محمد سعد في فيلمه 'اللي بالي بالك' 30 مليون جنيه، ليحتل حلمي قمة نجوم الكوميديا ويصبح هو النجم الأول في سماء الكوميديا التي غزت السينما المصرية..أما نجم النجوم عادل إمام فمازال يثبت أنه الزعيم الأوحد في السينما وأنه الأذكي بين أبناء جيله دون منازع، وبعد أن أكد الكثيرون أن السينما الشبابية قضت علي تابوهات السينما في السبعينيات والثمانينيات، ظهر المارد مرة أخري ليقدم مجموعة من الأفلام استطاع بها أن يمزج بين الماضي والحاضر ويقدم مجموعة من الشباب معه جعلت الجمهور يتجه إلي دور العرض لمشاهدة الزعيم مرة أخري وأصبح الزحام علي أفلام عادل إمام كسابق عهده فقدم 'التجربة الدانماركية'، و'عريس من جهة أمنية' في مرحلة جديدة من مراحل سينما الزعيم ليختمها في 2007 بفيلم 'مرجان أحمد مرجان' والذي حقق إيرادات وصلت إلي 28 مليون جنيه وهو الرقم الذي لم يصل إليه الزعيم وإن قاربه في عمارة يعقوبيان 26 مليون جنيه ليؤكد لمن أكدوا اختفاءه أنه مازال زعيم الكوميديا في مصر..منذ أن ظهر محمد سعد في فيلمه الأول والذي حمل اسم 'الليمبي'، كانت الصدمة شديدة حيث كان عبارة عن مجموعة اسكتشات وإفيهات جمعت بجوار بعضها لتقدم علي الشاشة في صورة فيلم، ولكن سرعان ما لحق نفسه في فيلم اللي بالي بالك ليقدم نفس الشخصية ولكن بأكثر حنكة وخبرة وتمثيل ويحقق به القمة في الإيرادات ويكون ناقوس الخطر لنجوم السينما الذين سبقوه إلا أنه قد أعجبته لعبة الاسكتشات فبدأ في تقديم أفلام ما أنزل ا¦ بها من سلطان وكلها تحمل اسمه في الفيلم 'عوكل'، 'بوحة' ليصل إلي 'كركر' ويكون 2007 عام السقوط الأكبر لمحمد سعد الذي لم يستطع أن يستفيد من زلاته السابقة ليقدم سينما جيدة تجذب الجمهور ويتراجع معدل إيراداته بشكل ملحوظ، وكان 'كركر' هو القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له ليعزف الجمهور عن حضور الفيلم ولا يحقق نصف ما كان يحققه سعد من إيرادات.أحمد السقا هو الحالة السينمائية الفريدة في وسط مجموعة الشباب الجدد، فلقد حدد لنفسه خطا مغايرا عنهم فلم يتجه إلي الكوميديا وفضل أفلام الحركة والأكشن ومنذ أن ظهر مع هنيدي في صعيدي في الجامعة الأمريكية وهمام في أمستردام صعد ليقدم شورت وفانلة وكاب وبعده القنبلة السينمائية 'مافيا' ليكون بحق نجم الأكشن الجديد ليتبعه 'بتيتو' ثم 'حرب أطاليا' وعندما قرر أن يخوض التجربة الرومانسية في فيلم 'العشق والهوي' نجح كممثل إلا أنه لم يحقق النجاح الجماهيري فقرر العودة إلي الأكشن ليقدم في عام 2007 فيلمين لم يفصل بين عرضيهما سوي عدة شهور لا تتجاوز الأربعة أشهر ليحقق بفيلمه الأول 'تيمور وشفيقة' إيرادات تجاوزت ال22 مليون جنيه يصعد بها إلي قائمة نجوم الشباك بعد حلمي والزعيم ثم ما لبث أن قدم فيلمه الثاني 'الجزيرة' قبل أن يلملم العام أشلاءه ويرحل وبرغم أن الفيلم معروض في دور العرض منذ ثلاثة أسابيع إلا أنه حقق إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة موسم عيد الأضحي ليؤكد أنه نجم الأكشن الوحيد الآن..كانت بدايات محمد هنيدي تنم عن ميلاد نجم كوميدي جديد بفكر جديد فظهر مع الزعيم في سلسلة أفلام 'بخيت وعديلة' ورغم صغر دوره إلا أنه كان مؤثرا وواضحا في السلسلة ليستعين به محمد فؤاد في فيلمه 'إسماعيلية كمان وكمان' ليلعب الدور الذي طالما لعبه عبدالسلام النابلسي مع عبدالحليم حافظ إلا أن هنيدي استطاع أن يجعل الجمهور يذهب إلي دور العرض لمشاهدته هو وليس فؤاد ليكون فاتحة خير عليه فيقدم صعيدي في الجامعة الأمريكية ثم همام في أمستردام ليحتل بعدها قمة الكوميديا والإيرادات ويدق جرس الإنذار لتابوهات السينما وتبدأ مرحلة جديدة في السينما المصرية إلا أن هنيدي قدم عدة أفلام لم ترق للمستوي الذي يؤهله لأن يصمد أمام المتغيرات الكثيرة التي تحدث كل عام في صناعة السينما فيقدم ' ياأنا ياخالتي' الذي لم يلق رضاء النقاد أو الجمهور ثم بعده ' وش إجرام' ليصل إلي السقوط الأكبر مع 'عندليب الدقي' والذي وقع فيه تحت ضغط شركة الإنتاج الخليجية في تقديم سينما لا ترقي إلي أقل أفلامه مستوي وتكون المادة هي العامل الأكبر في تقديم هذا الفيلم.كما عودنا العبقري يوسف شاهين كان عام 2007 يحمل للجمهور مفاجأة من العيار الثقيل أعدها شاهين ليختم بها العام فكان فيلم 'هي فوضي' والذي حمل توقيع يوسف شاهين فكرا ورؤية وتوقيع خالد يوسف تنفيذا ليكون الفيلم الأول من نوعه في الفترة الأخيرة من عمر السينما المصرية الذي يقدم قضية مهمة تؤرق الشارع المصري ووسط جو مشحون بحالة اقتصادية سيئة 'عيد الأضحي وما يستتبعه من مصاريف' كان الإقبال علي فيلم شاهين شاهدا علي حالة الهوس التي أصابت الشارع المصري بكل ما يحمل توقيع 'فيلم ليوسف شاهين'..برغم أن بدايات كريم عبدالعزيز كانت سهلة حيث ظهر مع النجم الراحل أحمد زكي في 'اضحك الصورة تطلع حلوة' كبطل ثان إلا أنه سريعا ما احتل مكانته بين نجوم الصف الأول والبطولة المطلقة في أفلام حملت طابع الكوميديا وخفة الظل بجانب الأكشن مثل 'الباشا تلميذ' و'أبو علي' إلا أنه اتجه إلي الكوميديا والدراما مع فيلم 'في محطة مصر' ولكن سرعان ما عاد إلي الأكشن الصرف في فيلم واحد من الناس ليؤكده في فيلمه الجديد 'خارج علي القانون' ويحاول أن يثبت أنه قادر علي أداء كل الأدوار وأنه ليس نجما لنوع واحد من الأفلام..ويجيء معه مصطفي شعبان الذي اتخذ منحني الأكشن منذ ظهوره في فيلم مافيا مع أحمد السقا ليقدم عدة أفلام تعتمد علي الأكشن منها 'فتح عينيك' و'كود36' ليقدم في نهاية 2007 فيلم 'جوبا'..