Tuesday, December 25, 2007

فيلم دنيا

فيلم دنيا حالة سينمائية تاهت بين التسجيلية والدراما الروائية
المصدر : جريدة الدستور بقلم : ايهاب التركى
08/01/2007

تمتلك المخرجة جوسلن صعب رؤية بصرية جمالية تلتقط تفاصيل المكان بكل ما يحمله من أوجاع وإحباطات وصدى للمشاعر الإنسانية لتحيلها إلى الصورة بشكل يقترب من الوسوسة التسجيلية ، وفى فيلمها " دنيا" جمعت عناصر كفيلة بصنع فيلم درامى استعراضى غنائى ولكن لسبب غير مفهوم قدمت كل عنصر من عناصرها معزولاً عن الآخر ، فأغنيات " محمد منير " كانت مفصولة عن مشاهد الرقص الإيقاعى الكثيرة الذى قدمتها " حنان ترك " فى الفيلم وغرام المخرجة بالرؤية من خلال عين تسجيلية جعل الدراما باهته إلى حد كبير ، فالقصة السينمائية غائبة أغلب الوقت والتطور الدرامى يتبخر أمام حالة الرمزية والصوفية وهناك كثير من التناقض بين الصورة السينمائية الغارقة حتى النخاع فى البيئة الشعبية وبين شخصيات هذه البيئة الذين يتحركون فى الفيلم بثقافة الشعبية الحقيقية وحتى الموسيقى التصويرية كان يدخل بها بعض الإيقاعات التى تنتمى إلى موسيقى أمريكا الجنوبية ، واستدعاء شعر المتصوفة لمناقشة قضية الكبت وحرية الجسد وإحساسة باللذة ، وكذلك قضية الختان فى مكان له خصوصيته مثل الحارة الشعبية وضع الفيلم فى حالة غرابة زادتها المخرجة بأسلوبها فى المعالجة السيمائية التى كانت أشبه بحالة استشراق سينمائى يحاول تطريز فيلم يبدو جميلاً أحياناً ولكنه غير منطقى وشديد الرمزية ومحملاً بكثير من الإسقاطات المرهقة للشخصيات التى تعانى من مشاكل فى حاجة للتعاطف الفنى أكثر من التأملات الفلسفية الزائدة .دنيا بطلة الفيلم هى فتاة من أصل صعيدى تعيش وحدها فى حى شعبى من القاهرة بعد أن ماتت أمها الراقصة وهى نموذج لشخصيات الفيلم الذى كتبته أيضاً المخرجة فهى شخصية تعانى من مشكلة واضحة وهى حالة كبت نتيجة عملية ختان لها وهى صغيرة أفقدتها الأحساس بالرغبة أو اللذة الجسدية ، والسيناريو يقدمها كلغز وقدم باقى شخصيات الفيلم الأخرى بغموض غير مبرر كما اختفت حدود العلاقات بين الشخصيات وبعضها حتى لم نعد ندرك بسهولة طبيعة العلاقة بين الشخصيات النسائية الرئيسية " حنان ترك " و " عايدة رياض " و " سوسن بدر" ، وكانت الشخصيات تدور حول بعضها فى دوامات دون الوصول إلى نتائج وبسبب السيناريو الذى استغرق فى تفاصيل خلفية الصورة اختفى الحوار حينما كانت الحاجة ضرورية له وتم اختصاره فى أحيان أخرى ولكن كان الأمر الأصعب هو اختفاء الطريق لأى تطور درامى وسط ضباب التأملات ، وهكذا لم يتابع السيناريو بعمق حالة الدكتور بشير " محمد منير " المثقف ، وكذلك لم تكن الشخصية التى أدتها سوسن بدر واضحة المعالم ,كما كانت حنان ترك تدور حول نفسها كراقصى التنورة أثناء تدريباتها كانت شخصيات الفيلم تدور حول نفسها دون أن تصل إلى شئ محدد

No comments: