Tuesday, December 16, 2008


"رامي الاعتصامي" الأسوأ و "الوعد" استمرار لنجاح وحيد حامد
16/12/2008

"رامي الاعتصامي" فيلم اتفق النقاد على أنه الأسوأ محملين بطله "أحمد عيد" مسئولية أخطائه، بينما "الوعد" فيلم اتفق النقاد على أنه الأفضل خلال هذا الموسم مرجعين الفضل لكاتبه "وحيد حامد".
وتسابقت الأفلام السينمائية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك محاولة جذب "العيدية" من جمهور السينما الشباب، حيث تنافست على ذلك 8 أفلام هي: "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" بطولة محمد هنيدى واللبنانية سيرين عبدالنور وتأليف يوسف معاطي وإخراج وائل إحسان، و"الوعد" بطولة آسر ياسين وروبي والفنان القدير محمود ياسين وتأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين، و"شعبان الفارس" بطولة أحمد آدم وجومانا مراد وتأليف أحمد البيه وإخراج شريف عابدين، و"المش مهندس حسن" بطولة محمد رجب ودوللى شاهين وتأليف سامح سر الختم وإخراج منال الصيفي، و"رامي الاعتصامي" بطولة أحمد عيد وإخراج سامي رافع، و"بلطية العايمة" بطولة عبلة كامل وتأليف بلال فضل وإخراج علي رجب، و"حبيبي نائما" بطولة مي عز الدين وخالد أبو النجا وإخراج أحمد البدري وشارك فى كتابته وليد سيف ومحمد نبوى وسامح سر الختم، و"الدادة دودي" بطولة ياسمين عبد العزيز وتأليف نادر صلاح الدين وإخراج علي إدريس.
"الوعد".. تواصل الأجيال
ومن جانبها، اعتبرت الناقدة الفنية "حنان شومان" فيلم "الوعد" أفضل فيلم في عام 2008، فضلا عن كونه الأفضل خلال الموسم السينمائي الحالي، لأن وحيد حامد قدم توليفة شديدة الخصوصية وعلى مستوى عال جدا ينافس الغرب دون اقتباس. وقالت إن "الوعد" منتج مصري جدا تم تأديته بمستوى جيد تقنيا وفنيا وفكرا، جمع بين وجه جديد بطلا للمرة الأولى "آسر ياسين" وبين الفنان الكبير "محمود ياسين" وبين "روبي" و"أحمد عزمي" في توليفة لم نعتدها، تمثل بالفعل فكرة "تواصل الأجيال"، فدائما أبطالنا بدون أب ولا أم أو لهم أب واحد هو حسن حسني. وأضافت أن نزول الفيلم في العيد أدخله في منافسة مع أفلام "العيدية"، لكنه سيعيش أكثر وسيستمر حتى موسم آخر خلافا للأفلام المعتمدة على "فلوس العيدية" التي ستشاهد سريعا وربما تجلب إيرادات عالية في بداية الموسم لكنها بالتأكيد لن تستمر، أما فيلم "الوعد" الذي يحمل نفس "وحيد حامد"، والذي اختلف فيه وعمل بروح الشباب، حيث يعد "وحيد حامد" حالة خاصة جدا فبالرغم من أنه شيخ كتاب السيناريو وأكبرهم سنا بعد رحيل الكاتب الكبير "عبد الحي أديب" لكنه في الوقت نفسه أكثر شبابا من الكتاب الحاليين.
كما اتفق الناقد "محمود قاسم" مع "شومان" في أن "الوعد" هو الميزة الأهم التي اتسم بها موسم عيد الأضحى السينمائي الذي شهد عددا من الأفلام تنوعت بين المغامرة والكوميديا، والتي ضمت مخرجين لأول مرة ومخرجين محترفين.
وقال إن "الوعد" أكد استمرار "وحيد حامد" من بين كتاب جيله الذين اختفوا من الساحة السينمائية مثل "بشير الديك" و"مصطفى محرم"، فضلا عن أن "حامد" نوع نفسه واختلف هذه المرة، رغم احتفاظه ببعض العبارات التي استخدمها من قبل في أفلامه السابقة وتحديدا في فيلم "سوق المتعة". وأشاد "قاسم" بالمخرج "محمد ياسين" لتقديمه الأكشن بشكل جيد ما أعاد إلى الأذهان فيلم "دم الغزال". بينما اعتبر أن بطلة الفيلم "روبي" كان من الممكن أن تؤدي دورها "بسمة" مثلا أو أي بطلة أخرى.
"أحمد عيد" يتحمل الخطأ
في المقابل، خيب فيلم "رامي الاعتصامي" الآمال رغم تناوله قضية شبابية عصرية تمثلت في موضوع "الفيس بوك". وعنه قالت "حنان شومان" إن الفيلم سفه قضية شديدة الثراء، وقطع الطريق أيضا على غيره، فلا هو عالجها جيدا ولا تركها لغيره كي يتناولها بشكل أفضل كما كان ينبغي.
أحمد عيد في "رامي الاعتصامي" وأضافت أنها كانت متوسمة في هذا الفيلم خيرا قبل أن تشاهده، لما يحمله من فكرة جديدة تتطرق لعالم الشباب صاحب القوة الضاغطة من خلال "الفيس بوك"، إلا أنها أحبطت عندما شاهدت الفيلم، لأنه أخذ قضية آنية جدا ومحسوسة جدا وللأسف حولها إلى "هزار".
وأشارت إلى أنه رغم ثراء موضوع "الفيس بوك" وما تتيحه تلك الفكرة من موضوع يصلح أن يكون كوميديا وتراجيديا وسياسيا واجتماعيا، جاء الفيلم ليحول الموضوع إلى شيء سطحي جدا لا هو كوميدي ولا سياسي ولا اجتماعي ولا أي شيء فهو ليس أكثر من حلقة "سيت كوم" والفرق كبير بين هذا وبين الفيلم السينمائي ولكل مقام مقال.
وأعادت أخطاء الفيلم إلى الخانة التي وضع فيها البطل "أحمد عيد"، وما أشيع عنه من خلال أفلامه السابقة بأنه يقدم الكوميديا السياسية وهو في الحقيقة ليس كذلك ولم يكن مؤهلا للقيام بهذا الدور. وحملت "عيد" عيوب الفيلم وأخطاءه، مشيرة إلى أن فيلما كـ"رامي الاعتصامي" يتحمل مسئوليته "أحمد عيد" لأنه أعلى اسم في الفيلم، على عكس فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" الذي يتحمل كاتبه يوسف معاطي ومخرجه وائل إحسان مسئوليته وليس بطله "محمد هنيدي" لأنه العنصر الأضعف بما يدعو إلى التصور بأن البطل في هذه الحالة سمع كلام المؤلف والمخرج، أما في فيلم "أحمد عيد" فالأمر مختلف، معربة عن اعتقادها بأن "رامي الاعتصامي" هو كتابة "أحمد عيد" فهو نفس الأسلوب الذي سبق وكتب به من قبل.
وحول "رامي الاعتصامي" بدا الاتفاق مرة أخرى بين "شومان" و"محمود قاسم" الذي قال إنه لم يتحمل مشاهدة الفيلم كاملا وغادر السينما بعد الجزء الأول، واصفا الفيلم بأنه صناعي جدا، وأحداثه يعتريها المبالغة الشديدة سواء في المواقف أو المشاعر. وأضاف أن "رامي الاعتصامي" أراد فقط أن يلعب على فكرة جديدة مواكبة وهي "الفيس بوك" لكنها فكرة ربما نحكم عليها إذا تناولها فيلم آخر. وأشار إلى أن إيرادات الفيلم جاءت لتثبت ذلك. وحمل كذلك بطل الفيلم "أحمد عيد" المسئولية لأن الفيلم باسم البطل.
"هنيدي" يستسلم لـ"معاطي"
أما فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" فقد استغله النجم "محمد هنيدي" استغلالا جيدا باعتباره الفرصة الأخيرة له – وفقا لرأي الناقدة حنان شومان – ما جعله يلتزم هذه المرة بعمله كممثل فقط دون التدخل في الكتابة.
"محمد هنيدي" في "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" وقالت "شومان" رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها "هنيدي" مع "يوسف معاطي" لكنها المرة الأولى التي يعمل فيها "هنيدي" ممثلا منذ "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، مشيرة إلى أن مشكلة نجوم الكوميديا الشباب هي تدخلهم في كتابة السيناريو "وهم ليسوا مخلوقين لهذا بل ليمثلوا" لكنهم دائما يحاولوا أن يتساووا مع كتاب السيناريو ويكادوا يكونوا هم الكتاب ثم يلجأون لكاتب ما يلضم له الحكاية التي صاغوها بطريقتهم، مؤكدة أن التعامل بين الممثل والكاتب من منطلق الندية لم تكن أبدا في صالح الممثل، لهذا غالبا ما يكرر النجم نفسه ويقدم ما يعتقد أنه يضحك به الناس دائما، وهو ما لا يتقبله الجمهور كثيرا.
وأضافت أن خوف "هنيدي" من أن تكون هذه هي الفرصة الأخيرة له بعد أن تحمله الجمهور وغفر له كثيرا بما لا يسمح بتكرار هذا، جعله يسلم نفسه هذه المرة لكاتب سيناريو ومخرج أقوياء وكان هو الأضعف، وهذا أفضل بالنسبة له، موضحة أن الضعف في حالة "هنيدي" أمر مستحب. وتساءلت "شومان" هل يوسف معاطي ووائل إحسان انتشلوا "هنيدي" بالفعل من حالة الركود التي كان يعانيها؟! علما بأن إيرادات العيد ليست معيارا.
إلا أنها في الوقت نفسه، انتقدت الكاتب "يوسف معاطي"، متهمة إياه بالتكاسل في النصف الثاني من الفيلم الذي شابه ضعف شديد جدا مقارنة بالنصف الأول الذي بدا فيه "معاطي" متحمسا. لكتها أكدت أنه إذا حسبت المسألة بمنطق كنا فين وبقينا فين بالنسبة لـ"هنيدي" فالفيلم جيد جدا.، فهناك موضوع، وهناك فرق في هنيدي بهذا الفيلم عن سابقيه، مع ملاحظة أن يوسف معاطي لم يكن نفسه طويلا ليواصل به إلى النهاية.
وعن أبطال الفيلم الآخرين، قالت "مفيش أبطال" حيث لم يخل مشهد واحد من وجود "هنيدي"، وهذا أيضا مأزق نجوم الكوميديا الذين لا يغيبون عن الشاشة طوال أحداث الفيلم ، رغم أن الفيلم قدم 3 شباب قاموا بأدوار الطلبة بذلوا خلالها جهدا كبيرا لو أفسح لهم المجال لصب الأمر في النهاية لصالح "هنيدي" نفسه إلا أن هذا لم يحدث، بينما تم تقليص أدوار كل الناس وهو أمر سيئ. أما "سيرين عبد النور" فهي مطربة لا أكثر من ذلك، ولا توجد ممثلة أخرى كانت ستقبل هذا الدور.
تمسيخ لا اقتباس
من جهة أخرى، فقد شهد موسم العيد السينمائي فيلمين مقتبسين من آخرين أمريكيين وهما: "حبيبي نائما" المقتبس من "Shallow Hall" و"الدادة دودي" المقتبس من "Mrs. Doubt Fire" لـ"روبين وليامز".
"خالد أبو النجا" و"مي عز الدين" في "حبيبي نائما" وعن مدى نجاح فكرة الاقتباس والتمصير، اعتبر الناقد "محمود قاسم" أن ما جاء عليه الفيلمان يعد تمسيخا وليس اقتباسا، مشيرا إلى الفارق الكبير بين الفيلم الأجنبي "Shallow Hall" والمنقول عنه "حبيبي دائما"، فالجمهور أحب الفيلم الأجنببي حتى لو كان بطله ليس محترفا كنجوم هوليوود الكبار وهو "Jack Black". كما أن الفارق كبير جدا وبعيد للغاية بين بطلة الفيلم الأصلية "Gwyneth Paltrow" و"مي عز الدين" لصالح البطلة الأجنبية بالطبع.
