رمضان مبروك أبو العلمين حمودة .. و أزمة التعليم
14/12/2008
فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" محاولة جيدة لمناقشة أزمة التعليم وفساده في مصر بأسلوب خفيف وبلا خطب.
عقد مؤلف الفيلم يوسف معاطي مقارنة بين مدرستين احداهما في الريف والأخري في المدينة واستعرض الانضباط في مدرسة الريف "ميت بدر حلاوة" حيث يوجد بها مدرس اللغة العربية الصلب "بتاع زمان" وصاحب الشكل الخاص في الملبس والشكل عموماً والمنضبط في حياته والذي لا يهمه المال ويخشاه الطلاب ويوقره كل أبناء القرية ويحفظ قصائد الشعر المقعرة.. والمدرسة الأخري لغات خاصة في المدينة وتنتشر فيها الفوضي ويتلاشي فيها دور المدرس في ظل الدروس الخصوصية ويوجد بها الصفوة من أبناء الوزراء ورجال الأعمال وهم المحركون الأساسيون لنظام التعليم بها بل إن وزير التعليم نفسه تقلقه هذه الفوضي التي يشارك في صنعها ابنه.
ويأتي الحل بمبادرة من الوزير الذي يقرر ارسال ابنه إلي مدرسة القرية التي تعلم بها في الريف وتكون هي مدرسة "ميت بدر حلاوة" التي يعمل بها رمضان مبروك المدرس الصارم الذي ينجح في مهمته مع ابن الوزير ويكون ذلك سبباً في الاستعانة به لتحقيق الانضباط بمدرسة المدينة التي ينقل إليها ولكنه يواجه مجتمعاً آخر ومفردات تجعل المشكلة أكبر منه ومن ذلك إقامة حفلات غناء ورقص لمطربة يعشقها الطلاب داخل المدرسة. وجمال الفيلم أنه لم يقدم حلولاً ولكنه طرح المشكلة بكل سلبياتها أمام المشاهد ولكني أهمس في أذن معاطي بأن المدارس الخاصة واللغات متواجدة الآن في غيطان الريف والدروس الخصوصية منتشرة وبعنف فيه. وقد برع هنيدي في دور المدرس بشخصيته المقبولة وحماسه للدور ولم تفلت الخيوط منه حتي عندما ارتبط بمطربة الفيديو كليب التي أدت دورها ببراءة اللبنانية سيرين عبدالنور وتحية للعائدة بقوة ليلي طاهر والمجتهد عزت أبو عوف وجمال اسماعيل بحكمته ونصائحه وأحيي المخرج وائل احسان الذي قدم صورة حية لرسالة الفيلم صال وجال ولم يفلت الايقاع منه إلا قليلاً عند النهاية.
المصدر : الجمهورية
No comments:
Post a Comment