كان عام 2007 هو عام الأفلام الجيدة التي لم تجد حظا من النجاح الجماهيري وكانت البداية مع فيلم علاقات خاصة والذي اعتمد علي بعض الوجوه الشابة في محاولة لإعادة تجربة العام السابق في فيلم 'أوقات فراغ' إلا أنه عرض في وقت ميت وهو فترة الامتحانات مما أدي إلي عدم الإقبال الجماهيري عليه فرفع سريعا من السينما، وكان ثانيها فيلم '45 يوم' لأحمد الفيشاوي وبرغم جودة الفيلم فنيا إلا أنه لم ينجح في تخطي حاجز المليون جنيه لتخسر إسعاد يونس رهانها علي نجاح الفيلم، أما الفيلم الذي لم يكن له حظ إطلاقا برغم فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي لعام 2007 من مهرجان روتردام للأفلام العربية فكان فيلم ' قص ولزق' لشريف منير وحنان ترك والذي قابله النقاد بحفاوة بالغة.كما شهد عام 2007 أيضا سقوطا مدويا لأحمد آدم بفيلمه 'صباحو كدب' ويؤكد أنه في سبيله للاختفاء خلف ستائر المسرح فقط بعد عدة أفلام فشلت جميعها في البقاء في دار العرض.أما أغرب ما حدث في عام 2007 فهو الإقبال الكبير الذي حدث حول فيلم 'عمر وسلمي' لتامر حسني الذي أصبح يمثل لغزا في الوسط الفني كله فبعد أن قضي عاما كاملا في السجن الحربي بتهمة التزوير في محرر رسمي ' شهادة الإعفاء من التجنيد' إلا أنه سرعان ما استعاد رونقه وأصبحت المحنة التي مر بها هي فأل السعد عليه واستغلت شركة الإنتاج ذلك وروجت في الفضائيات أغنية في الفيلم تحمل في نهايتها جملة 'إحنا في انتظارك وحشتنا'.. ويتم عرض الفيلم ليحطم الأرقام القياسية لأي فيلم في أسبوعه الأول ويحقق 4 ملايين جنيه في ظاهرة لم يسبق لها مثيل في السينما المصرية ويكون الفيلم من ضمن الأفلام التي حققت إيرادات عالية وصلت إلي 16 مليون جنيه ليستمر تامر حسني لغزا غير معروف له حل حتي الآن..واستمرارا لتأثره بأستاذه يوسف شاهين مازال المخرج خالد يوسف يلعب علي وتره حيث قدم في عام 2007 فيلمه 'حين ميسرة' علي نفس النهج الذي يتخذه شاهين في عدم الاعتماد علي نجوم وتقديم وجوه تقوم بالبطولة ليثبت أنه خالد يوسف الذي يوقع علي الفيلم مثلما يفعل أستاذه فيلم ل'خالد يوسف'.وبعد أن كانت السينما لا ترتبط بوقت محدد وبمجرد انتهاء الفيلم يظهر في دور العرض تغيرت الخريطة السينمائية تماما وأصبحت مواسم مقسمة لعرض الأفلام وأصبح الصيف هو أكثر المواسم التي تعرض فيها أكبر كمية من إنتاج العام ليطلق عليه موسم تكسير العظام، وصار بعض المنتجين ينأون بأفلامهم عن ذلك الموسم خوفا من طحن الفيلم تحت رحي الصيف والذي أصبح حكرا علي عدد معين من النجوم لا يستطيع أحد الاقتراب منهم وصارت دور العرض تحجز مقدما لفيلم النجم فلان أو علان..وقد عرض في موسم الصيف هذا العام حوالي 20 فيلما نجا منها ما نجا من الرحاية وسقط منها ما سقط.. منها 'كركر' لمحمد سعد و'عندليب الدقي' لهنيدي 'ومرجان أحمد مرجان' لعادل إمام 'وقص ولزق' لشريف منير و'كده رضا' لأحمد حلمي و'علاقات خاصة' و'45 يوم' و'صباحو كدب'، و'الشبح'، و'عمر وسلمي' و'تيمور وشفيقة' و'حوش اللي وقع منك' لأحمد رزق، 'أحلام الفتي الطائش' لرامز جلال..ثم يأتي موسم عيد الفطر كمكمل لموسم الصيف حيث استمرت بعض الأفلام مثل كده رضا ومرجان مع عرض عدة أفلام جديدة منها 'الأولة في الغرام' لهاني سلامة و'عصابة الدكتور عمر' لمصطفي قمر و'الحب كده' لحمادة هلال، وخليك في حالك لأحمد عيد.. وآخر مواسم 2007 السينمائية وهو موسم عيد الأضحي تم عرض عدة أفلام منها 'هي فوضي'، 'حين ميسرة'، 'خليج نعمة'، لغادة عادل ومطرب فريق واما أحمد فهمي، 'عمليات خاصة' لخالد سليم وتامر هجرس و'الجزيرة' لأحمد السقا، و'لحظات أنوثة' لعلا رامي، 'طباخ الرئيس' لطلعت زكريا، 'كلاشينكوف' لمحمد رجب، 'جوبا' لمصطفي شعبان، 'حسن طيارة' لخالد النبوي.. و'شيكامارا' لمي عزالدين.. والماجيك الذي لعب البطولة فيه أبطال فيلم أوقات فراغ.شهد عام 2007 تواجدا عربيا مكثفا في السينما المصرية حيث تجمعت عدة جنسيات عربية في الأفلام المصرية كان للبنان نصيب كبير فيها شاركت نيكول سابا في فيلم عمليات خاصة ورزان مغربي في فيلم حسن طيارة ونور في فيلم الشبح ونانا في خليك في حالك..كما كان لسوريا تواجد في السينما أيضا بعد اكتساح التليفزيون حيث شارك غسان مسعود في فيلم جوبا وجومانا مراد في فيلم لحظات أنوثة وباسل ياخور في خليج نعمة، ومن تونس كانت هند صبري والتي أصبحت أقرب للمصرية منها عن التونسية في فيلم الجزيرة ودرة في فيلم كلاشينكوف مع محمد رجب..كما شهد عام 2007 عودة لما أطلق عليها في الثمانينيات سينما المخدرات فكان فيلم الجزيرة وخارج علي القانون..أما أجمل ما حمله عام 2007 للسينما فهو العودة القوية والجميلة للنجم محمود ياسين في فيلم الجزيرة مع أحمد السقا بعد احتجاب سينمائي زاد علي ال15 عاما منذ فيلم قشر البندق.أيام قليلة وينتهي عام 2007 حاملا معه الأحلام والآمال مسلما الراية لعام جديد ننتظر أن يحمل لنا أملا جديدا في سينما جيدة بعيدة عن هز الوسط والإفيهات
اختلف عام 2007 السينمائي عن الأعوام التي سبقته فحمل مفاجآت كثيرة علي مستوي التمثيل والإيرادات والجمهور، ولأن كل نجوم الصف الأول أصبحوا معروفين من عدة سنوات أصبح كل نجم لا يقدم إلا فيلما واحدا كل عام إلا نادرا لينخفض الإنتاج السينمائي بشكل عام عن كل الأعوام الماضية، فلم يتعد عدد الأفلام التي أنتجت في 2007 الخمسين فيلما.. نجح منها ما نجح وفشل منها ما فشل، وتغيرت الخريطة السينمائية فيه إلي أبعد الحدود ليصعد إلي القمة المجيد والمجتهد ويسقط من ثبت علي نمط واحد لم يغيره منذ ظهوره الأول..كان عام 2007 هو عام السعد علي النجم أحمد حلمي فحصد فيه نتيجة كفاح سنوات طويلة ليحتل بلا منازع قمة الإيرادات بفيلمه 'كده رضا' وليثبت أن النجومية ليست بإطلاق الإفيهات أو هز الجسد وإنما هي علم وخبرة مما سبق، واستطاع حلمي أن يعيد إلي قاعات السينما لافتة غابت كثيرا عنها 'كامل العدد' كما استطاع أن يعيد سينما العائلات مرة أخري فأصبح كل رب أسرة لا يخشي علي أهله من دخول السينما خوفا من مشهد يخدش الحياء أو إفيه يقال في لحظة 'تغفيل' يجعل الزوجات والبنات تنسحب من صالة العرض.. محطما تابوهات سينما الشباب وليعيد أسطورة الراحل إسماعيل ياسين في الضحك النظيف والكوميديا الهادفة ويحقق إيرادات تجاوزت حاجز ال30 مليون جنيه في رقم قياسي جديد للإيرادات لم يصل إليه إلا محمد سعد في فيلمه 'اللي بالي بالك' 30 مليون جنيه، ليحتل حلمي قمة نجوم الكوميديا ويصبح هو النجم الأول في سماء الكوميديا التي غزت السينما المصرية..أما نجم النجوم عادل إمام فمازال يثبت أنه الزعيم الأوحد في السينما وأنه الأذكي بين أبناء جيله دون منازع، وبعد أن أكد الكثيرون أن السينما الشبابية قضت علي تابوهات السينما في السبعينيات والثمانينيات، ظهر المارد مرة أخري ليقدم مجموعة من الأفلام استطاع بها أن يمزج بين الماضي والحاضر ويقدم مجموعة من الشباب معه جعلت الجمهور يتجه إلي دور العرض لمشاهدة الزعيم مرة أخري وأصبح الزحام علي أفلام عادل إمام كسابق عهده فقدم 'التجربة الدانماركية'، و'عريس من جهة أمنية' في مرحلة جديدة من مراحل سينما الزعيم ليختمها في 2007 بفيلم 'مرجان أحمد مرجان' والذي حقق إيرادات وصلت إلي 28 مليون جنيه وهو الرقم الذي لم يصل إليه الزعيم وإن قاربه في عمارة يعقوبيان 26 مليون جنيه ليؤكد لمن أكدوا اختفاءه أنه مازال زعيم الكوميديا في مصر..منذ أن ظهر محمد سعد في فيلمه الأول والذي حمل اسم 'الليمبي'، كانت الصدمة شديدة حيث كان عبارة عن مجموعة اسكتشات وإفيهات جمعت بجوار بعضها لتقدم علي الشاشة في صورة فيلم، ولكن سرعان ما لحق نفسه في فيلم اللي بالي بالك ليقدم نفس الشخصية ولكن بأكثر حنكة وخبرة وتمثيل ويحقق به القمة في الإيرادات ويكون ناقوس الخطر لنجوم السينما الذين سبقوه إلا أنه قد أعجبته لعبة الاسكتشات فبدأ في تقديم أفلام ما أنزل ا¦ بها من سلطان وكلها تحمل اسمه في الفيلم 'عوكل'، 'بوحة' ليصل إلي 'كركر' ويكون 2007 عام السقوط الأكبر لمحمد سعد الذي لم يستطع أن يستفيد من زلاته السابقة ليقدم سينما جيدة تجذب الجمهور ويتراجع معدل إيراداته بشكل ملحوظ، وكان 'كركر' هو القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة له ليعزف الجمهور عن حضور الفيلم ولا يحقق نصف ما كان يحققه سعد من إيرادات.أحمد السقا هو الحالة السينمائية الفريدة في وسط مجموعة الشباب الجدد، فلقد حدد لنفسه خطا مغايرا عنهم فلم يتجه إلي الكوميديا وفضل أفلام الحركة والأكشن ومنذ أن ظهر مع هنيدي في صعيدي في الجامعة الأمريكية وهمام في أمستردام صعد ليقدم شورت وفانلة وكاب وبعده القنبلة السينمائية 'مافيا' ليكون بحق نجم الأكشن الجديد ليتبعه 'بتيتو' ثم 'حرب أطاليا' وعندما قرر أن يخوض التجربة الرومانسية في فيلم 'العشق والهوي' نجح كممثل إلا أنه لم يحقق النجاح الجماهيري فقرر العودة إلي الأكشن ليقدم في عام 2007 فيلمين لم يفصل بين عرضيهما سوي عدة شهور لا تتجاوز الأربعة أشهر ليحقق بفيلمه الأول 'تيمور وشفيقة' إيرادات تجاوزت ال22 مليون جنيه يصعد بها إلي قائمة نجوم الشباك بعد حلمي والزعيم ثم ما لبث أن قدم فيلمه الثاني 'الجزيرة' قبل أن يلملم العام أشلاءه ويرحل وبرغم أن الفيلم معروض في دور العرض منذ ثلاثة أسابيع إلا أنه حقق إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة موسم عيد الأضحي ليؤكد أنه نجم الأكشن الوحيد الآن..كانت بدايات محمد هنيدي تنم عن ميلاد نجم كوميدي جديد بفكر جديد فظهر مع الزعيم في سلسلة أفلام 'بخيت وعديلة' ورغم صغر دوره إلا أنه كان مؤثرا وواضحا في السلسلة ليستعين به محمد فؤاد في فيلمه 'إسماعيلية كمان وكمان' ليلعب الدور الذي طالما لعبه عبدالسلام النابلسي مع عبدالحليم حافظ إلا أن هنيدي استطاع أن يجعل الجمهور يذهب إلي دور العرض لمشاهدته هو وليس فؤاد ليكون فاتحة خير عليه فيقدم صعيدي في الجامعة الأمريكية ثم همام في أمستردام ليحتل بعدها قمة الكوميديا والإيرادات ويدق جرس الإنذار لتابوهات السينما وتبدأ مرحلة جديدة في السينما المصرية إلا أن هنيدي قدم عدة أفلام لم ترق للمستوي الذي يؤهله لأن يصمد أمام المتغيرات الكثيرة التي تحدث كل عام في صناعة السينما فيقدم ' ياأنا ياخالتي' الذي لم يلق رضاء النقاد أو الجمهور ثم بعده ' وش إجرام' ليصل إلي السقوط الأكبر مع 'عندليب الدقي' والذي وقع فيه تحت ضغط شركة الإنتاج الخليجية في تقديم سينما لا ترقي إلي أقل أفلامه مستوي وتكون المادة هي العامل الأكبر في تقديم هذا الفيلم.كما عودنا العبقري يوسف شاهين كان عام 2007 يحمل للجمهور مفاجأة من العيار الثقيل أعدها شاهين ليختم بها العام فكان فيلم 'هي فوضي' والذي حمل توقيع يوسف شاهين فكرا ورؤية وتوقيع خالد يوسف تنفيذا ليكون الفيلم الأول من نوعه في الفترة الأخيرة من عمر السينما المصرية الذي يقدم قضية مهمة تؤرق الشارع المصري ووسط جو مشحون بحالة اقتصادية سيئة 'عيد الأضحي وما يستتبعه من مصاريف' كان الإقبال علي فيلم شاهين شاهدا علي حالة الهوس التي أصابت الشارع المصري بكل ما يحمل توقيع 'فيلم ليوسف شاهين'..برغم أن بدايات كريم عبدالعزيز كانت سهلة حيث ظهر مع النجم الراحل أحمد زكي في 'اضحك الصورة تطلع حلوة' كبطل ثان إلا أنه سريعا ما احتل مكانته بين نجوم الصف الأول والبطولة المطلقة في أفلام حملت طابع الكوميديا وخفة الظل بجانب الأكشن مثل 'الباشا تلميذ' و'أبو علي' إلا أنه اتجه إلي الكوميديا والدراما مع فيلم 'في محطة مصر' ولكن سرعان ما عاد إلي الأكشن الصرف في فيلم واحد من الناس ليؤكده في فيلمه الجديد 'خارج علي القانون' ويحاول أن يثبت أنه قادر علي أداء كل الأدوار وأنه ليس نجما لنوع واحد من الأفلام..ويجيء معه مصطفي شعبان الذي اتخذ منحني الأكشن منذ ظهوره في فيلم مافيا مع أحمد السقا ليقدم عدة أفلام تعتمد علي الأكشن منها 'فتح عينيك' و'كود36' ليقدم في نهاية 2007 فيلم 'جوبا'..كان عام 2007 هو عام الأفلام الجيدة التي لم تجد حظا من النجاح الجماهيري وكانت البداية مع فيلم علاقات خاصة والذي اعتمد علي بعض الوجوه الشابة في محاولة لإعادة تجربة العام السابق في فيلم 'أوقات فراغ' إلا أنه عرض في وقت ميت وهو فترة الامتحانات مما أدي إلي عدم الإقبال الجماهيري عليه فرفع سريعا من السينما، وكان ثانيها فيلم '45 يوم' لأحمد الفيشاوي وبرغم جودة الفيلم فنيا إلا أنه لم ينجح في تخطي حاجز المليون جنيه لتخسر إسعاد يونس رهانها علي نجاح الفيلم، أما الفيلم الذي لم يكن له حظ إطلاقا برغم فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي لعام 2007 من مهرجان روتردام للأفلام العربية فكان فيلم ' قص ولزق' لشريف منير وحنان ترك والذي قابله النقاد بحفاوة بالغة.كما شهد عام 2007 أيضا سقوطا مدويا لأحمد آدم بفيلمه 'صباحو كدب' ويؤكد أنه في سبيله للاختفاء خلف ستائر المسرح فقط بعد عدة أفلام فشلت جميعها في البقاء في دار العرض.أما أغرب ما حدث في عام 2007 فهو الإقبال الكبير الذي حدث حول فيلم 'عمر وسلمي' لتامر حسني الذي أصبح يمثل لغزا في الوسط الفني كله فبعد أن قضي عاما كاملا في السجن الحربي بتهمة التزوير في محرر رسمي ' شهادة الإعفاء من التجنيد' إلا أنه سرعان ما استعاد رونقه وأصبحت المحنة التي مر بها هي فأل السعد عليه واستغلت شركة الإنتاج ذلك وروجت في الفضائيات أغنية في الفيلم تحمل في نهايتها جملة 'إحنا في انتظارك وحشتنا'.. ويتم عرض الفيلم ليحطم الأرقام القياسية لأي فيلم في أسبوعه الأول ويحقق 4 ملايين جنيه في ظاهرة لم يسبق لها مثيل في السينما المصرية ويكون الفيلم من ضمن الأفلام التي حققت إيرادات عالية وصلت إلي 16 مليون جنيه ليستمر تامر حسني لغزا غير معروف له حل حتي الآن..واستمرارا لتأثره بأستاذه يوسف شاهين مازال المخرج خالد يوسف يلعب علي وتره حيث قدم في عام 2007 فيلمه 'حين ميسرة' علي نفس النهج الذي يتخذه شاهين في عدم الاعتماد علي نجوم وتقديم وجوه تقوم بالبطولة ليثبت أنه خالد يوسف الذي يوقع علي الفيلم مثلما يفعل أستاذه فيلم ل'خالد يوسف'.وبعد أن كانت السينما لا ترتبط بوقت محدد وبمجرد انتهاء الفيلم يظهر في دور العرض تغيرت الخريطة السينمائية تماما وأصبحت مواسم مقسمة لعرض الأفلام وأصبح الصيف هو أكثر المواسم التي تعرض فيها أكبر كمية من إنتاج العام ليطلق عليه موسم تكسير العظام، وصار بعض المنتجين ينأون بأفلامهم عن ذلك الموسم خوفا من طحن الفيلم تحت رحي الصيف والذي أصبح حكرا علي عدد معين من النجوم لا يستطيع أحد الاقتراب منهم وصارت دور العرض تحجز مقدما لفيلم النجم فلان أو علان..وقد عرض في موسم الصيف هذا العام حوالي 20 فيلما نجا منها ما نجا من الرحاية وسقط منها ما سقط.. منها 'كركر' لمحمد سعد و'عندليب الدقي' لهنيدي 'ومرجان أحمد مرجان' لعادل إمام 'وقص ولزق' لشريف منير و'كده رضا' لأحمد حلمي و'علاقات خاصة' و'45 يوم' و'صباحو كدب'، و'الشبح'، و'عمر وسلمي' و'تيمور وشفيقة' و'حوش اللي وقع منك' لأحمد رزق، 'أحلام الفتي الطائش' لرامز جلال..ثم يأتي موسم عيد الفطر كمكمل لموسم الصيف حيث استمرت بعض الأفلام مثل كده رضا ومرجان مع عرض عدة أفلام جديدة منها 'الأولة في الغرام' لهاني سلامة و'عصابة الدكتور عمر' لمصطفي قمر و'الحب كده' لحمادة هلال، وخليك في حالك لأحمد عيد.. وآخر مواسم 2007 السينمائية وهو موسم عيد الأضحي تم عرض عدة أفلام منها 'هي فوضي'، 'حين ميسرة'، 'خليج نعمة'، لغادة عادل ومطرب فريق واما أحمد فهمي، 'عمليات خاصة' لخالد سليم وتامر هجرس و'الجزيرة' لأحمد السقا، و'لحظات أنوثة' لعلا رامي، 'طباخ الرئيس' لطلعت زكريا، 'كلاشينكوف' لمحمد رجب، 'جوبا' لمصطفي شعبان، 'حسن طيارة' لخالد النبوي.. و'شيكامارا' لمي عزالدين.. والماجيك الذي لعب البطولة فيه أبطال فيلم أوقات فراغ.شهد عام 2007 تواجدا عربيا مكثفا في السينما المصرية حيث تجمعت عدة جنسيات عربية في الأفلام المصرية كان للبنان نصيب كبير فيها شاركت نيكول سابا في فيلم عمليات خاصة ورزان مغربي في فيلم حسن طيارة ونور في فيلم الشبح ونانا في خليك في حالك..كما كان لسوريا تواجد في السينما أيضا بعد اكتساح التليفزيون حيث شارك غسان مسعود في فيلم جوبا وجومانا مراد في فيلم لحظات أنوثة وباسل ياخور في خليج نعمة، ومن تونس كانت هند صبري والتي أصبحت أقرب للمصرية منها عن التونسية في فيلم الجزيرة ودرة في فيلم كلاشينكوف مع محمد رجب..كما شهد عام 2007 عودة لما أطلق عليها في الثمانينيات سينما المخدرات فكان فيلم الجزيرة وخارج علي القانون..أما أجمل ما حمله عام 2007 للسينما فهو العودة القوية والجميلة للنجم محمود ياسين في فيلم الجزيرة مع أحمد السقا بعد احتجاب سينمائي زاد علي ال15 عاما منذ فيلم قشر البندق.أيام قليلة وينتهي عام 2007 حاملا معه الأحلام والآمال مسلما الراية لعام جديد ننتظر أن يحمل لنا أملا جديدا في سينما جيدة بعيدة عن هز الوسط والإفيهات
الفجة والإسكتشات التي لو شاهدها نجوم كوميديا الزمن الجميل لماتوا غما وكمدا.
المصدر : اخر ساعة - العدد 3815
ملحوظة للبلوج : لم يتم عرض حسن طيارة او لحظات انوثة او طباخ الرئيس او كلاشنيكوف ضمن افلام عيد الاضحى
No comments:
Post a Comment