وكذلك فيلم "الدادة دودي" لـ"ياسمين عبد العزيز" المنقول من فيلم"Mrs. Doubt Fire" لـ"روبين وليامز"، موضحا أن فكرة الاحتكاك بالأطفال وما ينجم عنها من مواقف كوميدية مضحكة ليست جديدة على الدراما والسينما المصرية، وتكررت كثيرا.
بينما تميز فيلم "بلطية العايمة" عن غيره هذا الموسم بما وصفه قاسم بـ"عبقرية المكان" وما يسمى بالـ"Back City" أو الجانب الآخر من المدينة، حيث ألقى الفيلم الضوء على مناطق بالإسكندرية غير مألوفة للمشاهد الذي تعود على مشاهد البحر والكورنيش، لينقل الفيلم مناطق عشوائية يعيش بها الفقراء والصيادين، صورت بتميز تفوق فيه مدير التصوير، إلا أن قصة الفيلم تقليدية عن رجال الأعمال الطامعين والراغبين في السيطرة على المدينة من خلال سعيهم للاستثمار في هذا المكان السيء وتعاونهم في ذلك امرأة من تلك المنطقة ثم في النهاية تخرج خالية الوفاض دون أن تطال شيئا.
"أحمد آدم" و"جومانا مراد" في "شعبان الفارس" وعن "شعبان الفارس"، قال "قاسم" إنه فيلم تقليدي، لكنه كوميدي أضحك الجمهور جدا. تميز "أحمد آدم" في نصف الفيلم الأخير، بينما كان "اصطناعيا" في النصف الأول منه. وغابت المنطقية عن الفيلم أحيانا، خاصة المشهد الذي بدا فيه البطل جبانا أمام زوجته يختبئ تحت السري ويرتعش غير قادر على التصدي للحرامي ثم نشاهده هو نفسه شجاعا عندما اختطف ابنه.
ووصف فيلم "المش مهندس حسن" بأنه فيلم شبابي من أفلام العيد يمر بين أفلام هذا الموسم، يدور حول البطل الذي كان يستحق أن يكون معيدا بكلية الهندسة وسرق مجهوده آخر فيحاول إثبات كفاءته.
غياب "الزعيم" أفاد "هنيدي"
وعن غياب نجوم كبار مثل الزعيم "عادل إمام" عن موسم العيد السينمائي، رأت الناقدة "حنان شومان" أن غياب نجوم الكوميديا الكبار هذا الموسم أفاد "محمد هنيدي" جدا بما يعد مكسبا له وفي الوقت نفسه لم يكن أبدا خسارة للنجم الكبير الذي غاب. كما أن عدم نزول "هنيدي" في موسم الصيف – الذي يعتبره السينمائيون فرصة هائلة - كان في صالحه حيث لم يكن ليحصل على أكثر مما حصل عليه في موسم العيد وهو وحيدا في الساحة.
وأشارت إلى أن فكرة المواسم تغيرت وستتبدل تماما في العام القادم بسبب حلول شهر رمضان بالصيف، كما أن إجازة نصف العام – التي ستحل في يناير 2009 – ستشهد أفلاما كثيرة جديدة، مؤكدة أن الأهم من الموسم هو مدى تقبل الجمهور للفيلم فهو الذي يحدد الإيرادات وليس مواسم "الصيف" أو "العيد" فالخريطة ستتغير نهائيا.
بينما رأى الناقد "محمود قاسم" أن الغياب الحقيقي لم يكن لـ"عادل إمام" أو لغيره من النجوم الكبار فهم قدموا ما يكفي، ولكن الغياب بالفعل كان لـ"أحمد السقا" و"كريم عبد العزيز" مثلا وهذا لم يضرهم بل على العكس فليس من المفترض وجود هؤلاء النجوم طوال العام.
وقال إن أفلام 2008 اتسمت بعددها الكبير، حيث بلغت نحو 48 فيلما متنوعا، أتاحت الفرصة للكثيرين. وحسب رأيه فإن أفضل فيلم في عام 2008 هو فيلم "الريس عمر حرب" لما يحمله من فكر ورؤية وما ركز عليه من صراع بين الإنسان والمطلق.

المصدر : اخبار مصر

No comments: